تركيا تمنت ألا يعتذر الكيان الصهيوني....

تركيا تمنت ألا يعتذر الكيان الصهيوني....

اعتبر المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم الاعتذار الصهيوني لتركيا بمثابة إذلال كبير للكيان، لافتا أن هذا الحدث هو شيء كبير، لأن الكيان لأول مرة يقدم اعتذاراً وهو صاغرا مرغماً .



وكان الكيان الصهيوني قدم اعتذارا خطيا رسميا إلى تركيا لتصرفها المسيء مع السفير التركي في تل الربيع قبل يومين، وجاء هذا الاعتذار بعدما هدد الرئيس التركي عبد الله غل بسحب سفير بلاده من إسرائيل إذا لم تقدم اعتذارا رسميا بحلول مساء الأربعاء.



وقال د. قاسم في تصريح خاص لموقع فلسطين الآن: " أن الحكومة التركية كانت تتمنى أن لا تعتذر (إسرائيل) لأن الحكومة التركية تنتظر اللحظة المناسبة لطرد السفير الإسرائيلي، لكن (إسرائيل) استدركت الأمر في آخر لحظة "، مشيرا انه كان يتوقع أن تقدم (إسرائيل) اعتذاراً لتركيا.



وعن سبب إقدام الكيان الصهيوني على الاعتذار لتركيا، أوضح أن أمريكا والكيان من الصعب أن يتركوا تركيا تذهب وشأنها، لأنها دولة كبيرة في المنطقة العربية الإسلامية، وتبشر بمستقبل كبير، مشيرا أنه إذا انحازت للقضية الفلسطينية فمعنى ذلك أن ميزان القوة المختل حاليا، سيختل بالمزيد ضد الكيان الصهيوني.

الكيان النمرود يعتذر

وأكد المحلل السياسي أن حكومة الاحتلال بدأت تستشعر أنها ليست ذلك النمرود الذي يصول ويجول كما يشاء، وإنما هناك من أجبرها على أن تكون صاغرة ذليلة، وأن تعترف بأخطائها، قائلا : "هي أذلت السفير التركي ، لكنها أذلت نفسها، واعتذرت صاغرة ذليلة لأول مرة في تاريخها ".



وأشار الدكتور قاسم أن هذا الاعتذار سيكون له تبعات، حيث سيخسر نتياهو بعض الشيء سياسيا، كما أن ليبرمان يتحمل المسؤولية، لان هذا الوزير يأتي لكيانه بالكثير من المتاعب، بسبب جهله، موضحا أن المسألة سوف تتفاعل، وسيكون هجوم كبير على نتنياهو ".



هذا و بدأت تتعالى الأصوات في الكيان مطالبة بإقالة داني ايالون ووزير الخارجية افيجدور ليبرمان، فقد اصدر حزب كاديما والذي تترأسه تسيبي ليفني بيانا جاء فيه: "للأسف الشديد أن نرى حكومة نتنياهو تغرق في سياستها الخاطئة، فلم يبق من الأحاديث حول المساس بكرامة "(إسرائيل)"، سوي تقديم اعتذار، فالاعتذار لتركيا ألحق أضرارا بكرامة "إسرائيل" في العالم-وذلك حسب ما ذكرته وسائل إعلام الاحتلال الليلة.



أما رئيس حزب ميرتس حاييم اورون، فقال إن تصرفات أيلون وليبرمان يجب الرد عليها بإقالتهما فورا من مناصبهم، وحسب أقوال اورون فإن "استقالتهما أيضا لن تعيد ماء الوجه لـ(إسرائيل)، فهذا الاعتذار عار في جبين (إسرائيل)".

تركيا تشق طريها

وعن مواقف تركيا المشرفة، قال المحلل السياسي : "لنترك تركيا تشق طريقها، هي تريد تغيير جذري في السياسيات الخارجية، ولا نريد أن ندفعها دفعا إلى شيء، لأن لها اتفاقات وارتباطات وعلاقات، وليست من السهولة أن تتحرر منها ، مضيفا أنها تسير ببطئ وحكمة، قائلا نتمنى أن تعود إلى موقعها الحقيقي في الشرق .




وقال : "الشعوب العربية تحب تركيا، وتريد أن تتعاون معهم ، وننتظر أن تخرج من الدائرة السابقة إلى دائرة جديدة ".

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج