اريد ان اكون مثل عطية !!!!!!!!!!!

اريد ان اكون مثل عطية !!!!!!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الطبقة الجديدة

... في عمان افرزت الاراضي، طبقة جديدة في المجتمع تسمى (طبقة الشبحات)..

.. المسألة بسيطة، فحين يرث عطية مثلاً 3 دونمات في مكان استراتيجي، وتحول هذه الدونمات الى تجاري.. وبالتالي يصبح ثمنها مليون دينار، وبما ان عطية اكبر مبلغ جناه في حياته (500) دينار.. فان الامر هنا يصبح (صدمة) عارمة..

... حين يبيع عطية الدونمات اول شيء يفعله هو شراء (شبح)، وبهذا يكون قد انتقل من طبقة الطفرانين الى طبقة مبهمة غير معروفة المعالم وليس لها سلوك، غير ان هويتها تعرّف من خلال اشبح.

... بعد شراء الشبح، يقوم عطية بالصاق عبارات على الزجاج الخلفي، تؤيد احد النوادي .. واحياناً يلصق عبارات باللغة الانجليزية، ولكنه يضعها بشكل معكوس تؤكد عمق (اميّة) الرجل.. السلوك الآخر هو تركيب (برادي) على الزجاج الخلفي لايهام المارة بأن هناك شخصيات مهمة تركب السيارة.

... بعد ذلك يقرر عطية الانتقال الى عالم الاغنياء وممارسة سلوكهم فيقوم كل مساء بايقاف الشبح على بوابة الجامعة الاردنية لايهام الصبايا العابرات بأنه ينتظر، رفيقة الدرب.. بالطبع عطية كذاب ولكنه يمارس النظرات فقط ويطلق ابتسامات عابرة للصبايا متأملاً ان تقع احداهن في شباكه..

... ومن ضمن البرنامج اليومي الذي يمارسه هو (الكسدره) في محافظة العاصمة، وحمل ملف مليء بالاوراق لأن جميع القرايب والمحاسيب تجدهم هناك قد تجمعوا للبت في قضايا (هوشات) اندلعت على خلفية.. (قواشين).. مبهمة، هو في الغالب، يريد اطلاق اشارات الى الاقارب بان ثمة قضايا عالقة يعمل على حلها وبأنه بدأ للتو بالانتقال من .. الى كامل المواصفات والمقاييس.


... بالطبع يحاول في هذه اللحظات بأن يصنع علاقات دافئة مع المتنفذين وربما يقوم بدعوتهم على الغداء فقط لمجرد ايجاد (موطئ قدم).

... في المساء القصة سهلة، يقوم عطية بصف السيارة بجانب دوار عبدون، ويبدأ بالحديث بالموبايل ومن يراه يظن انه على موعد مع (سوسو) مثلاً ولكنها تأخرت.. وبالتالي ما يظهر على الرجل يسمى في عرف العشاق (قلق المحب).

.. هناك طبقة في الاردن للآن لا تعرف وصفها يمثلها عطية، هي طبقة طفرة الاراضي.. طبقة لا تجد لها تعريفا في القاموس الاجتماعي ولا تعرف شكلها او مسارها او قوى الضغط التي تمثلها في المجتمع.. وهذه الطبقة تتوسع على حساب طبقات اخرى ولها اخلاق معينة، ولا تمتطي الا (الشبحات).

... الاخطر ان هذه الطبقة تجدها في كل مكان، وهي لم تتعب بالمال، بل قرارات بتحويل الاراضي من سكني الى تجاري هي التي ساهمت بصنعها.

... أريد ان اكون مثل عطية

طبعا هذا مقال للكاتب
عبدالهادي راجي المجالي ونشر في الصحف المحلية ()

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج