رد على : نحن لسنا كالشعب الاردني

رد على : نحن لسنا كالشعب الاردني

في اليمن!!!!
عندما رفعوا أسعار البنزين ثاروا و قالوا هتافاً


(
لسنا كالشعب الأردني
)


و أنا هنا لا أريد أن أقف ضمن موقف تحريضي ضد أهلنا في اليمن, فلهم وجهة نظرهم؛ ولا أن أكون مؤيداً لتصورهم, فما زال منا من يتفاعل مع الواقع.
فأنا أحيي الشعب اليمني على يقظة الجماهير.
أما بالنسبة للأرتفاع الخانق للأسعار فذاك يأتي نتاجاً للإنسياق في طوفان العولمة, فنحن خضنا التيار الجارف لإقتصاد السوق دون ان نرتكز على قوى اقتصادية محلية تضمن بقاء و نمو الأموال في حيز الإقتصاد الأردني.
العيب ثلاث:
1. خوضنا لإقتصاد السوق و المعاهدات الإقتصادية الدولية دون وجود قاعدة انتاجية محلية قوية تضمن تدفق الأموال الى داخل الاردن, ولكن توجهنا المتسارع الى العولمة الإقتصادية قضى على اي قوى اقتصادية محلية صغيرة لعدم قدرتها على منافسة اقتصاديات عالمية تنتج بأبخس التكاليف لقدرتها المكتسبة من العولمة على نقل رأس المال المالي, و لذلك اندثرت آخر البؤر الإنتاجية المحلية و تحولنا نحن كما هو حال كل العرب الى اقتصاديات خدمية استهلاكية غير منتجة, فأدى ذلك الى تدفق أموالنا في الاردن الى الخارج.

2.عيب من النمط الإستهلاكي المبالغ فيه لنا نحن في الشارع الأردني, حيث أصبحنا نلهث وراء الكماليات على أنها حاجات أساسية.
فأنا لا أستطيع أن أفهم كيف لعامل النظافة في حارتنا الذي لا يتجاوز راتبة الشهري في أحسن الاحوال( 150 دينار ) أن يمتلك جهاز خلوي حديث سعره 320 دينار.
و أيضاً لهاثنا المسعور خلف المنتجات الأجنبية ألغت أي فرص للقدرة التنافسية للمنتجات المحلية.
3. عيب الشارع الأردني و صمته عن مجريات الساحة المحلية و العربية حيث قتلنا كلمة (لا), و طأطأنا رؤوسنا بؤساً, و صممنا آذاننا عن صرخات جوع و قتل اهلنا؛ و مثالاً على ذلك الصمت المذل للشارع العربي قاطبة عن آخر المجازر الإسرائيلية في قطاع غرة و الحصار الذي تفرضه اقتصادياً و عسكرياً و آخرها دخول القطاع في ظلام دامس نتيجة توقف مولدات الكهرباء ؛ فلا مستشفيات تعمل لأنَّ كل معداتها(هذا ان وجدت) أصبحت اكواماً من الخردى دون كهرباء, فالمرضى و العجائز حكم عليهم بالموت البطيء القاسي, كما كنا نحن أيضاً كنا جزءً من موتهم بصمتنا المذل.
و لأطفال غزة الذين يرتعشون برداً و قد تكومت أجسادهم الراعشة حول مدفأة خلت من وقودها, و كنا نحن أيضاً بصمتنا جزءً من عذاباتهم.
فنحن العرب , يا من تغنينا و تزينا بآلام و دماء شعبنا أصبحنا عصى الجلاد و رصاص العدو و خير شاهد قضية الحجاج الفلسطينيين الذين تلوو تحت سياط عربية, و للأسف ما زال المشهد يتكرر.



فإنفضوا عنكم ذلكم و اكسروا قوقعة الصمت لتكونوا جزءاً من التغيير, لتخلّدوا في قلب التاريخ أحراراً , لا لكي تموتوا كما الشياه و تكونوا للنسيان على هامش التاريخ.

استيقظوا من غيبوبة صمتكم المذل !

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج