|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى ألتاريخ والوثائق الاردنيه والعربيه الوثائق التاريخية والجغرافية والكونية والتطبيقية وللتعريف بالمخطوطات و الوثائق و اهميتها المنهجية |
كاتب الموضوع | بطوش | مشاركات | 4 | المشاهدات | 8901 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-06-2011, 19:22 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
زمن ذهب وما زال مشهور حديثه الجازي
جراسا نيوز - يجنده كلوب وعند طردة يرافقه الى المطار الملك الحسين ينعى بنفسه رئيس المجالي معددا مناقبه كرمز وطني مخلص للأردن وصديق وأخ حميم مقرب إليه طلب من حابس ألمجالي بعد إحالته للتحقيق بتهمة الولاء لـ عبد الناصر إن يقبل استقالته للالتحاق بثوار الجزائر اجتماع الزرقاء للضباط بمنزل الصحن ترأسه كلوب لإقناع الضباط بجدوى مشروع حلف بغداد وميزاته للأردن قرار تعريب الجيش ولد صدى رحبا في أوساط الجيش والشعب لدرجة أن جماهير نابلس رفعت سيارة الحسين على الأكتاف كلوب رفض الإرادة الملكية بترفيع المرشح هاني حدادين زميل جلالته في كلية ساند هيرست لـ ملازم انتخابات برلمانية أوصلت الأحزاب للبرلمان والنابلسي يشكل حكومته حقبة الستينيات تميزت بحالة من عدم الاستقرار في العلاقات العربية الداخلية انقلابات بمصر وسوريا والعراق و محور الأردن السعودية مشتبك مع عبد الناصر في اليمن زار العراق بتموز عام 1961 ويومها أعلن عبد الكريم قاسم ضم الكويت للعراق ويعود إلى عمان ليجهز قوة عسكرية لحماية الكويت وبعد تسعة عشر عاما يزورها على رأس وفد للتجمع القومي ويعلن صدام ضم الكويت رغم الوساطة الأمريكية والمطالبات الأردنية المتكررة السعودية ترفض منح الأردن النفط أو بيعه بعد انقلاب قاسم تبدل الأحوال الأمنية على الحدود السعودية اليمنية بعد ثورة السلال بدل الموقف السعودي حيال الأردن فلسطين وحدها لبست محور التنازع بين الأردن ومصر وتجلى ذلك بأزمة اليمن في خريف عام 1962 عندما قام العقيد السلال بانقلابه على نظام الإمام واندلاع الحرب اليمنية احتدام الأزمة بين الأردن ومصر بلغ ذروته بانعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب نهاية آب عام 1960 ببلدة " شتورا " اللبنانية وتتقدم بمشروع قرار طالبت بإنشاء الدولة الفلسطينية الصراع الأردني المصري حول القدس والقضية الفلسطينية يخفي صراعا اشمل حول خارطة التحالفات الإقليمية والدولية نداءات المجالي للقاهرة لتحسين العلاقات وفتح صفحة جديدة من التعاون مع الأردن لم تجد قبولا لدى المصريين قبيل انتصاف نهار التاسع والعشرين من آب 1960 دوى صوت انفجار في أرجاء عمان غطى سماء شارع السلط الغبار والدخان استشهاد رئيس وزراء هزاع المجالي عملية اغتيال سياسية من الدرجة الأولى لم يشهد لها مثيلا عبدالله اليماني تسليط الضوء على مذكرات طيب الذكر القائد العام الأسبق للجيش العربي الفريق الركن مشهور حديثه الجازي يعود إلى تعاون ابنة المحامي د. عمر قام باطلاعنا مشكورا على جزء من الأوراق التي كتبها والده. الذي رحل وهو مطمئن البال ولم تفارقه الابتسامة إذ كانت في أصعب الأوقات تزين محياه . وهو القائل أن أهم ما في الأردن مقدرته على ممارسة الدفاع عن النفس في كل الأوقات وممارسة العفو والتسامح في أسوأ الظروف. لقد توفي وهو يسترجع شريط الذكريات كيف بالأمس القريب كان يتطلع إلى ذاك اليوم الذي يدخل فيه الجندية، وينظر بلهفة وصبر إلى تلك الساعة التي يرتدي بها البذلة العسكرية. وكيف تحققت له تلك الامنيه. وبفقدانه فقدت الحياة السياسية الاردنيه واحداً من أعلام النضال الأردني والعربي والعالمي . ونخلص من ذلك إلى القول: ان برحيله خسر الأردن رجلا وطنيا مناضلا بارزا. والحياة السياسية الأردنية واحداً من المناضلين البارزين الذين تميزوا بالحكمة والشجاعة والإخلاص، فعظمت أدواره وعلت مكانته الرفيعة بين الجماهير.ومن خلال أوراقه التي أتيح لي أن اقرأها ،وجدت أنها أوراق حيّة، كتبها رجل حي ، ومن تصور حيّ، لتاريخ مجيد حي ، عاشه وشارك بأحداثه خطوة، خطوة . وهكذا وأنا اقرأها تصورت نفسي أنني أعيش جواً عسكرياً مشحوناً بالانتصارات والمفاجآت. وهانحن اليوم نقرأ،ونفتش بين حروف وسطور ابرز تلك المحطات التي عاشها بحلوها ومرها . ونتأمل أن يتخيلها كل من يقرأها ويعرف معناها ومغزاها ومحتواها. ويروي الباشا ألجازي انه لم يكن حزبيا ، ولم ينتم إلى حزب سياسي ، ولكنه كان ينتمي بكل جوارحه للمدرسة القومية . كان متأثرا بأطروحات عبد الناصر ومواقفه وشعاراته ، وكان يرى فلسطين قضية قومية يرغب في الدفاع عنها وبذل كل ما يمكن لتحريرها. وهانحن اليوم نقرأها ونفتش بين حروفها وسطورها عن ابرز المحطات بحلوها ومرها لعل القارئ الكريم يتخيلها وهو يقرأها ويعرف معناها ومغزاها ومحتواها . واليكم إياها . الجزائر الثائر. اقترح على حابس باشا المجالي بعد إحالته للتحقيق بتهمة الولاء لجمال عبد الناصر ، أن يقبل استقالته ، لأنه سيغادر إلى الجزائر للالتحاق بثوارها الأبطال . كانت الجزائر بتلك الفترة، مبعثا لروح الكبرياء والاعتزاز الوطني والقومي، وكان نشيد ثوارها يلهب المشاعر والأحاسيس في النفوس العربية. وكانت المدن والقرى تمور بالانفعالات والأنشطة التضامنية مع الشعب الجزائري الشقيق ، وكانت أسماء ثوارها تحاط بهالة من الغموض المعجون بالإعجاب والتقدير .وهانحن اليوم نقرأها ونفتش بين حروفها وسطورها عن ابرز المحطات بحلوها ومرها لعل القارئ الكريم يتخيلها وهو يقرأها ويعرف معناها ومغزاها ومحتواها . واليكم إياها. منذ طفولته كان يحلم أن يرتدي الزي العسكري. وكان يتخيل نفسه جنديا ، وعندما يأتي إلى مضاربهم ضيفا من الجيش العربي أو قوات البادية . كان يسترق النظر إليهم، ويتطلع بلهفة وصبر إلى ذاك اليوم الذي يصبح فيه جنديا. وينتظر تلك الساعة التي يرتدي بها البذلة العسكرية.هذا المحارب، شخص غير عادي. من شاب ولد وترعرع وعاش في مضارب البادية الأردنية الجنوبية، إلى أن أصبح قائدا عاما للجيش العربي. المدرسة القومية. تاريخ الأردن في حقبة الخمسينيات كان الأغنى ، تعرف الجيش على السياسة والسياسيين ، و شهدت المؤسسة العسكرية بدورها ، كجزء فاعل وحيوي من هذا الشعب والوطن ، حراكا فكريا وسياسيا غير مسبوق وساهمت جميعها في رفع مستوى وعي الجيش ضباطا وإفرادا بمجريات الوضع في الأردن والمنطقة . كانت عمان وغيرها من المدن الأردنية ، في الضفتين ، مسرحا لتيارات سياسية وفكرية وحزبية تموج وتغلي ، وكانت شعرات الوحدة والتحرير تطغى على المناخات السياسية في البلاد ، ومعها بدأ يتسلل بحياء شعار الاشتراكية . تقديم شهادة. عناوين تلك الحقبة ، تتلخص مهمتها في تقديم شهادة تنحصر في إطار الدور الشخصي والرؤية من الموقع والدور اللذان كان يحتلها في صفوف الجيش العربي . ويقدم شهادة عن واقع الجيش العربي في تلك الأزمنة التي تبدو بعيدة ، لكن ظلالها كما يشير بأوراقه أنها ما زالت تخيم بين الحين والآخر على راهن حياتنا ، وخصوصا حين يحتدم الخلاف والتباين بين الحكومات والمعارضة ، أو حين تقف قوى المجتمع الحية من أحزاب وصحافة ونقابات ومثقفين وقفة مراجعة وتقييم . ونقرأ في أوراقه أن الأردن استقبل في النصف الثاني من القرن العشرين ،سلسلة غير منتهية من التطورات والتفاعلات الداخلية والإقليمية والدولية ، التي رسمت ملامحه وشكلت صورته . وكانت الفترة من 1948 - 1967 حافلة بالأحداث الجسام ، التي ما زالت حاضرة في وعي الأردنيين ووجدانهم ، وما زالت تلقي بظلالها على الفكر والعمل السياسي في الأردن . لم تنته الحرب العربية الإسرائيلية الأولى ، بإعلان قيام دولة إسرائيل الغاصبة فحسب ، وإنما انتهت بغياب فلسطين عن الخارطة السياسية للشرق الأوسط . وحدة الضفتين. قيل في وحدة الضفتين بأنها جاءت تعبيرا عفويا عن تطلعات جماهير الشعبين للاندماج القومي ، إلى قائل بأن ما تم ليس سوى ضم للضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية التي لم يمض على إعلان استقلالها الشكلي آنذاك ، سوى أربع سنوات. وأشارت أوراقه، أن المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1946، أثقلت الأردن بشروط بريطانيا وهيمنتها، وكبلت توجهاته التحريرية القومية.وايا يكن أمر تقييم لما جرى بخصوص وحدة الضفتين. فقد جاءت أحداث العقدين الممتدين من النكبة إلى الهزيمة ، لتعمق الوحدة الأردنية الفلسطينية الشعبية . وتعمق انصهار أبناء الشعب الواحد ، وتؤصل روابطها المشتركة العميقة ، الخاصة والمتميزة ، فعلا لا قولا .وانبثاق الأحزاب من الظلمات إلى النور.هذه السنوات كانت حافلة بالتغييرات الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسكانية ، يومها تضاعف عدد سكان الأردن ، ودخلت إلى خارطته مدن وقرى ومخيمات جديدة . وانضمت إلى حركته السياسية والشعبية أحزاب ومنظمات وشخصيات لها خبرة طويلة في العمل السياسي والجهادي ضد الاستعمار والصهيونية . بدأت الأحزاب تنبثق مع انبثاق عقد الخمسينيات ، بعضها يخرج إلى النور من ظلمات العمل السري . لأول مرة كالإخوان المسلمين والشيوعيين، وبعضها يتأسس معلنا انطلاقة جديدة في العمل السياسي الأردني والعربي، كالبعث والقوميين العرب. والبعض الأخر يشق طريقا وطنيا متفردا كالحزب الوطني الاشتراكي بقيادة المرحوم سليمان النابلسي. وغير ذلك من أسماء ومسميات لقوى وتيارات ملأت فضاء الأردن وسمائه في تلك الحقبة . عبد الناصر المظلة والعباءة. هذا التنوع الهائل لم يحجب الثقل المتميز للناصرية، ولم يضعف الحضور المتوهج للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان المظلة والعباءة لكل تيارات العمل الشعبي العربي. حتى في ذروة اصطدامه مع بعض أجنحتها وفرقها الحزبية . وبينت إن الأردن كان عرضة للتأثيرات السياسية والفكرية التي تهب عليه من مختلف عواصم الجوار ،وإذاعة صوت العرب كانت محركا للعمل الشعبي ، ناقلا لرسالة الناصرية في الوحدة والحرية والتحرير والعدالة الاجتماعية. تلك الرسالة التي تردد صداها في كل جنبات بيت أردني ، ومنها الجيش العربي . ثورات الجيران وتأثيراتها المباشرة. وأوضحت ان سوريا والعراق ، بعد ثورتي ،آذار 1963 ، في سوريا، وشباط 1963 في العراق كان لهما تأثيرات مباشرة على مجريات العمل السياسي في الساحة الأردنية . ولتجربة الوحدة الممتدة من 1958 الى 1961 بين سوريا ومصر ، وقيام الجمهورية العربية المتحدة ، تأثيرات لكبيرة في توجيه دفة الأحداث على الساحة الاردنيه . الانتخابات..وحكومة سليمان النابلسي. وبلغت ذروتها في الانتخابات التي جرت عام 1956 وانتهت بتشكيل المجلس النيابي الخامس الذي سيطرت عليه أحزاب المعارضة. وانبثقت عنها الحكومة الائتلافية بزعامة المرحوم سليمان النابلسي . وضمت في صفوفها ممثلين عن الأحزاب السياسية العقائدية كالعبثيين والشيوعيين. وطرحت على رأس جدول إعمالها إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية المذلة ، وتعميق انتماء الأردن لامته العربية والتحالف مع عبد الناصر ، والتقرب من الدول الاشتراكية ، إلى درجة أنها قررت الاعتراف بالاتحاد السوفيتي دون التشاور مع جلالة الملك ، الأمر الذي لم يستكمل إلا بعد ذلك بسنوات عندما أقيمت علاقات دبلوماسية بين الأردن والاتحاد السوفيتي في العام 1963 . كانت شعارات الحكومة الائتلافية والمعارضة السياسية تجد صدى واسعا لها داخل الجيش ، خصوصا بعد النجاحات التي حققها عبد الناصر في التأميم وبناء القوات المسلحة المصرية وتطوير علاقات التعاون مع الدول المتحررة والدول الاشتراكية .وقد شهدت قطاعات الجيش سلسلة من التحركات والاجتماعات، وكان الجنود والضباط يتداولون في مجالسهم الخاصة إنباء التغييرات العاصفة التي تواجه البلاد والمنطقة برمتها ، برغم الجهود المضنية التي بذلها الضباط الانجليز لمنع اشتغال الجيش بالسياسة ، والحيلولة دون تفتح الضباط على هموم وطنهم وأمتهم . اجتماع الزرقاء للضباط بمنزل الصحن. يذكر ألجازي في أوراقه إن اجتماعا خصص للضباط العرب الكبار في كتائب المدرعات والمدفعية، عقد في منزل عبد الرحمن الصحن في الزرقاء ،والجاري ممثلا لكتيبة المدرعات الثانية حيث كان مساعدا للمقدم ستريكت لاند . ، وترأس الاجتماع كلوب باشا الذي ، بذل مجهودا مضنيا لإقناع الضباط بجدوى مشروع حلف بغداد وميزاته الجيدة للأردن. وذكرالجازي إن كلوب يومها ركز على دور الحلف في حماية حدود الأردن من المطامع الصهيونية ، ويشير أنها المرة الأولى التي يرى فيها كلوب منفعلا ، يدخن سجائر " البليرز " الواحدة تلو الأخرى. وكان القلق باديا على محياه خاصة إن المظاهرات كانت تجتاح شوارع المدن والقرى الأردنية .ويدرك تماما إن نبض الشارع الأردني ضد هذا الحلف ، و قوله :حماية الأردن من الإطماع الصهيونية لم تكن إلا تضليلا مكشوفا. وبدا للجميع إن هدف الحلف لم يكن إلا تطويق عبد الناصر والمد القومي العربي . وخدمة الدول الاستعمارية في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية . اضرب. ولا تخطئ الضربة. وأشارت أوراقه أن الأوامر التي وجهت إليهم من القادة الانجليز تقضي بالضرب بقسوة المتظاهرين ، وذلك بعد اشتداد وطأتها والتحركات الشعبية في عمان ومدن الضفة الغربية على نحو خاص. دورهم انحصر في ضبط التجاوزات وإعمال الشغب لان جهاز الأمن لم يعد قادرا على كبح جماح الثائرين خصوصا في عمان والزرقاء. وهم الذين طلب منهم إن يكونوا أكثر عنفا .تنفيذا الأوامر الصادرة من القائد الانجليزي :( اضرب. ولا تخطئ الضربة). رفضوا إطاعة هذه الأوامر ، لإدراكهم بان الرصاصة التي ستطلق من بنادقهم ستصيب أبا وابنا آو أخا اوعما أو جارا أو صديقا إلا أنهم لم يسمحوا بحدوث ذلك . فان لم يكن المتظاهرون أولادهم فهم من أبناء عمومتهم . لهذا لم يسمحوا للانجليزي الحاقد إن يوجههم لارتكاب هذه الجريمة. ومع ذلك كانوا يعصون الأوامر حينما يتعلق الأمر بإطلاق النار على المواطنين فالجيش . لم يكن بعيدا عن الآراء الناصرية التي نجحت في تفعيل الروح العربية ودفعها إلى الإمام ، بشتى الوسائل وأهمها ما تبثه إذاعة صوت العرب آنذاك. وكشفت الأوراق عن تأثر الجازي وإفراد الجيش من العرب بتلك الحوادث. تعريب الجيش. وبينت أوراقه إن المسألة الأهم بالنسبة لهم كانت تعريب الجيش ، والتخلص من ثقل الوجود الأجنبي .وكم كانت فرحته وزملائه بالتعريب كبيرة بذاك اليوم الأول من آذار عام 1956. فرحة لا توازيها فرحة، والتعريب يومها أصبح مطلبا وطنيا وشعبيا . وولد قرار التعريب الذي اتخذ الملك الحسين رحمه الله صدى رحبا في أوساط الجيش، وارتفاع شعبية جلالته بين أوساط الشعب والقوات المسلحة، لدرجة إن جماهير نابلس رفعت سيارته على الأكتاف عندما قام بزيارتها . كلوب باشا.. والانتهازيين وأوضحت أوراقه بأن كلوب باشا كان رجلا متنفذا في أوساط الجيش والنخب السياسية في البلاد ، خصوصا عند اولئك الانتهازيين . وله صلاحيات تصل حد دفع الرواتب للضباط والشيوخ والوجهاء من الموازنة العامة للدولة . حدادين.. وعدم ترقيته لملازم ثاني ويذكر الجازي واقعة حصلت تدل على مدى قوة كلوب باشا ونفوذه وتفاصيلها، بعد تولي الملك سلطاته الدستورية ، كان له صديق زامله في كلية ساند هيرست وهو هاني حدادين ، وخدم في كتيبة المدرعات الثانية برتبة مرشح ، ولم يجر ترفعيه بسبب غيابه عن ارض الوطن لتلقي العلوم العسكرية في بريطانيا .وذات يوم ، وبينما كان جلالته مارا بسيارته في شارع السلط . شاهد هاني حدادين يسير على إقدامه في الشارع . استوقفه ، وسأله عن السبب في عدم ترقيته ، فاخبره بتفاصيل الموضوع ، فما كان من الملك إلا إن أمر بترقيته إلى رتبة ملازم ثاني . وعندما علم قائد الفرقة اللواء لاشين بذلك ، تشاور مع كلوب باشا ، و صدرت التعليمات ، بعدم وضع رتبة ملازم على كتف حدادين ، أي رفض كلوب باشا الإرادة الملكية بالترفيع. علي أبو نوار..والمكالمة الهاتفية ويذكر الجازي المكالمة الهاتفية من علي أبو نوار التي يسأله فيها رأيه في الانجليز وتعريب الجيش ، ويذكر أن أجابته كانت ، بانت على انم الجاهزية لتنفيذ آية أوامر تخلصنا من وجودهم ، فكانت الأوامر الموجهة له، أرسل سرية من الكتيبة لمحاصرة منزل كلوب باشا ، وراسل سرية بقيادة ذوقان حنيف الشعلان ، وهو ضابط سوري الأصل ، ومرزوق عشوي ، وهو حجازي الأصل لمرافقة كلوب إلى مطار ماركا ، في رحيله الأخير عن الأردن ، والى الأبد . حل حكومة النابلسي ...والبرلمان وبينت أوراقه بعد خروج الانجليز جرت انتخابات برلمانية ، وطالت يد الأحزاب قبة البرلمان و شكل المرحوم سليمان النابلسي حكومته، ثم جرى ما جرى، وحلت الحكومة والبرلمان، ودخلت البلاد في مرحلة من الإحكام العرفية، كان يمكن التعامل معها ، بكثير من الحكمة والسياسة، غير إن النضج السياسي لم يكن متوفرا آنذاك.و لا بد من كلمة حق للرجل الذي ارتبطت باسمه حقبة الخمسينيات ، وهو سليمان النابلسي الذي حاول إن يقوم بدور أمين وقومي تجاه بلده وشعبه وحكومته ، في مرحلة لم يكن فيها مقبولا إن تظهر شخصيات بهذا الوزن وبهذه المواقف ، فهو لم يكن مقبولا من الدوائر الاستعمارية الأوروبية ، ولا من الدوائر الأمريكية التي بدأ يتزايد نفوذها مع الإعلان عن مبدأ إيزنهاور، ومشروع النقطة الرابعة والبدء بتسليح الأردن وتمويله أمريكيا ، ليكون واحدة من قواعد صد النفوذ الناصري والسوفيتي على المدى الأبعد . على مائدة الملك ويقول الجازي تعود علاقتي الشخصية مع سليمان النابلسي إلى مطلع الستينيات ، عندما التقيته على مائدة جلالة الملك الذي كان يحرص بين الحين والآخر ، على دعوة سياسيين وعسكريين ، سابقين وحاليين ، للالتقاء على مائدته في القصر الملكي . وكان من حسن حظه ، إن يكون زميله على المائدة سليمان باشا النابلسي ، الذي خرج لتوه من إقامة جبرية طويلة ، و كان الجازي برتبة عقيد ، قائدا للمجموعة الأولى في سلاح الدروع . وبعد أن فرغ الجميع من تناول طعام الغداء جلسوا يتناولون القهوة ، وعرفه بنفسه، وخاطبه مجاملا ": على الحكومة عدم إهمال البدو. والاهتمام بتزويد مواشيهم ، وتوفير المراعي لحلالهم ، فقال له : يا دولة الرئيس ، ليتك تقول على الحكومة أن تعمل على توطينهم في أرضهم ، ومد يد المساعدة لهم لتعليم أولادهم ، بدلا من هذا التنقل الذي لا يزيدهم إلا جهلا " . ويوضح الجازي إن الدهشة بدت على ملامح النابلسي ، ولكنه استمر في إطلاق عبارات المجاملة والتأييد لما طرح، ولم يلقاه مرة ثانية ، إلا بعد حوادث أيلول عام 1970 . عندما زاره في منزله مهنئا بسلامته ، بعد أن قصف منزله بشدة بالرشاشات ، التي تركت أثرا كبيرا على جدرانه ونشأت بينهم صداقة لم ينهها سوى رحيله للرفيق الأعلى . فبركة حركة أبو نوار الانقلابية ويتحدث ازداد التعقيد عندما تدخل ضباط الجيش في السياسة وتجلت مظاهرة في حلول الاستعمار الجديد الأمريكي محل الاستعمار البريطاني الفرنسي القديم ، وبلغت ذروته مع دخول المعسكر الاشتراكي ، والاتحاد السوفيتي القديم في حرب باردة مع المعسكر الغربي الذي تربعت على زعامته دون منازع بعد الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة .وقضية الاعتراف بالاتحاد السوفيتي ،عندما علت المطالبات بالاعتراف به وإقامة علاقات دبلوماسية معه ، وكانت قنوات من الاتصال قد فتحت معه ، خصوصا بعد إن تصدى مندوبه في الأمم المتحدة أكثر من مرة ضد الاعتراف بالأردن وقبوله عضوا في الأمم المتحدة طالما ظل استقلاله منقوصا بفعل المعاهدة الأردنية البريطانية . ومن المؤسف إن قضية الاعتراف تحولت إلى قميص عثمان ، فتم فبركة ما يدعى بحركة (علي أبو نوار) الانقلابية ، واتهم الرجل وفريق من الضباط بأنهم على صلات مع الخارج، ولا يستبعد الجازي إن تكون لعلي أبو نوار علاقات خارجية، فاللقاءات كانت متبادلة، ومستمرة بينه وبين السوريين .وحضر بعضها ، غير انه يرى إن الأمر بين الحركة والبعثيين لم يخرج عن كونه تعاطفا فقط ، ولم يحاول أبو نوار توظيفها ليقوم بحركة انقلابية، ويعلم انه من غير الممكن فعل ذلك. ولو كانت تراوده لاستغلّ فترة طرد كلوب باشا والضباط الانجليز من الجيش العربي، ولكن الأمر لا يخرج عن تدبير محلي وشكلي مفتعل ، هدفه مختلف عن ظاهره. وتكشف الأوراق إن هناك جهات سعت لتدعيم ركائزها وتقوية نفوذها في صنع القرار السياسي بالأردن، وقامت بتوجيه التعاطف مع سوريا والاعتراف بالاتحاد السوفيتي إعلاميا. وخاطبة الرأي العام الأردني وزعمت بان هناك مؤامرة ضد النظام، وان حكومة النابلسي لم تستطع وقفها،وبانها غير صالحة لحماية الأردن والحفاظ على أمنه واستقراره . وأشارت أوراقه بان الحركة الانقلابية كانت فزاعة ومحاولة ناجحة لإسقاط الحكومة والتجربة الديمقراطية. وقتل الروح الوطنية في الجيش والشعب والتشويش على التيار الناصري وعلى الحركة الوطنية والقومية إجمالا. إما ضباط الجيش العربي ، فكثيرا منهم ، تأثروا بالإحداث وتفاعلوا معها، وفهموا مغزاها ، وكانت بالنسبة لهم درسا اختصر عليهم مراحل كبرى في التعلم واكتساب المعرفة والدراية السياسية العامة . وبهذا ضربت الحالة الوطنية في الشارع و في صفوف الجيش ، واستغلت الحركات التي أطلق عليها انقلابية لاتهام الضباط الوطنيين واعتقالهم وإبعادهم عن المؤسسة العسكرية . وكان الحظ يقف إلى جانبه عندما جرى اعتقالهم. عضو هيئة المحكمة العسكرية تمت الاعتقالات بينما كان بدورة تدريبية عسكرية في باكستان مدتها سنة . وعندما عاد في أوائل الستينيات ، رقي إلى رتبة عقيد ،وتقرر إن يكون عضوا في هيئة المحكمة العسكرية لمحاكمة الضباط الوطنيين. ويرى الجازي هذا القرار انه كان مدروسا جيدا ، لأنه زميلا وصديقا لهؤلاء الضباط ومقربا منهم ، وحاول إن يكون رسول خير وعدل في المحكمة، وكان عضوا أيسر، أي عضوا ثانيا في المحكمة، وهذا يعني انه غير مخول بالشيء الكثير ، ولم ينكر انه كان متعاطفا معهم لمجرد معرفته بان " الحكاية " ملفقة من الأصل . كان الملك يرافقه،اللواء صادق الشرع ، عند بدء حملة الاعتقالات في عمان، بزيارة إلى الصين ، وتواصلت الاعتقالات لعدة أسابيع لتشمل عشرات الضباط ، وسط شكوك بان ثمة مسرحية تدبر لإقصاء عدد منهم عن مواقعهم في إطار تنافس على النفوذ والزعامة داخل الجيش، وسط صراعات جهوية بين شمال وجنوب ووسط ، إلى درجة إن البعض ، وربما رئيس الحكومة آنذاك المرحوم سمير الرفاعي ، لم يكن ليأخذ على محمل الجد التهم الانقلابية الخطيرة التي وجهت لهؤلاء الضباط . واستمرت المحاكمة لمدة سنة، وتألفت هيئة المحكمة من القاضي سامي شمس الدين ومن العضو الأيمن مصطفى الخصاونة والجازي . وتألفت النيابة العامة من المدعي العام العميد محمد احمد الروسان ( أبو الحكم ) ومساعده محمد رسول الكيلاني. وأوضحت أوراقه إلى إن محمد رسول الكيلاني كان المدعي العسكري الأكثر نفوذا في المحكمة ، ومن ضمن المتهمين خالد الطراونة وعبد الرحمن العرموطي، إما علي أبو نوار ونذير رشيد فقد فرا خارج الأردن وصدر عليهما الحكم بالإعدام غيابيا، ولم ينفذ. سعى الادعاء العسكري إلى حشد كل القرائن والحجج ، وجلب كل ما يمكن إن يدين المتهمين ، وكانت المحكمة تعقد في أجواء من التسلط الأمني ، ولم ينج محاموا الدفاع من الادعاء ، كما أورد ذلك وزير الخارجية السابق وليد عبد اللطيف صلاح ، في مذكراته ، وكان صلاح محام للدفاع عن صادق الشرع والدكتور رفعت عودة ، حيث تعرض للضرب من قبل مجهولين ، هم في الحقيقة معلومين تماما للقاصي والداني . وتشير أوراقه إن المستشار والنائب العام محمد الروسان كان رجلا وطنيا متدينا ، ونزيها جدا ، ولم ينتسب إلى تلك المدرسة التي يتسم عملها بالانتهازية والتزوير وقلب الحقائق والمقامرة بمصالح الوطن على مذبح المصلحة الشخصية. إما سبب ثورته وغضبه على اولئك الضباط فيعود إلى الضغط الإعلامي الرهيب الذي مورس آنذاك . ويذكر الجازي انه بإحدى حواراته إثناء استراحة المحكمة ، حاول استجلاء تفسير لموقفه الواقع على الدفاع والمتهمين ، فقال له : " يا أخي ، إذا أردت الحقيقة ، أنت لازم تكون معهم في القفص " . ويشير انه ثار عليه وطالبه إلا يعيد هذا القول مرة أخرى ، وهذا ما حصل . وتمضي السنوات على تلك الوقائع ، وبالذات بعد إحالة الروسان على التقاعد ، إذ انزاحت كثيرا من الغشاوة عن عيني الروسان. فغادر إلى لبنان وسوريا، ملتحقا بجهاز القضاء الثوري الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ، مواصلا الالتزام بمواقفه الوطنية والقومية ، ونشأت بين الجازي والروسان صداقة متينة . ولم تكتف المحكمة بمعالجة حركة أبو نوار، بل قامت بتوجيه تهمة الانقلاب على شخصيات من أهمها صادق الشرع الرجل الثاني في الجيش بعد علي أبو نوار، ود. رفعت عودة السياسي البعثي البارع والخطير الذي تربطه بالشرع صلة من القرابة أدت إلى ارتباط مصيرهما معا. الشقيقان الشرع صادق ، صالح ، وعودة والإعدام. ويعتقد ألجازي إن الشرع كان يحاول تنفيذ بعض الإصلاحات في الجيش ، وفُهمت بشكل خاطئ، وترجمت تحركاته على أنها محاولة انقلابية، والغريب انه كان يرتبط بعلاقات جيدة مع الانجليز والنظام نفسه إلى درجة انه نشر من خلال التوجيه المعنوي مقالات ودراسات تروج لحلف بغداد والسياسات التي كانت تلقى الرفض في الصفوف الوطنية والشعبية ، وكان يقف في معظم الحالات في الجبهة المقابلة لتوجهات علي أبو نوار، ويتربص له الفرصة وقد حانت بالفعل، بعد الحركة المزعومة والمفبركة التي رُتّبت، فأصبح الشرع رئيسا للأركان مع بقائه الرجل الثاني في الجيش، حيث عين حابس المجالي قائدا عاما للجيش. واكتشف الشرع عمليات تخريب في الجيش، فحاول إصلاحها ، خصوصا مع تنامي الصلاحيات التي أعطيت لكل من سلامة مهاوش وخالد الياور وغيرهما ، وهنا اتهم بالانقلاب ضد النظام، وقد بدأ ذلك عندما اعتذر عن السفر إلى أمريكا للالتحاق في زيارة عسكرية ، ففسر رفضه الذهاب على انه يستهدف التحضير للقيام بمحاولة انقلابية ، وكان عذره وقتها انه " انزلق في الحمام " وتضرر من جراء ذلك ، وان حالته الصحية لا تسمح له بالسفر. وبعد جلسات طويلة وصلت إلى أربعين جلسة كانت في معظمها علنية ، ابتدأت في 12 أب 1959 وانتهت في 17 تشرين الثاني 1959 ، أصدرت المحكمة قرارها بالحكم على صادق الشرع وشقيقه صالح الشرع ( غيابيا بالنظر لفراره ) ورفعت عودة بالإعدام ، فيما تراوحت إحكام البقية بين البراءة والسجن خمسة عشر عاما . أودع المتهمون السجن لفترة من الزمن حاول خلالها البعض من العناصر النافذة والمقربة من القصر ، إقناع الملك بتنفيذ العقوبة إلا انه رفض ، واثر تدخلات أمريكية وبريطانية وإيرانية كثيفة جرى تخفيف الحكم من الإعدام إلى المؤبد ، إلى إن صدر العفو الملكي عن المتهمين . وانقلبت الأمور فعاد الإخوان صادق وصالح الشرع إلى دائرة الضوء، حيث تدرج الاثنان في المناصب الوزارية في حكومات متعاقبة ، فأصبح اللواء صادق الشرع وزير دولة للشؤون الخارجية في حكومة زيد الرفاعي ، كما إن شقيقه العميد الركن صالح الشرع ، المتهم الفار في نفس القضية ، عيّن وزيرا للداخلية في حكومة المرحوم محمد داود العسكرية التي شكلت في 14 أيلول 1970 ، ثم تولى وزارة الداخلية في حكومة احمد طوقان المؤلفة في 26 أيلول 1970 . وبينت أوراقه إن قائد السلاح المدرع العقيد محمود الروسان و مدير الاستخبارات العسكرية العقيد محمود الموسى ، جرت محاكمتهما إمام نفس المحكمة العسكرية بتهمة التآمر مع الجمهورية العربية المتحدة لتنفيذ انقلاب في الأردن بعد أيام من انقلاب تموز 1958 في العراق ، وتردد في حينه بأنهما كانا على اتصال مع رجل الاستخبارات السورية القوي في تلك المرحلة عبد الحميد السراج ، وان زكريا الطاهر كان يمدهما بالمال من دمشق ، فصدرت إحكام بالسجن على عشرات من مناصريهم وتم الاستغناء عن خدمات آخرين للاشتباه بهم ، وقد قضى بعضهم أربعة سنوات في السجن قبل إن يشملهم العفو الصادر في شهر 4 -1962 ويواصل الجازي سرد الإحداث التي مرت على الأردن ، وشخصها بأنها مرحلة صعبة ، انعكست على الجيش العربي .ولعبت فيها شخصيات مؤثرة دورا هاما في تفريغ المؤسسة من القادة العسكريين الأكفاء ، وأصبح من المضحك المبكي أن تجد أحيانا مرافقين وسائقي سيارات الشخصيات تربعوا على مواقع ذات تأثير كبير في الجيش ، يوجهون الاتهام لهذا ويكيدون لذاك .وهانحن اليوم نقرأها ونفتش بين حروفها وسطورها عن ابرز المحطات بحلوها ومرها لعل القارئ الكريم يتخيلها وهو يقرأها ويعرف معناها ومغزاها ومحتواها . واليكم إياها . هزاع ...وانفجار العاصمة وتكشف الأوراق انه في التاسع والعشرين من آب 1960 ، وقبل أن ينتصف نهار ذاك اليوم الصيفي الحار والمغبر ، دوى صوت انفجار في إرجاء عمان ، وبعده بدقائق دوى صوت انفجار آخر،وتعالى التراب والدخان مغطيا سماء شارع السلط بوسط المدينة ، يومها كانت الحكومة تتخذ من مقر البنك المركزي حاليا ، مقرا لها . وبينما كان الدخان والغبار يتصاعد من مكان الانفجار ، تبين أن رئيس وزراء هزاع ألمجالي ومعه عدد كبير من كبار الموظفين لقوا حتفهم في عملية اغتيال سياسية من الدرجة الأولى. لم يكن الأردن قد شهد لها مثيلا على امتداد العقود الأربعة التي مرت على تشكيل الإمارة لغاية ذاك الوقت . نعى الملك الحسين بنفسه رئيس وزرائه ، معددا مناقبه كرمز وطني مخلص للأردن ، وكصديق وأخ حميم مقرب إليه ، وحملت كلمة جلالته اتهام ضمني " لإطراف ما " تسعى لثني الأردن عن مسيرته ، ومنعه من الاستمرار في دوره ، وهو ما يرفضه الأردن برغم مصابه الكبير .وكلف الملك بتشكيل الحكومة الجديدة بهجت التلهوني وضمت جميع وزراء حكومة المجالي تأكيدا على الاستمرارية ، في رسالة حملت معنى التواصل والاستمرار . توتر العلاقات الاردنيه .. المصرية..السورية وتوضح الأوراق إن هزاع المجالي شكّل حكومته الثانية في السادس من أيار عام 1959 ، في ظل ظروف صعبة للغاية ، فقد كانت العلاقات الأردنية مع كل من سوريا ومصر في ذروة توترها ، وكانت الحرب الإعلامية مشتعلة ، والاتهامات المتبادلة في أوجها ، وكان المد الناصري لا يقاوم ، خصوصا بعد صفقة الأسلحة التشيكية والوحدة المصرية السورية . حاول المجالي جاهدا إصلاح العلاقات الاردنيه المصرية.ولكنه اخفق إخفاقا شديدا ، وكان الصراع حول القدس والقضية الفلسطينية ، يخفي صراعا اشمل حول طريق التطور الذي اختاره كلا البلدين ، وحول خارطة التحالفات الإقليمية والدولية التي توزعت عليها المنطقة في تلك الحقبة .,لم تكن مصر قبلت نهائيا وحدة الضفتين ، وظلت تسعى لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ، وبصرف النظر عمّا إذا كان هذا هو الهدف الحقيقي للسياسة المصرية أم لا ، إلا إن إثارة هذه القضية ، فضلا عن احتضان دمشق والقاهرة ، للاجئين السياسيين الأردنيين ودعمهما لنشاطاتهم المناهضة للنظام،ساهم في الإبقاء على درجة التوتر متصاعدة بين الجانبين . المجالي ...وثقة القاهرة وعبد الناصر ونقرأ بأوراقه إن الناصرية كانت في أوج صعودها ، والأردن ينظر إليه حليفا للاستعمار الغربي ، وعضوا مؤهلا للانخراط في حلف بغداد الذي رأت مصر فيه التفافا غربيا مشبوها على المد القومي والناصري . واستغل الإعلام المصري هذه المواضيع وجعلها مادة لهجوم موصول ومؤثر على السياسة الأردنية .في ظل وجود قطاعات من التيار القومي الأردني ، و شعبية فلسطينية ، لم تكن راضية عن السياسة والتحالفات الأردنية الرسمية ، كما لم تكن راضية عن تغييب الهوية الفلسطينية . لم تجد نداءات المجالي التي وجّهها إلى القاهرة لتحسين العلاقات معها ، وفتح صفحة جديدة من التعاون بين الأردن والجمهورية العربية المتحدة، قبولا لدى المصريين . ويبدو لان حكومة المجالي الأولى التي شكلها في العام 1955 اقترن بها اسم مخطط انضمام الأردن لحلف بغداد، لهذا لم يكن بمقدوره إن يحظى بثقة القاهرة وعبد الناصر . شتورا.. والخارجية العرب.. وفلسطيين تبرز أوراقه إن احتدام الأزمة بين الأردن ومصر بلغ ذروته ، إلى توجيه دعوات لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب ويعقد المؤتمر في نهاية أب عام 1960 ببلدة " شتورا " في لبنان ، تقدمت القاهرة بمشروع قرار اكدت وطالبت بإنشاء الدولة الفلسطينية . وعلى حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بنفسه ، وعلى أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية والحيلولة دون الاستمرار في تذويبها اوالحاقها. وقبل الأردن القرار كارها. واعتبره موجها ضد وحدة الضفتين ، وظهر أن الضغط الناصري والوحدة المصرية السورية كان طاغيا . العودة .. إلى نفق التأزم والتوتر. لم تمض سوى ساعات على انفضاض مؤتمر شتورا في 28-8-1960 ، حتى وقعت عملية تفجير رئاسة الوزراء التي أودت بحياة المجالي، وتبددت فرص التقارب الناجمة عن القرارات الجماعية لمؤتمر وزراء الخارجية العرب ، وعادت العلاقات بين عمان وكل من القاهرة ودمشق إلى نفق التأزم والتوتر . الشائعات.. وانضمام سوريا.. للأردن. وتذكر أوراق إن الأجواء سادها توتر شديد ، وأشاع طابور خامس في عمان ودمشق على حد سواء، بان سوريا تنتظر الخلاص من حكم عبد الناصر، ومن قبضة عبد الحميد السراج ، ومضت الشائعات إلى حد القول: بأنه يكفي دخول عسكري أردني سريع وحاسم ، حتى تنضم سوريا للحكم الملكي الأردني ، وتخرج على تجربة الجمهورية العربية المتحدة مع جمال عبد الناصر ، ويعاد إحياء مشروع " سوريا الكبرى " . وبالفعل ، تم حشد قوات أردنية ، على الحدود مع سوريا. سلاح المدرعات بقيادة اللواء عكاش الزبن ، والحرس الملكي بقيادة الشريف ناصر بن جميل ، ولواء المشاة ومدفعية مساندة للقوات التي ستشن الهجوم . وتوضح الأوراق إن الأمور وصلت حد من التوتر والتصعيد، وبان أمر العمليات الحربية صدر. و الجازي يومها كان قائدا لكتيبة المدرعات الثانية المتمركزة على الحدود الأردنية السورية ، وكانت مسؤولياته تنحصر في مراقبة الحدود ومنع التسلل من سوريا إلى الأردن . وطلب من الجازي إن يكون حرس المقدمة في الهجوم المنتظر على الأراضي السورية ، وتسلم امراً حربيا بذلك ، وتقرر إن تكون ساعة الصفر الخامسة صباحا ، و بدوره اصدر الأوامر لقادة السرايا للاستعداد والجاهزية . دخول سوريا بجوازات سفر وتشير إن الجازي عاد ليلا إلى مقر قيادته الذي هوعباره عن سيارة " كرفان "غرفة نوم له. وجاءه قائد كتيبة المشاة الة الرائد مطلق عيد ، يرافقه النقيب زقلوب عودة وهما صديقان له ورفيقا سلاح ، والاثنان من أقاربه . وبدت على وجهيهما الدهشة لاستلام أمر الحركة والدخول إلى سوريا ، وسألاه خوفا وحرصا عليه : كيف يقبل المشاركة في عمل كهذا. وهما اللذان يعرفان مدى الأمل والرهان اللذان كانا يعقداها على الوحدة السورية المصرية في تحقيق أحلام الأمة في الوحدة والمنعة والتحرير. امرالجازي بإحضار الشاي، وقال لهما : لن ندخل سوريا إلا بجوازات سفر ، وإذا دخلناها بغير ذلك فلن نعود أبدا .وعندما الحّا عليّه بالسؤال، عمّا إذا حانت لحظة الاقتحام والاشتباك وما ستكون عليه ردة فعله ؟ قال لهما : لن أقاتل ما حييت أخا لي في العروبة والإسلام . تأجيل الهجوم حتى إشعار أخر وذكرت إن الهم بدا عليهما اكبر ، وكانا منفعلين متوترين ، وما إن غادرا مقر قيادته حتى وردته برقية في الثانية عشر ليلا ، قبل خمس ساعات من ساعة الصفر ، تطلب تأجيل الهجوم حتى إشعار أخر ، وظل الهجوم مؤجلا ، فلا هو الغي ولا نفذ .كانت معادلة القوة بين القوات على طرفي الحدود الأردنية السورية تتراوح ما بين 1 - 5 أو 6 . ويتواجد من الجيش السوري قوات من الجيش الأول والثاني ، إلى جانب أكثر من 400 إلف مسلح سوري معظمهم من الدروز المقاتلين المنتشرين على طول الجبهة . وتساءل الجازي : كيف يمكن لجيش في حجم الجيش العربي وتسليحه إن يتغلب على هذه القوة . وبتوفيق من الله تغلب العقل على الجهل ، وتم تفادي المؤامرة . التي كان يمكن إن تؤدي إلى كارثة محققة . وبالمقابل بقي التوتر بين الأردن ومصر على حاله لمدة أربع سنوات . ودعا الرئيس جمال عبد الناصر ،إلى عقد قمة الإسكندرية وكان الملك الحسين أول من استجاب لها، وأخذت مسيرة التضامن العربي، تنطلق رويدا رويدا منذ ذلك التاريخ . المخابرات السورية.. وحبل التكهنات وتشيرالى انه في نفس اليوم الذي تشكلت فيه حكومة التلهوني ، خلفا لحكومة هزاع المجالي ، أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق عسكرية كلف برئاستها مدير الاستخبارات العسكرية اللواء محمد السعدي ، وبعد شهر ونصف تشكلت محكمة عسكرية خاصة برئاسة اللواء عزت حسن قندور وعضوية حكمت مهيار ومحمد سليم ، وتولى محمد رسول الكيلاني مهمة ممثل النيابة العسكرية ، ومثل إمامها من مثل ، وصدرت الإحكام غيابيا ووجاهيا بحق المشتبه بهم ، حيث حملت المخابرات السورية المسؤولية في نهاية المطاف عن الحادثة . وبرغم التحقيقات ونتائج المحاكمة العسكرية ، وفيض المعلومات التي تسربت، بل والمصالحات العشائرية وعمليات الثأر التي وقعت على خلفية الحادثة ، إلا إن حبل التكهنات والشائعات لم ينقطع ، فهناك من قال: إن الجريمة نسجتها ايد خفية ، وإنها تندرج في سياق الصراع على السلطة والنفوذ ، وهناك من ردها إلى بروز اتجاهات تصالحيه جديدة عند رئيس الوزراء الراحل ، لم تكن لترضي عناصر التصعيد والتوتير التي كانت كامنة في مؤسساتنا. اليمن.. السلال ..البدر.. فلسطين ويذكر إن فلسطين ، الشعب والقضية لم تكن ، وحدها محور التنازع بين الأردن ومصر ، فهناك جملة من الصراعات الإقليمية والدولية ، حول مستقبل المنطقة وصورتها وطريق تطورها وتحالفاتها . وتجلى ذلك في أزمة اليمن التي اندلعت في خريف العام 1962 ، عندما قام العقيد عبد الله السلال بانقلابه على نظام الإمام محمد بن احمد البدر ، واندلاع الحرب اليمنية وما جرته لاحقا من تدخلات عربية وإقليمية ودولية ، ومن اصطفافات جديدة على الساحة العربية . الدول العربية المحافظة وقفت إلى جانب نظام الإمامة الذي تحصن رجالاته ورموزه في جيزان والمناطق الجبلية الوعرة المحاذية للحدود مع السعودية. وبدأ الإمام البدر بتوجيه نداءات استغاثة للقيادة السعودية التي كانت وقعت قبل فترة وجيزة اتفاقية للتعاون مع الأردن تحت ضغط المد الناصري. وأيد الأردن موقف السعودية الداعم لنظام الإمامة ،وبالمقابل عبرت مصرعن دعمها الشامل لنظام السلال ، بالمال والرجال والعتاد . الأردن..السعودية.. بمواجهة.. السلال المدعوم مصريا وتذكر اوارقه إن السعودية كانت ترسل المال والسلاح لقوات الإمام ، الأردن عمد إلى إرسال الخبراء والمستشارين من قواته المسلحة إلى المناطق السعودية ليكونوا إلى جانب السعوديين وقوات الإمام في المواجهة مع السلال وقواته المدعومة من الجيش المصري. فرار الطيارين الأردنيين إلى القاهرة. وضع الأردن سربا من طائراته تحت تصرف القيادة العسكرية السعودية ،إلا إن ثلاثة من الطيارين الأردنيين توجهوا بطائراتهم من عمان إلى القاهرة بدل التوجه بها إلى السعودية، ومن بينهم قائد سلاح الجو الملكي آنذاك العقيد سهل حمزة والملازم حربي صندوقة والملازم تحسين صوالحة الذين استقبلوا في مصر استقبال الإبطال الفاتحين . وتعكس هذه الواقعة حالة الاستياء التي كانت تعم الجيش لاستمرار النزاع الأردني المصري، واصطفاف الأردن إلى جانب قوى وتحالفات ، كان المواطن العادي شأنه شأن الجندي أو الضابط ، يدرك أنها لا تضمر خيرا للأمة وقضاياها وطموحاتها الوطنية والقومية، فالجندي الأردني الذي يرى بأم عينه العدو الصهيوني المحتل لفلسطين ، الرابض على مشارف القدس ، لم يكن يقبل إن تكون معركته الأساسية في اليمن أو على الحدود مع سوريا أو في مواجهة عبد الناصر .لم يكن إرسال الجنود أو الضباط الأردنيين ملزما من الناحية العسكرية ، فقد تم الاختيار بطريق التطوع ، على الأقل بالنسبة للقوات البرية ، و طلب من الجازي إن يبحث الأمر مع عدد من الضباط ، وانتدب لهذه المهمة مرزوق عشوي ، وهو ضابط مقاتل جيد . ويذكرالجازي انه حينما استدعاه لمفاتحته بالأمر وعرض عليه السفر متطوعا. سأله لماذا اختاره بالذات ؟ فقال له الجازي : لكونك مقاتل جيد اولا ، ولأنك من الحجاز ثانيا .وقبل الذهاب في مهمته تلك ، وعاد بعد بضعة أشهر، وقد تغلبت اليأس والحزن عليه بالنظر للصعوبات التي صادفها هناك. العلاقات بين عمان والرياض وتشير الأوراق إلى إن الحرب اليمنية ، والتوافق الأردني السعودي على مواجهة تحالف عبد الناصر ، السلال كانت فرصة لتأكيد تقارب أردني سعودي حديث العهد ، فالعلاقات بين عمان والرياض لم تكن في أحسن أحوالها ،وكانت الرياض قد اتخذت موقفا متحفظا جدا من الاتحاد العربي بين النظاميين الملكيين في الأردن والعراق . الذي لم يدم طويلا إذ جاء انقلاب عبد الكريم قاسم، عبد السلام عارف لينهي الحكم الملكي في العراق في 14 تموز من العام 1958. أي بعد خمسة أشهر من قيام الاتحاد العربي في 14 شباط من العام نفسه ، حيث أدى الانقلاب إلى مصرع الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري السعيد ، وعدد من المسؤولين الأردنيين الذين كانوا في العراق ، بمن فيهم إبراهيم هاشم رئيس الوزراء الراحل . السعودية ترفض بيع أو منح الأردن النفط وبالرغم من تردي العلاقات بين مصر من جهة وكل من الأردن والسعودية من جهة أخرى ، إلا إن البلدين اخفقا في إقامة علاقات جيدة بينهما ، والسبب يعود كما هو معروف إلى حساسيات تاريخية تعود للتنازع بين الهاشميين والسعوديين ، بالرغم من الوساطات الأمريكية والمطالبات الأردنية المتكررة فقد رفضت السعودية منح الأردن النفط أو بيعه لها بعد انقلاب قاسم ، إلا إن تبدل الأحوال الأمنية على الحدود السعودية اليمنية بعد ثورة السلال قد بدل الموقف السعودي إلى حد كبير حيال الأردن . مصحف وخنجر وتطرقت أوراقه إلى الحديث عن انقلاب قاسم وتداعياته ، وبينت إن من المفارقات التي لا تنسى على الإطلاق ، إن الجازي كان من ضمن وفد عسكري أردني زائر للعراق في تموز من العام 1961 ، عندما أعلن عبد الكريم قاسم ضم الكويت للعراق ، والتي لم يمض على إعلان استقلالها وإلغاء معاهدتها مع بريطانيا لحمايتها سوى أيام فقط ، وكان الوفد الأردني حاضرا الاحتفال الذي أقامه قاسم للإعلان عن هذا القرار. دون علم الضيوف. حيث قدم عبد الكريم قاسم هدية تذكارية للوفد الأردني ، فكان نصيب عاطف المجالي " المصحف الشريف " ، فيما تلقى الجازي خنجرا مرصعا ، وعندما شكى لعاطف هذه القسمة ، قال عاطف المجالي له: " لا تزعل ولا تهتم ، يبدو إن إخواننا العراقيين عرفوا بأنني قليل دين فأهدوني مصحفا. وعرفوك مقاتلا فاهدوك خنجرا " . قوات أردنية.. لحماية الكويت.. وصداما والضم وتشيرالاوراق إن الجازي عاد إلى عمان وبدأ فورا في تجهيز القوة العسكرية الأردنية المكونة ما بين 300 - 400 رجل ، والتي ستحل محل القوات البريطانية في حماية الكويت ، إلى جانب قوات من خمس دول عربية أخرى هي : مصر ،السعودية ،تونس والسودان، وليكون ذلك أول نموذج للخيار العربي البديل عن خيارات تدويل الأزمات كما حصل مؤخرا . وتتطرق أوراقه إلى المفارقات والصدف، بعد تسعة عشر عاما من زيارته الأولى إلى العراق يزورها مرة أخرى على رأس وفد التجمع القومي العربي الديمقراطي. يومها يعلن الرئيس العراقي صدام حسين عن ضم الكويت بعد اجتياح جيشه لها بتسعة أشهر. العرب هذه المرة أخفقوا في حلها داخل البيت العربي كما حصل من قبل ، فكانت الجيوش والحشود الأمريكية والأطلسية ، وكانت حرب الخليج الثانية بمشاركة عسكرية مباشرة من ثلاثين دولة، وكان للولايات المتحدة فيها موقع القيادة والحل والعقد والربط، وانتهى المشهد المأساوي بما انتهى إليه، فكانت كارثة العراق، الطعنة الأكبر والأخطر في جسد الأمة، بعد كارثة فلسطين . عدم استقرار العلاقات العربية وتشير أوراقه إن حقبة الستينيات تميزت بحالة من عدم الاستقرار في العلاقات العربية الداخلية ، فهناك انقلابات متتالية في كل من مصر وسوريا ، والتحالفات والائتلافات السياسية على الساحة العربية في حالة مد وجزر .ففي الوقت الذي كان محور الأردن السعودية ، مشتبك مع عبد الناصر في اليمن ،بالمقابل كانت بوادر انقلابات تلوح في سماء العراق وسوريا . حيث وقع الانقلاب على عبد الكريم قاسم وحلفائه من الشيوعيين ، وقاد الانقلاب في الثامن من شباط 1963 العقيد عبد السلام عارف ، فيما نفذ البعثيون وحلفائهم انقلاب الثامن من آذار في سوريا ، لتبدأ صفحة جديدة من التقارب المصري ، العراقي ، السوري ، الذي كان له أثره الحاسم على حركة الشارع الأردني ، فتوالت المظاهرات في مدن الضفتين مؤيدة للوحدة الثلاثية .وتوضح بان النظام وجد نفسه مضطرا لانتهاج سياسة انفتاحية داخليا ، بقدر اضطراره لمد يد العون لعبد الناصر على الساحة القومية ، مستفيدا من علاقاته النامية مع السعودية وبعض دول الخليج العربي .ويتضح من خلال استعراض تجربة السنوات الخمسين الماضية ، إن الحكم في الأردن كان يعتمد سياسة الانفتاح الداخلي على المعارضة عند كل تأزم في علاقاته العربية ، إذ كان يخشى الانعكاسات الداخلية للمد القوي والناصري على وجه الخصوص ، فيحاول إن يهدئ من روع المعارضة وان يستميلها ، بل وان يتخذ منها جسرا لتجسير الفجوات أو امتصاص التأزم مع الدول العربية .وكانت السنوات التي سبقت حرب حزيران حافلة بالإحداث الجسام التي ولّدت حالة انعدام الثقة بين الدول العربية . و كان عاما 1963 -1964 ، امتدادا لحالة الصراعات العربية ، مثلما كانا امتدادا للمواجهة بين الشارع والحكومة على الساحة الوطنية. إلى إن دخلت العلاقات العربية البينية مرحلة جديدة بعد القمة العربية الأولى في الإسكندرية في كانون الثاني من العام 1964، والتي أسست لتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية.بعدها تبدأ حقبة جديدة من النزاعات العربية، العربية، ولكن في ظل معطيات جديدة، لعل هزيمة حزيران ونتائجها الكارثة، واحدة من ابرز ، بل ابرز معالمها على الإطلاق .الجازي رفض إن يذهب إلى فلسطين بعد توقيع معاهدة السلام ،رفضها لأنها مازالت تحت الاحتلال الصهيوني مع أنهم اخبروه بأنه سيمر من ممر لا يسيطر عليه الإسرائيليون فرفض . وبقي القول :هناك أنواع من الرجال يختلفون رغم تساويهم في الأرواح والأنفس، والحقوق والواجبات ووجه الاختلاف يكون في تفاوت أدوارهم وقدراتهم ومهاراتهم ومسؤولياتهم ومكانتهم الاجتماعية ، وتبعاً لهذا التفاوت يكون رحيلهم من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة ذات أوزان متفاوتة، فيما تشكله من الخسارة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية . وهناك من يكون موته خلاصاً لأسرته وعشيرته وقبيلته وشعبه وأمته وخسارة فقط لمعسكر الأشرار أعداء الحياة والحرية والديمقراطية والعدالة والوحدة والتقدم والسلم الاجتماعي. وهناك من يكون موته خسارة على أسرته وعائلته ولا يتجاوز ذلك إلى ما هو اكبر. ومنهم يكون موته خسارة على عشيرته وما يندرج في نطاقها من الأسر. أما وفاة الجازي فهي تشكل خسارة وطنية فادحة على الأردن بكل تكويناته الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية نطرأ لما عرف عنه من صفات كريمة وأخلاقيات وسلوكيات فاضلة وصفحة نضالية بيضاء جعلته محط احترام زملائه وشعبه ومحط اهتمام الجميع . يعتبر موته خسارة على الشعب الأردني والعربي بكل مكوناته الأسرية والعشائرية والقبلية وبكل احزابة وتنظيماته السياسية والنقابية والمهنية والتعاونية والخيرية . كان رحمه الله واحداً من القيادات العقلانية .وأيا كانت الكلمات المتاحة للحديث عنة فانه يبقى اكبر من الكلمات والتقييمات العاجلة المرتبطة بالإجابة على سؤال هنا وإجابة من هناك . كون حياته تحتاج إلى سلسلة من الأسئلة والإجابات التي يطرحها الباحثون والدارسون والمهتمون بدراسة تاريخ الجيش العربي ودورة في حروب فلسطين، والعلاقة الأردنية الفلسطينية ممن ساروا على طريق النهوض بالوطن. فهو واحد من الرعيل الأول من الرجال العظماء الذين تكللت حياتهم بجليل الأعمال الوطنية والقومية في مرحلة تاريخية هامة ومفصلية معينة. يكفي الأردن فخرا انه من رجال الجيش العربي الذي تخرج من مدارسها ولم يظلم أحدا في حياته. أرجوأن يكون الصواب حليفي وان الله وفقني بنشر ما يمكن نشرة من هذه الأوراق والمساهمة في اطلاع القارئ عليها . المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: زمن ذهب وما زال مشهور حديثه الجازي -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى ألتاريخ والوثائق الاردنيه والعربيه -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ديكورات حديثه على شكل اطارات و براويز | أنيسة | منتدى الديكور والأثاث المنزلي | 2 | 03-11-2010 14:40 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...