|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) . |
كاتب الموضوع | عاطف زكى | مشاركات | 2 | المشاهدات | 4218 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-10-2008, 18:12 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
(( من هو الله ؟ )) (1)
(( من هو الله ؟ )) (1) أحبتي في الله .. إلىٰ كل من أراد الله تعالىٰ له أن يهتدي إليه ويخرجه من الظلمات إلىٰ النور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تعالوا معي نلج برفق في شعاع من أشعة هذا النور الرباني الذي قال المولىٰ عز وجل في كتابه الكريم } اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ النور : 35 . تعالوا معي ندلف برفق نتعرف علىٰ الله .. علىٰ هذا الإلهٰ العظيم القدر .. الفائق القدرات.. وفي محاولتنا هذه المتواضعة لكي نتعرف علىٰ الله . فمهما قلنا ومهما وصفنا .. ومهما حاولنا .. فلن نوفيه حقه تعالىٰ وهو سبحانه القائل: } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَته يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينه سُبْحَانه وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ الزمر : 67 . تعالوا معي نقترب برفق نتعرف علىٰ خالقنا العظيم ولا نجادل .. لأنه سبحانه شديد المِحَال.. وهو سبحانه القائل : } هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ- وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَته وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بها مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ{ الرعد:12. ولكي لا نجادل في محاولتنا هذه للتعرف علىٰ الله .. نتعرف أولاً علىٰ خلق الله في السمٰوات والأرض وفي أنفسنا .. فنعرف من هو الله الخالق العظيم .. أو كما قال جل وعلا : } إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنهارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبهمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ{ آل عمران : 190 - 191 .. ثم نقول كما علّمنا سبحانه : } رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ .. ولكن البعض منا لا يحاول التعرف عليه سبحانه ولا يوفيه حقه .. وَلاَ يُقَدِرَه حَقَ قَدْرِهَ .. ويظنه شيء بسيط أمر ربنا .. وما هو بالشيء البسيط أمر ربنا .. فما أعظم ربنا وما أجل قدره .. ويحصل من البعض منا إذا دخل علىٰ ملك من ملوك الأرض أو رئيس دولة من دولها .. دخل وهو تتجلىٰ عليه كل مظاهر الأدب والسكينة .. وتغمره رهبةً عند مواجهة ذلك الملك أو المسئول الكبير من الخلق .. فتراه خافضاً بصره إلىٰ الأرض .. يسير إليه في هدوء .. وبخطوات محسوبة لكي لا تُقرِّبه خطواته مسافة لا ينبغي عليه أن يتجاوزها بينه وبين ذلك المسئول .. حتىٰ إذا وقف أمامه مباشرة أو كما يقولون بين يديه ، تجده يكاد تصطك ركبتيه ترجف رهبة وخوفاً . أما إذا وقف ذلك الشخص في الصلاة قائماً بين يدي الإلهٰ الخالق العظيم عز وجل وهو سبحانه مالك الملك الذي بيده ملكوت كل شيء .. مُبدع الكون الذي يسجد له كل ملوك الأرض وملائكة السماء وجميع الخلق من الجن والإنس والحيوان والنبات والجماد يسجدون جميعهم له تعالىٰ خاضعين خاشعين مُسَلِّمين } أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ { الحج : 18.. إذا وقف ذلك الشخص في الصلاة بين يدي الله وقف بغير خشوع ولا رهبة ولا سكينة .. تجده كثير الحركة يطلق بصره إلىٰ الأعلىٰ أو إلىٰ الأمام ويتلفت يميناً ويساراً .. يعبث بردائه تارة أو يُطقطق أصابع يديه تارة أخرىٰ .. وإذا انتابه تثاؤب فتح فاه إلىٰ أقصاه ولم يضع كفه عليه تأدباً وخشوعاً وهو قائم بين يدي الخالق العظيم .. وإذا ما انتهت الصلاة انفلت منها مُسرعاً كأنه لم يُصدّق أنه تخلص منها .. فذلك كله يحدث منه لأنه لم يعرف قدر ربه .. وما أجهل ابن آدم بجلال الله وعظمته وقدرته وكبريائه وجبروته .. فما بالنا لا نُبالي عظمة ربنا .. لاهون غير مُكترثين لعظمته تعالىٰ ولا نرجوا له سبحانه وقاراً .. حتىٰ يلومنا المولىٰ عز وجل في كتابه الكريم فيقول لنا : } مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً { نوح : 13 . نريد أن نستهل رحلتنا هذه سويا في التعرف علىٰ الله بسرد بعض الظواهر الإيمانية الدالة عليه وعلىٰ عظيم سلطانه وعلو مكانه : إن أي واحد منا جرّب تربية الأغنام في مزرعته أو في فناء داره فقد مر به مشهد النعجة الحامل عندما تضع وليدها وحال نزوله من بطن أُمه إلىٰ الأرض وهو أعمىٰ لا يرىٰ بعد شيئاً .. وبمجرد أن يقف علىٰ أرجله ويقوىٰ علىٰ السير وهو يتمايل في مشيه وتتشابك أرجله في بعضها البعض فيسير في غير توازن .. : إلىٰ أين يتجه ؟ : يتجه إلىٰ ثدي أمه ويناطح بفمه في ثديها باحثاً عن الحلمة حتىٰ إذا وقع عليها عض فيها ورضع من لبن أمه في نهم ونشوة . ثم تتداعىٰ الأسئلة في أذهاننا لمن أراد أن يتبصر .. : من الذي دل وليد النعجة وهو أعمىٰ بعد نزوله بدقائق من بطن أمه دله طريقه إلىٰ ثديها؟. : كيف أدرك أن هذا الثدي إنما هو يخصه وحده وفيه طعامه من لبن أمه ؟ : هل تعلم وتدرب علىٰ ذلك وهو في ظلمات ثلاث داخل رحم أمه ؟ . : ثم تأتي الإجابة .. إنما هي عظمة الخالق وفطرته التي فطر الخلق عليها . مشهد آخر .. هذه النحلة : منذ أن تخرج من يرقتها ويقوي جناحيها علىٰ الطيران فإنها تُبادر إلىٰ العمل مع جماعات النحل بجد وهمةٍ ومُثابرة ونشاط لتبني أولاً قرص الشمع في أشكال سُداسية هندسية دقيقة الصنع والمقاييس غاية في الدقة .. ثم تبدأ في الطيران جماعات مئات الأميال كل يوم تجمع الرحيق من آلاف الزهور .. وفي طريق العودة إلىٰ قرص الشمع يبدأ المعمل الكيميائي في داخل بطنها لتحويل رحيق الزهور إلىٰ عسل مصفىٰ مُختلف ألوانه .. فما أن تصل النحلة إلىٰ قرص الشمع حتىٰ يكون الإنتاج قد بلغ ذروته من العسل المصفىٰ الذي تقوم بإفراغه داخل الفجوات السداسية الشكل .. وما أن تنتهي من إفراغ حمولتها حتىٰ تعود أدراجها إلىٰ مشوار آخر لإحضار المزيد .. وهي تفعل كل ذلك تسخيراً من المولىٰ العليم الحكيم لأنها بالطبع غير مستفيدة من هذا العسل الذي تفني عمرها كله في إنتاجه .. وإنما هي خرجت من يرقتها وهي تَحِسُ أنها خُلقت مُسخّرةً من خالقها العظيم الذي فطرها لهذا العمل لكي يستمتع الإنسان الجاحد نعمة ربه يستمتع بهذا الطعام الشهي اللذيذ الذي فيه شفاء له .. ومصداق قوله تعالىٰ .. } وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ - ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونها شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانه فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { النحل : 68 - 69 . : كيف تعلمت النحلة بناء قرص الشمع في هذه الأشكال الهندسية الدقيقة الصنع ؟ . : من ذا الذي دل النحلة إلىٰ أنها بعد جمع الرحيق من الزهور تعود وتُفرغه عسلا شهياً في داخل فجوات الشمع السُداسية الشكل ؟؟ . : إنما هي عظمة الخالق الذي أوحىٰ إليها والذي أبدع كل شيء خلقه وفطرته التي فطر الخلق عليها . مشهد آخر .. ومن آيات الجمال الرباني في هذا الكون الذي أبدعه صانع الجمال .. جمال الشكل .. جمال اللون .. جمال المنظر في لوحات رائعة رسمتها وشكلتها في أروع ألوانها يد الفن الإلهي .. انظر إلىٰ الورود والأزهار علىٰ مختلف أشكالها وألوانها من بديع صنع الخالق .. ترىٰ لوحات رائعة مصداق قوله تعالىٰ : } أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا به حَدَائِقَ ذَاتَ بهجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنْبِتُوا شَجَرَهَا { النمل : 60 .. انظر إلىٰ طائر الطاووس وعندما يفرد ريش ذيله في دائرة مروحية الشكل ترىٰ أجمل لوحات الفن الإلهي في أجمل وأرق الألوان المتناسقة تناسقاً بديعاً .. لوحة تتمنىٰ أن يظل الطاووس يعرضها أمامك لأطول وقت ممكن لكي تستمتع بالنظر إليها من جمالها .. انظر إلىٰ الفراشات الكبيرة الحجم وإلىٰ اللوحات الفنية المرسومة علىٰ أجنحتها والغنية بأروع وأجمل الأشكال والألوان في تناسق بديع .. فإنك ترىٰ لوحات فنية رسمتها يد الخالق العظيم التي يعجز عن رسم أمثالها أشهر وأعظم فناني ورسامي العصور السابقة واللاحقة ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .. ( قرأنا في الصحف منذ سنوات عن لوحة قديمة اسمها .. أزهار السوسن .. رسمها الرسام الهولندي الشهير (فان جوخ) بيعت في المزاد بلندن بمبلغ (53) مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل (89) مليون دولار أمريكي في ذلك الوقت .. وهذه اللوحة رسمها جوخ وهو جالس في حقل مزروع بهذه الزهور .. هذا ما نقله جوخ بريشته علىٰ القماش فأخذت لوحته كل تلك الشهرة .. فكيف باللوحة الطبيعية التي أبدعتها يد الخالق العظيم والتي نقل عنها جوخ لرسم لوحته ؟ ) .. ضربنا مثلا فقط بلوحة جوخ ولكن ديننا الإسلامي لا يُقر مثل هذه التصرفات بأن يشتري شخص ما لوحة مرسومة علىٰ قماش بمثل ذلك المبلغ الباهظ لأن ذلك من باب السرف والسفه والتبذير .. والمبذرين كانوا إخوان الشياطين .. ولأن مثل هذا المبلغ كان بالإمكان أن يُنشئ منه صاحبه عشرة مصانع يعمل فيها عدة آلاف من العمال ينتجوا أشياءً صالحة ومُباحة ثم يُنفقوا من دخولها علىٰ عشرات الآلاف من العوائل والأطفال .. . ومشهد آخر } وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ - وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ { ؟ .. الذاريات : 20 - 21 . .. ومن آيات عظمة الخالق التي تدل علىٰ وجوده وهيمنته وسيطرته علىٰ دقائق هذا الكون الفسيح الذي يحتوي السمٰوات والأرض بما فيهن من مجرَّات مُتباعِدة - وكل مجرَّة تحتوي علىٰ ملايين من المجموعات الشمسية المشابهة لمجموعتنا الشمسية من شمس وكواكب وأقمار .. ورغم أنه تعالىٰ أخبرنا في كتابه الكريم بأن خلق السمٰوات والأرض أكبر من خلق أنفسنا إلا أنه تعالىٰ جَدُ ربنا دلنا علىٰ أن أقرب طريقة لنتيقن من معرفته وعظمته وجلاله وإبداعه في خلقه بأن ننظر في خلق أنفسنا ونتبصر .. فإذا توصلنا إلىٰ دقائق صُنعِهِ في خلقنا وَجِلَتْ قلوبنا لجلال الله وخشعت أنفسنا لعظمته تعالىٰ .. ويقول المولىٰ القدير : } يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ - الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ - فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَك َ{ الانفطار : 6 - 8 .. فننظر ونتبصر في خلق أنفسنا وفي أهمية ووظيفة كل عضو وجزء من أجسامنا التي عليهم تسير حياتنا منذ ولادتنا وحتىٰ اليوم فسنرىٰ عجباً .. ونتعجب أكثر عندما نتساءل كيف تَخلّقت فينا كل هذه الأعضاء والأجزاء ونحن كنا أجنة في بطون أمهاتنا في ظلمات ثلاث مصداق قوله تعالىٰ : } يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إلهٰ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُون َ{ الزمر:6 .. وهذه الظلمات الثلاث كما اكتشفها العلم الحديث .. الأولىٰ هي ظلمة الغشاء الذي يحتوي منذ البداية النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم تطور الجنين في كل مراحله حتىٰ الولادة وهي (المشيمة) .. والثانية هي ظلمة جدار الرحم .. والثالثة هي ظلمة الطبقة الخارجية لبطن الأم؟ .. : كيف تخلقت الخلايا من النطفة ثم استمرت عملية انقسامها وتكاثرها في هذه الظلمات لكي يتخلق منها الهيكل العظمي والرأس والأذنين والعينين والأنف والفم واللسان .. والمخ .. والقلب .. والمعدة .. والرئتين .. والكبد .. والكليتين .. واليدين .. والرجلين؟.. وتعالوا معي ننظر في كيفية تركيب وعمل بعض هذه الأعضاء والأجزاء التي ذكرناها .. فإذا نظرنا إلىٰ العينين بكل ما فيهما من تعقيدات وكيف تشكلّت وتخلقّت داخل ظلام الرحم متكونة من دم الأم الذي تغذي به الجنين فتكونت من هذه الدماء حِزَمٌ بصرية دقيقة داخل شبكية تتألف من ملايين المخاريط البصرية المتصلة بالمخ لتحقيق وترجمة ما يقع أمام عدسة العين من أضواء تُبَيّنْ الأشكال والأبعاد والألوان إلىٰ صور واضحة إلىٰ المخ بشكل يفوق أعظم الكاميرات التليفزيونية بدون أدنىٰ مقارنة علىٰ الإطلاق .. مما يعني أنه لو اجتمع علماء البصريات كلهم في العالم واستخدموا أحدث مخترعاتهم في مجال صناعة الكاميرات والبصريات من الأجهزة العلمية الحديثة والمتطورة لهذه الصناعة ما استطاعوا إنتاج كاميرا تلفزيونية واحدة تضاهي ربع ما للعين البشرية التي خلقها الله من إمكانات فائقة وتعقيدات مُعجزة ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .. بينما خلق الله تعالىٰ هذه العين بكل تركيباتها المعقدة داخل ظلمات حالكة عالما سبحانه بما سيئول إليه أمر هاتين العينين بعد خروجهما إلىٰ الضوء وقوانينه وأبعاده .. وكيف ستتسع البؤبؤة تلقائياً عندما تواجه ضوءاً خافتاً .. وكيف ستضيق وتصغر عندما تواجه ضوءاً حاداً وباهراً .. فلا نملك إلا أن نقول سبحان ربنا الخالق العظيم . وهكذا خلق الله تعالىٰ الرئتين والجهاز التنفسي لدىٰ الجنين في رحم أمه.. وهو في تلك المرحلة من التخلّق لم يكن يحتاج إلىٰ التنفس ولم يتدرب عليه .. ولكن الخالق العظيم يعلم أن ذلك الجنين سيحتاج إلىٰ ذلك الجهاز التنفسي بإلحاح فور خروجه إلىٰ الحياة حين يكون الهواء مُحيط به من كل جانب فيتنفس وإلا أصيب بالاختناق فيموت .. بينما لم يكن يتنفس بواسطته وهو داخل رحم أمه ولم يُصب بالاختناق .. مُعجزة من المعجزات الكثيرة للخالق العظيم سبحانه .. وكذلك البصر حينما سيجد الأضواء مواجهة له فيرىٰ .. وكذلك الأذنين حينما تتردد ذبذبات وأمواج الأصوات من حوله فيسمع .. ويعلم المولىٰ عز وجل أن هذا الجنين وهو في رحم أمه أنه سيكون في أمس الحاجة إلىٰ كل تلك الأجهزة المعقدة التركيب البالغة الدقة والاتزان في أداء وظائفها حال خروجه من هذا الرحم ومواجهة الحياة فجهزه بها وهو يتخلق في رحم أمه لا يعلم شيئاً .. وهكذا قال المولىٰ عز وجل في كتابه الكريم } هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ { النجم : 32 . وإذا نظرنا إلىٰ قلب الإنسان نتعجب من عمله الدؤوب .. ولا نتعجب من أمر الله القادر علىٰ كل شيء .. فهذا القلب أو هذه المضخة العجيبة التي تضخ الدم إلىٰ سائر الجسم بمعدل (70) دفقة في الدقيقة وبشكل مستمر من غير توقف ولا ملل ولا كلل مدىٰ حياة الإنسان ، فإذا حسبنا افتراضاً شخص عمره سبعون عاماً فهذا معناه أن القلب يكون قد نبض خلالها (2,475,440,000) ألفين وأربعمائة وخمسة وسبعون مليون وأربعمائة وأربعون ألف نبضه .. وذلك في شكل مستمر ليضخ الدم عبر أوردة وشرايين وشعيرات دموية في الجسم تبلغ أطوالها آلاف الأميال .. ولو اخترع علماء الأرض اليوم مضخة بديلة حتىٰ وإن عملت بالطاقة النووية لكي تنبض وتضخ بشكل مستمر سبعون عاماً لا يمكنها الاستمرار في العمل دون أن يُصيبها خلل أو عطب فيقوموا بإصلاحه .. فنقول سبحان الله ربنا الخالق العظيم في لطيف إبداعه. وإذا نظرنا إلىٰ تكوين ووظائف مخ الإنسان نرىٰ عجباً ونذهل ولا نفيق من ذهولنا لهذه المعجزة الكبرىٰ من خلق الله تعالىٰ .. ففي هذا الموقع من رأس الإنسان خلق الله المخ مكون من عدة أقسام - قسم للذاكرة - وقسم للتبصر والتفكير واتخاذ القرارات - وقسم للتحكم وتنظيم عمل أعضاء وأجهزة الجسم كاملة - وقسم لترجمة كل ما يصل إلىٰ المخ من الحواس الخمس ، السمع من الأذنين ، والبصر من العينين ، والشم من الأنف ، والتذوق من اللسان ، واللمس من كافة بشرة الجسم الخارجية .. ويحتوي مخ الإنسان علىٰ مليارات من الخلايا الثابتة التي لا تموت ولا تتغير ولا تتبخر مثل باقي خلايا أعضاء وأقسام جسم الإنسان التي تتجدد باستمرار بدوام التغذية المكتملة العناصر .. وهذه الخلايا الثابتة في مخ الإنسان لا تتلف ولا تموت إلا إذا مات الإنسان أو إذا أصابها مرض يتلف الخلايا .. أو أنها تَبْلَىٰ تلقائياً مع تقدم العمر في الطاعنين بالسن مثلما يحدث في القسم الخاص بالذاكرة التي يكثر تلفها مع تقدم العمر فيبدأ الإنسان بضعف الذاكرة ويستمر هكذا حتىٰ يفقدها كلية وهو ما يسمونه حالياً بمرض (الزهايمر) لدىٰ كبار السن .. وقد أوضحها لنا خالقنا العظيم في موقعين من القرآن في قوله تعالىٰ من سورتي النحل والحج : } وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ { النحل:70 .. وفي قوله تعالىٰ : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ البَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمّ َ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً { الحج:5 .. وهكذا مَنْ تبدأ خلايا الذاكرة لديه في التلف يرجع لا يعلم من بعد علم شيئا .. أي يفقد كل ما خزنته ذاكرته من علوم ومعارف وذكريات .. وقد اعترف أحد مصممي العقول الإليكترونية (الكمبيوتر) حينما اكتشف بالدراسة والبحث الدقيق في كيفية عمل ذاكرة الإنسان وعمل مقارنة بين قدراتها وقدرات ذاكرة أضخم جهاز كمبيوتر في العالم من حيث الإمكانيات والتقنيات التي تمكنه من إنجاز ملايين العمليات الحسابية في الدقيقة الواحدة وهو الجهاز المركب في ( البنتاجون ) أي وزارة الدفاع الأمريكية فوجد أنه لا يساوي في قدراته التقنية ربع ما لذاكرة مخ إنسان واحد متوسط الذكاء من قدرات وإمكانيات .. فإنك وبقدرة وإبداع الخالق العظيم وأنت في سن الأربعين تستطيع في لحظة واحدة أن تستدعي من ذاكرتك صورة حادثة وقعت لك أو أمام عينيك منذ الطفولة فستحضر ذاكرتك في مخيلتك مشهد الحادثة بالصوت والصورة وكأنك ترىٰ أشخاصها بألوان ملابسهم وتسمع أصواتهم في مُخَيّلتك تماماً كما حدثت قبل ثلاثين عاماً .. وَلِنُقرِّب مثلاً أكثر تفصيلاً عن ذلك .. إنني الآن وعند كتابة هذه الرسالة أبلغ من العمر الستين عاماً وأُريد وفي هذه اللحظة أن اسْتدْعيِ من ذاكرتي مشهد حادثة وقعت لي منذ أيام طفولتي عندما كنت في حوالي الثانية عشر .. وها أنذا أصف المشهد كما أتخيله سريعاً :- .. ( كنت أمتطي دراجة هوائية من عجلتين وأهبط بها سريعا علىٰ شارع مسفلت ينحدر من جبل وأحببت أن أمارس لعبة حفظ توازني علىٰ الدراجة بحيث أرفع يداي من علىٰ مقود الدراجة وأجلس علىٰ مقعدي متربعاً رافعاً رجلاي من علىٰ البدالات حيث أن الدراجة كانت تنحدر وحدها مسرعة من الأعلىٰ إلىٰ الأسفل بدون تشغيل البدالات.. وبسطت يداي كجناحي الطير مستمتعاً وكأنني أطير في الهواء وفجأة اختل توازني وماجت بي الدراجة ومالت وهي مسرعة ولم أستدرك السيطرة عليها فسقطت بي علىٰ الإسفلت وسحبتني معها عدة أمتار فتخدش وجهي وذراعاي علىٰ الأسفلت وسالت منهم الدماء وأصيبت رجلاي وقدماي برضوض ولم أستطيع القيام حتىٰ جاءت سيارة مارة بالصدفة بداخلها ثلاث من الشباب توقفوا واطمأنوا عليّ وطيبوا خاطري بكلمات مواساة ثم حملوني معهم في سيارتهم إلىٰ المستشفىٰ لعمل الإسعافات الأولية .. تذكرت تلك الحادثة فجأة عندما استدعيتها من الذاكرة فَاْسْتَحْضَرتها إليّ في نفس اللحظة وتخيلت الحادثة وكأنني أشاهدها تواً أمام عيني وأسمع أصوات من اشتركوا فيها معي .. أتذكر لون دراجتي الحمراء .. وأتذكر لون ونُوع السيارة التي توقفت لإسعافي وأتذكر وجوه الشباب الثلاثة الذين أسعفوني .. وأتذكر كلمات المواساة التي طمأنوني بها علىٰ سلامتي وهم يقولون لي : لا تخف ولا تجزع فأنت والحمد لله بخير وكأنني أسمع للتو أصواتهم ) . : فهل يوجد حتىٰ اليوم جهاز كمبيوتر يُخَزِّن في ذاكرته معلومات وأحداث مصورة بالفيديو .. ملايين الأحداث والمشاهد منذ عشرات السنين ثم في لحظة واحدة تستدعي منه أن يعرض أمامك علىٰ شاشته حادثة خُزِّنَتْ في ذاكرته منذ أربعين عاماً ، وقد تراكمت عليها من بعدها مئات الآلاف من التسجيلات من الأحداث والمشاهد ؟ .. لا .. ولم يوجد حتىٰ اليوم مثل هذا العقل الإليكتروني الذي يستحضرها لك في لحظة . ، ذلك لأنه يحتاج منك أولاً أن تُزَوِّدُهُ بالرموز الكافية ومفتاح الدخول علىٰ الذاكرة .. فيقوم بعملية البحث التي تستغرق منه عدة ثوان حتىٰ يستحضرها لك ، كما لا يستطيع أن ينتقل بك من مشهد إلىٰ ثان وقع في زمن آخر بنفس السرعة التي يعمل بها العقل البشري .. كما أنه لا يستطيع أن يُفكرِّ لك ويُعطيك القرارات الصحيحة بنفس السرعة التي يفكر بها عقلك ، ولا يستطيع في نفس الوقت أن يخترع لك جهازاً آلياً أو إليكترونياً بينما العقل البشري هو الذي اخترعه ( أي جهاز الكمبيوتر نفسه ) وهذا مما يدل علىٰ تفوقه عليه .. كما لا يستطيع أن يستشعر لك حواسك من حولك ، فإذا برد جو المكان فَيُسرِع ويقول لك : ارتدي ملابس ثقيلة لأن الجو بارد قبل أن تخرج إلىٰ الشارع .. بينما العقل أو المخ البشري يقوم في وقت واحد بكل هذه الوظائف في سرعة عجيبة وكما شرحنا عبر أقسامه التي سبق وعددناها وهم : قسم الذاكرة ، وقسم التفكير واتخاذ القرارات ، وقسم تنظيـم عمل أعضاء الجسم ، وقسم ترجمة ما يصل إليه من الحواس الخمسة .. فلا نملك إلا أن نُسِّلمَ بقدرة وعظمة الخالق العظيم والمبدع والمعجز في خلقه ربنا جل وعلا شأنه ونقول : سبحانك ربنا جلّتْ عظمتُكْ وقدرتك عما يشركون .. ولو أننا أردنا استعراض معجزات وقدرات وإمكانيات ووظائف وفوائد باقي أعضاء الجسم البشري فإن ذلك لن يسعه مجلدات ضخمة ولا تفي أو كما قال المولىٰ عز وجل : } وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ { إبراهيم : 34 . ونستعرض هنا مسألة أخرىٰ توضح مدىٰ التحدي في إعجاز خلق الله تعالىٰ أمام محاولات إبداعات البشر مما علَّمهم الله .. البشر الذين ظنوا في العصور الأخيرة وبالاكتشافات الحديثة التي اكتشفوها والاختراعات العديدة التي اخترعوها وصعودهم إلىٰ الفضاء فظنوا أنهم قد بلغوا الشيء الكثير من العلم ، وبعضهم لا يُرجع الفضل في هذه العلوم والاكتشافات والاختراعات إلىٰ العليم القدير الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم بل يُرجع الفضل فيها إلىٰ ذكائه المظلم وغطرسته .. ورغم ذلك فقد أخبرهم الحكيم العليم في كتابه الكريم قائلاً لهم .. : } وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً { . ونستعرض الآن هذه المسألة الأخرىٰ .. إن أحدث تقنيات العلوم الحديثة التي اخترعوها وزوّدوا بها الطائرات الحربية المقاتلة وآخر ما توصلت إليه إبداعاتهم هو تزويد هذه الطائرات بجهاز رادار مزدوج يجري التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر يُمكِّنْ الطائرة وهي في الجو من إرسال موجات رادارية تصطدم بالموجات الصادرة من رادارات الدفاعات الجوية علىٰ الأرض فتردها وتضللها .. كما يرىٰ الطيار علىٰ شاشة رادار الطائرة أي قذائف موجهة إلىٰ طائرته من الأرض أو من طائرات معادية أخرىٰ ، فيقوم جهاز الكمبيوتر آليا بإرسال موجات رادارية مضادة تُضلل اتجاه هذه القذائف وتُغّير من مسارها وتبعدها عن الهدف المنطلقة إليه .. كما توصلوا إلىٰ أخر تقنياتهم في هذه الطائرات إلىٰ أدق ما استطاعوا إليه من تمكين الطائرة من المناورة والالتفاف يميناً ويساراً أو إلىٰ أعلىٰ أو إلىٰ أسفل وفي كافة الاتجاهات بدائرة وزاوية حادة للإفلات من رشاشات وقذائف وصواريخ الطائرات المعادية والتي تطاردها من مسافة قريبة وبشكل مباشر وفي زمن قياسي .. واعتبروا أنفسهم بهذه التقنيات العالية الدرجات قد بلغوا منتهىٰ العلم التقني .. بينما تعالوا معي لنرىٰ بماذا تحداهم رب العالمين رداً علىٰ ظنهم بتفوقهم العلمي ومباهاتهم وتفاخرهم بإبداعاتهم ومخترعاتهم الحديثة فضرب لهم مثلاً في أحقر مخلوقاته وأهونها شأناً عليهم .. وهي الذبابة .. وسوف نستعرض مقارنة بين قدرات ومؤهلات الذبابة التقنية المبثوثة فيها علىٰ الفطرة التي فطرها الله عليها .. وبين قدرات ومؤهلات أحدث طائراتهم الحربية مع مراعاة الفارق بين الحجمين .. حجم الطائرة الضخم .. وحجم الذبابة الضئيل جداً .. ولكن قبل الدخول في شرح هذه المقارنة لنقرأ سوياً النص الذي أورده خالقنا العظيم في القرآن الكريم حيث قال عز من قائل : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبهمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنه ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ - مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ { الحج : 73 .. سبحان خالقنا العظيم في بلاغته الفائقة وفي أسلوب وتوجيه المثل والتحدي ببضع كلمات قليلة تحمل معانٍ كثيرة لو وضعت للشرح والتفصيل لملئت مجلدات ضخمة .. والبعض منا عندما يقرأ هذه الآيات من نهاية سورة الحج يتساءل بينه وبين نفسه : لماذا عندما أراد الله أن يتحدىٰ الناس بالخلق فإنه سبحانه يضرب لهم مثلاً بالذباب كمخلوق حقير صغير بينما يوجد من خلق الله تعالىٰ من الحشرات ما هو أصغر بكثير من حجم الذبابة ولا نكاد نراه بالعين المجردة وقد جعل الله فيها روحاً وجسماً ورأساً وأعيناً وسمعاً وأيدي وأرجل تمشي بها وبعضها لها أجنحة تطير بها ؟؟ .. إذاً فلابد أن يكون في الذبابة سراً بل أسرار من إبداعات الخالق العظيم التي تضاهي وتتفوق علىٰ أعلىٰ درجات الإبداع لدىٰ المخترعين من البشر في أشياء مماثلة مع مراعاة عدم وجود الروح التي هي من أمر الله تعالىٰ .. } وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً { الإسراء : 85 .. وأيضاً مراعاة الفارق الشاسع في الحجم بين الاثنين . المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة عاطف زكى ; 20-10-2008 الساعة 18:17 |
|||||||||||||
الموضوع الحالى: (( من هو الله ؟ )) (1) -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص الجن ... والهواتف | م.محمود الحجاج | منتدى الرقيه الشرعيه من الكتاب والسنه | 2 | 23-03-2011 18:45 |
سيد الخلق محمد(ص) | ابو المعتز | المنتدى الاسلامى العام | 6 | 19-05-2009 10:31 |
1000 سؤال وجواب الثقافه الاسلاميه | ابو الحارث | المنتدى الاسلامى العام | 4 | 08-03-2009 01:15 |
الوصف الكامل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم | ميسم الجنوب | منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم | 6 | 05-01-2009 12:47 |
مع الحبيب محمد رسول الله كأنك تراه | ريما الحندءة | منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم | 2 | 17-12-2008 09:41 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...