الكرامة.. ملحمة البطولة والفداء

الكرامة.. ملحمة البطولة والفداء

سطر الجيش العربي في ذكرى معركة الكرامة ملحمة بطولية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لها بانتصاره على القوات الاسرائيلية المعادية التي هاجمت اطراف الاردن في محاولة لاحتلال التلال والجبال العالية لتحقيق اهدافها في السيطرة على محاور رئيسة في الاردن ، غير ان قواتنا المسلحة استطاعت ان تلقن هذه القوات المعتدية درساً لن تنساه في التضحية والبطولة والرجولة والفداء ، حيث كانت هذه المعركة مبعثاً لاستنهاض الهمم بحياة حرة كريمة تحفظ للامة تاريخها وتُعلي شأنها بين الشعوب والامم ، هذه المعركة سجل خلالها الجيش الاردني أروع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الاردن الطهور.. لقد اظهر جيشنا العربي ملحمة نضالية تمثل منعطفاً مهماً في حياة الامة العربية ، لان هذا الجيش المصطفوي تمكن من دحر العدو وغطرسته ولقنه درساً كبيراً وافهمه ان حروبه معنا ليسن نزهة وانها لم تهزم عدواً طامعاً حاقداً فحسب.. بل ضمدت جرحاً عربياً مكلوماً بسواعد نشامى الاردن وقوتهم النافذة يوم ثبتوا بأرضهم الطاهرة والحقوا خسائر كبيرة بالعدو شهد لها القادة العرب والاجانب لحسن التنظيم والتخطيط العسكري الاردني بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، والذي يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني أمد الله في عمره جهده المستمر في سبيل رفعة الوطن وقواته المسلحة وتوفير كل اسباب المنعة والعزة لهذا الحمى الهاشمي.فهذه الذكرى للملحمة الخالدة الحادية والاربعين.. تمثل معركة العزة والكرامة والفخر.. فهي بوابة المعارك ، ومؤشر الانتصارات والروح والمعنويات العالية التي صنعت النصر.. نستذكر بهذه الملحمة القائد الراحل الملك الحسين الذي منح قواتنا المسلحة كل ما يستطيع من اجل تحقيق هذا النصر.. حيث يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني هذه العزيمة والارادة الفاعلة لتستمر مسيرة الخير والعطاء والتضحية ليمضي الاردن قدماً نحو معارج الرقي والتقدم..ولعلَّ من المؤسف ونحن نحتفل بهذه الذكرى ان يواصل محمد حسنين هيكل اراجيفه وأكاذيبه حول جلالة الملك الراحل الذي كان له الدور الفاعل في دعم القوات المسلحة الاردنية ، ودافع بكل رجولة وقوة ، عن أطول خط للدفاع عن هذا الوطن.. لقد كانت رسالة جلالته في هذه الملحمة التاريخية تمثل الروح الاستشهادية انطلاقاً من فضاءات مؤته واليرموك واجنادين وعين جالوت والقدس وميسلون وسائر هذا التراث العسكري العظيم على ثرى الاردن العزيز. هذه المعركة التي وقعت في الحادي والعشرين من اذار 8691,. هي معركة العز والكرامة على المملكة الاردنية الهاشمية التي فرضها العدو الاسرائيلي بالهجوم المباغت.. مستغلاً أوضاع الامة اثر نكسة 1967 ، وبأن جيشنا في حالة ارتباك لما جرى من خسائر على الجبهة المصرية والاردنية والسورية حيث كانت حرب عام 1967 كلها ايجابيات بالنسبة للعدو الاسرائيلي باحتلاله الاراضي العربية.. وكلها سلبيات بالنسبة الى دول الطوق سورية والاردن ومصر والعراق والسعودية حيث شاركت جيوشها الى جانب الجيش العربي في ساحة المعركة بالضفة الغربية من فلسطين ، ... خاصة وان هذه المعركة جاءت بعد ان تم تفجير حافلة طلاب يهودية تحمل 42 طالباً متجهة من ايلات الى بئر السبع ، والذي اتهم خلالها الجيش الاسرائيلي الاردن وكذلك الفلسطينيين هم وراء هذا الاعتداء.. بالرغم من ان الاردن اكد ان هذا العمل مفتعل من قبل العدو ولا يحتاج الى معركة الكرامة..فهذه المعركة.. ستبقى علامة مضيئة في تاريخ الاردن وجيشه العربي ، لانها جادت بعد اقل من عام على حرب الايام الستة في حزيران عام 1967 والتي خرجت منها الجيوش العربية في عام 1967 خاسرة وذات معنويات متدنية.لقد استطاع الاردن ان يرفع معنويات الامة العربية عبر انتصاره المشهود.. بعد ان خاض نشامى الاردن بكل قوة واقتدار.. حرباً ضد العدو الاسرائيلي والذي حقق من خلاله جيشنا الباسل الانتصار عبر هذه الملحمة الخالدة التي بعثت الآمال في النفوس بحياة حرة كريمة وحفظت للامة تاريخها وأعلنت شأنها بين الشعوب والامم..

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج