الطفيله المظلومة تاريخيا

الطفيله المظلومة تاريخيا

من حقها الطفيلة أن تغضب وليس من حق أحد عليها أن يعتب ، فلم يتجمهر جمع من أهلها في الشوارع تحت الشمس ترفاً ، بل ليسمعوا صوتهم بأن التجارب علمتهم أن زيارات رؤوساء الحكومات الاخيرة لبلدتهم باتت لذر الرماد في العيون اذ تقدم لهم الوعود والتعهدات خلال هذه الزيارات لتمر بعدها الشهور والسنوات دونما تنفيذ .
فلا زال في ذاكرة اهل الطفيلة وعود دولة رئيس الوزراء د. معروف البخيت بالالفي فرصة عمل التي كانت ستتوفر في عام 2008 عندما زارهم بتاريخ 17/7/2007 ووضع حجر الاساس لمدينة الطفيلة الصناعية وكذلك الوعد بالمنطقة الحرة التي كانت تنوي الحكومة انشاؤها في منطقة جرف الدراويش قريبا من هذه المدينة الصناعية ، فلا فرص العمل توفرت ولا المنطقة الحرة أنشئت .
كما لازالوا يذكرون وعود دولة رئيس الوزراء م. نادر الذهبي بتشغيل مصنع المنسوجات وتوفير 400 فرصة عمل عندما زارهم بتاريخ 23/7/2008 .
كذلك لازال في ذاكرتهم تعهد وتأكيد دولة رئيس الوزراء سمير الرفاعي بأنه سيتم انهاء تنفيذ مشروع طريق الطفيلة الحسا بشكل كامل قبل نهاية عام 2010 عندما زارهم بتاريخ 1/7/2010 بالاضافة لوعده بايصال الكهرباء والماء الى موقع حمامات عفرا المعدنية خلال اشهر .

وهاهم اليوم يزورهم دولة رئيس الوزراء د. معروف البخيت للمرة الثانية بتاريخ 17/5/2011 ليكرر لهم وعود سمعوها من قبل ولم تنفذ مثل ايصال الكهرباء والماء الى حمامات عفرا وتشغيل مصنع المنسوجات لتوفير 400 فرصة عمل ودونما الحديث عن الوعود السابقة في عام 2007 .
طبعا هذه عينة من وعود موثقة لمشاريع تنموية واقتصادية هامة لها اثرها على الاهل في الطفيلة ولاتمثل كل المطالب والمشاريع الاخرى التي كانت غالبا ماتنفذ الا من خلال اوامر ملكية .
هذا الواقع زعزع ثقة الأهل في الطفيلة بممثليهم ووجهائهم الذين تلتقيهم الحكومات في كل زيارة فاختاروا أن يتجمهروا ليسمعوا صوتهم لدولة الرئيس د. معروف البخيت الذي اختار الاستماع لمن نصحوه بتغيير موقع الاجتماع وعدم الالتقاء بهم علما بأنه صاحب مقولة " الطفيله المظلومة تاريخيا ". كم كان سيكون جميلا لو وصلهم ونزل اليهم وحاورهم في الشارع اليسوا من الشعب الذي أقسم الرئيس أن يخدمه ولعل لنا قدوة في قائد الوطن جلالة الملك الذي يسارع للمواطنين ليلتقيهم ويتفاعل معهم اينما يكونوا في كافة انحاء الوطن.
المؤسف أن ينتهي المشهد بأن يعاقب اصحاب الحق والمعاناة بالملاحقة والاعتقال بدلا من المصالحة والاعتذار وفتح صفحة جديدة لا تعود فيها الطفيلة مظلومة

.بقلم : سفيان عطالله المحيسن

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج