زواج بأسماء متعددة

إن الزواج له حِكَم عديدة:
الأول: هو أن الإنسان اجتماعي بطبعه؛ لذلك لا بد من الزواج لتكوين الأسرة، وهي النواة الأولى للمجتمع.
الثاني: إن الدافع الجنسي في الإنسان هو الحافز على البقاء والاستمرار، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الغاية الكبرى التي خلق الله الإنسان من أجلها، وهي خلافة الله -سبحانه وتعالى- في الأرض بإعمارها بالبشر ليستطيعوا تسخير الكون كله فيما ينفعهم ويحقق رضا الله.
الثالث: إن المتعة في الجنس عندما تكون في ظل رباط الزواج المقدس هي نعمة من أكبر النعم التي يجب أن نشكر الله عليها؛ فليس أجمل من أن تكون الأجساد معبرًا لتسكن النفس الإنسانية إلى النفس الأخرى، وهي آية من آيات الله يجدر التفكر بها. فكما أمرنا الله بالتفكر في آلائه في الخلق والإبداع في الكون والجسد البشري.. أمرنا بالتفكر في هذه العلاقة وما ينجم عنها من سكن روحي ومودة نفسية، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.

أما مسؤوليات الزواج الجسيمة التي يخافها البعض، فأود أن أنبه إلى أنها سنة الحياة في العطاء والأخذ؛ فالحياة تعطي بيد وتأخذ باليد الأخرى، فمقابل نعمة السكن العاطفي والإشباع الجسدي لا بد أن تكون المسئولية الناجمة عنهما كبيرة، وإلا لما اختلف الإنسان عن الحيوان بغايته من إشباع الغريزة الجنسية.

شرع الله تعالى الزواج لمقاصد شريفة ولغايات سامية من اهمها :-

1 - اتباع الانسان لأوامر دينه ونواهيه وصيانة عواطفه وشهواته من الزلل والانحراف فمن المعروف لكل عاقل وعاقلة أن ميل الرجل الى المراة وميل المرأة الى الرجل ( أمر فطرى ) وأن الغريزة الجنسية من اقوى الغرائز وأعنفها ......... .

* قال تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث .......... " .
_ فى هذه الىية الكريمة بين لنا القرآن الكريم أن محبة النساء ومحبة الأولاد ومحبة الاموال ومحبة الخيل الجميلة ومحبة الأنعام النافعة كالإبل والبقر والغنم ومحبة الزراعات والثمار ........ . محبة كل ذلك مغروسة فى فطرة الانسان وعلى رأس ملذاته ومشتهياته ...........

2 - الزواج هو خير وسيلة لإشباع الغريزة الجنسية فى الجنسين ولكن بالطريقة التى فصلت أحكامها وآدابها شريعة الاسلام .

3 - الزواج الوسيلة الوحيدة السليمة لبقاء النوع الانسانى لأنه عن طريق الارتباط الشرعى بين الرجال والنساء .
_ محبة الأولاد طبيعة فى النفس البشرية فهم ثمرات القلوب وقرة الأعين ولقد تمنى الذرية جميع الناس حتى الأنبياء .

_ فهذا سيدنا ابراهيم يقول : " رب هب لى من الصالحين " . _ وهذا سيدنا زكريا يقول : " رب لا تزرنى فردا أنت خير الوارثين " .

4 - الزواج الشرعى الذى فصلت أحكامه وآدابه شريعة الاسلام ارتباط قوى عميق له تبعاته وتكاليفه ومسئولياته .


5 - عندما يتم الزواج تبدا حياة جديدة للزوجين تجعل كل منهما ينطلق الى العمل من أجل تحقيق مطالب حياته وأداء ماعليه من حقوق وواجبات نحو الحياة الزوجية الجديدة .

** الخلاصة ** :-

_ أن الزواج الذى يجمع بين الرجل والمرأة بطريقة شرعية سليمة فيه عون للإنسان على التمسك بآداب دينه وبأداء ما كلفه خالقه به من تكاليف وبالابتعاد عما نهى عنه سبحانه من أقوال أو أفعال لا تليق .

_ أن الزواج فيه حفظ للأنساب من الضياع اذ ان شعور الانسان بأن له أسرة ينتسب اليها ويعتز بها ويحرص على سمعتها وكرامتها يزيده من كل خير وشرف وعزة ........ .

_ الكلام يطول وأكتفى بهذا القدر .


بارك الله فيك طائر النورس وجزاك كل خير