طريق الطفيلة . . وكتاب جينيس

طريق الطفيلة . . وكتاب جينيس

من اكثر الطرق على مستوى العالم والتي يجب ان يسجل في كتاب جينيس للأرقام القياسية لكثرة وزراء الأشغال العامه والأمناء العامين الذين وعدوا بأن ينجز هذا الطريق ولم يوفوا بوعودهم منذ عشرين عام وحتى هذه اللحظة هو طريق الطفيلة الحسا ، هذا الطريق الذي يختصر مسافة ما يقارب الخمسين كيلو لمحافظة الطفيلة والبديل للطريق الرئيسي والذي لا يحمل من كلمة الطريق سوى الاسم والذي عندما تسير به يوحي لك بأنك في معزل عن العالم اجمع ،فمن شدة خطورته لا تسمع من الذين يسيرون به الا الآية الكريمة ( آمن يجيب المضطر اذا دعاء ويكشف السوء ) حتى يصلوا الى بر الأمان والبعض يسجد شكراً لله لأنه وصل سالما معافى من كابوس هذا الطريق .
وعند زيارة أي مسؤول الى محافظة الطفيلة وسماع قصة هذا الطريق فلا تسمع منه الا كلمة ( لا حول ولا قوة الا بالله ) وعبارات الاستغراب الشديد والبعض منهم تغرق عينيه بالدمع عندما يتأكد بان الذي ولدته امه عندما كان يخطط لهذا الطريق هو الآن احد العمال الذين يعملون به ،ولكن سرعان ما تتبخر هذه المشاعر بعد تناول الطعام في محمية ضانا وعزم نية السفر الى عمان .
النساء في الطفيلة قبل عشرين عام عندما كانن يداعبن أطفالهن يقولن لهم ( متى واني شايفتك عريس ) تغيرت هذه العبارة وأصبحت ( متى بدي أشوفك تمشي على طريق الطفيلة الحسا الجديد ) .
إما بالنسبه لنواب المحافظة فالعنوان الرئيسي لبيان كل نائب هو انجاز هذا الطريق وبعد ان يحالفه الحظ في النجاح فانه يصبح محامي دفاع عن وزارة الأشغال وانه قبل ايام كان يجلس مع الوزير يتحدثون عن هذا الطريق وأن موازنة الوزارة لا تسمح بذلك ولكن الوزير وعده خيراً في بداية العام الجديد وهذه ما نسمعه منذ عشرين عام .
لكن الذي يجعلك تكسر ما هو أمامك من شدة الغيظ ويجعلك تدخن نصف علبة سجاير هو الانجاز السريع للطرق في المحافظات الأخرى ويمكن إطلاق اسم مطار على بعض الطرق لمساحتها الشاسعة، وكذلك انجاز الطرق لمزارع المتنفذين والتي تكلف الدوله ملايين الدنانير ، ونحن في الطفيلة ننظر بعين على الظروف المأساوية التي نعيشها ،وبالعين الأخرى على تحقيق أمنية أمهاتنا بمشاهدتنا ونحن نسير على هذا الطريق وهذا ابسط حقوقهن .


احمد محمد البداينة


.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج