التحقت يوم أمس، قرينة الرئيس المصري المهدد بالسقوط، حسني مبارك، بولديها علاء وجمال، في لندن، بعدما حطت طائرة خاصة تقلها على مطار هيثرو بلندن، صبيحة أمس، وهو الخبر الذي أكده موقع فورين بوليسي، وتناقلته أيضا العديد من المصادر الإعلامية في تقاريرها التي تغطي أحداث مصر.
سوزان مبارك، التي ستحتفل بعيد ميلادها السبعين أواخر شهر فيفري الجاري، هي السيدة الأولى في مصر، والمرأة القوية التي حاولت طيلة العقود الثلاثة التي اعتلى فيها زوجها سدة الحكم، أن تظهر بمثابة "أمّ المصريين" وارتبط اسمها بالعديد من المشاريع الثقافية والتنموية، لدرجة إطلاق اسم سوزان على عدة مؤسسات ومراكز، ودفعات تخرج لمحو الأمية، مثل مركز سوزان الاستكشافي للعلوم، ومهرجان سوزان مبارك للقراءة، ناهيك عن ترؤسها المركز القومي للطفولة والأمومة، وأيضا رئاستها للمؤتمر القومي للمرأة المصرية، وغيرها من الهيئات والمراكز والمنظمات؟!!..وهي كلها مشاريع، كانت تهدف من ورائها إلى إعطاء انطباع لتصدرها الدور العام، ومنافسة السيدة الأولى سابقا، جيهان السادات التي يقال إنها كانت صاحبة الأمر والنهي داخل القصر الرئاسي في عهد زوجها المغتال، محمد أنور السادات.
* سوزان مبارك، المولودة لأب طبيب يسمى صالح ثابت، وممرضة انجليزية، تدعى ليلي مايل بالمر، لعبت دورا حاسما كذلك في محاولة توريث الحكم لابنها جمال، وهو ما كشفت عنه إحدى الوثائق المسربة على موقع ويكيليكس، تعود لأبريل 2006 تقول إن "سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري هي المحفز الرئيسي لابنها جمال في خلافة والده"، إلا أن إمكانية حدوث ذلك تبدو صعبة لتدني شعبيته في الشارع المصري.
* وكان المصريون الموالون لحكومة مبارك، والمتملقون لديه، وأيضا رجال الأعمال الباحثون عن التسلق في عهده على حساب الغلابى، يدركون أن الطريق إلى قلب حسني مبارك، يمر عبر سوزان، وهم لذلك، منحوها العديد من الجوائز التي لا تستحقها والتكريمات التي لا علاقة لها بها، زيادة على أن العديد من الجامعات، مصرية وأجنبية، قامت بمنح سوزان مبارك، شهادة الدكتوراه الفخرية، وحرصت العديد من القنوات الفضائية التابعة للدولة على إذاعة خطاباتها أمام النساء أو الجموع، وكأنها خطابات رسمية، دون حذف وبمرافقة كثير من التحليل المؤيد والمداهن.