|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى همس القوافي وبوح الخاطر خواطر , عذب الكلام والخواطر ما يجول في النفس وتنثره الحروف من خواطر ونثر وهمسات عذبه.انثر كلماتك بوحا رقيقا .. فستجد من يقرأ و من يلامس حروفك. |
كاتب الموضوع | م.محمود الحجاج | مشاركات | 5 | المشاهدات | 6959 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2008, 08:33 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
ذكرى رحبل نزار قباني
في الذكرى العاشرة لرحيل امير الشعراء نزار قباني/ شعر لطفي الياسيني .................................................. ....................... ما مات نزار القباني ما زال يقيم بوجداني قد كان سفيرا في مدريد حبيب الشعب الاسباني لم يترك في وطني قطرا الا توجه ... بديوان قد كان يحب فلسطين ويتوق لها من لبنان قد عرى عملاء بلاد باعوا الاوطان لديان قد كان امير منابرنا يتربع فوق الافنان مولده كان دمشقيا قوميا ابن الفرسان اعطى لم ياخذ من احد تاجا وساما نيشاني قد اثرى كل مكاتبنا بالشعر امير الاوزان لم يترك شعبا محتلا الا واساه باحزان بلقيس حبيبته انتقلت لجنان عند الرحمان توفيق الاكبر صبيته قد رحل الابن بريعان قد فجع كثيرا وكثيرا قد ذاق الموت بالوان لكن نزار القباني قد ظل العلم باوطاني لم يترك حزنا لامراة الا شاركها بتفان قد عاش اميرا شاعرنا ذكراه العشر بديواني فاليك امير منابرنا قد جئت اخلد انساني وطنيا كنت تشاركنا اوجاع الزمن العدواني فاليك رفيقي في الذكرى اهديك ورود البستان .......................... لقد القيت القبض على الشعب العربى من المحيط إلى الخليج!" هكذا كان يقول الشاعر الراحل نزار قبانى عندما كان يسأل عن علاقته بجمهور الشعر فى العالم العربى وكان على حق "إذ أنه ولا شاعرا عربيا واحدا استطاع أن يصل إلى قلوب العرب مغربا ومشرقا، وبجميع فئاتهم الأغنياء كما الفقراء، النساء كما الرجال، الكبار كما الصغار، مثلما فعل هو. ويعود ذلك بالأساس إلى أنه ابتكر لنفسه، ومنذ البداية لغة سهلة، بسيطة، سائلة، عذبة، تطير مثل فراشة جذلى لتحط على كل قلب. بالإضافة إلى ذلك، خاطب نزار قبانى الناس بما يفهمون، وخصص شعره لقضاياهم النفسية والعاطفية والاجتماعية والسياسية، وثار على التقاليد البالية، تلك التى تحط من قيمة المرأة بالخصوص. لذا أراد أن يكون صوتها، وصرختها المدوّية، ولسانها المكبوت. فكان شاعر المرأة والحب بامتياز: "يقول عنى الأغبياء إنى دخلت إلى مقاصير النساء.. وما خرجت ويطالبون بنصب مشنقتي لأنى عن شؤون حبيبتي.. شعرا كتبت أنا لم أتاجر- مثل غيري- بالحشيش.. ولا سرقت ولا قتلت...". ومفاخرا بأنه نقل الحبّ من الكهوف المعتمة إلى الهواء الطلق يقول نزار قباني: "يا الهي..! عندما نعشق ماذا يعترينا؟ ما الذى يحدث فى داخلنا...؟ ما الذى يكسر فينا..؟ كيف نرتدّ إلى طور الطفولة كيف تغدو قطرة الماء محيطا ويصير النخل أعلى ومياه البحر أحلى وتصير الشمس أسوارا من الماس ثمينا حين نغدو عاشقينا". بيت "مئذنة الفحم" مع أوائل الربيع، وتحديدا يوم 21 مارس/آذار 1923 ولد نزار قبانى فى مدينة دمشق. وكان والده توفيق قباني، صاحب معمل للملبّس والسكاكر. ويقول نزار قباني، بان بيت "مئذنة الفحم" حيث ولد كان بمثابة المفتاح إلى شعره، والمدخل الصحيح له. فقد كان هذا البيت الدمشقى العتيق شبيها بـ"قارورة عطر" وكانت "شجرة النارنج تحتضن ثمرها، والدالية حامل، والياسمينة ولدت الف قمر أبيض وعلقتهم على قضبان النوافذ وأسراب السنونو لا تصطاف إلا عندنا" كما يقول نزار قبانى فى كتابه البديع "قصتى مع الشعر". ويضيف قائلا: "لقد ترك بيتنا بصماته واضحة على شعري. تماما كما تركت غرناطة وقرطبة واشبيلية بصماتها على الشعر الأندلسي". وفى عام 1945، نال شهادة الحقوق من الجامعة السورية غير أنه لم يمارس المحاماة. وقد ساعدته اللغة الفرنسية التى تعلمها فى الثانوية على اكتشاف كبار الشعراء الفرنسيين خصوصا فيكتور هوجو وشارل بودلير وبول فرلين وبول فاليرى وأيضا كورناى وموسيه والكساندر دوماس. وكان انتحار شقيقته "وصال" بالسم بسبب رفض العائلة تزويجها ممن تحب، حدثا قاسيا على الفتى نزار، بل لعله الحادث الذى حدد الهدف الأساسى لمسيرته الشعرية. وعن هذا الحادث الأليم، كتب نزار قبانى يقول فى "قصتى مع الشعر: "صورة أختى الكبرى وصال وهى تموت من أجل الحب.. محفورة فى لحمي. لا أزال أذكر وجهها الملائكي، وقسماتها النورانية، وابتسامتها الجميلة وهى تموت.. كانت فى ميتتها أجمل من رابعة العدوية... وأروع من كليوباترا المصرية". ويضيف نزار قبانى قائلا: "هل كان موت أختى فى سبيل الحب أحد العوامل النفسية التى جعلتنى أتوفر لشعر الحب بكل طاقاتي، وأهبه أجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتى عن الحب، تعويضا لما حرمت منه أختى أو انتقاما لها من مجتمع يرفض الحب، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟ اننى لا أؤكد هذا العامل النفسي، ولا أنفيه ولكننى متأكد من أن مصرع أختى العاشقة، كسر شيئا فى داخلي.. وترك على سطح بحيرة طفولتى أكثر من دائرة.. وأكثر من اشارة استفهام". شاعر الحب والمرأة بامتياز وفى عام 1944، صدرت مجموعة نزار قبانى الشعرية الأولى وكانت بعنوان: "قالت لى السمراء". وقد أثارت هذه المجموعة حال صدورها موجة عارمة من السخط، وطالب المتزمتون بمحاكمته . ومنذ ذلك الحين، اصبح نزار قبانى شاعر الحب والمرأة بامتياز غير أنه كان يرفض أن يوضع فى زجاجة الحب ويختم عليه بالشمع الأحمر ذلك أن مثل هذا الأمر تحديد ساذج للحب وتحديد ساذج للشاعر أيضا إذ أن الذى يحب المرأة فى نظره يحب وطنا، والذى يحب وجها جميلا، يحب العالم. أما البلاد العربية حسب رأيه فلا ترى الحب إلا من ثقب الابرة ولا تراه إلا من خلال جغرافية جسد المرأة وهو يقول موضحا موقفه من الحب: "الحب عندى عناق للكون، وعناق للانسان، والوطن قد يصبح فى مرحلة من المراحل عشيقة أجمل من كل العشيقات، وأغلى من كل العشيقات". وعن موقفه من المرأة، يقول نزار قباني: "إنى أربط قضية تحرير المرأة بحرب التحرير الاجتماعية التى يخوضها العالم العربى اليوم. إنى أكتب اليوم لانقاذها من أضراس الخليفة وأظافر رجال القبيلة. إننى أريد أن أنهى حالة المرأة الوليمة، أو المرأة "المنسف" وأحررها من سيرة عنترة وأبى زيد الهلالي". غير أن نزار قبانى يرى أنه ليس الرجل هو الذى يحرر المرأة، وإنما المرأة هى التى تحرر الرجل. وها هو يقول فى ذلك: يا امرأة تتمنّى أن أحرّرها/فى حين أبحث عن أنثى تحررني وقد عمل نزار قبانى فى السلك الديبلوماسى ابتداء من العام 1945. وتنقل من القاهرة إلى لندن إلى بيكين ومدريد حيث وقف على أمجاد عرب الاندلس واستوحى من ذلك العديد من قصائده. وفى عام 1948، صدرت مجموعته الشعرية الثانية، وكانت بعنوان: "طفولة نهد". وفى احدى قصائد هذه المجموعة يقول نزار قباني: "وجلست فى ركن ركين تتسرّحين وتنقّطين العطر من قارورة وتدمدمين لحنا فرنسى الرنين لحنا كأيامى حزين قدماك فى الخف المقصب جدولان من الحنين وقصدت دولاب الملابس تقلعين.. وترتدين وطلبت أن أختار ماذا تلبسين أفلى اذن..؟ أفلى أنا تتجمّلين...؟". ولكن، بعد حين يكتشف الشاعر أن تلك المرأة الجميلة تتجمل لسواه وليس له كما ظن أول الأمر، فيقول ملتاعا: "وبدأت أكتشف اليقين وعرفت أنك للسوى تتجملين وله ترشين العطور وتقلعين وترتدين ولمحت طوق الياسمين فى الأرض مكتوم الأنين كالجثة البيضاء.. تدفعه جموع الراقصين ويهم فارسك الجميل بأخذه فتمانعين.. وتقهقهين.. "لا شيء يستدعى انحناءك.. ذاك طوق الياسمين.." أنور المعداوى والأضواء الأولى وفى "قصتى مع الشعر" يقول نزار قبانى بأن صديقه أنور المعداوى كان له الفضل الكبير فى القاء الأضواء الأولى على شعره. وقد تحمّس أنور السعداوى لديوان "طفولة نهد" الذى صدر فى القاهرة، وأقنع الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب مجلة "الرسالة" المصرية بنشر مقال حول هذا الديوان. غير أنّ أحمد حسن الزيات ذبح ديوان "طفولة نهد" من الوريد إلى الوريد كما يقول نزار قبانى ذلك أنه ارضاء للمحافظين والمتزمتين من قراء مجلة "الرسالة"، غيّر اسم الديوان من "طفولة نهد" إلى "طفولة نهر". بعد هذا الديوان، أصبح نزار قبانى معروفا لا فى بلاده سوريا فقط وإنما فى العديد من البلدان العربية الأخرى. وكان واضحا للنقاد ولأحباء الشعر أنه استطاع من خلال الديوانين المذكورين أن ينحت لنفسه لغة خاصة، سماها "اللغة الثالثة"، وفى "قصتى مع الشعر" هو يحدد صفات هذه اللغة الجديدة قائلا: "لن يصل بى الغرور إلى الحد الذى أزعم فيه أننى "اخترعت" لغة.. فاللغة ليست أرنبا يخرج من قبعة الحاوي، ولكننى اسمح لنفسى بأن أقول أننى طرحت فى التداول لغة موجودة على شفاه الناس، ولكنهم كانوا يخافون التعامل بها." الشعر يتخلى عن ارستقراطيته ويضيف نزار قبانى قائلا: "كانت لغة الشعر متعالية، بروقراطية، بروتوكولية، لا تصافح الناس إلا بالقفازات البيضاء ولا تستقبلهم إلا بالقبة المنشأة وربطة العنق الداكنة.. وكل ما فعلته أننى أقنعت الشعر بأن يتخلى عن ارستقراطيته ويلبس القمصان الصيفية المشجرة، وينزل إلى الشارع ليلعب مع أولاد الحارة.. ويضحك معهم، ويبكى معهم.. وبكلمة واحدة، رفعت الكلفة بينى وبين لغة "لسان العرب" و"محيط المحيط" وأقنعتها بأن تجلس مع الناس فى المقاهي، والحدائق العامة، وتتصادق مع الأطفال، والتلاميذ، والعمال، والفلاحين، وتقرأ الصحف اليومية، حتى لا تنسى الكلام.." غير أن انشغال نزار قبانى بالمرأة وبالحب، لم يلهه عن القضايا الاجتماعية والسياسية التى يواجهها العالم العربي. وكان يرى أن الشاعر هو صوت شعبه، وسوطه أيضا فإذا ما انتقده وعرّاه فليس ذلك بهدف الكشف عن عوراته ومساوئه، وإنما لكى يحثّه على النهوض والسير إلى الأمام بدلا من الخنوع والاستكانة والاستسلام لمرض فقدان المناعة. ومحددا رسالة الشعر، يقول نزار قباني: طالشعر ليس حمامات نطيّرها نحو السماء ولا نايا وريح صبا لكنه غضب طالت أظافره ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا". وفى قصيدة أخرى، يقول ساخرا من الوضع الذى عليه الشعر والشاعر فى العالم العربي: "الشعر لدينا درويش يترنّح فى حلقات الذكر والشاعر يعمل حوذيا لأمير القصر الشاعر مخصى الشفتين فى هذا العصر يمسح للحاكم معطفه ويصبّ له اقداح الخمر الشاعر مخصى الكلمات وما اشقى خصيان الفكر". وفى قصيدة أخرى، يقول ساخطا على نفسه كشاعر مجبر على الطاعة والخنوع أمام الحاكم الطاغية والمستبد: "أمارس الركوع والسجود أمارس القيام والقعود أمارس التشخيص خلف حضرة الامام وهكذا يا سادتى الكرام أدور كالحبة فى مسبحة الامام لا عقل لي.. لا رأس.. لا أقدام". وكانت قصيدة "خبز وحشيش وقمر" من أشهر قصائد نزار قبانى السياسية، وأنجحها فنيا، وفيها وصف دقيق لحالة الخمول التى يعيشها العرب حكاما ومحكومين، نخبا وأناسا عاديين، وفى هذه القصيدة البديعة، يقول نزار قباني: "أى ضعف وانحلال.. يتولاّنا إذا الضوء تدفق فالسجاجيد.. وآلاف السلال.. وقداح الشاي.. والأطفال.. تحتل التلال فى بلادي حيث يبكى الساذجون.. ويعيشون على الضوء الذى لا يبصرون.. فى بلادي حيث يحيا الناس من دون عيون.. حيث يبكى الساذجون.. ويصلّون ويزنون ويحيون اتكال.. منذ أن كانوا يعيشون اتكال.. وينادون الهلال: "يا هلال.. أيها النبع الذى يمطر ماس وحشيشا ونعاس.. أيها الرب الرخامى المعلق أيها الشيء الذى ليس يصدق" دمت للشرق.. لنا عنقود ماس للملايين التى قد عطلت فيها الحواس". "هوامش على دفتر النكسة".. والشهرة واثر هزيمة حرب حزيران 1967، نظم قصيدة حملت عنوان: "هوامش على دفتر النكسة" كانت مفصلا جديدا فى مسيرته الشعرية. وفى هذه القصيدة التى جعلت منه الشاعر الأشهر فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج، يقول نزار قباني: "أنعى لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة والكتب القديمة أنعى لكم.. كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه أنعى لكم.. أنعى لكم نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمهْ..". ثم يصرخ قائلا: "يا وطنى الحزين حوّلتنى بلحظة من شاعر يكتب شعر الحب والحنين لشاعر يكتب بالسكين" صورة الوطن.. "بناء سمفوني" وردا على أولئك الذين شككوا فى صدق وطنيته، ونعتوه فى يوم من الأيام بـ"الشاعر الفاجر" كتب نزار قبانى يقول: "إن مفهومى للوطن والوطنية مفهوم تركيبى وبانورامي، وصورة الوطن عندى تتألف كالبناء السمفونى من ملايين الأشياء، ابتداء من حبة المطر إلى ورقة الشجر، إلى رغيف الخبز، إلى مزراب الماء، إلى مكاتيب الحب، إلى رائحة الكتب، إلى طيارات الورق، إلى حوار الصراصير الليلية، إلى المشط المسافر فى شعر حبيبتي، إلى سجادة صلاة أمي، إلى الزمن المحفور على جبين أبي.. من هذه الشرفة الواسعة أرى الوطن، واحتضنه وأتوحد معه. فالكتابة عن الوطن ليست موعظة، ولا خطبة، ولا افتتاحية جريدة يومية تتحدث بطريقة دراماتيكية عن خيوله، وبيارقه، وفرسانه، وأعدائه، الذين "نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب" وعن بطولات أمير المؤمنين الذى يمد رجليه فوق "جفن الردى وهو نائم" "..". من هذه الزاوية المنفتحة على الانسان من الخارج والداخل، اسمح لنفسى أن أقول بصوت عال: إن شعرى كله ابتداء من أول فاصلة حتى آخر نقطة فيه، وبصرف النظر عن المواد الأولية التى تشكله، والبشر الذين يملؤونه من رجال ونساء والتجربة التى تضيئه سواء كانت تجربة عاطفية أو سياسية.. هو شعر وطني" ويفجر موت الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، حزن نزار قباني، فيكتب فى رثائه، أربع قصائد واصفا إياه بـ"الهرم الرابع"، وفى احدى هذه القصائد هو يقول: "قتلناك يا آخر الأنبياء قتلناك ليس جديدا علينا اغتيال الصحابة والأولياء فكم من رسول قتلنا وكم من أمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء فتاريخنا كله محنة وأيامنا كلها كربلاء". وفى نفس القصيدة، وبنفس النغم الساخط الحزين، يضيف نزار قبانى قائلا: "قتلناك يا جبل الكبرياء وآخر قنديل زيت يضيء لنا فى ليالى الشتاء لماذا قبلت المجيء إلينا؟ فمثلك كان كثيرا علينا فليتك فى أرضنا ما ظهرت وليتك كنت نبى سوانا". لكن سرعان ما يستدرك نزار قبانى ليقول بأن البطل لا يموت، وأن الأمل باق، وأن يوم الحرية لابد آت. وها هو يقول: "مازال هنا عبد الناصر فى طمى النيل وزهر القطن وفى أطواق الفلاحات فى فرح الشعب وحزن الشعب وفى الأمثال وفى الكلمات ما يزال هنا عبد الناصر من قال الهرم الرابع مات؟". من شعر الحب إلى شعر السياسة ومعبّرا عن هذا التحول من شعر الحب إلى شعر السياسة، قال نزار قبانى فى أحد الحوارات التى أجريت معه بان هذا التحول ليس تجارة رابحة مطلقا، فالنوم فى عيون النساء حسب رأيه أكثر طمأنينة من النوم بين الأسلاك الشائكة، وتجارة العطر أربح من تجارة الخل، غير أن هذا التحول كان نتيجة هزة داخلية، كسرت كل ألواح الزجاج فى نفسه.. دفعة واحدة، ومن نثارات الزجاج التى خلفتها هزيمة حزيران المرة على أرض حواسه صرخ بصوت آخر. ويضيف نزار قبانى قائلا: "وأريد أن أؤكد أن شعرى السياسى علقنى على أكثر من صليب، وأكثر من حبل مشنقة، إن نصف الأنظمة العربية تقف من شعرى السياسي، موقف العداء والرفض، وتمنع كتبى من الدخول إلى أراضيها. فى حين أنها كانت تدللنى كشاعر حب وتفتح ذراعيها. وقد كان بامكانى أن أتبع مبدأ التقية كما يفعل الباطنيون والجبناء، ولكنى اخترت أن أموت على الطريقة البوذية حرقا، لأننى أؤمن أن الكتابة نوع من الشهادة، وأن الشاعر الحقيقى هو الذى يذبح بسيف كلماته، كما فعل سقراط والحلاج. إننى شاعر اختار المسير دائما على حد الخنجر، وأظن أن النوم على حد الخنجر ليس نوما مريحا، ولا مرغوبا فيه". فى المرحلة الأخيرة من حياته، ظل نزار قبانى مشدودا إلى الموضوعين الأساسيين اللذين ارتبطا بمسيرته الشعرية على مدى خمسين عاما، أى الحب والسياسة. وفى ديوانه "خمسون عاما فى مديح النساء"، يقول فى قصيدة حملت عنوان: "1994": "عندما صمّمت أن أجعلك حبيبتي لم أكن ديمقراطيا – كما ادّعي- ولا حضاريا – كما ادعي- ولا مثقفا – كما ادعى- وانما كنت رجلا يحمل فوق جلده وشم القبائل الافريقية وميراث الف عام من البداوة اننى لا أؤمن بالحب عن طريق البرلمانات ومجالس الشورى والاستفتاءات الشعبية ولا يمكننى أن أحب امرأة بالمراسلة أو بالطرق البيروقراطية فأنا الذى أقرر من تكون حبيبتي وأنا الذى ارسم تقاطيعها كما أريد وأطيل شعرها.. كما أريد وأدوزن خصرها.. كما أريد وأهندس نهدها بالحجم الذى أريد". وفى قصيدة سياسية حملت عنوان: "متى يعلنون وفاة العرب" يقول نزار قبانى وقد امتلأت نفسه غما على ما أصاب العرب من هزائم عبر القرن العشرين: "إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب ففى أى مقبرة يدفنون ومن سوف يبكى عليهم؟ وليس لديهم بنات.. وليس لديهم بنون وليس هنالك حزن وليس هنالك من يحزنون؟". السخرية من الكارهين للحرية وساخرا من العرب الكارهين للحرية، هو يقول: "يختلف العرب على رؤية هلال رمضان.. وعلى عدد أيام شهر الصوم.. وعلى اطلاق مدافع العيد.. ولكنهم متفقون على توقيت واحد.. لاطلاق نار مدافعهم على هلال الحرية". وقبل أن يتوفاه الأجل ازداد تشاؤم نزار قبانى من العرب وأوضاعهم، وبدا وكأنه لم يعد يرى فى الأفق أى بارقة أمل، وهو يكتب أبياتا حزينة تبدو كما لو أنه وصيته: "يا أحبائى وراء البحر هل يوجد وقت عندكم للشعر؟ هل من اذن عاشقة تسمعني؟ هل لديكم خبر عن كبرياء المتنبي؟ وغرور المتنبي وطموح المتنبي أم نسيتم يا ترى هذا المليك الأعظما رحم الله كلاما عربيا لم نعد نشبهه، لم يعد يشبهنا أيها السادة: إنى مستقيل من صراخى واحتجاجى وجنوني مستقيل من فمي، حتى، ومن لون عيوني. فاعذروني لم أعد أؤمن أن الشعر ديوان العرب عندما يصدر مرسوم بمحو الشعر من ذاكرة الناس فماذا سوف يبقى للعرب؟". المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: ذكرى رحبل نزار قباني -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى همس القوافي وبوح الخاطر -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نزار قباني | بطوش | قصائد مغناة | 5 | 14-05-2012 19:09 |
تاريخ الاردن وعشائره/ الحلقة الثالثة - لـ احمد عويدي العبادي | م.محمود الحجاج | منتدى ذاكرة وطن .. وشخصيات اردنيه | 0 | 26-10-2009 21:13 |
نزار قباني '' يا تلاميذ غزة | م.محمود الحجاج | منتدى فلسطين العروبة | 4 | 04-01-2009 14:28 |
من أجمل قصائد نزار قباني | ميس | منتدى الاعمال المنقوله | 1 | 29-12-2008 16:57 |
نزار قباني | ريما الحندءة | منتدى الاعمال المنقوله | 6 | 13-01-2008 14:18 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...