ارث الملك الراحل الحسين

ارث الملك الراحل الحسين

	ارث الملك الراحل الحسين لا يذكر التاريخ العربي منذ عهد الخلافة الراشدة قائدا تولى المسؤولية في أحرج وأدق الظروف مثل المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه. تولى الراحل القيادة وهو دون الثمانية عشرة من عمره ومنذ ذلك قاد الدولة بحنكة عهود من التجربة، ولعل كان لانزلاق الرصاصة من على نيشان على صدره يوم استشهاد جده أمام ناظريه في 20 تموز 1951 الأثر الأعظم الذي نقله إلى التأمل في الحياة والموت وقد عبر عن ذلك في كتابه مهنتي كملك بقوله: يومها تساوت عندي قيم الحياة والموت. كانت سنوات حكم جلالته طيب الله ثراه السبعة والأربعون مليئة بالأحداث التي عصفت بالمنطقة، وقد كان دور الأردن محوريا في العديد منها، عدا انه يتأثر ويستجيب لكل هذه الأحداث لان الأردن يرفض أن يقف موقف المتفرج امام ما يحيط بأمنه أو ينتظر أن يصله التأثير، بل يبادر إلى أن يكون عنصرا فاعلا يتحمل المسؤولية ويتنقل بمرونة من مواقع الدفاع إلى الهجوم إلى الأجنحة ولكنه لا يخرج من المضمار أبدا. أحداث عظيمة اجتاحت الامة العربية على امتداد سنوات حكمه وساد الاضطراب وتنازع الايدولوجيا، وتحولت منطقتنا إلى مشاع، يحاول الكل أن يحصد ما يستطيع منجله أن يطوله، وبقي الأردن في هذا البحر المتلاطم بقيادة الراحل الحسين يسير باتزان وعقلانية وحكمة وبدأ يكتب تاريخا جديدا للمنطقة، ويرسم منهجا أردنيا اتسم بالشجاعة والجرأة ومعاصرة الأحداث فكانت خطواته الجريئة التي لا زلنا لا نحيط بكل تاريخها ووثائقها، من تعريب قيادة الجيش العربي إلى قصة حلف بغداد، وموقفه من الهجوم الثلاثي على الشقيقة مصر إلى المأساة الكبرى في بغداد عام 1958م، ومن ثم بدء مسيرة القمم العربية وبعدها حرب 67 وقيادته لمعركة الكرامة الأردنية الخالصة بنصرها ورجالها، فحرب 73 ودورنا المشرف ثم مسيرة السلام التي كانت حربا من نوع آخر. حقبة الملك الراحل طيب الله ثراه تحتاج إلى الدراسات المتصلة، لأنها تشكل إرثا عظيما يحمل كل معاني الاعتزاز، وتأكيد سيادة الدولة والهوية الوطنية، والكل مدعو إلى قراءة تاريخ كل مرحلة والانطلاق منها للمستقبل، وليدرك كل واحد منا انه في دولة قد حققت استقلالها وأرست قواعدها بالجهاد الصعب ضد كل أنماط السياسات المتلونة،وأثبتت أنها الدولة القادرة على ان تؤدي الدور المطلوب عربيا وعالميا بجدارة، وقد قدمت الشهداء في خدمة قضايا الأمة وتقدم كل الجهود لنصرة الأشقاء وانتقلت إلى الخدمة من اجل السلم العالمي، وليكون كل منا على قناعة بقيمة الدولة الراسخة التي كان للقادة الهاشميين من المؤسس إلى راعي الدستور فالملك الباني الدور في بناء الدولة الأردنية التي تعتز بتاريخها وتستذكر قادتها الاماجد وهي تمضي بالهمة العلياء مع قائدها الملك عبدالله الثاني نحو المستقبل الواعد.... د. بكر خازر المجالي

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج