2008 عام الكاز

2008 عام الكاز

أول أمس تجاوز سعر برميل النفط التسعين دولارا.. ومواطننا لا زال (غايب فيله)، منغمسا في فرجة صندوق العجايب (الانتخابات) ، وافتتاح مقرات المرشحين ،وإبداء رأيه في واجهة الصيوان ،وعدد (المكتّات)، و(الأسكملات)،والكراسي، و''قو الغانمين'' ، والاستماع الى الخطب الإنشائية ، وتناول الكنافة الخشنة بطريقة هندسية فريدة.

شعوب العالم (قايمة قاعدة) بسبب هذا الارتفاع ، و5 ملايين أردني يتكئون على مخداتهم طوال النهار و إبريق الشاي مضيفهم الدائم ، يحللون يخمّنون ،يتوقعون ، يراهنون ، أن العشيرة الفلانية (ستصبّ) أصواتها مع المرشح الفلاني ، فيحتد الآخر و(يصبّ) كأس شاي ويشعل سيجارة ويراهنه أنها (ستصبّ) مع المرشح العلاّني..الملايين تهدر وترمى على شكل قماش وصور وكرتون وورق وضوضاء وكلام معلوك سنكون بأمس الحاجة إليها في أقل من شهرين..ما الفائدة من كل هذا الحشد والتأييد، ان نجحوا جميعاً وسقط (الاقتصاد) لا سمح الله؟؟..

سعر البرميل وصل التسعين دولاراً يا عالم!! سعر البرميل وصل التسعين دولاراً يا ناس !! يا الله لو بإمكاني أن أطرق أبوابكم باباً باباً أفزعكم من نومكم ، أخرجكم من أسرّتكم ،ازرّر بيجاماتكم ، ثم اشرح لكم أن شتاءنا قارس ، ووضعنا قارس ،وفقرنا قارس، واقتصادنا قارس..لو أعرف أرقام هواتفكم..لشحنت بطاقة (أم المليون) واتصلت بكم جميعاً، وشرحت لكم أن القادم صعب وصعب جداً أكثر مما تتخيلون..لو بإمكاني أن أضبط أجهزتكم الخلوية على وضع التذكير : 2008 (عام الكاز)..لتصحوا من غفوة الهدر هذه..

كيف سأثير اهتمامكم وأجعلكم تنصتون اليّ بشغف ؟ هل أحضر فرشة بليلة وأتقمص دور ''أبو غالب'' وأصيح بأعلى صوتي '' بليلة بلبلوكي'' و'' بترول بترلوكي'' حتى تنشدّوا لما أقول وتتابعوا حركات يدي ونظرات عيني وتتفاعلوا معي ..اسمعوني جيداً ! اعتبروا هذا العالم (حارة أبو شهاب) و اعتبروا (الأوبك) أبو النار ، أما أنا فاعتبروني (أبو غالب) وحاولوا أن تصدقوا ما أقول: سعر البرميل سيصل المئة دولار..ان لم تشدّوا الأحزمة على ضمائركم قبل بطونكم ..وترحموا هذا الوطن وتعينوه على القادم..ستضطرون للنوم مثل السنونو وانتم تفرشون أجنحتكم على صغاركم وقاية من البرد والفقر..أقولها للمرة الألف هذا الشتاء قارس قارس..فاحترسوا...

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج