على بساط ام عيد

على بساط ام عيد

على حافة بساط بقيت منه خيوط قليلة , جلست لديها ,تلك هي عرافة ,لا كغيرها ,
صمتت ربما احتراما للايام الخالية ,
ثم اخترقتني بثاقب بصرها , ومدت يدها المثقلة بالوشم وامسكت يدي ,,واستلت كلماتها وقليلا قليلا ,,قالت ام " عيد " ,,

عن أي شيء تبحث يا ولدي ؟؟؟

خلف الظلمة وعلى جسر يكاد يسقط, وخلف لهيب النار, وخلف الحياة الصعبة التي تنزلق من بين يديك بلا ساعة تدق, وبلا عقارب تسير إلى الخلف, هنالك إنسان .
ماذا في جعبتك اليوم .
عام انخلع وذهب, وتسارعت الأمنيات, اكتب , قد يبست الروح . تملكك الموت كل حين ,
تكاد اختنق كل صباح , تأتيك أخبار المجزرة , لم يعد هنالك وقت للفرح , أصبح كل شيء مستباح ,
من يحدثني, ومن يقل لي, كيف للنهر أن يغير مجراه,؟ كيف له أن يرسم الأمل ويصنع فرح جديد ؟
تكاد تخرج من قلبك, طيور كثيرة حصدت أرواحها الأيام, أدمت قلوبها فسقطت بين الموت والتمني
في كل حين يخرج نداء بعيد من شتات الروح , إلا روحك ذاتها ,
الأرض التي انبثقت من رحمها, وقطعتها بخطواتك, حين تهدمها .وحين تغرس أنيابك في قلبها , بعد قليل ستعود إليها لتعصرك في قلبها , وتقطعك في ذات الرحم الذي انبثقت منه , كيف هي الحياة إذن.
تسترد انفاسها ,وتأخذنا ,,
اخرج عن صمتك قليلا, واصرخ, هنالك إنسان, وهنالك أمل .
قلبك اجمل القلوب , وروحك معذبة كثيرا ,,
كل شىء بيدك ,,اخذت من الدنيا كل ما اردت ,, فلا تبحث كثيرا ,
أو لعلك تحفر في الصخر ,تبحث عن ابتسامة ما بين الشقوق الميتة .أو عن حزن مستقر بين الضلوع, وربما تحمل قنديلك وتمضي بعيدا في صحراء قاسية, حافي القدمين تبحث عن شيء ما, عن وتر ما لترقص قليلا,,
ستمضي وحيدا ,, هكذا اعتدت !! انت يا ولدي ,
اعزف على أوتار أوردتك , على صخب حياتك , اركض في مهب الريح بعيدا , آنت في زمن التيه , روحك تستقر ضائعة , انزف أخر قطرات دمك , واحفر بيدك صخرة الحياة ,

الم تتعب من نحت الصخر ,؟
لا بساتين هنا, ولا بسمة حبيبة, لا قسمات للوجوه , ولا معاني للكلمات , لون السماء أصبح اسود , وسقطت الخيل , لتستقر عيناك في المدى , وتتلظى شفتيك لقطرة ماء , ارسم خريطة كبيرة على الرمل , ستبعثرها الريح , ولكنك سترسم من جديد ,
عقلك العنيد يأبى ان يريح نفسه ,
تتوهج الشمس كثيرا على محياك , تكاد تقتلك رماحها ,أنت في غربة بعيدة , بلا خبز الصباح , بلا قهوة بنية , بلا مطر ولا قوس قزح .
لن تعد روحك إلى صفحتها أبدا, ستسقط على صدرك كل معاني الحياة,
تنفس وأطلق أخر زفراتك , افتح كل نوافذك , واعزف أخر وتريانك , لقد سقط عام أخر من جعبتك,
يحيرني صمتك كثيرا, فقد تمرست كثيرا, ولطمثك الدنيا كثيرا, فرفعت يدك من قلب الموجة, ومضيت , عنيدا حتى الموت !
شددت قوسك حتى انثنى وأطلقت سهمك الوحيد فمضى بعيدا ولم يستقر.
سحقا لكل شيء فلم تترك في حياتك لحظة لصمت, ولا رفعت راية , وانتزعت لنفسك كل ألوان القوس الرائعة , صخب ,وحروب كثيرة ,
كم اتعبت جسدك , وكم قهر صببته في روحك , فسويت كل ألامك بالأرض , وتوالت الأيام ,فلم تحسبها ولم تعدها , صقلتك هي ليومها , فنحتت قلبك من صخرها , وكبرت قبل الأوان ,
وغزتك قسماتك قسوة الريح, ولم تعد كما أنت ,,
كم بقي في جعبتك من أيام, أضنك لا تحسبها !, ! الا يلهمك وقت الفرح الباقي في صدرها, ولا فسحة الامل ولا حتى انين القلب ,
صمتك يطول وجعبتك كادت , فلا قوس ولا سهام ترميها, ارمي روحك لتطير بعيدا, حتى تستقر, على غصن ما,
وحيدا بصمت
انا وانت .
وهذا الفنجان البارد ,
اطرد الذباب عن قهوتك يا ولدي
واشرب فقد كادت ان تبرد ,,

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج