هو إظهار الإنسان غير مايبطن
وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات
كالأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوها
ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى
وسمي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين
يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.
ـ
أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :
1- إذا اؤتمن خان
2- وإذا حدث كذب
3- وإذا عاهد غدر
4- وإذا خاصم فجر .
فكم نلتقي بأشخاص منافقين يمدحون مافينا
بل يجعلونه أجمل خصال البشر ذلك إن كانوا راضين عنا
وبمُجرد غضبهم منا أو إختلافنا معهم بشيء
نُصبح من اسوء الخلق بل نصبح شياطين
أما إن كان يريد منك شيءً أصبحت حينها أفضل البشر
بل أصبحت حبيبه فلا ينبض قلبه إلا بنبض قلبك
ولا تُبصر عيناه إلا أنتَ حتى انقضاء مساعيه …!!
فمن أهم النقاط التي يتميز بها المُنافق أنه مُتقلب المزاج
يوماً يتحدث عنك بماليس فيكَ بل يزيد عليه ويضع فيكَ من العلل مالاتطيق
وتراهُ يوماً يمدحكَ مديحاً لاتستطيع إحتماله
وقد يعطيكَ في ذلك أكبر من حجمك بل يصورك َملاكاً أو أكثر …
تلك طبخة مظهرها جميل تُغريك حتماً
ولكن إحذر فقد دُسَ فيها السم دون أن تعلم
كم أتمنى أن يتخلص ذاك المُخادع من كل خصاله البشعة
أن يتركها أن يقذفها خارج صدره
وأن يملئ قلبه بحب الخير للجميع وكما يحب لنفسه الأفضل يتمنى لسواه الأفضل
أن يترك الحسد أن يترك داء النرجسية
وأن ينظر لمن حوله على أنهم اصدقاء
مُحبين وليسوا اعداءً له
يطعنهم ويقاتلهم وكأنه سُخر لمحاربتهم دون أدنى سبب ..
البعض يؤمن بأن نفاقه سبب في ارتفاعه وارتقاءه
ويدعي بأنه ( يمقضي حاجته ) بأبسط الطرق
ويرى أن نفاقه وسيلة للوصول إلى غاية مُعينة
فكيف تُصبح الغاية نبيلة والوسيلة سيئة جداً وتُباح للضرورة ؟
لاتنخدع ياصديقي بكل شيء يلمع فتظنه ذهب
ولا تكن سيء النية بمن حولك فتطبق قول الشاعر
فإن ساء فعل المرء سائت ظنونه وصدق مايعتادُ من توهمٍ
ولكن كُن مُعتدلاً فـ أنت أدرى الناس بمَ فيكَ من عيوب
قبل الميزات والصفات الجيدة
فـ مثلاً إن وصفك أحدهم بأنكَ جميل جداً
يجب أن تكن في عينيكَ جميلاً أولاً ومن ثمَ تلاحظ جمالك
مُنعكساً في أعين جميع من يحيطون بكَ ومُشعاً
حينها تقبل هذهِ الصفة بإبتسامة رضا
فحينما نمتلك حاسة تجعلنا نبتعد عن تضخيم الذات
واعطاء كُل شيء مُحيط بها أهمية
نكون قد سرنا في الطريق الصحيح وأبتعدنا عن الرياء وعن النفاق
المنافق هو كـ اللص يسيرُ بيننا وهو موجودُ ُفي كل الأزمنة والأمكنة
وذو الوجهينليس بيننا أبداً إن شاءالله
(إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
(لايغير الله مابقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم )
ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه