ابناء الحراثين!!!

ابناء الحراثين!!!

أبناء الحراثين

يحكى أن ثلة من الاردنين . من أبناء الحراثين , يممت يوما صوب الصحراء . تبحث عن دفائن الارض ..................... في المكان المحدد لهم من قبل عراف الكنوز المخفية . نصبو خيامهم. وابتدأ العمل .ونزلت الرفوش والمعاول على رحم الأرض . ساعات قليلة ولمع بارق الصندوق . تهافت أبناء الحراثين كل يريد أن يسبق الآخر .. حتى تم فتح باب الصندوق الموعود .. عندها كانت المفاجأة . الصندوق كان يحتوى على عظاما بشرية من الذهب الخالص... العظام كان منقوش عليها .. ( رفات مواطن أردني) خرج بحثا عن رغيف !!! .. وفانوس ذهبي كتب عليه ( فانوس نادر ) .. تلاعب أبناء الحراثين بالفانوس قليلا .. لحظات وتسرب دخان خفيف من الفانوس وخرج مارد ذهبي أيضا .. المارد الذهبي اخذ العظام وانطلق بعيدا وهو يصرخ .. حتى عظام اجدادكم .. حقا عام ... .. أبناء الحراثين عادوا بخفي حنين البالية ..

ويحكى أن نجما ذهبيا كان يصول ويجول في أرجاء العقبة باعتبارة المهم رقم ( 1) .. هذا المهم كان من سياساته المعروفة إغلاق أبواب مكاتبة في الطابق الثاني من مبنى مفوضية العقبة العتيدة , وكان يتعفف عن استقبال أي كان ومهما كان ...

المهم هنا.... هذا المهم انتقل إلى الطابق الثاني أيضا ولكن حيث الدوار الرابع .. أول تصريح خرج به إلى الناس .. انه قرر إتباع سياسة الأبواب المفتوحة ...

انتهى .. الكلام ...

وعود على بدء ......

بين ابناء الحراثين .. والحكومة

الأبواب المفتوحة لا تحتاج إلى قرار .. أبواب الحكومة يجب أن تبقى مشرعة لخدمة أبناء الحراثين اعلاه .. دوائر الدولة يجب أن تكون بلا أبواب ..

لان أبناء الحراثين هنا هم أصحاب الأرض ... ومن يرويها بعرقه ودمه ...

أبناء الحراثين الذين اثقلتم محاريثهم بالضرائب وتكرار الضرائب والرسوم ورسوم الرسوم .. والرسوم الاخرى .. والمبالغ الاخرى .. والضريبة الاضافية .... هم من يدفع .. ومن يدفع له حق العبور حيث دفع ..

نحن يا صاحب الفانوس .. ندفع حين نكون أجنة في بطون أمهاتنا .. نلد مع صرخات الطلق من ثقل الحمل ونموت مع السكرات من ثقل الحمل أيضا .. ندخل المدارس وندفع .. ندخل الجامعات وندفع .. نسير على الطرق وندفع .. على رغيف الخبز ندفع .. على سرير الشفاء ندفع..حين نتكلم ندفع .وحين نسكت ندفع .. حين نخرج ما في البطن ندفع .. حين نغادر الوطن ندفع....... وحين نعود ندفع ..

حين نموت ندفع .. وحين ندفع ... ندفع ضريبة الدفع .. وضريبة الرفع .. وضريبة الهواء .. والسماء .. الف مليون ضريبة .. والف مليون طريقة للدفع .... في كل خطوة هنالك حالة من دفع ..

نعم ... نحن ندفع ..وحين يتخرج ابناءنا بشهادتهم يلفون الدنيا بحثا عن نصف وظيفة .. عن نصف حياة .. نصف رغيف ..

نبحث عن سكن شريف .. عن مستقبل امن ... ما علاقتك بالبحث ؟؟؟.. علاقتك ان ندفع ... وكفى ...

ما علاقتك بجندي يبحث عن عمل بعد التقاعد .. عشرون عاما على ثغور الوطن .. ويخرج للبحث عن عمل .. للبحث عن نصف رغيفا اخر .. لوليد جاء في اخر الوقت ... لمعلم .. يعمل حارسا على ملاهي ابناء الذوات ..

لموظف .. تفصد جبينة عرقا بحثا عن قوت يوم اطفاله ...

أصبحنا عبيد شركات الماء والكهرباء والهاتف .. أصبحنا عبيد تجار اللحوم المجففة والدجاج المسخوط .. وشركات الاسمنت الاردنية سابقا .. الفرنسية لاحقا .. وشركات رؤساء وزارات لصنع حديد البناء .. وشركات هواتف كويتية .. فرنسية .. امراتية .. وشركات طيران ممسوخة مفلسة .. وسلسة فنادق مما هب ودب .. وابراج تعلو .. معفاة من كل رسم وضريبة .. معفاة من ابن حراثا يعمل بها .... أصبحنا أشرعة ممزقة تسير بها مراكبك المشرفة على الغرق ...

يا صاحب الفانوس .. الذهبي .. جاء من قبلك فوانيس كثيرة .. تعددت وتلونت .. وسيأتي من بعدك آلف فانوس ... وفانوس ..

ولكنك أكثرهم لمعانا وبريقا .. انت وحدك كنت نجما كالنار .. انت من باع كهرباء الناس للشركات .. وآبار مياه الامة ..من أمم خطوط الهاتف .. ومؤسسات النقل .. من وضع العقبة كلها على طريق الحرير ... حيث السعد .. والبهاء ...

من راودته نفسه ببيع مدينة الحسين للشباب .. والمدينة الطبية .. وقيل أن المدرج الروماني سيباع بالمزاد .. وقيل أن سقف السيل قد يصبح منتجعا سياحيا .. وقيل أن قلعة السلع ستباع حجرا حجر .. وقيل أن الطريق الصحراوي أصبح يعرض علنا على حيتان اللهف المباح .. في يومك السعيد .. جلبت لنا لحما هنديا وبرازيليا ورومانيا .. ونيوزلنديا .. واستراليا ..وبلغاريا .. وتركيا .. وسودانيا .. وسوريا .. وجلبت كل شوكلاتات العالم .. وكل همبرغر المنافي البعيدة

من هو الذي وضع رقاب أبناء الحراثين تحت سطوة تجار السحت .. وافرز احتكارات قوت الناس .. هذا متخصص بإطعام الناس لحما فاسدا .. وهذا مهمته جلب القمح العابق بجراذين وقمامات العالم ..وهذا مهمته استنزاف قلب الوطن من كل دما يجري .. وهذا يحكم كل متر من الحديد .. وكل كيس من اسمنت ...

كل هذا لماذا .... قيل لرفاهية الوطن والمواطن ..

رفاهية تستلزم فرض ضريبة مبيعات .. ومشتريات على الدواء .. وفرض ضريبة لدعم البطالة .. وضريبة لدعم الجامعات .. وفلس الريف الأبدي .. ودعم المصدرين .. وحماية المستوردين .. ودعم المزارع ... وكفالة اليتيم ..

ممن .. من جيوب الناس ... اتاخذ باليمن .. وتأخذ باليسار ..

في عصرك الذهبي .. ولا أحلى .. شربنا مياه طبريا الملوثة .. أكلنا طعام البواخر الفاسد .. تشمسنا اشعاعات ديمونة .. أدمنا جلطات القلب .. وانفجار الشرايين ..

في عصرك المبجل .. أصبح المواطن بأربعة وظائف .. وأربعة أرجل .. وأربعة عيون ... أصبح المواطن إطار يلف إرجاء الوطن بحثا عن رغيف خبز .. بحثا عن كفاف أطفاله ...

يا صاحب الفانوس .. الذهبي ... هنا كل ما يلمع ذهبا ...

نحن مستعدين للدفع .. تعطف واقبل بالقبض ..لطفا

خذ معولك إلى حيث القبور .. وانبش عظام إباءنا وأجدادنا. عظام ذهبي بامتياز ...

مزادا علنيا على لحية الوطن ..

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج