http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/444466664.jpg


العودة   شبكة ومنتديات صدى الحجاج > منتديات ثورات الشعوب .. وتساقط الانظمة > منتدى فلسطين العروبة
أختيار الاستال من هنا

روسيا اليوم الجزيرة ناشونال جيوغرافيك المملكه رؤيا الاقصى الكوفيه الرياضيه عمون يوتيوب مركز رفع الصور  

منتدى فلسطين العروبة
http://sadaalhajjaj.com/vb/images/palestine.gif عاشت فلسطين حرة عربيه... 

عودة مريم...

كنت وصديقتي نجلس في ذلك المقهى الهادئ نحتسي فنجانين من القهوة، حين دخلت تلك العجوز الثمانينية وهمت بالابتسام لـ (مراد)، ذو العشرة شهور من عمره محدثة اياه عن احفادها الذين

 
كاتب الموضوع م.محمود الحجاج مشاركات 2 المشاهدات 3947  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-09-2010, 14:22   رقم المشاركة : ( 1 )
مؤسس الشبكة

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/8.gif




 
لوني المفضل : darkslateblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 1 - 8 - 2007
فترة الأقامة : 6323 يوم
أخر زيارة : 20-11-2024
المشاركات : 11,931 [ + ]
عدد النقاط : 10437
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
مؤسس شبكة ومنتديات الصدى الحجاج ...عام 2007
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

م.محمود الحجاج متصل الآن

Angry عودة مريم...



كنت وصديقتي نجلس في ذلك المقهى الهادئ نحتسي فنجانين من القهوة، حين دخلت تلك العجوز الثمانينية وهمت بالابتسام لـ (مراد)، ذو العشرة شهور من عمره محدثة اياه عن احفادها الذين لا تستطيع ان تزورهم ولا يزورونها باستمرار، فهي عجوز في السادسة والثمانين من عمرها ولا تقو على السفر بالطائرة او القطار او حتى ركوب الباص لمسافات طويلة، فكندا كبيرة ومساحاتها شاسعة وليس من السهل عليها قطعها. لكن ابتسامة الرضى والسعادة كانت تعلو وجهها، وكانت تشبهها الى حد كبير،،، تشبه مريم.

تيتا مريم او مريم حسن العباسي (ام وليد)، التي فارقت عالمنا في العشرة الاوائل من شهر رمضان الماضي، كانت في عمر تلك السيدة (الكندية) التي صادفتها اليوم، كانت تحمل نفس نظرة العينين والابتسامة والهدوء. فقد كانت تيتا مريم هادئة ومتزنة وملتزمة وحاسمة وصارمة وكانت تبكي كلما سمعت صوت او اسم احد ابنائها المنتشرين في الارض بحكم كونهم فلسطينيين دون جنسيات فلسطينية، يحملون مختلف الجنسيات، ولم يستطع ان يحملها الا واحد منهم.

كلما تزوجت الصبوحة التي كانت من عمر (تيتا مريم) تقريبا، مازحناها مقترحين ان نزوجها، فصباح ليست افضل منها (ما في حدا احسن من حدا).

اجتمعت مريمان في الاونة الاخيرة، مريم الام والجدة ومريم السفينة، اجتمعتا على امنية واحدة، ان تصلا الى فلسطين، فوصلت الام ولو بعد وقت طويل من الزمان ومنعت السفينة من الوصول، شربت من مياه فلسطين قبل ان تطأه سفينة مريم. خرجت مريم من فلسطين دون ان تعلم انها لن تعود الا بعد انقضاء عسل الشباب. وكما اجلت سفينة مريم رحلتها الى اجل غير مسمى، تاجلت عودة مريم العباسي الى تراب ارضها طويلا، لتعود اليها بعد ان رحل الشباب الى اللاعودة. وكما حملت سفينة مريم باقي النشطاء على متنها في انتظار اذونات المرور من الدول المعنية، بقي بعض اولاد "تيتا مريم" في انتظار الاذن من العدو للسماح له بالمرور ورؤية والدته، رحلت مريم التي انجبت سبع اولاد وابنتين بوجود ابن واحد فقط الى جانبها، الذي كان يتلو القرآن حين خرجت روحها الى بارئها.

رحلت مريم بعد عودتها الى الارض التي تركت فيها بيتا واهلا، لتعود العودة الحلم الذي انتظرتها سنوات طويلة امتدت منذ النكبة مرورا بالنكسة. كانت اول ام تحصل على الجنسية الفلسطينية وتدخل بها الى فلسطين. شهدت النكبة وعاشت كل تفاصيلها، وكانت تحكي لنا عن اليهود وحياتهم المشتركة مع الفلسطينيين قبل النكبة، وعن جارتها اليهودية التي كانت تجمعهما علاقة جيرة طيبة في القدس قبل النكبة، تضمنت حكاياتها اجزاء مختلفة من الطفولة وايام الدراسة وعن والدها "شيخ المسجد الجليل" الذي اورثها واخوتها حب الله والدين. كانت سعادتها في الحصول على الجواز الفلسطيني لانها كانت تريد ان تموت في فلسطين. بالرغم من انها كانت تعي تماما حجم التضحية التي يعنيها هذا الامر، فعودتها كانت تعني بعدها عن مرقد رفيق عمرها الذي سبقها الى لقاء ربه قبل اكثر من عشرين عاما. كانت تعي انها لن يجمعها منذ لحظة العودة (العيد) مكان اوزمان مع اولادها السبعة الموزعين في اصقاع الارض (كما هو الحال مع ملايين الفلسطينيين)، وكان كل لقاء لها باحدهم يحمل من الدموع ما يبكي جميع الحاضرين وكل وداع يحمل من الالم نفحات وداع ابدي،،،حيث يحمل ابناؤها جنسيات مختلفة منها الغربية ممن حالفهم الحظ واستطاعوا دخول (البلاد) دون مشاكل، اما ان ارادت ان ترى من لم يحالفة الحظ في الحصول على جواز المرور الى تلك الجنان، فكان يتوجب عليها الذهاب الى الاردن بالرغم من تعبها ومرضها وهرمها الشديدين لقضاء ايام مع فلذات كبدها وتوديعهم مرة اخرى.

رحلت مريم الحسن بعد مشوار طويل في الرابع من رمضان، الخامس عشر من آب عام الفين وعشرة. وقد شكلت تجسيدا لحياة الفلسطينيين، من وداع ورحيل ودموع وفرح خجول، شعب لم يكتب له ان يعيش حياة طبيعية. رحلت مريم الحسن دون ان اراها لمدة سنتين، لكنها باقية في ذاكرتي وذاكرة ابنائي. قال لي ابني حين رآي دموعي تنهمر لاستلامي خبر رحيلها،،لا تبكي يا امي سوف ترينها في الجنة ان شاء الله،،،فقلت له....... آمين.



بقلم :- هديل الحليسي



  رد مع اقتباس
 

الموضوع الحالى: عودة مريم...    -||-    القسم الخاص بالموضوع: منتدى فلسطين العروبة    -||-    المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج    -||-    شبكة صدى الحجاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحكومات الأردنية في عهد الملك الحسين بن طلال م.محمود الحجاج منتدى ذاكرة وطن .. وشخصيات اردنيه 2 25-09-2010 14:02
صالح بن عودة المحيسن .. م.محمود الحجاج منتدى المجتمع المحلي لمحافظة الطفيله 12 29-03-2010 09:07
أعلن مدير عام مؤسسة الموانئ عواد المعايطه عن عودة العمل في رصيف الفوسفات م.محمود الحجاج منتدى الصحافه والاخبار الاردنية 1 02-08-2009 12:09
العضو الجديد محمد عودة هيا لنرحب به معا ً م.محمود الحجاج منتدى الترحيب والتهاني والتعارف 1 23-07-2009 08:08
معالي الدكتور عبد الله علي عودة العكايلة م.محمود الحجاج منتدى المجتمع المحلي لمحافظة الطفيله 14 15-07-2009 12:33


Loading...

عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه

free counters

انت الزائر رقم



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج

كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...

http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/33220011.jpg