بعد ثورة مصرهل يأخذ الشعب الفلسطيني زمام المبادرة

بعد ثورة مصرهل يأخذ الشعب الفلسطيني زمام المبادرة

بعد ثورة مصرهل يأخذ الشعب الفلسطيني زمام المبادرة وينتزع قراره ويعيد قضيته إلى مسارها
___________________________________________

تقرير إخباري

بعد فضائح الوثائق وفقدان عباس غطاء حليفه مبارك .. هل يمسك الشعب الفلسطيني زمام المبادرة ويفرض إرادته كما فعل شعب تونس ومصر؟؟

• د. محمد الفلاح

يرى أكثر المراقبون أن سقوط مبارك بفعل الثورة الشعبية العظيمة, يعتبر خسارة فادحة لعباس ورموز سلطته.
وفي المقابل فإن ذلك سوف يعزز من وضع ومكانة القوى والفصائل الرافضة للمفاوضات والتسوية, خاصة أن التغيير في مصر ينتظر منه نقل مصر من موقع سياسي إلى موقع سياسي جديد, يليق بمصر ومكانتها.
ولاحظ المراقبون أن عباس بدأ بمناورات يظن أنها تبعد أثر الثورة المصرية عليه, فتراجع عن مطالبة حماس بالتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة, واتخذ قراراً في اللجنة التنفيذية بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات المجلس الوطني قبل شهر أيلول/سبتمبر القادم. من جهة أخرى توقفت المفاوضات مع الاحتلال, ولا يتوقع لها الاستئناف بعد الثورة المصرية, حيث أن همَ العدو هو الاستعداد لمرحلة ما بعد مبارك, رغم مطالبات من شخصيات إسرائيلية بالعودة إلى المفاوضات مع عباس بعد الزلزال المصري.
ولا شك أن هناك سلسلة من التطورات المتتابعة أسهمت في إضعاف محمود عباس وسلطته, بدءاً بفشل المفاوضات مع العدو الصهيوني وانسداد أفق التسوية, وتراجع الولايات المتحدة في موقفها بين الطرفين المتفاوضين, ثم أزمة فتح الداخلية وخلاف عباس مع دحلان, ثم فضيحة الوثائق التي نشرتها " الجزيرة " عن المفاوضات الفلسطينية والتنسيق الأمني والتواطؤ مع الاحتلال الصهيوني, ثم جاءت رياح التغيير من تونس إلى مصر لتشكل ضربة كبيرة لعباس وفريقه, باعتبار أن نظام مبارك كان أهم حليف له ولسلطته في رام الله.
لعل أهم دروس الثورة المصرية ومن قبلها التونسية, هو دور جماهير الشعب في تغيير الأوضاع السياسية, وهو ما بدأ حكام المنطقة يتأملونه ويحاولون تفاديه, خاصة وأنهم تلقوا نصائح أمريكية بهذا الخصوص تدعو إلى القيام بخطوات إصلاحية استباقية.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني فإن هذا الدرس, إضافة لآثار وثائق الجزيرة عن المفاوضات والتعاون الأمني مع العدو المحتل, كل ذلك يطرح سؤالاً حول إمكانية تطبيق النموذج التونسي والمصري على الحالة الفلسطينية، وهل يمكن أن نشهد حركة غضب من قبل الجماهير الفلسطينية للثورة على السلطة وسياساتها ومواقفها وتفريطها وفسادها ووثائقها الفاضحة, ويؤكد المراقب السياسي على أهمية دور الشعوب والجماهير في هذه المرحلة, فالعصر هو عصر الجماهير, وخاصة جيل الشباب, والرهان عليها أكثر من الرهان على النخب.
أغلب من تحاورنا معهم من مواطنين في الضفة الغربية يعتبرون أنه لا بد من إعادة النظر في المواقف السابقة القائمة على قاعدة المصالحة والانهماك في تفاصيلها, فملف المصالحة لم يكن يسير بالاتجاه الصحيح الذي ينهي الانقسام, في ظل موقف الراعي المصري المنحاز, واستقواء السلطة بالدعم الخارجي, وهكذا تحولت المصالحة إلى عملية مستنزفة ومملة, وتحولت الساحة معها إلى حالة من الرتابة والجمود.
فؤاد العنبتاوي يرى أنه في ظل المستجدات ورياح التغيير في المنطقة وخاصة المصرية, لا بد من تغيير قواعد التعامل مع السلطة ومع الشأن الفلسطيني الداخلي, بعد كل هذا الفشل الذي منيت به, وافتضاحها وانكشافها للشعب الفلسطيني كقيادة غير مؤهلة وغير مؤتمنة على الحقوق الفلسطينية ومصالح شعبنا, وتعاني من خلافات داخلية, إضافة إلى غياب حليفها العربي الأول ... الأمر الذي يستدعي - حسب قوله - إيجاد إستراتيجية فلسطينية جديدة, ومشروع إنقاذ وطني.. ويضيف بأن حالة الحراك الشعبي في المنطقة العربية .. وتقدم الجماهير العربية لأخذ دورها وانتزاع قرارها .. يجعل الشعب الفلسطيني أمام مرحلة هامة.. فهو ليس أقل من غيره من شعوب المنطقة توقاً لملاحقة الفساد والفاسدين .. ووضع حد لحالة الإنفراد بالقرار السياسي الفلسطيني وتزييف إرادة الناس .. فقصص الفساد والمصالح الشخصية لرموز السلطة زكمت الأنوف، كما أن وثائق الجزيرة عبرت عن الحالة المزرية للمفاوضين الفلسطينيين وتفريطهم بحق العودة وبالأرض والقدس والتآمر الأمني حتى على مقاومين من حركة فتح ..
كل ذلك دفع رائد الكرمي للتساؤل: متى سينفجر غضب الشعب الفلسطيني على هذا الواقع وعلى تلك الرموز الفاسدة ..
في حين قال المواطن سلامة المحتسب من الخليل ساخراً:إذا كان أكبر حليف للسلطة في المنطقة وهو النظام المصري ورئيسه المخلوع حسني مبارك قد إنهار ... فكم سيصمد عباس وفريق أوسلو والمفاوضات, هدول صافين على الدور وهم يحاولوا الضحك على الذقون بدعوتهم لانتخابات .. هم ما بدهم انتخابات هم بدهم ينقذوا حالهم من سخط الناس عليهم بعد ما بهدلتهم الجزيرة وفضحتهم .

محمد عبد الرحمن من طوباس اعتبر أنه لا بد من مقاطعة سلطة رام الله وإسقاطها كما فعلت شعوب عربية بحكامها وأنظمتها الفاسدة .. وقال أنه حرام الرهان على تغيير حالها, فالسلطة ليس لها إرادة وطنية وهي مرتهنة بالكامل لعلاقتها مع إسرائيل وأمريكا وهي تسير معهم كالعبد المطيع وتتآمر على شعبها وثوابته.. ومحاولاتهم تجميل وجههم القبيح من خلال دعوات جوفاء للانتخابات لن تجدي نفعا..
مصلح محمد من رام الله دعا إلى ضرورة إيجاد برنامج إنقاذ وطني قائم على الثوابت والتمسك بالحقوق ووقف التنسيق الأمني ودعوة جميع الفصائل بما فيها فتح إلى اللقاء على هذا البرنامج للرد على عنجهية إسرائيل وما وصلت له القيادة الفلسطينية من فشل وطريق مسدود.
بينما سالم عبد الله من نابلس اعتبر أنه لا بديل عن إيجاد قيادة فلسطينية وطنية مؤقتة بسبب عدم أهلية القيادة الحالية .. بحيث تتولى القيادة الوطنية المؤقتة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطنيٍ.
واعتبر رائد الهرش من قلقيلية أن تغييراً كبيراً لا بد أن يتم في الحالة الفلسطينية ولا يمكن أن تعود الأمور للوراء ولا يجوز حشر قضية فلسطين وشعبها في ملفات صغيرة مثل المصالحة والعلاقة بين فتح وحماس بينما يستمر عباس ومن معه من مفاوضين بسرقة القرار الفلسطيني والانفراد فيه وكأن الشعب الفلسطيني رهينة لهم ولمصالحهم وفسادهم.. وأضاف أن التاريخ لا يرجع للوراء ..و أن الوضع ما قبل فضائح الوثائق لن يكون كالوضع بعدها ..فلا يمكن أن تنكشف فضائح السلطة وتبقى الأمور على حالها ... ولا يجوز مد طوق النجاة لمن أوصل القضية الفلسطينية لما وصلت إليه..

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج