ويحك : يا عفراء !!!

ويحك : يا عفراء !!!

يأتي العيد .. على قلبي
متوكئا عصى الخجل
معتذرا كعادته يقلب كفه
في فراغ الريح
ناظرا إلى البعيد على عجل
متسائلا كيف يمر عام
و أنا كما أنا منذ أعوام
أنقر سد الحزن بأزميل الأماني
وفي الفجر أعيد له سيرته الاولي
و أهيل على قبره تراب الصبر
يهز كتف أشجاني قائلا:
ألم تشبعي حزنا ... يا عفراء
على قتل فروة الجذامي
ألم تتعلمي بعضا من حكم الزمان
العمر يمضي .. وفروه نائما في قبره
و أنت ماكثة على قبر الذكرى
تخطي في رمال الهجير
قصة الغياب و انتحار الأشجان
و يحك: يا عفراء
كيف أمنحك فرحا
و أنت ملؤ عينيك عذاب
كيف أهديك طربا،
وفي حنجرتك يعشش الأنين
وحين تبتسمي ينهمر الكحل مطرا
و تضيع زهور الياسمين خلف وهاد الصمت
كيف أنشر فراشات الأمل
و على غصن وجدك
تعشش زفرات الألم

متصحرة مشاعرك تشكو الظمأ
ولا غيث يلوح خلف نوافذ الأنتظار
أعذريني عفراء .. !!!
لا أملك فرحا
لمن يستمرأ الموت
و يستطيب البكاء
أعذريني عفراء .!!
فكل أغراء بمنحك
ذرة فرح يتلاشى هباء
مر عام أيها العيد
و كما ترى
هذي زهوري فاقدة
لون الضياء
هذي عطور بلا شذا
و هذي أثوابي مشنوقة
على مشجب الخواء
لمن أيها العيد أغني
و بيننا فراسخ من حنين
لا هو يسمعني فيأتي
ولا أنا يُنهكني الأنين
لا أريد منك فرحا
بل أريدك أن مررت ببابه
أن تمنحه شطر الفرح
و أن تلقي في إيهابه أنشودة الوجع
و أن تترك على بابه
ذكرى لقاءنا الأخير
و أن تهمس لفروة الجذامي
بنشوة اللهفة و رقة النسيم
(( كل عام و أنت بخير ))
كل عام وعفراء بالف خير !!!!

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج