صباح الخير .. للمعلمين والمعلمات ... للطلبه والطالبات

صباح الخير .. للمعلمين والمعلمات ... للطلبه والطالبات

صباح الخير قلعة الأدوميين والأنباط

إبراهيم السواعير

- قال مُحدّثُنا: خدمتُ سنة (ستٍّ وخمسين) في الطفيلة معلّماً، شابّاً يحمل بين جوانحه طموح الدنيا والآخرة، لا يجاوز العشرين؛ وإذا ب الشِّيْبِ يتحشّد من أوجار القلال، فيفزع له الناسُ، في معركةٍ ضاريةٍ، وأيّام سود، شهدتها القريةُ- آنذاك!.

قلنا: وما الشِّيْب ؟!... قال: حيوانٌ شرسٌ؛ أشهبُ، هجين. سمعنا أنّ أمّه الضبعةُ وأباه الذّيبُ ، يسكن الجبال، ولا يهاجم إلا في جماعاتٍ حدّ (النذالة)، وهو مُستبسلٌ، كاسرٌ حين يدهم البيوت في غفلةٍ من رجالها؛ لا يهاب!

الطفيلة؛ التي لا يسكنها إلا النسرُ والأسد، تستعصي اليوم على مليون مليون شِيْبٍ هجين يحمل من العادات مقيتها، ومن الدخيل طاميَهُ، ويستهدف النيل من كلّ ما هو طيّبٌ، وأصيل.
الشِّيْبُ يزحف هذه المرة ببطءٍ؛ ويتّخذ من السكينة مدخلاً، ويتجدد بأرواح جديدة، وهيئات بانورامية لا تستقرّ على حال. و الشيب إن وجد الفرصة مواتيةً هجم على المدينة، وهو ما يزال ينتظر في الأوجار نفسها ؛ يسيل لعابُهُ على ما في أيدي الطيبين، الذين لا يطعنون إلا في الصدور.

الطفايلةُ الأرادنةُ ما يزالون كما الأمس: ما بأيديهم ليس لهم، علموا، وتعلّموا، وأدركوا ما يستجد.

قال قائلٌ: في الطفيلة ليس ثمة فندق!.. لأنّهم مجبولون على الكرم، مفطورون على الوفاء؛ والمضيف عندهم إن لم يظفر بضيفٍ عاد حزيناً، وكأنّ شيئاً انتُقِص منه، أو مفخرةً ضاعت عليه.
في تشريقة اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين الثقافية الأولى، إلى الطفيلة، قال الشاعر عارف المرايات -الذي استضاف شعراء الاتحاد في بيته، وأولَمَ لهم: يحتاج الزائر ما مقداره ماية وثمانون كيلو من المترات ليصل الطفيلةَ من عمان، وهي -والقول له- أرضُ جبالٍ، تمتدّ ألفين ومئتين وتسعة كيلو متراتٍ مربّعة؛ وتدلُّ على تسميتها اللفظة تافلوس ، وفيها من العيون كثير.

الطفيلة التي كانت مسرحاً للأدوميين والأنباط والرومان عدا جيوش المسلمين، يأسرك أبناؤها بهويتهم الناصعة، وأحاديثهم الجاذبة، وبداوتهم الأصيلة، وركوبهم الصعب. هم أهل جبالٍ، لا يرومون غير العيش في القمم، والتحليق في الأعالي؛ أرضعتهم أمهاتهم شجاعة الأسود، وأنَفة الأنقياء، وإذا ما مررتَ بدورهم ليلاً طيّبَ الهيلُ حواليكَ، وأدركتَ أيَّة محافظةٍ تلك، التي تتوزع في بصيرا والحسا وقصبة المدينة، وساقتك رجلاك إلى عذب مائها، ومقامات أوليائها، وشُمّ قلاعها، وطيبة أبنائها؛ التي هي حتماً من غير ضعف.
ولمّا دعا صاحبي الطفيليُّ ربّه أن ينزل الغيثَ، ويرأف بالشجر والبهائم؛ قلت: اللهمّ أجبه إلى ما طلب؛ وتذكرت -ساعتها- ما قلتُه ذاتَ جفافٍ بعيد:
تشرين عُدْ؛ رطّب النّفسَ حبّاً
ونضِّرْ وريقاتنا اليابسات
وأشعل عروق المحبّ المتيّمِ
من خمرة الروح قبل الشتات
صباح الخير يا الطفيله
صباح الخير لكل معلم
صباح الخير لكل معلمه
صباح الخير لكل طالب
صباح الخير لكل طالبه
صباح الخير استاذ ابراهيم السواعير !!

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج