|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى فش خلقك .. فضفض طفشان ..؟؟ متضايق ..؟؟ زعلان ..؟؟ مستانس ..؟؟ ولهان ..؟؟ جوعان ..؟؟ عطشان ..؟؟ عثمان ؟؟ .. فش خلقك .. اكتب اللي تريده,, اي شي يجول في خاطرك .. اكتب عن مواقف صارت لك من زمان او موقف صار لك اليوم .. |
كاتب الموضوع | م.محمود الحجاج | مشاركات | 2 | المشاهدات | 3354 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-05-2011, 06:46 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
مؤسس الشبكة
|
الطفيلة ...تلك المدينة الوفية الصابرة
من جهة العيص وفي وقت الغروب تظهر مدينة الطفيلة أمام الناظر هادئة مطمئنة آوية إلى الجبال المحيطة بها وكأنها تلتمس الأُنس بقربها كطفل التجأ لحضن أمه يستمد منها السكينة والأمان, وحُقَّ لها الأنس بها فحين يرفع الناظر بصره نحو تلك الجبال يرى فيها عزيمة وصلابة وشموخ ... تظهر الطفيلة من تلك الجهة محتضنةً بكل عطف وحنان لأشجار الزيتون الرومية القديمة التي تحكي تاريخ الأجداد الذين رووها بعرق الوفاء ... وهي ما زالت في عطاءها على عهد الوفاء للأجداد .... أصواتهم الدافئة تتردد بين فروعها فتعيد حكاياتهم البسيطة بلا ملل...حكايات وأحاديث دافئة أنِسَت بها في صباحات باكرة نديّة من أيام الصيف القديمة أو مع غروب يوم بذلوا فيه من الجهد ما عبروا به عن انتماءهم للمكان وللزمان... حكايات تشهد فيها هذه الأشجار المباركة أمام الحاضر على مروءتهم وطيب خصالهم وصفاء سرائرهم. شهادة إجلال وتقدير للأجداد الذين ما زال يذكرهم بقايا من أجيال الخير والكرامة فقد أحسنوا وأدُّوا ما عليهم من حق وواجب تجاه بلدهم ووطنهم بمقاييس زمانهم آنذاك فعمروا الأرض وتفاعلوا مع قضايا أُمتهم وشاركوا في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية, وما فُتح باب للتضحية إلا وكانوا في الصفوف الأولى يبذلون المهج والأرواح وكلَّ غالٍ ونفيس. كان منهم قادة رأي لهم مواقفهم الكبيرة التي يجتمعوا عليها وإن اختلفوا وكان لهم حضورهم المشرِّف في مختلف المحافل ومن يَعُد لوثائق التاريخ يجد رجالاتٍ من العوران والمحيسن والفراهيد والشبيلات وغيرهم من أبناء عشائر الطفيلة العريقة. وبقلبها الكبير تحنوا الطفيلة في حاضرها على أبناءها القانعين الصابرين تعطيهم رغم الشح والضيق وتجود من الموجود كما يردد أهلها الذين أحبتهم وأحبوها, الذين رضوا حضنها الدافئ ولم تشرئب أعناقهم إلى ما هو خارج أسوارها وزهدوا بالبريق الساطع في سماء العاصمة, تفتح ذراعيها لمن عاد لها من أبنائها وتُظهر الحبور والسرور بعودتهم حتى وهي تعلم أن بعضهم ما أتى لبِرها ولا طلباً لرضاها بل ليتسلق أثوابها الضافية ليصعد, فهي كناعورة ماء يتسلقها الماء ليصعد مبتعداً عنها غير ملتفتٍ خلفه, ومع ذلك تخفض كتفها لهم وهي تدعو الله لهم بالسلامة والتوفيق ... تتابعهم بنظراتها الحانية مبتعدين عنها حتى يختفوا في الزحام البعيد فلا ترى بعدها لهم أثراً ولا تسمع لهم حِسّا. تزهو بشقيقتها الكبرى عمان وتنظر لها نظرة وفاء وإعجاب غير ملتفتة للفارق الكبير بين حالتيهما فهي البعيدة المبعَدَة التي رضيت بشظف العيش وخشونة الحياة وربَّت أبناءها على ذلك, فأين هي من أثواب الرفاهية والدلال...إنها تحب الهدوء ولا تطيق الصخب وضجيج المدن الكبيرة... هذا ما تواسي نفسها به على الأقل حين تأخذها الغيرة في لحظات ضعف تتوق فيها إلى شيءٍ من طيب العيش ورغد الحياة. تزهوا وتنتشي بزيارة المسؤولين حين يتذكروها وهي تعلم أن كلَّ ما يحملوه معهم هو مجرد وعودٍ جميلةٍ أو إطلاق مشاريع بسيطة كبساطتها لا تُذكر واقل حتى من أن تغطَّى إعلاميا حين تنفذ في أجزاء أخرى من الوطن أما في الطفيلة فربما يُخصَّصُ تقرير في نشرة الأخبار الرئيسية يتحدث عن تركيب وحدة إنارة في شارع الزيتون بحضور وزير البلديات أو وزير الطاقة وقد يتبع ذلك حفلٌ يستهلُّ الوزيرُ حديثه فيه بلعن العتمة والظلام ومشيداً بهذا الانجاز الكبير وأن ما تم هو مجرد بداية وأن هناك وحدات إنارة أخرى سيتم تركيبها في نفس الشارع وفي شوارع أخرى في البرنيس وحارة البحرات وحتى حارة القطيفات ضمن خطة عشرية مُحكمة أعدتها وزارته بهذا الخصوص فتثور عاصفة من التصفيق والصفير ابتهاجاً بحديثه ووعوده. هذه هي الطفيلة القنوعة الطيبة ترضى بالقليل وتحتفي باليسير وفي غالب الأحيان تكتفي بطيب الكلام, ولكن تبقى في نفسها ونفس أهلها غصة ومرارة. إن الطفيلة كجزء عزيز من هذا الوطن وركنٌ من أركانه وقلعة من قلاعه المنيعة كانت دوماً ثغرا عصياً وستبقى كذلك بهمة أبناءها الغيورين الأوفياء الذين يدركون أن لها حقٌ عليهم وعهدٌ في أعناقهم يدفعهم للجدِّ في رفع مدينتهم إلى المكانة التي تستحقها وذلك بخلق حراك ثقافي واجتماعي يعيد لها ألقها ويسهم في إيجاد بيئة صالحة لأن تفرز قيادات اجتماعية وثقافية صادقة ومؤهلة وصالحة لتمثِّل الطفيلة كأفضل ما يكون, ولا يتحقق ذلك إلا بتوحيد الجهود المخلصة وتكاتفها ونبذ الفرقة والخلاف. د عبدالله العدينات المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: الطفيلة ...تلك المدينة الوفية الصابرة -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى فش خلقك .. فضفض -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جمعة الكرامة في الطفيلة وفشل الجهود في احتوائها | حسين الحراسيس | منتدى الصحافه والاخبار الاردنية | 0 | 19-05-2011 17:53 |
على ذمة الحكومة ستنجز طريق الطفيلة الحسا في تموز | حسين الحراسيس | منتدى المجتمع المحلي لمحافظة الطفيله | 1 | 18-05-2011 10:43 |
المدينة الذهبية وقلب أوربا Praha | أنيسة | منتدى السياحه والسفر | 2 | 08-12-2010 11:10 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...