|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
المنتدى العام في ساحات الفلسفة والفكر نتجول بدهشة متشوقة لمعرفة المزيد بمايتعلق بالأمور العامة والمواضيع العامة الغير محددة الطرح والتوجه والغير مصنفة. |
كاتب الموضوع | كامل السوالقة | مشاركات | 3 | المشاهدات | 3442 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-09-2008, 10:06 | رقم المشاركة : ( 1 ) | |||||||||||||||
|
التعصب
بسم الله الرحمن الرحيم إن التعصب كارثة على أهله قبل أن يكون عدواناً على غيرهم وهو انغلاق للعقل وانطماس للبصيرة وحجر على الذات ولكنه ليس اختياراً يختاره الفرد أو المجتمع وإنما ينشأ الناس في بيئة تقوم على التعصب لقبيله او عرق أو قومية أو مذهب أو طائفة فيتربون عليه ويتبرمجون به ويصبحون أسرى له فبالتنشئة يمتزج التعصب في نفوس الأفراد وينغرس في أعماق وجدانهم تتشرَّبه عقولهم وتتشكّل به طبيعتهم فيصيرون معجونين به: فكراً وعواطف وقيماً وأخلاقاً فلا يخطر على بالهم التساؤل حوله ولا التشكُّك به فهو في نظرهم قمة الكمال فالحماس له هو ذروة الصدق والصفاء والإخلاص فيستميتون في الدعوة إليه والدفاع عنه لأنهم لا يدركون طبيعته فهم مندمجون فيه وليس بينهم وبينه أية مسافة ليتاح لهم إمعان النظر فيه بتجرد والحكم عليه حكماً موضوعياً وبسبب ذَوَبانهم به فإن حماقاته محجوبة عنهم فلا يمكن لهم الانفكاك منه لأنهم لن يسعوا لهذا الانفكاك فهم راضون عنه ومغتبطون به فيستحيل عليهم التخلص منه إلا بمؤثر طارئ قوي جارف من خارج النسق ينتزعهم انتزاعاً من قواقع التعصب ويخرج بهم إلى فضاءات الانفتاح وآفاق التسامح .. إن كشوف العلم ومسيرة التاريخ وحقائق الواقع في مختلف بقاع الأرض كلها تشهد بوضوح تام بأن المجتمع المكبَّل بالتعصب هو ضحية ظروف وأوضاع تاريخية وثقافية وسياسية ومثال على ذالك : المجتمع العربي فهو لا يتعمَّد التعصب بل لا يعرف أنه متعصب ولا يعترف بأنه مغلول بهذا القيد الثقيل وإنما يتوهم أنه الأشد حرصاً على الحقيقة والأكثر امتلاكاً لها بل المالك الوحيد للحقيقة الناصعة المطلقة، إنه ضحية هذا الوهم الوبيل الذي يتشرَّبه الأفراد منذ الطفولة ويتشكلون به فيصبح كل فرد تجسيداً له فلا يصح أن يعامل المتعصب إلا من هذا المنظور العلمي: إخلاصاً له وإشفاقاً عليه ورغبة في شفائه من مرضه العضال وليس تشنيعاً عليه أو شماتة به بل تبصيراً له فتقدم له طاقة فكرية إضافية تنتشله من أنفاق الوهم وتخرجه من خنادق التعصب ليتمكن من الإفلات من قيوده ويتغلب على قصوره الذاتي التلقائي فيجب أن يعامل كمريض مصاب بمرض عضال مزمن يتطلب شفاؤه الكثير من الإخلاص والصدق والمعرفة والجهد والمهارة والمرونة والمطاولة .. ولكن المعضلة انه إذا كان المرضى يسعون لطلب العلاج فإن مرضى التعصب سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات لا يعترفون بمرضهم بل يتوهمون أنهم الأكثر عافية فهم يسعون لضم الآخرين إليهم أما أن يسعوا للتخلص من كارثة التعصب فهو محال لأن المتعصبين لا يدركون تعصبهم ولا يعترفون به بل يرون أنهم على الحق المبين وأن غيرهم في الضلال البواح .. أما النقطة الأخرى المهمة التي يجب التأكيد عليها فهي إبراز أن التعصب هو الأصل في كل الثقافات عربيه كانت او اجنبيه و أما الانفتاح والتسامح والاعتراف بحق الاختلاف وإدراك نسبية الفهم البشري للحقائق فكلها إنجازات إنسانية طارئة لم تتوصل إليها البشرية إلا بعد قرون متطاولة من الغرق في الصراعات القبليه و القومية والحروب الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية والإثنية فاستيقظت بعض الشعوب من سبات الوثوق المغلق وشُفيت من عمى التعصب الأخرق وراحت توسع آفاق التلاقي مع الآخرين وتتخلص من متاريس التعبئة البليدة المزمنة فظن المستنيرون بأن الاستنارة ستمتد لكل الأمم وسوف تتمتع بها كل الشعوب وغابت عنهم فظاعة وقوة العوائق الثقافية والاجتماعيه والتقاليد المتوارثة كلتي تتاواجد في المجتمع العربي .. لقد ساد الظن في عصر الأنوار وفي القرن التاسع عشر بأن تعميم التعليم في كل أقطار الأرض سوف يضيء العقول ويؤدي تلقائياً إلى انبلاج الوعي الإنساني فيقضي على التعصب وتتقارب الأمم وتتآخى الشعوب وتزول أسباب العداوات ويتوقف المختلفون عن الاقتتال فيعترف الجميع بحق الاختلاف وتنتهي ادعاءات امتلاك الحقيقة المطلقة ويدرك الكل سذاجة أوهام الكمال والوصاية على الغير ولكن تجارب الأمم خلال القرنين الماضيين كشفت بأن العقل يحتله الأسبق إليه وأن التنشئة التلقائية تصوغ الأفراد في الطفولة فتتشكَّل عقولهم ونفوسهم وقيمهم واتجاهاتهم قبل مرحلة التعليم لذلك فإن تعميم التعليم الحديث لا يكون مجدياً ما لم يسبقه ويصاحبه التفكير النقدي الذي يؤدي إلى الخروج من متاريس التعصب والانتقال من ظلمة الانغلاق إلى ضياء الانفتاح ومن ضيق التعصب إلى سعة التسامح ومن ثقافة الإخضاع إلى ثقافة الإقناع فلا جدوى من التعليم إلا بحرية النقاش والاعتراف بحق الاختلاف وقبول النقد بل والترحيب به والحث عليه بوصفه مفتاح طاقات العقل وبه تتعرى الأخطاء وتبرز الإيجابيات وتتقلص السلبيات كما انه لكي يكون التعليم مجدياً يجب أن يكون قائماً على احترام خيارات الآخرين والتخلي عن أوهام الامتياز أو الوصاية على الناس والتركيز على طلب الحقيقة وتأكيد صعوبة التحقق منها والتعريف بالعوائق النفسية والثقافية التي تحجبها واحترام نتائج البحث الموضوعي الأمين وإدراك قصور المعرفة الفردية مهما بلغت .. المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الموضوع الحالى: التعصب -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أن تفقد التسامح ... إذا تحفر قبرك بيديك | ريما الحندءة | منتدى فش خلقك .. فضفض | 4 | 16-11-2009 00:08 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...