عن الكرامة .. ابو ثائر

عن الكرامة .. ابو ثائر

اقتربت الساعة ..ودنى الفجر والفتى يهلل بكلمات كانت تتردد يوم ماء على أبار بدر ..
الفجر مشهودا .. وسكون يلف الوادي .. والوادى كبير ..
الرجال يتهيئون ليرموك جديدة .. وسيف من نار .وقامة تمتد كنخيل النهر .

انه الفجر, وعصافير الوادي تهجر الأعشاش.. طوى قلبه عن ذكريات على اسوار القدس وعن جنود وبنادق سقطت هناك .
شد أربطة الحذاء العسكري الطويل , وتمم يحدث قبله ..
( على بركة الله )..اليوم يوم الملحمة
وقف بقامته المهيبة يتأمل أولى خيوط الفجر تتسلل إلى الوادي الكبير.. وخيل الله في أربطتها تتأهب ليوم تمور السماء مورا ..
وكان موعدهم الصبح ..أليس الصبح بقريب ...
وجاء الصبح وجاء الوعد ,,عبرت الجنازير الجسر الرابض فوق النهر شرقا .. إلى القاع العريض .. وقطعان العبريين ترمي فلذات أكبادها .. ومحمديون على أكناف بيت المقدس .. و على التلال عيون تقدح كالنار.
الزند تشد على الزناد. و العيون في مآقيها تجوب الهضاب .. وخفقت القلوب . إلى لقاء الله .
نصرا من الله وفتح قريب .. اليوم يوم الملحمة ... ويا لثارات القدس.

ما بين النار والحديد .. كان ربك بالمرصاد .وكان البأس شديد ..فتح جحيم الغضب...فوهة البركان فصب عليهم ربهم سوط عذاب .. ودكت الأرض دكا .. وألف من الملائكة مردفين ,,,جبريل وأسرافيل كانوا هنا .. وسيف علي . ورجت الأرض بصوت وصدى .. ورجع نداء عظيم ... هنا ضرار ..وهنا معاذ .. وهنا شرحبيل .. وهذا أبو عبيدة .... كيف يعبرون ...؟ ويدنسون دماء اجنادين وحطين ..وثرى خالد وصلاح الدين ...كيف يعبرون ..؟ وسيف الله مر من هنا ..والدم يجرى في العروق .. هنا الكرامة .. فكيف يغتصبون الأرض .. وصيحات بن الوليد تتردد ..( يا خيل الله اركبي ).. لن يمروا سيهزم الجمع ويولون الدبر...
خيل الله من ألجمتها .. انطلقت..كالريح الغاضب .. عاديات ضبحا .. والتهبت الحوافر تقدح الصخر قدحا.. وتطاير النقع ,, وتوسطن الجمع ..فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ...
وجعلوا أعاليها بأسفلها , ما تذر من شر أتت عليه إلا جعلته كالرميم...
انقشع الغبار عن أديم الأرض .. وتبسم فتى العشيرة ...
فجعلهم كعصف مأكول .
رحم الله اسد الكرامة مشهور حديثة ...
نعم الفتى ,,
فتى العشيرة .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج