تحت شمس لاهبة و هجييرة حارقة كانت جموع شاحبة , عراة الا من قطع ساترة حفاة يلتمسون طريقهم بارض محروقة بين سراب وسراديب خربة كانت انفاس متلاحقة وتقاسيم وجوه مبعثرة ليس لهم حيلة الا من قلوب ملاها الله ايمانا خرجت بحثا عن اصوات قادمة من صوب بعيد ,وقد وصلوا الى المسجد الحرام حيث كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقف متكئا بعصاة بيده على صخرة عالية بجانب المسجد يرنو بنظره تجاه الساحل والصوت يقترب رويدا وريدا و البشائر قد اخبرته بقرب وصول القافله القادمة من الشام وكانت الناس باشد الحاجة لها , برز تجار المدينة من بين الجموع ودار حوار مع بن عفان رضي الله عنه وبدون مقدمات صرخ احدهم وقال نزيدك درهمين يا أبن عفان وقال هناك من دفع اكثر فقال اخر نزيدك خمسة فقال رضي الله عنه غيركم دفع الدرهم بعشرة ,فقالوا باصوات مبعثرة من الذي دفع الدرهم بعشرة وليس في المدينة تجار غيرنا , فقال عثمان رضي الله عنه لقد بعتها لله ورسوله , وتلى قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر امثالها" صدق الله العظيم وامر بتوزيع القافلة على المسلمين مجانا ويبتغي الاجر من الله .
قاعدة الهية الى يوم القيامة اسنها الله ورسوله لتكون قاعدة يسير عليها عباده المؤمنين ,كانت ولازالت وستبقى ويدركها من يؤمن بها ,ونسرد قصة هذا الايمان المطلق بهذه القاعدة الالهية لاننا نشهدها في حياتنا اليومية .
اذكر قصة رواها صديق لي احد ابطالها عن رجل مسيحي اسمه عصام قعوار عرف عنه بالتبرع لاعمال الخير وجاءه جماعة من اهل الخير فتبرع لهم بمائة وخمسين دينارا ,وبعد ايام قليلة جاءه هذا الصديق يعطيه 1400 دينار ارباح من مصلحة له بها نصيب وعندما راى المبلغ صرخ في وجه هذا الصديق قائلا بقي مائة دينار اين هي ,دهش هذا الصديق عندما سئل عن المائة دينار ولا يعلم احد بها غيره فقال نعم هناك مائة اخرى لكن قل بربك من اخبرك بها ولا يعلم احد غيري عنها ؟ فقال اليس في الاسلام الحسنة بعشرة امثالها وانا تبرعت بمائة وخمسين دينار فالاصل ان اربح 1500ديناروليس 1400دينار .
هذا هو الاسلام وهذه خزائن الله التي لاتنقص وهذه جنة الله لعباده المؤمنين الصادقين واعلموا ان مابين ايدينا من خيرات هو لله ورسوله وان مايتبرع به الانسان لاينقص المال بل يزيده بامر الله تعالى