المقاومة مستمرة وغزة لن تركع

المقاومة مستمرة وغزة لن تركع

لقد بلغ الحصار المفروض على قطاع غزة وأهله الصابرين المحتسبين وحكومته حكومة العزة والكرامة والمقاومة مبلغاً عظيماً وخطيراً ينذر بكارثة صحية وإنسانية وأمنية في الوقت ذاته, وتسبب هذا الحصار في كثير من الصعاب والمآسي وأصبح سكان غزة بلا طعام ولا دواء والماء ملوث ثم انقطاع الكهرباء وتوقف المشافى ونفوق الحيوانات والدواجن واستخدام علفها كطعام للفلسطينيين هذا كله علاوة على العدوان الصهيوني المستمر على القطاع وأهله وعدم التزامه بالتهدئة المبرمة مع المقاومة والتي رعتها مصر فأصبح الشعب الفلسطيني يعيش في جحيم.
كل هذا الحصار من أجل أن يركع هذا الشعب الفلسطيني ويتخلى عن حقوقه المشروعة في طرد المحتل واسترداد كامل حقوقه وهو حق كفلته له كل الأعراف والقوانين الدولية وغير الدولية ومن قبل ذلك وكله فقد شرعه الله لهم, كل هذا من أجل أن يقوم الشعب الفلسطيني بلفظ هذه قوى المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التى تقود المقاومة اليوم .
لكن هل يركع الشعب الفلسطيني حقاً, هل يستجيب لهم ولضغوطهم, هل يتخلى عن قوى المقاومة, هل يتنازل عن حقه في المقاومة وفى العودة لدياره وأرضه, أم أنه سيصبر ويتحمل الأذى والتعب ويتحمل تبعات الحصار الغاشم ويدرك أنه يدفع ثمن اختياره للعزة والكرامة ؟
المؤشرات كلها حتى هذه اللحظة تؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن المقاومة ولن يلفظ حماس ولا غيرها من قوى المقاومة بل هو أشد تمسكا بها من أي وقت مضى وتؤكد أن الشعب ثابت لم يتزعزع ولن يجبره الحصار على التخلي عن حقوقه فها هو في القطاع صابر محتسب متمسك بحكومته وبحركاته المقاومة ويرد على الصهاينة ويلقنهم دروسا في العزة والكرامة .
أن يركع الشعب الفلسطيني فهذه أمنية لدى البعض وحلم يستحيل تحقيقه كما يستحيل أن يصل هؤلاء إلى النجوم فهم لا يفهمون طبيعة هذا الشعب ولن يفهموا فهذا الشعب يعشق العزة والكرامة ويرفض أن يعيش ذليلا ويفضل الموت على هذه الحياة ولسان حاله يردد:
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات يغيظ العدى

وهؤلاء الذين يحاصرون غزة ومن يراهن معهم على هذا الحصار لا يفهمون أن الغريق لا يخشى البلل وأن القتيل لا يخشى المثلة بجثته أو الصلب على جذوع الشجر فما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها, فالشعب الفلسطيني لم يبق عنده ما يخاف عليه إلا أرضه لأن هذه الأرض هى الماضي وهى حاضره ومستقبله وهو عندما يدافع عن أرضه فهو يصنع مستقبلا للأجيال القادمة ويخلق لهم حياة جيدة.
الشعب الفلسطيني كان يعيش حياة مذلة ومهانة قبل وجود حركات المقاومة وكان اليهود يفعلون ما يشاءون ولا أحد يقف أمامهم ولا احد يمنعهم, كانوا يرتكبون المجازر والمذابح ويشردون الناس من بيوتها ولا أحد يدافع عن هذا الشعب ولا أحد يخفف عنه جراحه ولا أحد ينتقم له وعندما ولدت هذه الحركات التف الشعب حولها واحتضنها فهو الذي كان يقوم بإخفاء المطلوبين للاحتلال وهو الذي أيدها فانضم الكثير من الشباب والفتيات لها, فهذا الشعب يعلم انه حتما سيتعرض لجرائم ومذابح العدو الصهيوني لذا فهو دائما يردد قول الشاعر:
إذ لم يكن من الموت بد *** فمن العجز أن تموت جبانا
هذه القوى والحركات هي التي أعادت للشعب عزته وكرامته, هي التي انتقمت له من اليهود هي التي حولت أرض الضفة والقطاع إلى جحيم فقرر الفرار من المواجهة والخروج كالفئران ولأول مرة يرى الشعب الفلسطيني جنودا صهاينة يفرون ويهرعون ويقتلون ويجرحون كان على أيدي قوى المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي كانت انطلاقتها قبل واحد وعشرين عاما أملا جديدا في التحرير, وهذه المقاومة هي التي حررت قطاع غزة وفتتت ما كان فيه من مستوطنات وجعلت العدو يفكر ألف ألف مرة قبل أن يدخل هذا القطاع من جديد.
بالإضافة إلى هذا فالشعب قد علم علم اليقين أن ما يسمى بالمفاوضات والتسوية السلمية ما هو إلا وهم لا قيمة له وهو قد رأى بأم عينه نتيجة هذه المفاوضات وعلم أن اليهود لا يعترفون إلا بقوة السلاح ولا يفهمون إلا لغة الحراب ولا يسمعون إلا صوت البنادق والتفجيرات ولا يرون إلا مناظر الدماء, فهذه العقلية الصهيونية لابد من إجبارها على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ولا ينفع معها الاستجداء فلا ينفع معها إلا قوة السلاح.
وفى النهاية نقول لكل الذين يحاصرون غزة ولكل الذين يراهنون على حصار غزة وكل الذين يصمتون على حصار غزة لسبب أو لآخر غزة لن تموت, لن تركع, لن تتنازل عن حقوق أبنائها, لن تتخلى عن ذرة تراب فى أرض فلسطين, فلغزة رب لا يرضى بالظلم فقد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما, وإذا كانت لكم اليوم يد طولي فهذا بإذن الله ليبتلى المؤمنين الصابرين الصادقين المخلصين المرابطين المجاهدين وليجزيهم خير الجزاء, فيا من تحاصرون غزة والله لن تركع غزة حتى تمسكوا نجوم السماء بأيدكم ولئن فعلتموها لن تركع غزة.
__________________

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج