http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/444466664.jpg


العودة   شبكة ومنتديات صدى الحجاج > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى العام
أختيار الاستال من هنا

روسيا اليوم الجزيرة ناشونال جيوغرافيك المملكه رؤيا الاقصى الكوفيه الرياضيه عمون يوتيوب مركز رفع الصور  

المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) .

الاديان في الاردن

لطالما مكثت قضيّة الحريّة الدينيّة ، و لا زالت تمكث ، ضمن الدائرة المحرّم الاقتراب منها في عالمنا العربيّ . و لطالما بقيت بعض القضايا السريّة لأناس غيّروا دياناتهم حبيسة

 
كاتب الموضوع ابو قنوة مشاركات 7 المشاهدات 8511  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 24-03-2009, 13:41   رقم المشاركة : ( 1 )
شخص عادي "

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/23.gif


الاوسمة



 
لوني المفضل : Blue
رقم العضوية : 167
تاريخ التسجيل : 19 - 3 - 2008
فترة الأقامة : 6096 يوم
أخر زيارة : 22-10-2024
المشاركات : 4,773 [ + ]
عدد النقاط : 141
الدوله ~
الجنس ~
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابو قنوة غير متصل

افتراضي الاديان في الاردن



لطالما مكثت قضيّة الحريّة الدينيّة ، و لا زالت تمكث ، ضمن الدائرة المحرّم الاقتراب منها في عالمنا العربيّ . و لطالما بقيت بعض القضايا السريّة لأناس غيّروا دياناتهم حبيسة أدراج المحاكم و دوائر الأحوال المدنيّة منتظرة أن تجد طريقها للحلّ ، أو على الأقلّ ، لحيّز النور .

و إذ تنتهز أميركا ، لتحقيق مصالحها الاستراتيجيّة ، نقاط الضعف التي تضمّها بعض الدول العربيّة و الإسلاميّة ، فإنّها لطالما عزفت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر على أوتار الحريّات الدينيّة المسلوبة في العالمين العربيّ و الإسلاميّ . داعية و بشدّة لضرورة ترك الحريّة لمن يرغب في الردّة عن دينه و اعتناق آخر ، كما ترك الحريّة و تسهيل الإجراءات في الحالات التي يرغب فيها الطرفيّ المختلفيّ الديانة في الزواج .

و إذ ألمح هذا التقرير ، الذي يصدر عن وزارة الخارجيّة الأمريكيّة ، إلى الأردن التي قيّم الحرية الدينيّة فيها ب "المتجاهلة لحقوق الطائفتين الدرزيّة و البهائيّة" ، فكان لابدّ من القرب من واقع الحريّات الدينيّة في الأردن على صعيد القطبيّ الأقوى المسلمين و المسيحيّين ، مع استعراض شيء من تجارب " تغيير الديانة " ما بين هذين القطبين و ما يحفل به هذا التغيير من عقبات قانونيّة و اجتماعيّة مرويّة على لسان أصحابها . كما وجب التحقّقّ من سؤال :التبشير في الأردن .

أمّا القضيّة التي نوّه إليها التقرير الأمريكي فيما يتعلّق بالطائفتين الدرزية و البهائيّة فلا تعدو بنظر الكثيرين عن كونها قضيّة عدم ذِكر هاتين الطائفتين في بطاقة الأحوال المدنيّة و استبدال خانة الديانة لأتباعهما ب :"غير ذلك" ، من غير أن يعتبروها ترقى لمستوى الأولويّة الذي تحتلّه كلتا الديانتين الإسلاميّة و المسيحيّة كأبرز ديانتين تفرضهما تركيبة المجتمع الأردنيّ .

تجارب في تغيير الديانات في الأردن

تروي (مها شحادة ) التي تنحدر من "عائلة مسيحيّة حيفاويّة ذات مستوى اجتماعيّ عالٍ" بالإضافة لكونها "عائلة مسيحيّة متديّنة أحد أفرادها هو ثاني أعلى مرجعيّة دينيّة مسيحيّة فلسطينيّة في حقبة التسعينيّات " تروي تفاصيل اعتناقها الإسلام منذ ما يربو على العشرين عاماً.

تشير مها ، التي تحتلّ الآن منصب رئيسة لجنة أحد أكبر المراكز القرآنية في منطقة عمّان الغربيّة، و التي تمتهن الدعوة حاليّاً ، عدا عن تحضيرها رسالة الماجستير في موضوع "غرس حبّ الله في الأطفال عن طريق التفكّر و أسماء الله الحسنى " ، إلى كون رحلتها مع الدين الإسلاميّ قد ابتدأت مبكّراً عندما كان عمرها في ذلك الحين "ستة عشر عاماً " لتتدرّج لديها مرحلة التفكّر و القراءة في الدين الإسلاميّ و مقارنته بالدين المسيحيّ إلى عمر "الثمانية عشر عاماً عندما أعلنت إسلامها و ارتدت الحجاب و هي في سنتها الجامعيّة الأولى في تخصصّ الحاسوب ".

و تسرد مها بداية التفكّر في مدى صحّة ديانتها المسيحيّة على الرغم من كونها كانت طالبة في مدرسة الراهبات في ذلك الحين ، حيث تقول : "كنت أحتلّ أعلى المراتب في جميع الموّاد الدراسيّة و النشاطات التي تنظّمها مدرستي و كنت أردّدّ منذ الصغر أنّني أريد كذلك أن أعتنق الدين الأصحّ". و تتابع قائلة : " نمت لديّ الرغبة في التحقّقّ بداية من صحّة وجود الله فابتدأت بالتفكّر في كلّ شيء من حولي ابتداءً بنفسي و انتهاء بكلّ ما حولي فاهتديت بداية لكون العقل و المنطق يفرض صحّة نظريّة وجود الله " . و تزيد قائلة : " بعد أن أقررت بصحّة وجود الله ابتدأت أبحث عن الدين الأصحّ الذي يرتضيه الله ، فجلبت و على الرغم من صغر عمري كتباً كثيرة من مكتبة عبد الحميد شومان و كانت هذه الكتب تتناول الأديان السماويّة الثلاثة اليهوديّة و الإسلام و المسيحيّة".
و عن استبعادها لخيار الديانة اليهوديّة تشير " قلّما يرحّب اليهود باعتناق ديانتهم كما لا يقدّمون عنها ما يكفي من معلومات عقلانيّة مقنعة ، عدا عن امتطائهم ذريعة الدين لتبرير إجرامهم الدمويّ" فكان من جرّاء ذلك أن "استبعدت الديانة اليهوديّة ، لتبقى الدراسة و الموازنة قائمة ما بين الديانتين الإسلاميّة و المسيحيّة ".
و تشير لكون "الكفّة الإسلاميّة كانت قد رجحت بعد طول تمحّص و قراءة " ، كما تذكر مها شيئاً من الدلائل التي ثبّتت لديها فكرة أنّ "الإسلام هو دين الفطرة" حيث تأمّلت في يوم كامل انفردت فيه بالخيال المجرّد ما يلي : " تخيّلت ذاتي قد وُلِدتُ في جزيرة نائية لا يوجد فيها من يوجّهني لأيّ ديانة ، و تخيّلت أنّي قد كبرت و بدأت أتأمّل في هذا الكون ، حينها وجدت أنّ تفكيري سيقودني لحتميّة وجود من خلق هذه الجزيرة بكلّ طبيعتها و بكلّ ما يعتريها من ليل و نهار و طقس ، حينها سأستدلّ على أنّ الله واحد من غير أن يحدّثني أحدهم بالإسلام ، في حين أنّي لن أهتدي مطلقاً لما تنصّه المسيحيّة من كون الله ثالث ثلاثة الأب ، الابن ، الروح القدس ".

دلالة ثانية تسوقها مها فيما يتردّدّ عن قناعات المسيحيّين" بأنّ الله ثالث ثلاثة ، و بذات الوقت اعتقادهم أنّ المسيح عندما صعد ذات مرّة للسماء جلس بجوار الله ، فكيف يجلس المسيح (الابن) بجوار الله (الأب) إذا كانوا يعتقدون أنّ الأب هو ذاته الابن هو ذاته الروح القدس ؟".

و تشير مها لكونها كانت "تدوّن جميع الاستنتاجات التي تصل إليها عبر تأمّلها " عدا عن تأديتها للصلاة بالخفية و قبل أن تفصح بإسلامها علناً . حيث تقول : "لم تكن لديّ ملابس للصلاة فكنت أصلّي واضعة قميصاً فوق رأسي و مرتدية لرداء طويل ذا أكمام " .

و تذكر مها الحدّ الفاصل في تجربة إسلامها قائلة : " عندما التحقت بالجامعة كنت أرنو للمصلّيات كيّ أستفسر أكثر عن الدين لأنّ من أكثر ما كان يؤلمني في المرحلة السابقة ، أيّ المرحلة المدرسيّة ، غياب المسلمين من حولي بما ألقى على كاهلي عناء البحث و التقصّي فرديّاً ". و تتابع قائلة : " و عندما استنجدت بفتيات المصلّى زوّدنني بغطاء صلاة و أصبحت أصلّي بينهنّ ، إلى أن جاء اليوم الذي كنت أدرس فيه عند إحدى صديقاتي فاتّصلت أمي على بيت هذه الصديقة تستشيط غضباً لأنّ جماعة من المسيحيّين كانوا قد رأوني أرتدي الحجاب في كلّ ليلة عندما أركب سيّارتي و أتّجه لصلاة العشاء في المسجد و بعد تتّبعهم لي اكتشفوا أنّي قد أسلمت و أخفيت الأمر ".

و تزيد مها قائلة : " عندها أيقنت أنّ لحظة المواجهة قد حانت فلم أعد للمنزل و لجأت لكليّة الشريعة و لم يكن في مكتبه حينها إلاّ أستاذ الشريعة الدكتور بسّام العموش الذي احتميت به و طلبت تأميني في مكان آمن فابتدأ باتّصالاته الواسعة ليودعني حينها في بيت النائب السابق ليث شبيلات الذي أواني ليلتها بين أفراد عائلته ".

عندها " طلبني أهلي في اليوم الثاني من محافظ مدينة عمّان الذي أحضرني للقائهم لينفجروا بالبكاء عندما دخلت عليهم مرتدية الحجاب و الجلباب ، عندها تعهّدوا أمام المحافظ بعدم المساس بي و إلاّ فغرامة ماليّة كبرى ستطلبها الدولة منهم ، و عندما عدت معهم لم يألوا سبيلاً في محاولتهم حملي على العدول عن الإسلام ، فجلبوا لي القساوسة و المبشّرين ليحاوروني و لم أصبُ لما أرادوه فكانت النتيجة طردهم إيّاي في هذه المرة إلى الشارع ".

تتنهّد مها بحرقة و هي تستذكر هذه اللحظات التي "هامت بها على وجهها في الشوارع حاملة حقيبتها الجامعية التي كان فيها الكتب الدراسيّة و غطاء الصلاة و المصحف بينما كانت ترتدي جلبابها و حجابها الكامل ". و تشير لكونها جلست منذ يومها و إلى ما يزيد على الستة أشهر ما بين منزل ليث شبيلات و منزل أهل صديقتها و هم من عائلة (عابدين) .
و تزيد مها قائلة أنّ في تلك الأثناء تقدّم إليها شاب متديّن خطبها من شبيلات و عابدين ، فكانت موافقتها "التي أنهت سلسلة طويلة من تشتّتّها ما بين بيت هاتين العائلتين التي تدين لهما بالجميل لآخر يوم في عمرها ، كما كان هذا الزواج هو بداية فقدان أهلها الأمل في عدولها يوماً عن الإسلام ". و تشير مها لكون "العلاقة قد عادت بينها و بين أهلها عندما أنجبت ابنها الأوّل ، و عادوا للتزاور و التواصل و لكن شريطة عدم القرب من دينها و دين زوجها و أولادها ".

قصص كثيرة كنت قد عاقرتها في خضمّ بحثي عن حالات إسلام لمن كانوا يوماً مسيحيّين ، و لعلّ تجربة مها شحادة من أكثرها تأثيراً و دقّة . أمّا في حالات بحثي عن العكس و هو تنصّر من كانوا يوماً مسلمين ، فلم يسعفني الحظّ لالتقاء أحدهم وجهاً لوجه نظراً لخوفهم الشديد من التصريح عن أنفسهم . و لعلّ الأمين العام لمطرانيّة اللاتين الأبّ حنّا كلداني قد أسدى لي قمّة الممكن في هذا الحقل الشائك و هو إيراد قصص بعض المتنصّرين من غير مقابلتهم .
إحدى هذه القصص كانت لشابيّن أحدهما يمنيّ و الآخر سوريّ قدما لكلداني طالبين منه تغيير ديانتهم للمسيحيّة ، إلاّ أنّه و على حدّ قوله لهما لم يشجّعهما على ذلك و قال لهما " ليس بالضرورة أن ترقى رغبتكما في تغيير دينكما إلى حدّ تحمّلكما تبعات القرار الصعب " و يزيد أنّه " رفض رغبتيهما و طلب منهما حلّ هذه المشلكة في بلديهما و ليس في الأردن ".

قصّة أخرى يسوقها الأب كلداني في سياق انتقاده " لثغرات القانون الأردني الذي لا يسمح بتغيير الديانات " حيث يقول : " حدث أن جاءتنا مسلمة متزوّجة من مسيحيّ متوفّي في الخارج و عندما أرادت أن يحصل أولادها على حقّهم في الميراث لم يسمح لهم القانون الأردني و طالبهم باعتناق الإسلام على اعتبار أنّ والدهم قد أسلم ليتمكّن من الزواج بمسلمة " و يزيد : "على الرغم من تأكيد الأمّ أنّ زوجها المتوفّى لم يسلم و بالتالي أولاده مسيحيّون ، إلاّ أنّ القانون لم يسمح و لازالت القضيّة عالقة ".

و يقرّ كلداني بأنّ "هناك حالات كثيرة لشباب و فتيات يأتون للتنصّر بينما يصدّهم قائلاً: "حلّ مشكلتكم ليست لديّ بل في دائرة الأحوال المدنيّة و القضاء ". و هو ما أكّده مصدر فضّل عدم ذكر اسمه في مطرانية الروم الأرذوكس عن حالات كثيرة تأتي في هذا الصدد "و يُرفض التعاطي معها بأيّ شكل كان ".

من جهتي ، كنت في سعيي للاقتراب من حقيقة السيناريو الذي يحصل ، قد اتّصلت بإحدى المحاكم الكنسيّة لأطلب من قاضي كنسي استشارة في مجال تغيير ديانتي ، حيث ادّعيت أنّني أريد الزواج من شابّ مسيحي بينما القوانين لا تسمح لي ، فكان بعد صمت طويل قد أشار عليّ إمّا "بضرورة العدول عن قرار الارتباط بهذا الشاب المسيحيّ أو أن أهرب للخارج و خصوصاً لسوريا أو قبرص و أن أغيّر ديني هناك و أتزوّج و أقضي عمري هناك من غير التفكير بالعودة لأنّ ذلك سيشكّل خطراً عليّ ".

كما كانت مها شحادة قد أشارت لي بأنّها منذ مدّة ليست بالطويلة كانت قد "أنقذت شابّاً و فتاة في عمر المراهقة قبل أن يقعوا ضحيّة في براثن مبشّرين تسلّلّوا لحياتهم في ظلّ سفر الأهالي للخارج ".

كما تردّدّ منذ مدّة أنّ إحدى مدارس الصمّ و البكم في الأردن تضمّ شباباً و فتيات متنصّرين ، مع أنّه لم يتسنّ لي التحقّقّ من ذلك في داخل هذه المدرسة نظراً للاحتياطات السريّة التي تغلّف الظاهرة .
التبشير بالمسيحيّة و الدعوة للإسلام

على الرغم من النفي القاطع الذي نفاه الأبّ حنّا كلداني عن صحّة ما يتردّدّ حول التبشير في الأردن ، كما تأكيده أنّ ذلك و إن حصل فهو من "مساعي الكنيسة الأمريكيّة البروتستانتيّة التي تهدف من ذلك لنشر سيطرتها عبر الدين ". إلاّ أنّ دلائل كثيرة تشير لصحّة وجود التيّار التبشيري في الأردن .

حيث تمّ لي التحقّقّ من إحدى المستشفيات في منطقة المفرق التي تردّدّ من قِبل كثيرين أنّها "تبشيريّة" ، عبر أكثر من مراجع لها و عبر إحدى الموظّفات المسلمات هناك و التي فضّلت عدم ذكر اسمها لحساسيّة الموقف .

فهاهو (أبو محمد) العجوز السبعينيّ الذي يروي و ابنه الخمسينيّ تفاصيل ما حدث في هذا المستشفى . حيث يعاني أبو محمد من أزمات صدريّة خانقة تعتريه ما بين الحين و الآخر "ما جعل كثيرين من معارفه ينصحونه بالتوجّه لهذا المستشفى ذا الخدمات الطبيّة العالية فكان ذلك " . و يتابع أبو محمد و ابنه قائلين : "يستقبلك الممرّضون و الأطباء بكأس العصير و الماء البارد و يريحونك على أريكة وثيرة في جوّ دافئ شتاء و بارد صيفاً و يقدّمون لك أعلى درجات العلاج مقابل مبلغ رمزيّ و يؤمنّون لك الدواء مقابل إنجيل صغير و كتيّبات دينيّة مسيحيّة يهدونك إيّاها عندما تهمّ بالخروج مرفقين معها رقماً للاتصال إن أحببت الاستفسار أكثر ".

الموظّفة في هذا المستشفى أقرّت بكلّ ذلك . و زادت تفاصيلاً أخرى قائلة : "مهما كان التشخيص و المرض فلا نأخذ أكثر من دينار للحالة الواحدة و نؤمّن الدواء في معظم إن لم يكن في كلّ الحالات ".
إلاّ أنّ هذه الموظّفة المسلمة لا ترى ضيراً في ذلك ، فهي تؤكّد أنّ هؤلاء يعلمون أنّها مسلمة و مجموعة من الممرضات كذلك ، إلاّ أنّهم "يعاملوهنّ باحترام مضاعف كما جميع المرضى المسلمين ، و هم يقدّمون هذه الأناجيل و الكتيّبات و لا يجبرونك على أخذها فهم يحترمون حريّتك الشخصيّة ".

باحثة إسلاميّة في هذا الحقل و أستاذة محاضرة في جامعة العلوم التطبيقيّة ، فضّلت هي الأخرى عدم ذكر اسمها ، سردت عليّ تجربتها مع المبشرّات في إحدى الجامعات الأردنيّة حيث تقول : " بينما كنت لا أزال في مرحلة البكالوريس و الماجستير وردت إليّ عبر طالبات يسكنّ في سكن الجامعة أخباراً مفادها أنّ إحدى المبشرّات تواظب على عقد حلقات تبشيريّة لطالبات مسلمات ، فما كان منّي إلاّ أن توجّهت إلى هذه الحلقة و حاججت هذه المبشّرة و أبلغت عنها عميد كليّة الشريعة الذي طالبني حينها بالاتصال به فور عقدها حلقة تبشيريّة أخرى لينقضّ عليها و أمن الجامعة بالجرم المشهود ، إلاّ أنّ هذه المبشّرة أحسّت بالخوف من محاججتي لها فأخبرت الطالبات بأنّها ستأتي إليهنّ في السكن بعد اليوم ". و تشير هذه الباحثة لكون "الطالبات اللواتي كنّ ينصتن لها ، كنّ يأتين من باب العلم و حب الاستطلاع" إلاّ أنّه بنظرها " هنا يكمن الخطر ، حيث من الجنون أن تنساق لمناظرات دينيّة و حلقات تبشيريّة لأيّ ديانة أخرى بينما أنت لا تعلم من دينك الكثير ، فتكون ردّتك عن دينك من غير منطق و لا علم ".

و تشير هذه الباحثة لكونها قد "بحثت في أكثر من محكمة ، بعد أخذها كتاباً رسميّاً من جامعتها في ذلك الحين، عن قضايا مسلمين قد تنصّروا فلم تعثر إلاّ على قضيّة واحدة في محكمة وادي السير تعود لفتاة تطعن في اتّهام إخوتها لها بالتنصّر ، مؤكّدة أنّها لا تزال مسلمة إلاّ أنّ إخوتها يريدون حرمانها من الميراث ".

هذا ما كان في جانب التبشير ، فيما الدعوة الإسلاميّة تشهد ضعفاً ملفتاً للنظر بين صفوف المسيحيّين . و هو ما أكّده غير واحد من المسيحيّين الذين استطلعت آرائهم ، حيث نفى ثمانية منهم أن يكونوا في يوم ما قد تطرّقوا حتّى لهذا الحديث مع مسلمين أيّاً كان المبادر ، بينما أكّد اثنان منهم أنّهم يتطرّقون لموضوع الديانات في أحاديثهم عبر "غرف الدردشة في الانترنت" بالإضافة لتحاورهم مع "أصدقائهم المسلمين في أمور دينيّة عامّة تتعلّق بكلا الطرفين " . و هو ما أكّدته مها شحادة ، التي تحّدثت سالفة عن قصة إسلامها ، التي كان من أبرز تحدّياتها غياب الدعاة المسلمين ، كما تنقل كذلك على لسان مسيحيّين أسلموا "غياب الدعاة الإسلاميّين بين صفوف المسيحيّين لا سيّما خارج الجامعات ". و تبرّرّ مها ذلك ب " الرهبة من القرب من المسيحيّين خوفاً من تعرّ ض الدعاة لمساءلة أمام القانون أو اتهامهم بعدم احترام حريّة الأديان ".

بينما تؤكّد الباحثة التي تحدّثت عن التبشير في الجامعات ، لكونها و مجموعة من زميلاتها كنّ يسعين للدعوة "من غير تخصيص" ، و تشير لكونهنّ كنّ "يلجأن لدعوة الطلبة الأجانب في مراكز اللغات الجامعيّة لكونهم أقلّ حدّة حتّى و إن رفضوا قبول الأشرطة الدينيّة التي كنّا نوزّعها بالإنجليزيّة ".


تغيير الديانات في القانون الأردني

باتّصال لي مع القسم القانونيّ في دائرة الأحوال المدنيّة الأردنيّة ، كان قد أشار أحد الموظّفين و الذي رفض ذكر اسمه لكونه لم يأخذ تصريحاً من ربّ عمله ، إلى كون الإجراءات "سهلة" لمن يريد اعتناق الإسلام ، بينما هي "معدومة" لمن أراد الردّة عن الإسلام .

و يشرح تفاصيل اعتناق الإسلام قائلاً : "يذهب من يريد الإسلام إلى قاضي القضاة و يطلب ما يسمّى حُجّة إسلام ، ثمّ يأتي إلينا فنُعدّل له بطاقة الأحوال المدنيّة و نسجّله مسلماً و يأخذ منذ يومها فصاعداً حقوق المسلمين كافّة من زواج و ميراث و غيرها ".

و على الطرف المقابل يشير "لعدم تجرّؤ أحد المتنصّرين على القدوم لدائرة الأحوال و إعلان ذلك ، لأنّه سيُحسب منذ يومها فصاعداً مرتدّ و إن لم يُقم عليه الحدّ ، كما يُحرم بحسب القانون من الميراث و الزواج من مسلمة ".
و يشير لكونه و إن أُبرِم عقد زواج لمختلفي الديانات أو غيّر أحدهم ديانته في خارج الأردن "فلا يُعترف بذلك من قبل الدولة و لا يجري على أساس ذلك أيّ إجراء ". و يزيد قائلاً : " حتّى من أسلم فلا يسمح له بالعودة للمسيحيّة مجدّدّاً بحسب القانون ".

و يقرّ بأنّ خانة الديانة في بطاقة الأحوال المدنيّة هي واحدة من ثلاثة فقط " الإسلام ، المسيحيّة ، غير ذلك ".


تغيير الديانات في عيون رجال الدين

في متابعة لحديث الأبّ حنّا كلداني عن الحريّات الدينيّة في الأردن ، كان قد واصل "امتعاضه و غضبه العارم " مبرّرّاً إيّاه بالحرص على "صورة الأردن في المحافل الدوليّة" . فمن وجهة نظره أنّ "التضييق على الحريّات الدينيّة يتعارض و بشكل صارخ مع مبادئ حقوق و كرامة الإنسان ".


و يشير كلداني كذلك إلى " استغلال الكثير من الدعاة و رجال الدين ، بغضّ النظر عن ديانتهم ، لحالات ضعف لأناس كثيرين ، ليتسلّلّوا من خلالها لتغيير دين هؤلاء ". فيضرب مثالاً بمن يلجأ "للمرضى أو اليتامى أو ذوي الحالات الخاصّة أو المغتربين لا سيّما الصغار في السنّ ، فيغسل أدمغتهم و يحملهم على الردّة عن دينه و اعتناق دين آخر". و هو ما يراه كلداني :" سوء فهم لموضوع الدين ، كما استخفاف بقدر الله و الدين أيّاً كان . حيث أنّ المسألة ليست حشد لأعداد أكبر من المعتنقين ، فالمعتنق الجديد لن يهزم دينه السابق كما لن يقوّي شوكة دينه الجديد بل مسألة دينه هي مسـألة شخصيّة بحتة ".

و يشير كلداني لكون الدين المسيحي يطلب ممّن يريد اعتناقه أن "يدرس الدين المسيحي لسنة كاملة و يتدبّره ثمّ يعلن نصرانيّته ". و يرى كلداني أنّ كثيرين هم من يغيّرون دياناتهم "ليحصلوا على مكاسب دنيويّة من زواج و ميراث و غيره" ، و هو ما يؤكّد من وجهة نظر كلداني "خطأ المعادلة في مجتمعنا ، فلماذا أحمل شخصاً على امتطاء الدين لتحقيق مصالح دنيويّة لم تترك له الدولة فيها مجالاً إلاّ بتغيير الدين ؟! " .

و يرى كلداني ، المتخصّصّ في التاريخ الإسلاميّ ، أنّ حدّ الردّة في زمن الرسول صلى الله عليه و سلّم كان في مكانه الصحيح ، حيث كان الإسلام لا يزال في مهده كما كان يحتاج حماية من نوع خاص نظراً لكون الإسلام كان يتداخل مع السياسة في تلك الفترة ، ما جعل المرتدّ عن دينه في ذلك الحين كالذي "يخون دولته في العصر الحاضر".

و يناشد كلداني إطلاق الحريّة الدينيّة في مجتمعنا الأردنيّ ، فهو يرى أنّ "الدين الإسلاميّ دين قويّ لا يُخشى عليه فهو منذ أربعة عشر قرن ، كما أنّ أعداد معتنقيه هائلة و لن يؤثّر فيه عدّة أفراد أرادوا تركه ". و يرى كلداني أنّ " إضفاء الحريّة الدينيّة على مجتمعنا سيزيده رونقاً ، و سيزيد أفراد كلّ الديانات مصداقيّة عالية " ، و يضرب مثالاً على "المسلم الذي يصوم و يصلي في دول أجنبية من غير رقابة القانون و على الرغم من كونه يسبح عكس التيّار ، فهو يفعل ذلك لكونه يقتنع عقلانيّاً و إيمانيّاً بالإسلام من غير سيف القانون ".

من جهته يشير أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنيّة و المتخصّصّ في حوار الأديان من جامعة مانشستر في بريطانيا الدكتور بهجت حباشنة إلى صحّة كلّ ما قاله الأبّ حنّا كلداني . حيث يردّدّ حباشنة مقولة : "ترك باب الحريّات الدينيّة مفتوحاً سيكون في صالح المسلمين بالدرجة الأولى ، حيث سيذهب من عندنا سفهاؤنا و يأتي إلينا عقلاؤهم " . موضّحاً : "من لا يرق له الإسلام فلسنا بحاجة إليه و لا لتمثيله الإسلام خوفاً من سيف القانون".

و يستغرب حباشنة من مجتمعنا الذي "يترك الشيوعي و شأنه برغم أنّه يكفر بالله بينما يلاحق من يلتحق بديانة أخرى".
كما يسرد حباشنة عدّة قصص عن إسلام نصارى في الأردن على مدار خبرته التي تصل إلى خمسة و عشرين عاماً في هذا الحقل ، و لعلّ من أهمّها "قصّة الطلاّب الروس و الألبان و الأوروبيين الذين قدموا في بعثة لجامعة آل البيت في مطلع التسعينيّات و كانوا تقريباً أربعين طالب كلّهم نصارى ، و على الرغم من احتجاج أهالي المفرق على ملابسهم و هيئتهم عندما أتوا ، إلاّ أنّهم و بعد سنتين أسلموا جميعاً باستثناء طالب روسي و طالبة ألمانيّة ".

و يعزو حباشنة ذلك لكون "أحداً منّا لم يضغط عليهم و لم يضق منهم على الرغم من انفتاحهم عندما أتوا ، بل كنّا نعمد لحمايتهم عندما يحاول أحد التعرّض لهم ".

و يرى حباشنة أنّ "الثقافة الإسلاميّة لا تطاولها ثقافة أخرى ، فالمنصّرين قد ينجحوا في التفرغة و لكن لا ينجحوا في التعبئة و إن كانوا يستغلّون عامليّ الفقر و الجهل الدينيّ ليستندوا عليه في مراميهم ".

و يختتم كلّ من الأب حنّا كلداني و الدكتور بهجت الحباشنة حديثهما ب"أملهما العارم في عقد ندوات و مؤتمرات عدّة لترويج الحريّة الدينيّة في مجتمعاتنا" .

Smilies30[1][1]....................................




  رد مع اقتباس
 

الموضوع الحالى: الاديان في الاردن    -||-    القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام    -||-    المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج    -||-    شبكة صدى الحجاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرفاعي يكشف حقائق ويرد عل هيكل Gladiator منتدى عَالم الَسياََسَة 6 05-04-2009 10:26
الجامعات الخاصة في الاردن م.محمود الحجاج منتدى الاخبار وتسجيل والقبول في الجامعات الاردنيه 0 19-12-2008 22:46
الجامعات الرسمية في الاردن م.محمود الحجاج منتدى الاخبار وتسجيل والقبول في الجامعات الاردنيه 0 19-12-2008 17:24
المملكة الأردنية الهاشمية م.محمود الحجاج منتدى ألتاريخ والوثائق الاردنيه والعربيه 0 14-06-2008 07:29
نص الكامل لوثيقة - الأردن أولا MOHCEB منتدى عَالم الَسياََسَة 1 20-01-2008 21:10


Loading...

عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه

free counters

انت الزائر رقم



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج

كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...

http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/33220011.jpg