صحف عبريه تتحدث عن زياره بوش

صحف عبريه تتحدث عن زياره بوش

بوش يحترم شارون لأنه أنفق عمره بضرب العرب لن تحدث هنا معجزة كبير.................

خلافاً للانطباع الذي يثيره قسم اطلاق الفقاعات في ديوان رئيس الوزراء، الرئيس بوش ليس هنا لانقاذ ايهود اولمرت ولا لتخفيف وقع توصيات لجنة فينوغراد القاسية. اربعة رؤساء امريكيين زاروا اسرائيل في السنة الأخيرة من ولايتهم وكانت هناك صداقه حقيقية واحدة بين هذه المحاولات: ـ كلينتون ورابين.
الرئيس الامريكي بيل كلينتون كان يعتمد علي مصداقية رابين ولم يكتفِ باحترام قدرته التحليلية للمجريات. عندما نعي رابين في سلاماً يا رفيقي كانت الدموع التي نزلت من عيونه حقيقية.
نكسون وكارتر زارا اسرائيل هما ايضاً في آخر فترة حكمهما. نكسون لم يكن محباً كبيراً لليهود وفقاً للتسجيلات الموجودة في البيت الابيض ومع ذلك صادق علي ارسال قطار جوي من السلاح لمساعدة اسرائيل إبان حرب الغفران. كارتر المعارض اللدود للإحتلال كان المشرف الاعلي علي اتفاق كامب ديفيد، زيارتهما الي هذه البلاد مرت وكأنها لم تكن.
الزيارة الرئاسية الاهم الينا كانت طبعاً زيارة انور السادات الذي صنع تاريخاً ودفع حياته ثمناً لخطوته تلك. لشدة الأسف لم تتمكن زيارة حسني مبارك التي تتشوق اسرائيل لها كثيراً الدخول الي حيز التنفيذ حتي الآن. لو كان يمتلك جرأة وبعد نظر السادات لربما كانت العلاقات بيننا وبين الفلسطينيين مختلفة عما هي عليه اليوم.
زيارة بوش لإسرائيل في السنة الأخيرة من ولايته لا تحدث خطوة دراماتيكية لفرض السلام علي الاسرائيليين والفلسطينيين. من المقابلات التي اجرتها معه الصحافة الاسرائيلية يبدو بوش كسياسي ساذج يصرح انه سيوقع اتفاقاً شاملاً حتي نهاية هذا العام. هذا تصريح غريب ان اخذنا بالحسبان حقيقة امتناعه خلال سنوات حكمه السبعة عن التدخل المعمق في جلب السلام باستثناء اقدامه علي طرح تصور واحد وخريطة طريق واحدة استغلها الجانبان من اجل عدم التقدم في اي شيء.
لا غرابة اذ أن بوش قد دخل الي عمليات ابراج التوائم مباشرة ومن ثم جاءت حرب افغانستان وملاحقة قادة القاعدة، وفي اطار مكافحته لمحور الشر خاض حرب العراق فكثرت الضحايا التي لم تنته بعد. وأخيراً ايران النووية التي تهدد كل المنطقة الاسلامية العقلانية.
اولمرت هو سياسي يعرف كيف يكسب ود الناس. لديه روح دعابة وهو حاذق وفنان في التربيت علي الاكتاف والحياة الهانئة الجيدة.
انا علي ثقة ان بوش يستمتع في رفقته وان كان يكن لشارون احتراماً اكبر في سريرته ليس لأنه تجرأ علي ازالة المستوطنات وانما لأنه قام خلال أغلبية سنوات عمره بضرب العرب. علي أية حال فرض التسوية علي اسرائيل لم يكن في أجندة بوش خلال أغلبية سنوات حكمه.
زيارته للبلاد كانت ضمن اطار جولته للدول العربية الهامة لامريكا: ـ الكويت والبحرين والامارات والسعودية ومصر. هدفه هو تهدئة روع هذه الدول الخائفة من التهديد الايراني ومن البلبلة التي نشأت إثر التقرير الاستخباري الامريكي الذي برأ ايران من انتاج السلاح النووي. ولم يكن بإمكان بوش ان لا يدخل اسرائيل ضمن جدول زياراته للمنطقة من اجل معالجة احد بؤر الاسلام المتطرف المتنامية في غزة.
كوندوليزا رايس هي التي بادرت الي التركيز الآن علي الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. هي بادرت الي عقد انابوليس وتتطلع لتدخل نشط في صراعنا. وهي التي تطالب اسرائيل بتفكيك البؤر الاستيطانية حتي لو ادي ذلك الي حل الحكومة ووصول نتنياهو للحكم ـ خلافاً لوضعه في السابق، حيث اصبح الآن غير محبوب تماماً في الاوساط السياسية في واشنطن.

الرؤساء المغادرون يؤسسون في العادة مكتبات علي اسمهم: رايس تتطلع وفقا لكل المعطيات الي مسيرة سياسية متواصلة بعد انهاء فترة ولايتها الحالية وهي تفضل في هذا الاطار أن يتذكروها كصانعة للسلام هنا من أن يتذكروها كأكبر المؤيدين لحرب العراق - الحماقة الكبري والمعتبرة.
ستطرح في اطار هذه الزيارة الرئاسية قضية القصف المتواصل علي تجمعات جنوب اسرائيل والحاجة لوضع حد لها. ستطرح ايضا قضية تفكيك البؤر الاستيطانية ومكانة القدس. كل طرف سيعبر عن رأيه وبوش سيطلب من رايس ان تواصل صنع ما يتوجب صنعه. ولكن التوقعات يجب ان تكون منخفضة فالقادة الضالعون في القضية الان ضعفاء ويجلسون علي اشلاء دجاجة.
بوش لم يأتِ لانقاذ اولمرت وانما لصب بعض الزيت علي العملية. بروحية عيد الانوار الذي انقضي هنا نقول ان معجزة كبيرة لن تحدث هنا من هذه الزيارة.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج