شاليط في ضيافة عباس!! ...

شاليط في ضيافة عباس!! ...

شاليط في ضيافة عباس!!

" سلموني اياه وانا بعطيه لإسرائيل وقولوا عني عميل "

هكذا قال محمود عباس في العلن وعلى الفضائيات لحركة حماس عن جلعاد شاليت قبل سنوات، أما اليوم فيقول عباس لحماس" أنا قلت لحماس أعطوني اياه وانا بجيب صفقة مشرفة ترضي الجميع"

لا يخفى التناقض الكبير بين الكلام لعباس حول نفس الموضوع وهو موضوع الجندي الصهيوني الاسير جلعاد شاليت، والذي يدل على مجموعة من القضايا.

من الواضح أنّ عباس يكذب وهو يعلم أنّه كذّاب، فهو لم يعرض على حماس الا ما عرضه من قبل في العلن، بأن يقوم بتوصيل شاليت مجانا للدولة العبرية عبر ما يطلق عليه مقاولة تسليم الاسرائيليين حتى لا يؤسروا في المناطق الفلسطينية، تحت عنوان حفظ الفلسطينيين من عواقب عقوبات اسرائيل عليهم، والظاهر ان عباس لم يعد يهمه أي شيء سوى مناكفة حماس والكذب واختلاق المواقف التي تسيء إليها، في ظل انسداد كامل في الأفق السياسي، وعدم قدرته على التّخلص منها هو ومن يدعمه، والذي برز عبر لقائه مع ايهود باراك، الذي عاتبه فيه عباس على عدم التزامه بالقضاء على حماس في الوقت المتفق عليه بين الجانبين بالرغم من التزام حركة فتح ومحمود عباس بكل ما طلب منهم.


"اللي بيجرب المجرب عقله مخرّب" فقد قامت حماس بأسر جنديين اسرائيليين قتلا خلال محاولة أسرهما، وتم دفنهما في مخابىء سرية، وهما ايلان سعدون وشارون إدري، وقامت أجهزة حركة فتح الأمنية بفعل كل شيء حتى انتزعت من عناصر القسام خارطة المخابىء، وسلّمتها للمخابرات الاسرائيلية، وكذلك قيامها بتسليم جثة المستوطن الذي اسرته الوية الناصر صلاح الدين في رام الله، ولما سلمت جثة المستوطن الذي اسرته كتائب الاقصى بداية الانتفاضة في رام الله ايضاً، ولما فعلت كل ما يرضي الاحتلال الاسرائيلي.

فأجهزة فتح الأمنية تتسابق على فعل كل ما يرضي الاسرائيليين وتحارب حركة حماس على مدار الساعة، وترفض التحاور مع حماس الا عبر الاعتقالات والاستهداف والقمع والمصادرة والاهانات وغيرها، في حين يسود دفء كبير العلاقة بينها وبين الاحتلال، وبالتالي فحركة فتح والاحتلال حليفان في الحرب ضد حماس، ولم يغب عن حماس استماتة اجهزة فتح في محاولة معرفة مكان شاليت حتى تبلغ به الاحتلال، ولذلك من الحماقة أن تقوم حركة حماس بتقديم هدية لمن يقبل بدور الأداة للاحتلال.

و محمود عباس عرّاب أوسلو لم يستطع الافراج عن من تطالب بهم حماس في صفقة التبادل عبر مسيرة اوسلو الطويلة خلال أكثر من خمسة عشر عاماً، فضلاً عن فشله في تحقيق أي إنجاز وطني عبر مسيرة مفاوضات فاشلة لشخص فاشل، فهل من المعقول أن يستطيع إنجاز صفقة مقبولة على الطرفين؟ بالتأكيد لا، فلو كان يستطيع، فليفعل ذلك، ولتعلن إسرائيل قبولها بمطالب حماس بناءً على مفاوضات عباس معها، وبالتأكيد حماس سترتب التّفاصيل التي سيتم من خلالها التبادل، وستشكر عباس علانيةً.

عباس ليس حريصاً على الأسرى، وخاصة من تطالب بهم حماس، ولم يستطع هو إخراجهم،فلو كان حريصاً على صفقة مقبولة لما طعن الآسرين في ظهورهم، ولما لاحقهم ولاحق زملاءهم، ولما اعتقل من يفرج عنه منهم مباشرة بعد خروجه من سجون الاحتلال، ولما قطع عنهم مخصصاتهم ومرتبات عائلاتهم.

ما يقوم به عباس هو تعبير عن الافلاس وانسجام مع ما يعرف بخاصية الثعلبه، فهو يرضخ لكل مطالب الاحتلال والامريكان صاغراً ذليلاً، ويذهب لمهاجمة حماس ومحاولة النيل منها والتشكيك بها، وإظهار نفسه بمظهر البطل الذي تمنعه حماس من إنجاز منجزات وطنية، ولكن بالتأكيد ضحك النّاس مليّاً عندما سمعوه وهو يردد هذه السّفاهات.

بقلم عبد الرحمن مظلوم

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج