أبو جهل أهلك ليبيا

أبو جهل أهلك ليبيا

أعزائي أحييكم بتحية الإسلام فأقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد
إنه فلتة من فلتات الزمان بل قل شخصية القرن بلا منازع في زمن يشهد ذروة الإنحطاط العربي
إنه من جادت علينا به الأقدار ليجثو على صدور و أفئدة إخوة لنا في الدين و العروبة و لعلكم عرفتم فحوى حديثي فمن غيره قد بلغ جهله مشارق الأرض و مغاربها و طال أذاه البلاد و العباد إذ لمن المضحكات المبكيات أن يحكم أحفاد الشهداء الأبرار و فرسان عمر المختار شيخ الجهلة و المنافقين العقيد معمر القذافي لزهاء نصف قرن أذاقهم فيها الويل و الثبور و أتحف المجتمع الدولي
بآراء و مواقف جلبت العار للأمة جاعلة منها مدعاة للتندر و التفكه على واقع عروبة مسلوبة الإرادة
لم يكن من اليسير تناول هذا الموضوع و الخوض في مسألة غباء القذافي من عدمه لكن أما و قد بلغ السيل الزبى و وصلت الأمور إلى حد المتاجرة بالوطن و التلاعب بمصير أهلنا و إخوتنا فإن الواقع لا يحتمل السكوت و إليكم تقريرا خاصا حول رئيس عربي لطالما أثار جدلا واسعا بمواقفه الشاذة و تصرفاته الصبيانية إذ منذ إندلاع ما سماها بثورة الفاتح من سبتمبر و هذا الرجل يلقي على مسامعنا المهاترات الجوفاء حول مبادئ الثورة و يلقننا دروسا في الكرامة و الحرية لغاية تمرير مخططه الجشع للسيطرة على جيرانه تحت ستار القومية العربية و كلنا يذكر ذلك الرد التاريخي للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي أعاد هذا المهرج إلى حجمه الطبيعي فقل أيها القذافي أين ثورتك التي تتحدث عنها و سبحان من رقى ملازما في الجيش إلى رتبة عقيد دفعة واحدة تحت ستار الثورة و نظام الفوضى الجماهرية
و هذا دون أن ننسى آراءه و مواقفه تجاه الدين الإسلامي فتراه ما إنفك يوجه الطعنة تلو الأخرى
إلى دين الله فتارة يهاجم الرسول صل الله عليه و سلم يوم مولده و طورا يصلي عكس إتجاه القبلة
(و هذه حوادث مشهورة) و لم يكتفي أبو جهل بهذا الحد ليعلن الإستعاضة عن القرآن الكريم بكتابه الأخضر المحشو بأساطير الأولين تحت مطية النظرية العالمية الثالثة فيخال متصفح الكتاب نفسه يطالع قصصا أسطورية تتحدث بإسهاب عن الديمقراطية الأفلاطونية و حكم الشعب ليفاجأ بعد ذلك بنظام صلب متعنت إتخذ من اللجان الثورية وشاحا يمرر من خلاله مخططات الفشل
و إستمر القذافي يبرهن للعالم غباءه السياسي
في مواقع عدة منها موقعة روما و حادثة الخيمة الشهيرة و موقعة الدوحة و أسطورة ملك ملوك إفريقيا و أمير المؤمنين
لكن كل ما يهمنا في هذا الأمر هو طرائق تصرفه
إزاء الأزمات التي تكاد تعصف بنظامه البائس
و هذا التصرف هو الذي يسير بليبيا إلى الهاوية السحيقة أما عن حال إمام المؤمنين فلا تسل إذ يبدو أنه لم يفهم الدرس جيدا و الدليل هو مغالاته في التعنت و إنتهاجه أساليب يأنف هتلر نفسه إتخاذها في التنكيل باليهود لعنهم الله فأي رئيس
مجنون يقصف شعبه بالطائرات و البارجات و الدبابات غير القذافي الذي ما إنفك يطل علينا دوما بشعره المنكوش و شاشيته الحمراء و جبته المطرزة و هو يلقي على مسامعنا دروسا في الديمقراطية و السياسة الدولية تحمل في طياتها الإرهاب الفكري بعينه و توحي ببلاهة صاحبها أو إدعائه البلاهة و ذلك شأن آخر
و قد بلغنا من شطحات الزعماء و الديكتاتوريين ما ألجم أفواهنا و فتح ثذورنا دهشة و تعجبا لكن أنى للزمان أن يجود بزعيم يفوض خطابه بالإنابة بولد من ذريته الصالحة بقطع النظر عن فحوى الخطاب الذي جاء مثلما كان متوقعا يجر أذيال الخيبة و يبحث عن التمسك بالسلطة لآخر رمق فوعد سيف الإسلام و توعد (و الإسلام منه بريئ) بمحق كل معارض بل و تجنى على تونس الحبيبة و اللوم ليس له لكن عجبي من حكومة مؤقتة لم تحرك ساكنا و كأن الأمر لا يهمها
دماء في مكان شهداء في كل مدينة و شارع و رصيف تلك هي الأجواء في ليبيا التي تمثل مأساة شعب متحضر تمكنت به جحافل التتار بقيادة مصاص الدماء هولاكو العربي تقتل أبنائه و تستحي نساءه و تنهب خيراته و تشوه سمعته في شتى المحافل الدولية حتى صار الإخوة الليبيون يدعون زورا و بهتانا بالبلاهة و الغباء من جراء زعيمهم المظفر الذي لم يتورع حتى على
ملاحقتهم و إغتيالهم داخل و خارج الجماهرية
و إني لأضن أن الشيخ القرضاوي كان مصيبا لما أهدر دم هذا الكافر نظرا لما يكتنزه من وحشية و حب لإراقة دماء شعبه ثم التنكر للشهداء إلى حد وصف الأعيرة النارية و القبذائف بأنها مفرقعات إحتفالا بأطروحته الفاشلة و نظامه الفاشي الفاسد الذي يدرس حاليا إمكانية عودة الإستعمار

من الباب الكبير فيدفع الليبيون باهضا ثمن ثورتهم
و تمردهم على كبير الأصنام هبل و اللات و العزى و سائر الأزلام التي تعبد دون الله و كتابهم الأخضر الأرفع منزلة من القرآن
حسبنا الله و نعم الوكيل
اللهم نصرك على مجنون ليبيا و بقية أزلام جماهريته الفاسدة

مما أعجبني

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج