يحدث في الاردن ........ بلا تعليق ؟؟

يحدث في الاردن ........ بلا تعليق ؟؟

يحدث في الاردن.. قصة أغرب من الخيال!!
كتب: جهاد ابوالعيس

القصة التالية التي تنشرها «السبيل» مدعمة باوراق رسمية «اصلية»، وشهادات قضائية، واحكام صادرة عن محاكم جزائية و«شرعية» الى جانب مخاطبات «نيابية» تحدثت عن «اختطاف وتزوير اوراق ثبوتية».

بدأت القصة صبيحة السبت الماضي عندما تلقيت اتصالا من والدة الطفل «محمد» (نوال) اعطيتها عنوان الصحفية وتم اللقاء للحديث عن ما يصلح تسميته بـ«اغرب قصة معاناة اردنية».

ونترك الام لتتحدث وتلخص بنفسها ظروف القصة فهي الاقرب لجمر المعاناة منا، تقول الأم: «انا سيدة اردنية متزوجة اودع طفلي الرضيع نتيجة لظروف عائلية وبحكم قضائي احدى دور الرعاية الرسمية بعد ولادته بايام بتاريخ 25/11 /97 وبعد زوال العوارض التي كانت سببا في ابعاد طفلي عني راجعت الجهات الرسمية لاخذ اذنها في استعادة طفلي وبالفعل تحصلت على كل ما يلزم لقاء ذلك وتوجهت بموجب كتاب رسمي من الجهات المعنية الى دار الرعاية لاستلامه لتبدأ هنا قصتي ومعاناتي التي ما تزال حتى يومنا هذا.. وبالفعل ذهبت بمعية زوجي لاستلام ابننا الاول محمد لتبدأ فصول المماطلة وتقديم المسوغات غير المنطقية والتعذر بالانشغال من تسليمنا اياه وما الى ذلك من صنوف التهرب، دون ان نعلم ما وراء كل هذه الاجراءات.. استمرت هذه المعوقات قرابة الاسبوع لأنجح بعدها في اخذ وعد باستلام ابني وهنا كانت الفاجعة.. لقد تسلمت من القائمين على ادارة تلك الدار طفلا اخر غير ابني ابتلاه الله بفوارق خاصة من قبيل الاصابع الستة ونحو ذلك اجهشت بالبكاء وتعجبت مما يحصل وصرخت ان هذا ليس بابني وسط اصرار انه ابني لتزداد معاناتي.. وبين اصراري على رفض تسلم هذا الطفل ومطالبتي بتسلم ابني الحقيقي والتي استمرت اسابيع من التهرب ورفض المقابلة والتعذر اعترفت ادارة الدار بان هذا فعلا ليس بابني وان الحقيقة هي ان ابني قد تم اختطافه.. نعم ابني اختطف من قبل مديرة الدار التي زورت اوراقه وهويته وغيرت اسمه وكل ما يلزم «رسميا» لطمس شخصيته تمهيدا لاختطافه الذي تم بالفعل الى احدى البلدان الاوروبية دون علم المسؤولين في الدار - بحسب ما قالوا - عن كل هذا الذي حصل..».

وهنا نورد شهادة احدى مسؤولات الدار انذاك كما وردت في محضر القضية نصا: «..سمعت بهذه القصة وكنت وقتها انا المسؤولة عن ملفات الاطفال الموجودين في الدار وقامت احدى الامهات باحضار احد الاطفال الا ان نوال ذكرت انه ليس بطفلها ولان هناك تغيراً في الاسماء اكتشفنا ان الطفل محمد ابن المدعوة نوال والذي تم تسميته بشعبان من قبل مديرة الدار السيدة (...) هو نفس الطفل المعني الا ان الطفل محمد ابن نوال كان قد غادر الدار برفقة المديرة الى (احدى الدول الاوروبية) وانا لا اعرف كيف حصل ذلك ولكن سمعت فيما بعد ان السيدة (...) كانت قد حصلت للطفل شعبان وهو ذاته محمد ابن نوال على جواز سفر باسمها واسم زوجها (...) انا سمعت بالحادثة بعد ان حصلت ولكن لم اسمع بها اثناء الترتيب لان السيدة (...) لم تكن تطلعني على الامور الشخصية».

اما رئيسة مشرفات الدار فكانت شهادتها نصا كما وردت في محضر القضية «.. امر مدير الدار الجديد انذاك الدكتور (...) باحضار ابن المدعوة نوال حيث احضرت احدى العاملات احد الاطفال الا ان المدعوة نوال ادعت ان هذا الطفل ليس بطفلها وبعد ان خرجت ام الطفل من الدار قام الدكتور بالاستفسار من احدى المشرفات عن مصير الطفل ابن نوال حيث اخبرتنا بان المديرة السابقة (...) قامت باخذ الطفل وغادرت به الى (احدى الدول الاوروبية) بعد ان قامت بتسميته شعبان».


اما شهادة مدير الدار الجديد الدكتور (...) فكانت «راجعتني السيدة نوال بموجب كتاب من وزارة التنمية الاجتماعية (مديرية الاسرة والطفولة) رقم 1/19/1339 تاريخ 19/12 /98 المتضمن السماح لها باستلام ابنها الذي نقل الى الدار بتاريخ 16/11/1997 عندها طلبت من (...) التي كانت تعمل سكرتيرة للمديرة السابقة وعلى صلة قرابة معها (ابنة عمها وشقيقة زوجها) ان تحضر الطفل محمد ابن نوال كونها الوحيدة المطلعة على الملفات السرية للاطفال فاحضرت طفلاً يدعى محمد يبلغ من العمر سنتين وهو مقارب لسن محمد ابن نوال وقد فوجئت انا والمتواجدين في مكتبي من والدة الطفل حيث اجهشت بالبكاء والصراخ ونفت ان يكون الطفل هو ابنها كون ابنها ذو صفات جيدة (عينان زرقاوان واشقر ولا توجد ليده فوارق خاصة) حيث لاحظت ان الطفل له اصابع زائدة.. عندها شعرت بالاحراج لكوني مدير الدار وراجعت المسؤولة عن الملفات الخاصة بالامر فاخبرتني ان الطفل محمد ابن نوال المعني ليس موجودا في الدار وانما اخذته المديرة السابقة وهي الان في احدى الدول الاوروبية.. وقمت على الفور بابلاغ (..) (اسماء لمسؤولين كبار) بالامر.. لتستمر معها والدة الطفل نوال بمراجعتي من اجل استلام طفلها وكنا نماطل بها لحين ان نتمكن وبمساعدة الجهات الامنية من استعادة الطفل وبعد فترة تلقينا اتصالا من تلك الجهات حيث اخبرتنا انه من الصعب استعادة الطفل كونه يتمتع الان بجنسية الدولة الاوروبية الموجود فيها وانا سمعت ان هذا الطفل اخرج من الاردن بموجب جواز سفر اردني حيث قامت المديرة السابقة (...) بتسميته على اسمها واسم زوجها حيث اصبح اسمه الان (شادي) وقمت شخصيا وبعد موافقة المسؤولين عن الدار باخبار والدة الطفل بالامر».

وتحصلت «السبيل» على كتاب رسمي يؤكد ضم الطفل محمد الى جواز مديرة الدار تحت اسم (شادي) ورقمه الوطني 9971071080 من مواليد عمان بتاريخ 14/11/1997 الا ان الغريب في الامر هو ان هذا الجواز الذي يحمل اسم المديرة مختطفة الطفل قد تم تمديده رسميا بتاريخ 3/9/2000 تحت رقم معاملة 4897 وبرقم جواز 1323 دون اية اعاقة.

كذلك حصلت «السبيل» على كتاب رسمي موجه من رئيس لجنة الحريات في مجلس نواب عام 97 الدكتور غازي عبيدات لرئيس المجلس جاء فيه «ارفق لمعاليكم الاستدعاء المقدم الى لجنة الحريات العامة وحقوق المواطن من المواطنة نوال والتي تشكو من اختفاء ابنها من دار (...) حيث انه تم وضع ابنها في الدار وعمره شهر وبعد فترة راجعت الدار لاسترجاع ابنها فاحضروا لها طفلاً معوقاً ورفضت اخذه.. وبعد فترة تبين ان الابن اختطف من قبل المديرة السابقة للمركز السيدة (...) والتي زورت كافة ارواقه الثبوتية.. ارجو الاطلاع ومخاطبة دولة رئيس الوزراء للتحقق في الموضوع ومعرفة تفاصيله».

والى جانب الاوراق الرسمية السابقة حصلت «السبيل» على صورة طبق الاصل عن قرار محكمة بداية جزاء عمان الذي حمل الرقم 59/2001 /تاريخ 4/4/2001 في الدعوى التي رفعتها والدة الطفل على مديرة الدار والذي قضى بتوجيه تهمة التعدي على حراسة قاصر والحكم على مديرة الدار بالحبس سنة واحدة مع دفع الرسوم.

كذلك حصلت «السبيل» على قرار اخر صدر باقرار حق الضم للطفل محمد لوالدته نوال الصادر من دائرة قاضي القضاة / محكمة عمان الشرعية / القضايا والذي جاء فيه.. ».. اعلمك (والكلام موجه لمديرة الدار) انه في الدعوى اساس 3783 /2003 والتي موضوعها ضم والمرفوعة من قبل المدعية نوال والمحامية بثينة فريحات (المركز الوطني لحقوق الانسان) قد صدر الحكم عليك بتسليم الصغير سالما لوالدته المدعية نوال اعتبارا من تاريخ صدور الحكم في 13/11/2003 حكما غيابيا قابلا للاعتراض والاستئناف وعليه جرى تبليغك هذا الاعلان حسب الاصول».

وتساءلت الام في ختام حديثها معنا بالقول: «اتساءل كيف تتم عملية اختطاف لطفل مودع في مؤسسة رسمية بهذه السهولة؟ وما مصير عشرات الاطفال الاخرين المودعين غيره بعد هذا؟ اتساءل عن الكيفية التي استطاعت بها مديرة المؤسسة تغيير اوراق ابني الرسمية وشطب اسمه وتغييره واستصدار شهادة ميلاد له كيف يتم هذا دون علم احد من المسؤول عن كل هذا؟ اتساءل عن كيفية خروجها من البلاد دون طائل او مساءلة او تحقق من هوية الطفل؟ اتساءل بحق كيف استطاعت تمديد جواز سفرها بهذه السهولة رغم علم الجهات المختصة بقصتها ووجود قيد بحقها؟ كذلك اتساءل كيف تتم بهذ السهولة محاولة خداعي واعطائي طفلاً اخر لا ذنب له سوى كونه طفلاً بريئاً اودع هذه المؤسسة باعتبارها مهدا للامان وعدم الضياع؟وبعد كل هذا اتساءل بحق ماذا الان؟ من المسؤول عن كل ما حدث؟ ومتى سيتحرك المسؤولون للتكفير عن خطيئتهم بارجاع طفلي؟».

اسئلة كثيرة نحيلها بدورنا لاصحاب الاختصاص علّ في حرقتها ما يدفع فعلا لاتخاذ ما يضمن عودة الابن لأمه بعد غياب زاد عن الـ5 سنوات.

يشار بهذا الصدد الى ان والدة الطفل تقدمت بشكوى رسمية للمركز الوطني لحقوق الانسان الذي اوضح بدوره لـ«السبيل» انه خاطب سفارة الدولة الموجود فيها الطفل من خلال مذكرة رسمية مدعمة بالوثائق الاصولية التي تثبت احقية ام الطفل الاصلية به وبقرارات المحاكم الجزائية والشرعية املا في اتخاذ ما يلزم من اجراءات. الى جانب قيامها باعادة صياغة مجموعة من المذكرات والقيام بعدد من المساعي الحثيثة لدى النواب ومنظمات حقوق الانسان املا في ايجاد بصيص نور لمعاناتها.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج