هل الفارق الثقافي بين الزوجين عامل هدم أو بناء لصرح الزوجية

هل الفارق الثقافي بين الزوجين عامل هدم أو بناء لصرح الزوجية

بسم الله الرحمن الرحيم
هل الفارق في المستوى الثقافي بين الزوجين عامل هدم أو بناء لصرح الزوجية ؟

تكلم الكثيرون في شأن الفارق بين المستوى الثقافي والمعرفي بين الزوجين، فهل هو عامل بناء أو عامل هدم لصرح الزوجية في مجتمعنا ؟
وقد برزت في هذا السياق بعض السلوكيات منها السلبي و منها الإيجابي، وتحضرني بعض الأمثلة :
* تصرفات أزواج لديهم ثقافة عالية، و زوجاتهم أميات فبالرغم من إقامة الرابطة الزوجية بينهما على فضائل أخرى غير الثقافة والمعرفة إلا أن، الطرفين يشعران بقلة التجاوب الشيء الذي يظهر في مواقف الازدراء، و الشعور بالنقص والتهميش، والنعت بالتخلف خاصة في حق من ليس لهم نصيب من الثقافة و العلم .
* تصرفات أزواج بينهم فارق كبير في المستوى الثقافي والمعرفي ، إلا أن الحياة الزوجية قربت بينهم بفضل حرصهم وإيمانهم بالتعايش، وتوفر الإرادة والقناعة والرغبة في التغيير عندهم، فحققوا بذلك درجة كبيرة من السعادة .
* تصرفات أزواج على درجة عالية من الثقافة والعلم إلا أنهم لم يحققوا السعادة، وكثيرا ما يضعون حدا لاستمرار حياتهم الزوجية .
هذه حقائق، و مواقف معيشة، وقبل استقراء رأيكم في هذا الموضوع الحساس اسمحوا لي أن أقدم لكم بعض المعطيات:
1- لقد توارى عهد الزواج العرفي الذي كان يعتمد على السماع وعلى ما تنقله الوساطة من أوصاف وسجايا عن شريكة الحياة . ولا ينكر أن هذا النمط من الزواج أنجب الكثير من العظماء و لعظيمات في مجتمعنا العربي عبر تاريخه الطويل، علما أن الجو فيه لا يخلو من سيطرة الزوج .
2- تغير الحال فانتقل الاختيار إلى الاستعانة بالصور وإلى الزيارة والمقابلة ثم إلى السفر والخلوة وما تمخض عنها من ضرر وتعاسة وعزوف، كل ذلك حدث باسم الثقافة والمدنية والتحضر والارتماء في أحضان النمط الغربي المسموم، الذي كرس الإباحية العمياء والتفكك الأسري فانحرفت الرابطة الزوجية المقدسة عن وجهتها الصحيحة في مجتمعنا .
3- لكن عن أي ثقافة وعن أي مثقف نتحدث ؟ أهو الذي يحمل الشهادات العليا من الجنسين ؟ أو هو الذي تحمله الشهادات العليا من الجنسين أيضا ؟
بالطبع كم من أمي ثقفته الحياة أفضل من الذين تحملهم الشهادات، أو حتى من حملتها، إنهم أقرب إلى الفشل في تحقيق السعادة الزوجية من غيرهم، هكذا طالعتنا الحياة أن عامل الثقافة في عصرنا أمر بالغ الأهمية، لكنها ثقافة الحياة المتنوعة و لمتجددة في شتى المجالات، والتي تسمح للفرد بامتلاك القدرة على حسن التصرف في الحياة، خاصة في الإدارة وتسيير شؤون الأسرة والوصول إلى السعادة الزوجية المستقرة هذه السعادة التي تتجلي في :
-1- الابتسامة الدائمة التي ترتسم على شفاه الأطفال الأبرياء وهم ينعمون بدفء ورعاية الوالدين الكريمين المتحابين .
-2- التعاون والتكامل والشراكة بين الزوجين في رحلتهما الشاقة بحثا عن سعادة الأسرة وتأمين حاجياتها ومتطلباتها المتزايدة .
-3- سعيهما المتواصل وجاهدتهما الدائمة من أجل سعادة الآخرين خاصة ذوي القربى من أهل الزوج والزوجة على حد السواء .
إنها الثقافة المستمدة من فضائل القرآن الكريم ومن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المفيد من تطبيقات العلوم الحديثة .


تقبلوا فائق تقديري وأرجوا منكم المشاركة

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج