|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى التاريخ الاسلامي بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله -عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه، وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليله ونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان. وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب، ونفخ فيه من روحه. |
كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 71 | المشاهدات | 24112 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-09-2010, 23:40 | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||||||||||||
|
رد: قصة الاندلس ...
رسالة الوليد بن عبد الملك ووقف الفتوحات من أقصى بلاد المسلمين من دمشق من أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك تصل رسالة إلى موسى بن نصير وطارق بن زياد بأن يعودا أدراجهما إلى دمشق ولا يستكملا الفتح، أمر عجيب وغريب! حزن له موسى بن نصير وأسف أشد الأسف، لكن لم يكن بُدّا من الاستجابة والعودة كما أُمر. ولنا أن نندهش مع موسى بن نصير لماذا هذا الأمر الغريب؟! ولماذا كان في هذا التوقيت بالذات؟! إلا أن هذه الدهشة سرعان ما تتبخر حين نعلم سبب ذلك عند الوليد بن عبد الملك، وكان ما يلي: 1- كان الوليد بن عبد الملك يشغله همّ توغل المسلمين بعيدًا عن ديارهم، فهو المسئول عن المسلمين الذين انتشروا في كل هذه المناطق الواسعة، وقد رأى أن المسلمين توغّلوا كثيرًا في بلاد الأندلس في وقت قليل، وخشي رحمه الله أن يلتفّ النصارى من جديد حول المسلمين، فإن قوة المسلمين مهما تزايدت في هذه البلاد، فهي قليلة وبعيدة عن مصدر إمدادها، فأراد ألا يتوغّل المسلمون أكثر من هذا. 2- كان من الممكن للوليد بن عبد الملك أن يوقف الفتوح دون عودة موسى بن نصير وطارق بن زياد، لكن كان هناك أمر آخر عجيب قد سمعه الوليد بن عبد الملك جعله يُصرّ على عودة موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق، وهو أنه قد وصل إلى علمه أن موسى بن نصير يريد بعد أن ينتهي من فتح بلاد الأندلس أن يفتح كل بلاد أوروبا حتى يصل إلى القسطنطينية من الغرب. كانت القسطنطينية قد استعصت على المسلمين من الشرق، وكثيرًا ما ذهبت جيوش الدولة الأموية إليها ولم تُوفّق في فتحها. وهنا فكّر موسى بن نصير أن يخوض كل بلاد أوروبا، فيفتح فرنسا ثم إيطاليا ثم يوغوسلافيا ثم رومانيا ثم بلغاريا ثم منطقة تركيا، حتى يصل إلى القسطنطينية من جهة الغرب، أي أنه سيتوغّل بالجيش الإسلامي في عمق أوروبا منقطعًا عن كل مدد، فأفزع هذا الأمر الوليد بن عبد الملك، وفكّر فيما لو احتاج هذا الجيش إلى مدد؟ فالمدد على بعد شهور منه، ويفصل بينه وبين بلاد المسلمين بحار وجبال وأراض واسعة، فخشي الوليد بن عبد الملك على جيش المسلمين من الهلكة وعجل بأمر عودة موسى بن نصير وطارق بن زياد. هِمّة عالية هنا لا بد لنا أن نقف وقفة عند هذه الهمّة العالية التي كانت عند موسى بن نصير، خاصة إذا علمنا أنه عندما كان يفكر هذا التفكير كان يبلغ من العمر خمسة وسبعين سنة. فلله درّه.. شيخ كبير ومع ذلك يجاهد في سبيل الله ويركب الخيول ويفتح المدينة تلو المدينة، يحاصر إشبيلية شهورًا ويحاصر "ماردة" شهورًا، ثم يفتح برشلونة وسرقسطة والشمال الشرقي، ثمّ يتجه إلى الشمال الغربي ويتجه إلى الصخرة فيحاصرها، ثم يريد أن يفتحها ويتجه إلى فرنسا وإيطاليا وغيرها حتى يصل إلى القسطنطينيّة. أي همّة هذه التي عند هذا الشيخ الكبير والتي تجعله يفعل كل هذا ويؤمّل لهذا التفكير وعمره خمس وسبعون سنة! إنه ليضرب المثل لرجالات المسلمين اليوم وشيوخهم الذين بلغوا مثل عمره أو أقل منه وظنوا أنهم قد (خرجوا على المعاش) وانتهت رسالتهم بخروجهم هذا، فهي رسالة واضحة لهم بأن رسالتهم في الحياة لم تنته بعد، فمن لتعليم الأجيال؟! ومن لتوريث الخبرات؟! ومن لتصحيح المفاهيم؟! فقد بدأ موسى بن نصير فتح الشمال الإفريقي وقد تجاوز أكثر من ستين سنة، أي تجاوز سن المعاش في زمننا هذا، ثم وهو في سن الخامسة والسبعين يحزن حزنا شديدًا ولكن على أي شيءٍ كان حزنه؟ حزن أولًا على أمر الوليد بن عبد الملك له بتركه أرض الجهاد، فقد كان متشوقًا جدًا له؛ ليتعرض للشهادة لكنها لم تصبه. ثم حزن ثانيًا حزنًا شديدًا لأن الصخرة لم تفتح بعد، ثم حزن ثالثًا وكان حزنه أشدّ لأنه لم يستكمل حلم فتح القسطنطينية من قِبَل الغرب كما كان يتمنى. وفي هذا يذكر المقرّي صاحب نفح الطيب أن موسى بن نصير ترك الأندلس وهو مع ذلك متلهف على الجهاد الذي فاته، أسيفٌ على ما لحقه من الإزعاج، وكان يؤمل أن يخترق ما بقي عليه من بلد إفرنجة، ويقتحم الأرض الكبيرة حتى يتصل بالناس إلى الشام مؤملاً أن يتخذ مخترقه بتلك الأرض طريقاً مهيعاً - سهلًا وبيّنًا - يسلكه أهل الأندلس في مسيرهم ومجيئهم من المشرق وإليه على البر لا يركبون بحراً... عودة وأُمنية.. لم يجد موسى بن نصير إلا أن يسمع و يطيع لأمر الوليد بن عبد الملك، فأخذ طارق بن زياد وعاد أدراجه إلى دمشق، وعندما وصل وجد الوليد بن عبد الملك في مرض الموت، وما هي إلا ثلاثة أيام حتى مات وتولى الخلافة من بعده أخوه سليمان بن الملك، وكان على رأي أخيه في استبقاء موسى بن نصير في دمشق خوفًا على هلكة جيش المسلمين في توغله داخل بلاد أوروبا نحو القسطنطينية. وبعد عام من قدوم موسى بن نصير سنة 97 هـ= 716 م كان سليمان بن عبد الملك ذاهبًا إلى الحج، الأمر الذي وافق اشتياقًا كبيرًا من قِبَل موسى بن نصير؛ فقد عاش في أرض الجهاد في شمال أفريقيا وبلاد الأندلس أكثر من عشر سنين لم يعد فيها مرة واحدة، فما كان منه إلا أن رافق سليمان بن عبد الملك في طريقه إلى الحج في ذلك العام. وفي طريقه إلى هناك قال موسى بن نصير: اللهم إن كنت تريد ليَ الحياة فأعدني إلى أرض الجهاد، وأمتني على الشهادة، وإن كنت تريد ليَ غير ذلك فأمتني في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم. ووصل رضي الله عنه إلى الحج، وبعد حجه وفي طريق عودته مات في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دفن مع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وهكذا كانت همم الصالحين وقلوب الموصولين برب العالمين، بلغ من الكبر عِتِيّا إلا أنه قَدّم أكثر مما عاش، ظل قلبه معلقا بحب ربه سبحانه وتعالى حتى دعاه فكانت الخاتمة وكانت الإجابة، عاش بين الأسنّة في أقصى بلاد الأندلس إلا أنه مات بعد الحج في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلله درّه من قائد وقدوة. لقد مات القائد المسلم موسى بن نُصير بعد أن ملأ جهادُه - بقيادة المدّ الإسلامي المبارك - وديانَ المغرب الإسلامي ( الشمال الإفريقي والأندلس ) وجباله وسهوله وهضابه، ووجه دعاة الحق لإسماع ساكنيه نداء الخير فيخرجهم من الظلمات إلى النور المبين. كان موسى بن نصير يقود هذا الجهاد في شبه الجزيرة الأندلسية وهو يبلغ من العمر خمسة وسبعين سنة، ممتطيًا جواده يهبط في وديانها ويرتفع على صخراتها، يتحرّك فيه إيمان بالله العلي الكبير، فتسمو نفسه وتجدد طاقته، وتحدوه لإعلاء كلمة الله ورفع رايته في كل مكان، فيندفع قوي الجنَان رغم ما علا رأسه من الشيب الوقور، يقوده إصرار العقيدة السمحة، وهمة الإيمان الفتي... أما رفيق الدرب طارق بن زياد فقد انقطعت أخباره كليّة عند هذه المرحلة عند عودته إلى دمشق مع موسى بن نصير، ولا أحد يدري هل عاد مرة أخرى إلى الأندلس أم بقي في دمشق؟! وإن كان هناك بعض الروايات التي لم يتوثق من صحتها تقول أنه توفي سنة 102 هـ= 721 م أي بعد العودة من الأندلس بخمس أو ست سنين تقريبًا، لكن لم يعرف إن كان قد مات في دمشق أم في غيرها. |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
الموضوع الحالى: قصة الاندلس ... -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى التاريخ الاسلامي -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احزان الاندلس | احمد الحجايا | منتدى الاعمال المنقوله | 2 | 28-05-2010 12:05 |
تاريخ الاردن وعشائره/ الحلقة الثالثة - لـ احمد عويدي العبادي | م.محمود الحجاج | منتدى ذاكرة وطن .. وشخصيات اردنيه | 0 | 26-10-2009 21:13 |
غلام من الاندلس | فله | المنتدى الاسلامى العام | 1 | 02-02-2009 12:28 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...