الفليسطينيون و عام اهدار الفرص التاريخية

الفليسطينيون و عام اهدار الفرص التاريخية

الفليسطينيون و عام اهدار الفرص التاريخية





لم يكن عام 2009 مجرد عام اخر فى عمر الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ولكنه كان عاما لا يمكن ان تنساه ذاكرة من عاشوه بسهوله لانه شهد اهدار الكثير من الفرص من الجانب الفلسطينى و التى لو جرى استغلالها بشكل صحيح لربما تغير وجه الصراع حيث بدا العام بتعاطف عالمى و اقليمى غير مسبوق مع الفلسطينيين خاصة قطاع غزة بسسب العدوان الهمجى الذى كانت تشنه اسرائيل على القطاع منذ السابع و العشرين من ديسمبر و الذى اسفر عن استشهاد و اصابه خمسة الاف شخص معظمهم من الاطفال و النساء و كبار السن و تدمير كافة المبانى و المنشات الحكومية تقريبا و استمر 22 يوم

و عقب تلك الحرب كانت كل الاجواء مهيأه لتحقيق مصالحة تاريخية بين قطاع غزة و الضفة الغربية من اجل توحيد يد الصف الفلسطينى و محاصرة اسرائيل عالميا لمحاسبتها على جرائم الحرب التى ارتكبها جنودها فى العدوان على القطاع و الذى حمل اسم عملية الرصاص المصبوب على امل ان يؤدى هذا الحصار الى اجبار الاسرائليين على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى و منذ لحظة وقف اطلاق النار بذلت مصر جهدا كبيرا للتوصل اليه بدأت القاهرة فى تهيئة الاجواء من اجل اعادة توحيد الصف الفلسطينى فجددت دعوتهاللحوار بين حركتى فتح و حماس لاعادة اللحمة بين الضفة و غزة و فى نفس الوقت نجحت مصر فى حشد معظم دول العالم فى مؤتمر عالمى بشرم الشيخ لضمان توفير التمويل الازم لعملية اعمار غزة و انتهى المؤتمر بتعهد الدول المشاركة بتقديم نحو خمسة مليارات دولار لعملية الاعمار شريطة تحقيق المصالحة اولا حتى تتم عملية الاعمار من خلال السلطة الوطنية و هى الطرف الفلسطينى المعترف به دوليا كممثل للشعب الفلسطينى و لكن للاسف فقد انتهى عام 2009 دون اعادة بناء بيت واحد فى غزة لان المصالحة لم تتم بسبب استمرار التدخل الخارجى خاصة الايرانى فى الشأن الفلسطينى و ساهم استمرار الانقسام الفلسطينى برغم استضافة مصر للعديد من جولات الحوار الوطنى على مدى عام 2009 فى تلاشى التعاطف العالمى مع الفلسطينيين و الذى كان فى ذروتة خلال العدوان على غزة فبرغم ان الرئيس الامريكى الجديد باراك اوباما كان قد تعهد بالعمل على اقامة الدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان الاسرائيلى فى الضفة الغربية فان مجهوداتة فى هذا الخصوص تراجعت كثيرا مؤخرا لان الجانب الفلسطينى لم يشجعة خاصة بعد ان راى كيف يتعامل الفلسطينيون مع بعضهم البعض عقب قرار السلطة فى نهاية سبتمبر الماضى الموافقة عاى تاجيل مناقشة تقرير جولدستون فى مجلس حقوق الانسان و كيف كانت حماس تتهم الرئيس محمود عباس بالخيانة و هو ما دفع الاخير فى النهاية للاعلان عن عدم ترشحة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة و تمثلت النتيجة الاهم لاستمرار الانقسام الفلسطينى فى شيئين اولهما:زيادة شعبية اليمين المتشدد فى اسرائيل و هو ما اتضح من نتائج انتخابات الكينسيت التى جرى فى العاشر من فبراير الماضى و اتت بزعيم الليكود بنيامين نتنياهو رئيسا للوزاراء و اليمينى المتشددافيجور ليبرمان وزيرا للخارجية و ثانيهما: تمكين المسئولين الاسرائليين من الافلات من العقاب على ما ارتكبوه من جرائم حرب فى حق الفلسطسنيين و الدليل على ذلك حاله الصدمة و الترويع التى عاشتها الحكومة البريطانية اخيرا لمجرد صدور قرار قضائى اولى باعتقال تسيبى ليفنى بسبب دورها فى العدوان على غزة حيث لم يخجل رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون من الدعوة علنا لتغيير القانون البريطانى لتجنب تكرار هذه المساله

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج