رجل لا يحترم نفسه

رجل لا يحترم نفسه

قرر الاطباء فتح بطني لاستخراج ألياف غير مستحبة متراكمة في معدتي, وتركوا موعد العملية مفتوحاً, في اي وقت: انا احدد. لي وحدي قرار اختيار اليوم المناسب لبدء الفعاليات, وايقاد الشعلة...

لا تهمني النتيجة. واكاد اجزم انني سأنجو ايضاً, ويا لها من امور تدعوني الى الامتعاض. ما الذي يعنيه ذلك? يعني انني سأتقدم في السن اكثر فاكثر, ضارباً عرض الحائط بمقولة »دوستويفسكي« الشهيرة: »لا يليق برجل يحترم نفسه ان يعيش اكثر من خمسين سنة«. اللعنة, سأبلغ الخمسين, واتخطاها, ثم ينحني ظهري, ويصيبني تبسط قدمين, وسعال قوي بالضرورة. واحصل في مقابل ذلك على وقار: ورد في واحدة من روايات »الياس خوري« ان فلانا وقور كحذاء: تعجبني مثل هذه التشابيه: ورد عند »ماركيز« ان الطعام سيء المذاق كنافذة. وورد عند »ابراهيم جابر« ان السماء زرقاء وصافية, وهذا سخف, ذلك ان »ابراهيم« نفسه يعرف جيدا ان السماء حمراء..

اسوأ ما في الامر ان الرجل يغدو بعد الخمسين وجيهاً يؤخذ في »جاهات« و »عطوات« يصمت فيها ثم يشرب القهوة ويرجع الى البيت مشياً على الاقداح - يترنح من فرط الوجوم اثناء المجريات.

بالاساس, الامر مرتبط بالرصانة, فالرجل في مثل هذه السن لا يتهور. ولا يقترف حماقات جوهرية. ويعالج الامور بتأن وروية ويحكم بين الابناء والاحفاد بالعدل, وهذا مؤسف حقاً.


فلأمت قبل ان اصبح محترماً.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج