هل الحرية دين ؟

هل الحرية دين ؟

في غمرة الفوضى ، واللامعنى ، واكتساح الرؤى الكئيبة للعالم ، و تبدلات كبيرة في تصوراتنا للقيم والفضائل ، وسيادة النموذج الغربي في الفكر ، والسلوك ، والوجدان ، نسجل عدميتنا في اللحظة الراهنة بالتشكيك في الدين والطعن في المقدس ، والانتماء وبرو ح عدائية لثقافتنا ، إلى الآخر حد التماهي ، والنصرة
اللحظة الراهنة متوترة ، نقف فيها أمام مشهد سوداوي تبرز فيه مفردات كثيرة من قبيل :
الحرية -المقدس- الديمقراطية .... وهي لاتقدم أسئلتها للبحث عن اجابات بقدر ما تعبر عن تصدع في بنيتنا الثقافية ، وخواء روحي يبحث عن ريا لظمئه المعرفي ، وعليه أبسط نظرتي
في الأزمة التي نعيشها ، ويعيشها أبناء امتنا الذين لايفتأون برددون

نحن نعيش في ظل المكبوت ، المكبوت عائق تقدمنا ، ، تاريخنا كله كان قيدا يكبل حرية الإنسان وعقله، التحرر الآن مؤداه إبداع وتطور ، لقد صار ما تقدمه النخبة المغتربة هو أن المبادئ التي تحكم سلوكنا تكبت كل ما هو طبيعي ، وفطري ، ووجب علينا أن نتحرر منها ،
إن الانفلات الذي يدعى إليه يتجه نحو ما هو مقدس في العقائد ، ومحرم ويشمل السلوك الجنسي ، والخطاب البعيد عن الأنا الثقافي للأمة يرى أن إزاحة القداسة والتحريم منطلق كل نهضة وإبداع وحياة .
المقدس اختيار أمة ، المباح والمحرم نظام ليس مفروضا ، لأن المبدأ الجوهري في عقيدتنا (( لا إكراه في الدين )) ، القداسة في الغرب حكر على فئة ادعت الحق الهي للحكم على الآخرين ، وتفكيرهم ، ومن ثم فالثورة في أوروبا أطلقت العنان للعقل ، وأعادت إليه حيويته الإغريقية ، متجاوزة بذلك كل مقدس ومحرم

الأمة لاتعيش هويتها، الأزمة التي تخنقها الآن تدفعها إلى البحث ، والحفر في ذاتها ،تجادل البديهيات ، تناقش مسلماتها المقدسة ، تبحث في وجودها بأكمله .

في ظل الفوضى الآنية ، وسيادة أنظمة غريبة عنا مغتربة ، تستبيح الحرية كل شيء ،تجعله قابلا للشك ، ويحال العقل إلى مرجعية أخرى ، تقفز أسئلة تطعن في المقدس ، بل وتكفر به أحيانا وهي كلها تنشد خلاصا روحيا تحت وطأة التجاذبات الفكرية
الأسئلة المطروحة لاتريد أجوبة بقدر ما تعبرعن التشويش الفكري ، والزلزال الذي لحق ثقافتنا ، النقاش الدائر لايبحث عن توفيق لثنائيات عالقة حرية –مقدس- عقل –نقل- ... يدفعنا لأن نقول :
إن نهضتنا الحضارية وعي وكفاح ، تفعيل للمقدس الذي اخترناه ، يرافق ذلك ابداع وتجديد

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج