براءة ذمّة من هؤلاء

براءة ذمّة من هؤلاء

يؤسفني أن يكون المستقيلون من مجلس الأعيان، كلّهم، وليس جلّهم، أردنيين من أصول فلسطينية، لأنّ الأمر سيحمل معنى التعميم، مع أنّ هذا ليس دقيقاً، وإن كان يستأهل الإزدراء، والإستهجان، فما كتبه زميلي المحامي محمد الصبيحي صحيح: إنهم في ساعة الخيار يفضّلون الخارج على الأردن، فليذهبوا إذن إلى الجحيم، وهذه الأخيرة أنا أقولها، ولم يقلها الصبيحي، وليأخذني هؤلاء إلى المحكمة بتهمة القدح والتشهير، فأنا أعترف هنا: أنا أقدح بكم، وأشهّر بكم على الملأ.

هؤلاء لم يخترهم الناس، ولم تخترهم صناديق الاقتراع، بل إختارهم أصحاب السلطة والنفوذ، وديّكهم علينا، نحن الدجاج المسلوخ المذبوح، أولئك الذين يظنّون أنهم يحملون صفات الخالق في تصنيف البشر، وتعلية هذا وهذه وتوطية هذه وهذا، لأنّ الشارع الحقيقي أنظف من أن يحتوي مَن يُفضّل بلداً على الأردن، فما بالنا وهو أو هي يفضّلون ترك أرفع المناصب، من أجل درك أسفل من القاع.
هؤلاء، قد يموتون في تورونتو، أو لاس فيغاس، حول طاولة قمار، أو في شقة موحشة، وسيكون في وصيّتهم أن يدفنوا في الأردن، وهنا سخرية السخرية، ففي لحظة إختيار الحياة يفضلون الخارج، وفي لحظة لقاء الباري يريدون ترابنا، فيا لقراركم التافه، المسكين، بترك تراب إحتوى حياتكم، وتتوسلون آن يحتوي أجسادكم.
أعترف، هنا، أنني أكتب من غضب، وحزن، وقرف، وتلك أسوأ لحظات القلم، ونهاني أبي عنها، ولكنّ ذلك الراحل الذي لم يرض جنسيات العالم على الأردنية، إقتراباً من قلبه يافا، سيرضى عنّي في قبره في صويلح حين أقول لهؤلاء: إرحلوا إلى حيث جنسياتكم، فأنتم من جنس آخر، ولستم من أصل فلسطيني، ففلسطين لا تبتعد عن فلسطين، لا تبتعد عن الأردن.
ويظلّ عزائي أن أحداً من هؤلاء لا يمثّلني، أو يمثّل أهلي، أو يمثّل معارفي، أو يمثّل الأردنيين من أصل فلسطيني، فهم لا يمثلون سوى أنفسهم، ولسنا من إختارهم أعياناً علينا، ومن اختارهم يتحمل المسؤولية

باسم سكجها

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج