فلسطين أين ؟

فلسطين أين ؟

فلسطين أين ؟

إنشقاق الصف الفلسطيني سبب رئيسي لما حدث في غزة , كما أنه سبب رئيسي لإرتباك الموقف العربي , إذ احتار العرب إلى جانب من يقفون, هل يقفون إلى جانب "حماس" صاحبة الحق في السلطة وفاقدة المشروعيه? أم إلى جانب "فتح" رأس الباطل ومالكة المشروعية في السلطة?! إنه موقف محير لا خاسر فيه إلا فلسطين.
تدعو قطر إلى قمة عربية تحضرها "حماس" ممثلة لفلسطين , وتدعو الكويت إلى قمتها الاقتصادية وتحضرها "فتح" ممثلة لفلسطين , وتضيع فلسطين بين "فتح" و "حماس" وكل ذلك بسبب الفرقة.
وفي الوقت نفسه وبعيدا من المواقف السياسية , تصدر وزارات الأوقاف والشؤون الاسلامية في بعض الول العربية تعميما لكل المساجد, تدعوهم فيه بالقنوت في الصلوات المفروضة للدعاء لإخوانهم في غزة , وتتضرع إلى الله أن يفرج عن أهالي غزة , وتنتفض اللجان الخيرية وتجمع التبرعات لمساعدة أهالي غزة , وتحتشد الحشود في شتى بقاع الأرض وتتظاهر لنصرة غزة.
وفي خضم هذه الأحداث تضيع فلسطين ويختفي اسمها من على شاشات التلفزة ومن على صفحات الصحف , ويختفي علمها من على جثث الضحايا الذين لفت جثثهم بالأعلام الخضراء والصفراء , ونسي العالم كل فلسطينيي فلسطين من خارج غزة , فهل هي مؤامرة على فلسطين ?!
لقد حاول فلسطينيو الضفه الغربية التحرك لنصرة غزة , ولكن تحركاتهم قمعت قبل أن تبدأ , كما ان أحدى الفصائل العسكرية التابعة لحركة "فتح" قد أطلقت بعض الصواريخ على إسرائيل , ولكن تأبى إسرائيل إلا أن تسلط الضوء على غزة , أفلا يثير هذا التصرف علامات استفهام ?

اعتدنا من اليهود الصهاينة أنهم يغطون على جرائمهم الكبيرة بأحداث أخرى صغيرة في أماكن أخرى , أو أنهم يستغلون انشغال وسائل الإعلام العالمية بقضايا كبرى ليستفردوا بالشعب الفلسطيني ويمارسوا ضده أبشع الجرائم , واليوم فإننا نرى أبشع الجرائم تمارس أمام وسائل الإعلام العالمية , فما هي الجريمة الكبرى التي يفعلها الصهاينة في هذه الأثناء, وما هو حجم جريمتهم هذه المرة إن كانوا يخفونها بمجازر غزة الضخمة وهل يعد الصهاينه لابتلاع ما تبقى من فلسطين التي غاب ذكرها في وسائل الإعلام العالمية ?
إنها تساؤلات لا تأتي إلا بأجوبة مرعبة نسأل الله أن يستر منها ,
ولكن الذي نعلمه علم اليقين ونعرفه حق المعرفة هو أن فرقة الفلسطينيين ستساعد اليهود الصهاينة في أي مشروع ينوون المضي فيه ,
فإفتراق الفلسطينيين هو ما أخرج فلسطين من دائرة الضوء التي سلطت على غزة , ونعلم أن مطالبتنا للفلسطينيين بالتوحد إنما هي مطالبة بمستحيل , ولكننا ندعو من بقي من مخلصي فلسطين أن يتوحدوا في مواقفهم ما دامت هذه المواقف تتعلق بفلسطين , فما لا يدرك جله لا يترك كله.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج