نعم أعترف بلآ عُقد: جرّني الفراغ إلى الإدمان فأدمنتُ,جرّبت كيف تشتدّ الأعصاب وتتوتّر,وترتخي المفاصل ثمّ تتحجّر,جرّبت كيف تتيبّس الأصابعُ فوق الحَرفِ حتّى تتكسّر,وتحتقن عيوني شاخصة ومُحدّقة ثم" تفتر,جرّبتُ الهذيان ,ففي شوارع العاصمة بحثتُ عنكم كأنّي أعرفكم,وكدتُ أصرخ ,أناديكم, هذا ما أذكُر,تخيّلتُ وجوهكم بين السجادة وجبيني,فعرفت أنه الطّورُ الأخطر...جرّبت الإدمان أمام شّاشة بالمعارف تقطر,وقرأتُ ألف موضوع ورسالة شكرورسالة سُمّ مُقطّر.......
وبعدُ؟؟؟هل استجاب وركع من كان يسكر؟هل رددنا فاسقة عن غيّها فبكت تُكبّر؟لكم أحبّ ان يُصادفني من بالكلام وحده تغيّر...معذرة لستُ مثلكم, فما كرّمني الله بصبر نوح وأيّوب,فأصبر...كأنّي أغرس اليوم حبّة, واليوم أريدها أن تّثمر,هذا بعضُ, ذنبي,فهل تّراه يُغفر؟
إذن؟؟؟هذه إستقالتي...فغدا أحمل محفظتي وأعبُر,لي بنتان و120تلميذا وألفُ واجب وأكثر,أعلّمهم أنّ الفاعل مرفوع,مرفوع القامة والهامة, لأنّه يفعل ويّقرّر,فكُن مثله مُريدا,وخدّك لا تُصعّر,و إن ألِفتَ الغشّ اليوم في الإمتحان ,غدا بحثتَ عن الرّبح الأيسر,فإنخرطتَ في الرّشوة والقمار,وزحفتَ إلى تلفزتهم كالعسكر,بين' أحنا هكّة' و'معانا أحلى' وهلُمّ كركر...وأذكّرُهم أنّ الحُرّة إن لم تكُن فاضلة, فإلى السّعير تعبُر,والحُرّة لا ترقص في الشّاشة كالجارية,وإن كان مُلوكُنا اليوم طاووسا يتبختر,عصرُالجواري ولّى,فاستري جسدك بُنيّتي , كي لا يتدنّس ولا يتعفّر...وأذكّرهم أنّ اليتيم حقّا,من كان بين أبويه,لكن كلاهما يُثرثر..يجهل أنّ إبنه اليوم طُرد,لأنّه بالأمس سكران...وقبل الأمس بدأيُدخّن ويكفر,واليتيمة, من اندسّت أمُّها في" الحلاّقة" وكان أبوها يرعى الشّيشة ويُقرقر,كلاهما يجهل أين ابنته؟كلاهما يجهل متى بدأ ثوبُها يقصُر؟...وأعلّمهم أنّ الوطن ولاية واحدة ,فلا ميزولاجهويّة ولا تكبّر,فلنترك البغضاء لعدوّنا , وإلاّ كان يومُنا كما الأمس, بربر,وأنّ ما يُنفق في" الكرة" وبناء النّزل" قادر أن يُحرّرمناطق الظلّ من الذلّ.. فتتحرّر,أحدّثهم أنّ الفتنة الكُبرى في أمّتنا,إنّما بالإسلام وحدهُ تصغر,وأنه لاتضبيع للتّطبيع مع الصّهاينة,بل الحرب ثمّ الحرب ومحارق هتلر,
وأنّ أنهارالجليد بالقُطب باتت تهدّدنا,أمّا بِركُ الجهل فتقتلنا أكثر.
لكن...قبل الرّحيل أقول: حين كنتُ طفلة كنت أتمنّى لو كان التّلفاز صُندوقا أمُدّ يدي فآخُذ ما يُعجبني,واليوم والله عاودتني نفس الأمنية,فوددتُ لو أمُدّ يدي داخل الشّاشة لأصافح من أسأت إليهم-عن قصد-أكره أن أكون كالحرباء تحاربُ بلسانها,وأحبّ لهذا المنتدى حكمة أبي الدّرداء ماقلّ وكفى خيرممّاكثروألهى فعُذراولتكونوا كالرّسول صلّى الله عليه وسلّم إذ جاءه خالد بن الوليد معتذراعن الإساءة فقال له:" قد كُنت أرى لك عقلا رجوتُ ألاّ يُسلِمك إلاّ إلى الخير"...والحمد للّه.