حكاية فيها حكمة(( الطمع وما يفعل ))

حكاية فيها حكمة(( الطمع وما يفعل ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

الصياد والزوجة





كانت هناك قرية تقع على ضفة نهر كبير, ويحكمها مع مجموع القرى المجاورة شيخ أمير يدير شوؤن الناس بالحكمة والعدل, وكان يسكن قصرآ كبيرآ مع أسرته . أنصرف الأب سعيد الى عمله بعد الفجرليوم جديد وأتجه لصيد الأسماك بالشباك فهذه مهنته منذ شبابه......يعود عصرآ لداره متعبآ بعد حصوله على رزقه من الأسماك ,فيتجه للسوق لبيعها وأحيانآ يجلب بعضها لتكون طعامآ له ولأولاده وزوجته .....التي تلح عليه أكثر الأحيان في تلبية رغبتها بتبديل مقر سكنهم ( الكوخ ) العتيق بدار جديدة أفضل للعائلة ,ويكون عذره, ليس بالأمكان التغيير لضعف الحالة الأقتصادية في الوقت الحاضر, وكان يتأثر وينزعج من هذا الطلب المتكرر , لأن زوجته تثور غيرتها وتعاني الحسد من بعض نساء الجيران والأقارب الذين يسكنون ببيوت واسعة .


الصيد الثمين
صباحآ حمل الرجل شباكه وتوجه الى ضفة النهر البعيدة ليغير موقعه وحظه,أصطاد بعض الأسماك في الساعة الأولى وفي المحاولة الثانية رمى الشباك وأنتظر وهو واقف داخل مياه النهر لاحظ أن الشباك بدأت تسحبه نحو العمق بقوة قاومها وبدأ يسحبها الى الشاطىء رويدآ الى أن شعر بثقل الحمولة وعندما أوصلها قرب الجرف المحاذي لليابسة وأذا به يشاهد سمكة كبيرة جدآ تتلوى داخل خيوط الشبكة أمعن النظر اليها تعجب من تكوينها.....لم يشاهد بحياته مثل هذا المخلوق الغريب ,تذكر بأسطورة حورية النهر التي تحدث عنها الأجداد هاهي نصفها الأعلى أمرأءة والأسفل على صورة سمكة كبيرة تقدر بحجم الأنسان ....قال لنفسه مسرورآ, أنه الصيد الثمين , سأبيعها وأشتري دارآ لزوجتي الثرثارة .....بدأت الحورية تصرخ وتتوسل قائلة للصياد : أطلق سراحي....أطلق سراحي ,دعني أذهب الى موطني لبحر المياه العذبة فهناك أطفالي بأنتظاري......أرجوك أتوسل اليك أيها الأنسان الطيب .....تعجب سعيد الصياد لأنها تحسن الكلام الواضح المفيد ...ثم قالت: سمعتك تقول أنك تريد شراء دارآ جديدة ,أنا لي القابلية من صنع العجائب من داخل بحر المياه . أين يقع دارك ؟ أجابها,قرب بستان الأمير, هو ليس بدار أنما كوخ عتيق .....قالت ,طيب أطلقني لأكون حرة ,أذهب الآن فستجد ما تتمناه من دار واسعة لعائلتك....أبتسم سعيد بسخرية قائلآ لنفسه : أنها تتمنى الخلاص أنا عطفت عليها لأنها أمآ وصغارها ينتظروها , لأعتبر نفسي لم أصيدها . أطلقها حرة بعد أن حررها من خيوط الشباك, وبعد دقائق ظهرت فوق سطح المياه قائلة : لقد تحقق لك ما تريد , ولأنك أنسان صالح وكادح أوصيك لأن أكون مستعدة لألبي طلبك الذي تحتاج اليه فقط نادي بصوت عالي بأسمي الحورية الجميلة في وقت قبل فجر الشمس من هذا المكان .


الدار الجديدة
رجع سعيد متعبآ فتوجه الى السوق وبعدها الى كوخه فشاهد الناس مجتمعين بقربه وهم بحالة عجب وأستغراب أذ كيف تحول الكوخ ال بيت كبير فجأة ,قال لنفسه, كانت صادقة .... شارحآ لزوجته القصة الغريبة التي كانت من رزقه . بعد مرور شهر طلبت زوجته منه أن يتوجه ويطلب من الحورية أن يكون لهم قصرآ ! وذلك لا يكلفه جهدآ ألا بأصدار الأمر ,هي محاولة توجه قبل الفجر للشاطىء البعيد ونادى على الحورية الجميلة في محاولة غير صادق مع نفسه. هاهي تطل من بين المياه الصافية الجارية قائلة :ماذا تريد أيها الصياد الطيب ....؟ أجابها, أني أتعبك أيتها الحورية الجميلة فأنا رجل قانع بحالي وحياتي لكن المشكلة في رغبة زوجتي التي لا حدود لطموحها وحسدها , أنها تريد قصرآ بدل البيت ....أجابته, أذهب ويكون لك ما تمنيت .بعد ذلك قضى يومه بالصيد فأخذ حصته مما كسبه من صيد السمك , وبادر راجعآ ولما وصل داره وجده قصرآ جميلآ والناس مجتمعين أمامه يسألون كيف حصل هذا الأمر العجيب ياسعيد ؟ ويرد عليهم أنا نفسي غير مصدق أنه الحلم ...... بعد شهر آخر طلبت الزوجة من زوجها أن يذهب ويطلب من الحورية قصرآ فخمآ أكبر من قصر الأمير, يتميز بأبهة وخدم وفيه من الكرم . توجه الى الشاطىء في الموعد المحدد ونادى على الحورية ,ظهرت وطلب منها رغبة زوجته التي لا تشبع من الجاه والثراء ...... عاد عصرآ و وجد الناس يشاهدون القصر الفخم العالي الجميل الجديد ,أنه أفضل من قصر الأمير! مضت فترة أشهر معدودة ,طلبت من زوجها من جديد أن يذهب ويطلب من الحورية آخر أمنية لها بأن تكون قادرة على التحكم في طبيعة الشمس والقمر ! رفض سعيد بادىء الأمرلكنه
أصرت عدة مرات.... ثم قال لها : هيا تعالي معي الى الشاطىء وأطلبي الأمر الجديد منها بنفسك فأنا قد طلبت منها الكثير ..... وافقت على الفكرة . قبل فجر الشمس توجها الى الشاطىء البعيد , نادى عليها سعيد وبعد حين ظهرت قائلة : أطلب أيها الأنسان الطيب ماذا تريد ....؟ أجابها, أنا لا أريد هذه زوجتي لها رغبة غريبة أسمعيها . قالت الزوجة لها , أيتها الحورية العظيمة لاتنسي بأننا منحناك الحياة والحرية وأنت اكرمتينا بالدار والقصر ,ألآن أطلب منك أن تمنحيني السلطة على أن تكون حركة الشمس والقمر تحت أرادتي لأكون متميزة في المجتمع أفضل من أرادة الأمير التي هي فوق الأرض فقط ؟ أجابتها الحورية : القناعة كنز وهذه الصفة ليست لك فأنت تبحثين عن الطمع وتسعين للجشع, أذهبي وستندمين وأنا سارحل الى شاطىء بعيد مجهول آخر, مع السلامة أيها الصياد الطيب .عندما عادا وجدوا الناس مجتمعين مستغربين ماهذا أين القصر......لقد حل مكانه الكوخ القديم! لقد تغيرالواقع بالطمع المستمر وخاب طموحها من كثر حسدها ,سألوا سعيد ما يحصل يا رجل قال لهم , لقد كان حلمآ ....... !


مع تحياتى .

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج