|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى ثورة الشعب الليبي تحيا ثورة الشعب الليبي ... |
كاتب الموضوع | القذافي | مشاركات | 6 | المشاهدات | 6322 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-07-2011, 21:44 | رقم المشاركة : ( 1 ) |
زائر / ضيف
|
من فكر الاخ القايد
المدينة من قديم الزمان، ما بالك الآن..! هي كابوس الحياة وليست بهجتها كما يظن.. لو كانت بهجة.. لكانت قد صممت أصلا لذلك… ولكن المدينة لم تؤسس للرفاهية أو السرور أو المتعة أو البهجة أبدا… المدينة حشر معيشي، وجدت الناس نفسها فيه بالضرورة. ولم يأت أحد ليسكن المدينة من أجل النزهة.. بل من أجل العيش.. والطمع والكد.. والحاجة.. والوظيفة التي تجبره على أن يعيش في مدينة.المدينة مقبرة الترابط الاجتماعي، ومن يدخلها يسبح، غصبا فوق أمواجها التي تنقله من شارع إلى شارع، ومن حي إلى حي… ومن عمل إلى عمل… ومن صاحب إلى آخر. وبطبيعة الحياة فيها، يصبح هدفها هو المنفعة والفرصة، وأخلاقها النفاق (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق) (قرآن) ويصير لكل شيء ثمن مادي تتطلبه حياة المدينة.. وكلما تقدمت المدينة وتطورت. تعقدت وابتعدت عن الروح الودية والأخلاق الاجتماعية.. حيث سكان العمارة لا يعرف بعضهم بعضا.. وخاصة عندما تكبر العمارة، وتصبح الحيثية رقما فحسب، فلا يقال: فلان ابن فلان… من قبيلة الفلانيين… بل يقال: رقم كذا، ولا يخاطب سكان المدينة بعضهم بعضا بالحيثية الاجتماعية والآدمية، بل بالرقم.. أنت الذي تسكن في الشقة رقم كذا، في الطابق رقم كذا… صاحب الهاتف رقم كذا.. والسيارة رقم كذا… الخ… وأهل الشارع لا يعرف بعضهم بعضا، لأنهم لم يختر بعضهم بعضا، بل وجدوا أنفسهم في شارع… في زنقة.. في عمارة.. بلا اتفاق .. ولا قرابة جمعتهم.. بل المدينة تشتت الأقارب غصبا… وتفرق بين الأب وابنه، والأم وأبنائها.. وأحيانا بين الزوج وزوجه.. وتحشر النقيض مع النقيض، والبعيد مع البعيد. كما تشتت الأقرباء، تحشر الفرقاء. المدينة مجرد حياة دودية (بيولوجية) يحيا فيها الإنسان ويموت بلا معنى.. بلا رؤية.. بلا ترو، يعيش ويموت وهو داخل قبر في الحالتين.. لا حرية في المدينة ولاراحة.. ولارواق.. جدران زائد جدران، في المسكن، في خارج المسكن، في العمارة، في الشارع، في العمل.. لا يمكنك أن تجلس كما تريد، أو تمشى في أي اتجاه تريد.. أو حتى أن تقف متى شئت.. عندما تقف لمصافحة صديقك أو قريبك الذي قد تجده صدفة، يداهمك المارة.. ويجرونك بعيدا عن صاحبك.. وقد يحولون بينك وبينه، فيدك التي امتدت لتصافحه، تجدها قد ارتطم بها مار غافل لا يقدر الموقف.. ولا يدرى به.. إذا أردت أن تعبر الشارع فليس سهلا.. بل قد تفقد حياتك، أو أحد أطرافك لمجرد عبور شارع.. ما لم تأخذ الحذر والحيطة..وتلتفت عدة مرات يمينا ويسارا.. وقد تحاصر في منتصف الشارع، وتتسمر مكانك وسط خطر أمواج المدينة.. من حولك سيارات.. عربات .. قطارات… ماسحات… الخ. إن الحكايات الاجتماعية المسلية والودية داخل زحام المدينة، تبدو ضربا من العسف،وإذا حدثت، فهي فوق النفس تارة.. ونفاق للنفس تارة أخرى… وفي شوارع المدينة يتساوى الآدميون والقطط.. في سوق المرور والسابلة.. فعندما تسمع صوت موقفات سيارة، تمسك فجأة، فتقول تلقائيا :إنه إنسان أو حيوان، لأن هذا يحصل عندما يعبر أمامك وأحد منهما.. وتمسك سيارتك بنفس الوضع، خوفا من دهس أي واحد منهما.. وحتى شرطي مرور المدينة ينبهك كتابة أو شفاها من حوادث تقع نتيجة عبور إنسان.. أو قط في أحد شوارع المدينة.. هذه هي المدينة، ليس في المدينة(تفضل) بل ادفع…ادفع بكتفك،ادفع بكتفك.. ادفع من جيبك… ادفع من أي اعتبار اجتماعي.. المدينة ادفع.. لا تفضل.. في المدينة يحترمك الحائط أكثر من البشر، قد تستند إلى الحائط.. والحائط يرشدك إلى مكانك عندما تعلق عليه تعليمات وإرشادات وإعلانات يصعب جدا على إنسان ساكن في المدينة، أو لاف على المدينة أن يعطيها لمن يسأل عنها وهو في حاجة إليها ..إذا سألت إنسانا في المدينة عن مثل هذه الأشياء، يقول لك: آسف لا وقت لدى.. متأسف مستعجل.. عفوا.. فأتني القطار.. الحافلة.. السيارة .. الخ ويقول لك: عليك وعلى الحائط، فالحائط فقط واقف في المدينة.. ولكن الناس هي التي لا تستطيع أن تقف مع الحائط.. المدينة دخان… أوساخ.. رطوبة.. حتى ولو كانت في صحراء، تتسخ حتى ولو كان عملك نظيفا.. تتلطخ حتى ولو كنت غير زواق ولبان وبناء.. من هوامش المعيشة في المدينة أن تتقبل غصبا الأوساخ وتعطى (ياقة)قميصك للدخان والغبار.. وعليك أن تعرق بلا عمل عرقا رطبا.. وتجد نفسك في المدينة لقنت كلمات.. وعبارات.. وإشارات سطحية، ولكن لابد منها، لأنها جزء هام من وسيلة التفاهم، وتمشية الأمور في المدينة.. وتلقن ردودا جاهزة على تساؤلات متوقعة تجيب بها تلقائيا بلا اكتراث.. ما فيه.. ما فيه.. الله غالب.. هذا هو.. لا يا عمي.. لا يا خوي.. قالوها … كان زمان.. امش تربح.. حول عن طريقي.. بالك. ولو يسألك أحد أو تسأل نفسك: ماذا قلت من دقيقة؟ فلا تستطيع الإجابة.. ولا تتذكر أنك قلت هذه العبارات، لأنها جزء من طبيعة حياة المدينة.. تقال تلقائيا، لكي تبرهن على عدمية حياة المدينة.. وخلوها من المضمون.. ما هو الذي ما فيه..؟ وما هو الشيء الذي ليس فيه..؟ وما هو الذي هذا هو..؟ ولماذا قلت لا؟ ومن عمك؟ ومن أخوك...؟ وما التي قالوها..؟ ومن هم..؟ وأي زمان..؟ وما الذي كان زمان..؟ وما هي طريقك في المدينة!!؟ لو حوصرت بمثل هذه الاستفسارات، لغرقت فيها، ولا تستطيع الإجابة عن شيء، إنه كلام مدينة.. تمشية أحوال..تضييع وقت. حقا إن حياة المدينة مجرد تضييع وقت إلى أن يحين وقت آخر.. وقت العمل.. أو النوم.. أو الأرق. المدينة تقليعة.. صيحة.. انبهار.. تقليد غبي.. استهلاك لعين... مطالب بلا عطاء مجد.. وجود بلا معنى.. والأسوأ هو عدم القدرة على المقاومة في المدينة.. لا قدرة لساكن المدينة على مقاومة التقليعة حتى ولو لم تعجبه… ولا قدرة له على مقاومة الضياع.. ولا قدرة له على مقاومة الاستهلاك الشره المهلك… وإن كنت حاشرا لنفسك.. حديثا في المدينة.. ولست من ساكنيها الأوائل، والمتكيفين بكيفها، فأنت أضحوكة المدينة في كل الأحوال.. إن كنت تريد التمسك بما عندك من معان وقيم وسلوك غير مديني، تصبح شاذا، ولا تجد مع من تتفاهم. وعندما تغير حالك، لكي تصير مدينيا، تصبح ركيكا.. في المدينة قد يقتل الابن أباه، والأب ابنه.. وهو مسرع في قاطرة، أو سيارة، أو أي عجلة، دون أن يقصد ذلك. إنها سرعة المدينة، وزحمة المدينة، وأنانية المدينة.. والابن يشتم أباه في المدينة دون أن يعرفه، عندما يزاحمه في الطريق، أو يجهره بضوء سيارته.. بل كثيرا ما اختلطت المحارم بالحلائل في المدينة، بسبب كثرة الناس، وسرعة اختلاطها وافتراقها، دون اكتراث. ليس العيب في الناس سأكنى المدينة أبدا.. الناس هم الناس في المدينة، أو القرية، متشابهون في كل شيء تقريبا.. في القيم.. في الأخلاق.. خاصة أبناء القوم الواحد، أو الدين الواحد.. العيب في طبيعة المدينة ذاتها، بما تفرضه على الناس من تكيف تلقائي تدريجي، حتى يصبح سلوكا معتادا بمرور الزمن في المدينة.. الناس يبنون المدينة للضرورة والحاجة.. ولكن المدينة تصير بعد ذلك كابوسا لابد منه بالنسبة لأولئك الذين بنوها وسكنوها.. كل شيء في المدينة بثمن.. وكل كمالية تكون ضرورية.. وكل ثمن له ثمن مادي ومعنوي. ومن هنا تبدأ أزمة الحياة في المدينة . المدينة ضد الزراعة.. تبنى على الأرض الزراعية.. تقتلع الأشجار المثمرة.. تجذب الفلاحين وتغريهم، ليتركوا الزراعة، ويتحولوا إلى أرصفة المدينة تنابلة كسالى.. عاطلين متسولين.. وفي نفس الوقت، تلتهم المدينة كل الإنتاج الزراعي، وتطلب المزيد.. وهذا الإنتاج الزراعي المطلوب من سأكنى المدينة، يحتاج إلى أرض زراعية وإلى فلاحين. المدينة ضد الإنتاج، لأن الإنتاج يتطلب جهدا وصبرا، والمدينة بطبيعة حياتها ضد الصبر، وضد الجدية والجهد.. فهي بطبيعتها تريد أن تأخذ ولا تعطى.. تستهلك ولا تنتج، فهي تتمدد في كل اتجاه، وليس لانتشارها حدود.. فهي تتطحلب على كل شيء حولها، وتفرد أخطبوطا لتنثر سمومها، وتقتل الهواء النقي، وتحول الأكسجين إلى ثان أكسيد الكربون.. وتحول ثان أكسيد الكربون إلى أول أكسيد الكربون.. وتشوه الصورة الطبيعية، وتعتم المرآة الطبيعية، وتنفث الدخان والأبخرة والغازات، فتخنق التنفس، وتلوث كل شيء.. وتحجب النجوم والقمر وحتى الشمس.. وتصدح.. وتصرخ.. وتزمر.. وتضج .. فتصمغ السمع، وتسبب الصداع.. وتوتر الأعصاب.. تتمدد لتلتهم الأرض الزراعية، وتلتهم القرى المجاورة؟ لتطويها تحت جناحها القذر الكاتم للنفس، فتعشق أسنانها التي هي على هيئة طرق ومبان ومرافق ومناكب وأظفار، تعشقها في تلك القرى الصغيرة المعزولة الآمنة الهادئة، وإذا بها ضاحية، ثم طرف، ثم جزء لا يتجزأ منها، فيتم طحنها بكلكل المدينة الثقيل، وتتحول من قرى وادعة.. منتجة.. طيبة.. هادئة.. مترابطة.. صحية مزهرة.. إلى خلية مظلمة قاتمة مريضة، جزء من كل ثقيل.. مريض.. مجهد بلا إنتاج.. متعب بلا عمل.. عائش بلا هدف.. موجود بلا غاية.. المدينة تقتل الحس الاجتماعي والمشاعر الإنسانية، وتخلق التبلد واللامبالاة، وذلك بسبب تعود سكانها تكرار سلوك ومشاهد مما يكون ملفتا للانتباه في القرى..والواحات..والأرياف.. والبوادي.. ففي المدينة،لا تسأل ولا تسأل عن حركة سريعة أو تجمع، أو حركة بطيئة، أو تفرق، وذلك لتعودك مشاهدة ذلك.. وبالتالي لا يلفت انتباهك حتى تسأل عنه.. فالمشاجرة.. أو بكاء إنسان.. أو سقوطه في الشارع.. أو حتى اشتعال النار في أي مكان.. بشرط أن يكون غير قريب من بيتك.. أو المرور على البائسين والنائمين على الأرصفة والواقفين على النواصي.. والمستندين إلى الحيطان.. أو جذوع أشجار المدينة حتى لو خاطبوك.. أو مدوا أيديهم إليك سائلين أو متوسلين، فهذا المشهد يتكرر في المدينة بصورة مستمرة، فيتبلد بطبيعة الحال الإحساس نحوه بمرور الزمن، ويصبح من الرسوم المكملة لصورة المدينة.. ويحسب هكذا من المشاهد المألوفة التي عندما تتكرر أمامك لا تشذ انتباهك.. حتى لو انها في بداية الأمر تستحق التوقف عندها.. أو معالجتها.. أو المساهمة في شأنها، لكن الحياة في المدينة لاتسمح بهذا، فالذي يتوقف عند مثل هذه الأمور لايتمكن من ممارسة حياته في المدينة.. لأن ذلك يتكرر، وإذا توقفت عنده كلما تكرر، إذن، تصبح مشغولا بها باستمرار، ولأن سكان المدينة كثرة، ومن فئات مختلفة، ومستويات متباينة ثقافيا واجتماعيا.. ولأن الروابط والعلاقات الاجتماعية تتقطع بحكم العيش في المدينة.. فالجار لا يعرف حتى من هو جاره.. لأنه متغير.. ومشغول.. ولم يختر أحد أحدا.. إذن، هذا الذي يؤلمك ألمه في المدينة، أو تشاطره أفراحه، أو أتراحه.. أو يشغلك حاله، هم أناس لا يهتمون بك.. فكيف تهتم بهم؟ من أجل هذا أوكلت المدينة لمنظمات مدينية مسؤولية معالجة تلك القضايا.. فالحريق ليس من شانك، فهو من شان جهاز المطافئ. وهذا تبرير لساكن المدينة بأن لا يهتم بحريق شعت هنا أوهناك، فالمطافئ هي المسؤولة.. أنا لست رجل مطافئ .. أنا مشغول.. والمتسول من مسؤولية المنظمات الاجتماعية، ولو أعطيت كل متسول صادفني في شوارع المدينة، لأنفقت كل ما عندي على الشحاذين. فهو ليس هذا الذي أمامي، فقط، بل في كل شارع، إذن، لا تهتم بسؤاله.. ثم من قال: إنه محتاج ومسكين حقا..!؟ قد يكون أحد الكسالى، أو أحد النصابين.. فلا تتأثر بالمظهر، فكل المدينة مظاهر خادعة.. !! تظهر غير ما تبطن.. إن المشاجرة مسؤولية الشرطة، وأنا لست شرطيا حتى أتدخل بين المتشاجرين.. حتى العرض يعتدي عليه أمام سأكنى المدن فلا يكترثون.. إن ذلك مسؤولية المحتسب أو شرطة الآداب.. أو جمعية النص عن المنكر. لو توقفت عند الحريق والمشاجرة.. والعدوان على العرض.. والمتسول.. والباكي.. والشاكى.. والمسكين.. وهي مشاهد تتكرر كل يوم، وفي كل ناحية من المدينة، فهل تستطيع الوصول إلى المكان الذاهب إليه.. أو العودة إلى بيتك وعندك قدرة لمعالجة تلك الحوادث المختلفة؟ من هنا، وشيئا فشيئا يتبلد الإحساس في المدينة تجاه تلك الأمور، وتتكون قناعة بعدم المسؤولية.. ويصبح من السذاجة التصرف غير هذا التصرف البليد في أي مدينة في العالم. إن موظفا فصل من عمله لأنه خرج من مكتبه وأسعف مصابا في حادث تصادم في شارع من شوارع المدينة، فصل بتهمة ترك العمل، والتدخل في اختصاص غيره الذين هم الشرطة والإسعاف، وكل تلك المنظمات المدينية لا تشكرك إذا قمت مقامها متطوعا مساعدا.. بل تتحسس منك وتغار؟ لأنك تنافسها فيما هو مبرر عيشها في المدينة . هذه هي المدينة، طاحونة لساكنيها، وكابوس لمشيديها، تجبرك على تغيير مظهرك.. وتبديل قيمك.. وتقمصن شخصية مدينية ليس لها لون ولا طعم.. ولا رائحة ولا معنى.. حياة دودية.. (بيولوجية) تجبرك على استنشاق أنفاس الآخرين غصبا.. وعدم الاكتراث بهم مع ذلك. وتحتمي بهم فلا يحمونك ولا تحميهم.. وتجبرك المدينة على سماع أصوات الآخرين مع أنك لا تخاطبهم.. وتستنشق أنفاسهم دون أن تطلب منهم ذلك.. وتستمع إلى أصوات كل المحركات والمطارق بالكامل مع أنك غير معنى بتلك الأصوات أما أطفال المدينة فانهم أتعس من كبارها.. فهم من ظلمات إلى ظلمات.. من ظلمات ثلاث إلى الرابعة.. فمنازل المدينة ليست بيوتا بل هي جحور وكهوف محاطة بتيارات متعاكسة من حركة شوارع وزقاق المدينة.. والناس فيها تماما مثل القواقع المحتمية بأصدافها بسبب ضغط تيارات البحر وأمواجه.. فالمدينة بحر له تيارات وأمواج وبراريم وقاذورات وآتيان وزبد.. وقواقع .. فالقواقع هي الناس واطفالهم المساكين الذين يضغط ضدهم كل ما هو في المدينة، فذووهم يضغطون عليهم إلى الداخل إلى القوقعة خوفا عليهم من الشارع التيار الذي لا جدوى من عبوره لان ثمة قواقع أخرى وكهوفا أخرى وأصدافا متجمدة هي الأخرى على الجانب الأخر من الشارع، فالى أين أنتم ذاهبون أيها الأطفال الأبرياء تلك بيوت الناس.. إنكم لا تعرفونهم، أن الذين كانوا هنا انتقلوا، هؤلاء جدد. ثم أن الشارع لير لكم وحدكم. انه للسابلة.. الشارع يا أبنائي ليس للعب.. والشارع يضغط عليهم كذلك.. أن صغيرا دهس يوم أمس في ذاك الشارع ألانه حاول اللعب فيه.. والسنة الماضية مرت العجلات المسرعة على طفلة وهي تعبر الشارع فتمزق جسدها الصغير ولملموها في رداء أمها قطعة.. قطعة.. وأخرى خطفها محترفون.. وغيبوها أياما ثم وضعوها أمام منزل أهلها بعد أن سرقوا احدى كليتيها!!.. وطفل وضعه أطفال الشارع في صندوق ورق فداسته السيارة دون أن لخم أن فيه طفلا مسكينا. ارجعوا إلى الداخل.. إلى الظلام.. إلى الحجرات الباردة المظلمة والساخنة القذرة.. الله غالب المدينة امتلأت بالأوساخ.. إياكم أن تحاولوا اللعب على جانبي الشوارع.. انها قاذورات وزبالة.. وعندما توصد كل السبل أمام الأطفال. وبصور مخيفة.. الموت دهسا إلى الموت تقطيعا.. إلى الخطف وبتر الأطراف فيكون أهون المحاذير بالنسبة إليهم هو الوسخ.. والقذارة.. ذلك أهون من الحبس والضجر وظلام المنازل.. والنتيجة هي هي موت بأسلوب آخر. نعم إن بحر المدينة مثل أى بحر له مهالك وبلاليع وحيتان خطرة.. فكيف يتسنى للأطفال العيش فيه.. ولكن هم فيه.. ما الحل.. الحل هو الضغط على الأطفال وضربهم وإجبارهم على التقوقع والانكفاء والانكسار النفسي.. وقمع انطلاقا تهم وحرمانهم من النور والهواء.. هذه هي حياة المدينة، طابور.. سيارة افتح اقفل، ما وراء الباب أحباب.. ا لروضة طابور ورسميات وتعهدات. والمدرسة كذلك والمستشفي والسوق، كلها افتح.. ادفع.. اقفل.. اصطف.. أسرع.. طفل المدينة ينمو بيولوجيا ولكنه سيكولوجيا هو وعاء لكل تلك الكبوحات.. والقموعات وعوامل الزجر والنهر.. فهو نموذج لإنسان العقد والأمراض النفسية.. والانطواء، والنكوص . وهذا هو سر ذبول القيم الإنسانية والروابط الاجتماعية وعدم الإحساس بالغير.. فقد أن الترحاب والمباجلة وكذلك الغيرة. أما القرية والريف فذلك عالم آخر يختلف في المظهر والجوهر.. هناك لا ضرورة إطلاقا للقمع والزجر. والضغط العكسي.. هناك تشجيع وتمجيد بالانطلاق والظهور إلى ا لنور.. هناك تحاكى ا لطيور والزهور في التحرر والتفتح.. لا شوارع.. لا قاذورات.. لا مجهولون، كل أهل القرية والريف والنجع مترابطون حتى النهاية، تربطهم كل الوشائج المادية المعنوية.. هناك أطفال الحبور والسمر.. اطفال الشمس والقمر.. اطفال النسيم العليل والرياح العاصفة.. لا خوف من الانطلاق لا تيارات.. لا فتح.. لا قفل، كل شئ مفتوح بالطبيعة.. ولا حاجة للقفل بالطبيعة حيث البيئة الطبيعية التي ينمو فيها الطفل كما تنمو تلك النباتات.. بلا كبح.. ثم انسان بلا عقد. أيها العقلاء.. ايها الرحماء.. ايها الانسانيون ارحموا الطفولة.. فلا تخدعوها بالعيش في المدينة. لا تقبلوا ان تحولوا اولادكم الى فئران من جحر الى جحر.. من حفرة الى حفرة.. ومن رصيف الى رصيف. ان سكان المدينة ينافقون أطفالهم وانفسهم عندما يظهرون لهم الحب.. وفي نفس الوقت يخلقون المخانق والاقفاص لتبعد عنهم صوت اطفالهم الحبيب، وتغيبهم هم انفسهم عنهم وتحجزهم عن ذويهم. اذ ان حياة اهل الطفل- لانهم من سكان المدينة- تفرض عليهم التخلص من اكبادهم والتحايل على اولادهم .. فهم لكي يقاوموا حياة المدينة الكابوس يبحثون ويخلقون وينفقون عن وعلى مشاغل لا تسمن ولاتغنى من جوع.. مناسبات مزورة.. سهرات مصطنعة.. صداقات كاذبة.. وهنا يشكل الاطفال عقبة امام ذويهم تعوقهم عن ممارسة ذلك، وهم يحاولون التكيف والتغلب والسير مع حياة الجحيم التي تفرضها المدينة على ساكنيها المعذبين. فدور الحضانة، والرعاية والمراجح وحدائق الاطفال، ورياض الاطفال وحتى المدارس ما هي الا تحايل على أولئك المخلوقين الابرياء للتخلص منهم بطريقة عصرية للوأد. ما أقسى المدينة واتفهها على ساكنيها المساكن تجبرهم على قبول اللامعقول.. وهضمه وابتلاعه غصة على انه مقبول ومعقول.. وليس أدل على ذلك من تلك الاهتمامات التافهة التي تفرضها المدينة على اهلها. قد تجد الآلاف المؤلفة تتفرج على عراك بين ديكين!! ناهيك عن الملايين أحيانا وهي تتابع اثنين وعشرين فردا لاغير في حركات لا معنى لها وراء كيس صغير في حجم البطيخة مملوء بالهواء العادي.. ونفس الحشود تقريبا تحضر لمجرد الحضور تقليدا مدينيا تافها أمام شخص واحد فقط يردد كالببغاء امامهم باسلوب سامح وغير مسموع احيانا استنطاقات ملوية ومصحوبة بضجيج ألي، اغلب الحاضرين لا يميزون منها شيئا.. وقد يصفق مخمور أو مخبول فيصفق كل الجالسين غير الفاهمين تعبيرا منهم بأنهم منسجمون وهو غير صحيح . نفاق عصري متكلف، الناس مجبرة عليه في حياتهم في المدينة. كما يتفرج الملايين احيانا ايضا على عراك آخر بين رجلين بالغين عاقلين في صراع أو ضرب في معركة شرسة ومرعبة دون ان يتدخلوا لفض النزاع، وايقاف المعركة الوحشية التي في مقدورهم فضها. ولكن حياة المدينة العصرية تمنعهم لان المعركة غير المعقولة والدموية والحامية الوطيس مقصودة في ذاتها، وبهذه الكيفية الهمجية لكون المدينة تريد ذلك.. فتعذيب الحيوانات في السباقات المنهكة لها.. وتسليطها على بعضها استغلالا لطبيعتها البهيمية العمياء.. وتعذيب البشر كذلك لايلامهم والتضاحك عليهم، والمراهنة فوقهم هي وسائل للترفيه الكاذب لسكان المدينة. وان القتال بين المتصارعين والمتلاكمين لا مبرر له.. فليس ثمة عداوة بعد التحقيق توجد بينهما.. ولكنه هذا المطلوب.. مدينيا وعصريا.!! اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ه معمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ليبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيا ........وبــــــــــــــس المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
|
|
الموضوع الحالى: من فكر الاخ القايد -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى ثورة الشعب الليبي -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 0 (Set) | |
لا يوجد اسماء لعرضها |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عيال الاخ القايد | القذافي | منتدى ثورة الشعب الليبي | 27 | 29-11-2011 17:58 |
هــيــبة الزعيم | ابو قنوة | منتدى فش خلقك .. فضفض | 9 | 23-07-2011 23:43 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...