ادم وحواء

ادم وحواء

(1)
بحث عنها كثيرا ... هنا وهناك .. بحث عنها في ازقة السماء ... يسمع تمتمة الملائكة !! ماذا تفعل هناك مااغربها ... يمشي بخطوة للامام وخطوة للخلف ..
يدخل وهو خائف لايرى سواها وشيطانها وتفاحة نازحة بجنبها لايرى عليها سوى اثار اسنانها الشهوانيه
فيصعق ادم ويغضب رب ادم ..
(2)

يسمع صوتا
انهض انها هنا عندك بالقرب منك ..
فينهض ادم فزعا .. لا يجد حواء بجانبه .. ينظر حوله ... يفتش جسده ...
ارض موحشة وصحراء مقفرة ووحوش في كل مكان وغربان تتسابق
تائهين ضائعين فاقدين
يجلس وحيدا ... يشتم رائحتها ... يرى عيناها ... يقرر ان يبحث عنها
يلملم اغراضه ... اين انت يا حواء لكم اشتقت اليك
يصعد جبلا ... يقطع بحرا ... يجوب سهولا ...
يهرب
يخاف
يقتل
يصيح
يقف
يرتاح

يتلفت
يشتاق
يبكي
فيبحث .
(3)
هناك .. كانت حواء .. تطلب السماح فلقد اشتاقت اليه ... احتاجت للحب ... يلتفها البرد احتاجت للحرارة والدفء .. للهفة والشوق .. للحضن وللقبل
اين انت ..انا خائفة .. مبعثرة ..ضائعة ..اشعر بالبرد فاين انت لتغطيني اين حضنك الدافي
بكت حواء وركضت تبحث عنه
بحثت عنه اكثر منه كانت اقوى منه لانها تريده حقا تركض وتركض وتركض في صمت يلتفه الحنين والشهوة .. الخوف والكبرياء
تسمع صوته من هناك ينادي ..
ترتجف
تنهار
ترتبك
تخاف
تزداد لهفة
تتنفس بسرعة
تفرح
تفكر
تجلس
تقتل لهفتها
تتناسى شهوتها
تنتظره
تنظر للبحر وليس اليه
ولكنها تنظر اليه بقلبها
ودون ان يلاحظ اهتمامها
ودونما ان يدري انها عنده
يتعذب
يصرخ
فتتلذذ
ينادي
فتتكبر
يبكي
فتتمرد
وفي لحظة ...
يرحل
فتجن
يتلفت
فتتحرك
انا خلفك انا هنا انظر الي ارجوك فانا لا استطيع ان انادي عليك فانا حواء
فتعجز
فتحرك حجرا
يسمع صوتا... يلتفت بسرعة
يراها ... يقفز قلبه من مكانه
نعم انها هي .. انه شعرها الذي لطالما حاربت الشمس واخذت خيوطها لها... حاربت الماء لكي اعطيها الصفاء ... حاربت نفسي لكي اعطيها قلبي ..حاربت الشيطان من اجل شهوتها
يركض نحوها ... يتنفس شعرها .. يلمس وجهها ... يركع عندها
ينسى صعقته الاولى
يبتسم
يقبل
تنظر اليه دون اهتمام
تكذب
لاتعرفه
تستغربه
فتبتسم اليه
تاسره
تسجنه
فتكسر قيده
تبتعد
تتعذب
فتشتاق
تهجر
تتمنع
فتضاجع
تقتل
تدمر
فتحي
تكره
تحقد
فتحب
والى يومنا هذا وحواء تلعن كل فارس على جواد اسود مر وصهل .

ارجو ان تعجبكوا

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج