يقول الشاعر نزار قباني بعد حرب حزيران عام 1967 –حزيران انتهت –وكل حرب ونحن طيبون –اخبارنا جيدة --وحالنا والحمد لله على احسن حال –وكل ما نملك ان نقول انا لله وانا اليه راجعون. ما ان انتهت مجزرة اسطول الحرية وعاد اهل غزة المحاصرين الذين جاؤا ليستقبلوا الحافلة بخفي حنين بعد ان كانوا أمنوا اولادهم الاماني بالغذاء والدواء وترحموا على الشهداء وقد بان قادة الصمت الغربي كعادته ليغمض عينيه عن المدللة اسرائيل ويجمل ما قامت به من اعتداء وارتكاب مجزرة على سفينة مرمرة التركية التي تحمل في ثناياها رسل الانسانية والواجب .
يقول اوباما كبير اهل الارض انه امتعض جراء ماحدث لاسطول الحرية , فجزاه الله خيرا عن ذلك حيث ادخل مصطلحا جديدا في السياسة الدوليه كما قال المؤرخ الفلسطيني عزمي بشارة وانه مستعد لتقديم المساندة في التحقيق دون المساس بامن اسرائيل , ولم تكتفي امريكا بذلك بل اوعزت الى مندوبها في مجلس الامن وكالعادة ان يجهض اية محاولة لادانة اسرائيل وكان له ذلك بان اصدر مجلس الامن قرارا متحديا العالم اجمع بانه ياسف لما حدث بالرغم انه لم يحدد من المعتدي والباديء في الاعتداء هل هو الجيش الاسرائيلي ام النشطاء المؤيدون للفلسطينيين ,واعجباه ان مجلس الامن لايعرف من هو الباديء وكأن الناشطون قد قفزوا من السفينة مرمرة ليهاجموا المدمرات الاسرائيلية والطائرات المروحية التي انزلت الجنود بعد ان قتلت كل من كان تحتها مباشرة ,وكأن 60 صحفيا ورجالات فكر وسياسة ورجال دين مسلمين وقساوسة وناشطون من اربعين دولة لم يستطيعوا ان يحددوا من المعتدي او كأنهم لن يوثقوا كل هذا امام بلدانهم التي جاؤا منها ومجلس الامن لم يستطيع ان يحدد المسؤولية.
يقول نائب الرئيس الامريكي بايدن ان لاسرائيل الحق بتفتيش السفن وتناسى صاحب الفخامة ان السفن قد هوجمت في المياه الدولية ولم تدخل بعد المياه الاقليمية لغزة وان القانون البحري يعطي كامل الحرية للسفن في المياه الدولية وتناسى ايضا ان وجهتها هو غزة وليس اسرائيل حتى يعطيها الحق بالقيام بتفتيشها .
اما نتنياهو رئيس الكيان الصهيوني الذي روج قبل وصول اسطول الحرية باسبوع بانه يتعامل مع ارهابيين وان نشطاء السلام الذين على اسطول الحرية هم مؤيدون للارهاب وان هجومه على هذه السفن هو للحفاظ على امن اسرائيل وكأن اسطول الحرية سيقوم بمهاجمة اسرائيل , وان جنوده اضطروا للدفاع عن انفسهم وان ما جرى هو محاولة لارتكاب مجزرة ضد الجنود الاسرائيليون , وان الصواريخ الموجودة في غزة تهدد امن اسرائيل واوروبا معا, سبحان الله .
اي قلب للحقائق هذا الذي يمارسه قادة السياسة الغربية واسرائيل واي عرف سياسي يسمح لهم بالكذب وعلى اعلى المستويات , واي ضعف نحن فيه حتى لايخجلوا من الكذب علينا واي فكر قد وصلناه حتى نبحث عن الادانة من اعداء لنا قد ذبحونا حتى الوريد واي شجب وتحميل مسؤولية لكيان قام على الاغتصاب والقتل والتدمير وبنى دولة على انقاض دولة لايزال اهلها موجودون بين ظهرانينا واي حكام عرب ارتضوا بالشجب وانتظار مجزرة اخرى حتى نقول كل مجزرة ونحن طيبون .
ان اسرائيل قد فرعنت في الارض ولم تبعد عن فرعون في قلبها للحقائق واختلاق الاكاذيب وتجد من يصدقها ويغمض عينيه عما تفعله من ارهاب وقتل للابرياء بكل وقاحة متناهية كما فعل فرعون عندما دار بينه وبين موسى عليه السلام حوار قراني وقال له اجئتنا لتخرجنا من ارضنا ياموسى عندما طلب منه موسى عليه السلام ان يرسل معه بني اسرائيل " فارسل معنا بتي اسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك باية من ربك "سورة طه , فرد عليه فرعون "اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسى "سورة طه ,مع العلم ان موسى هو الذي اراد الخروج وليس فرعون ولكن التغطرس والجبروت هو الذي جعله يخاطب موسى ويكذب عليه كما هي اسرائيل الان في تخاطبها مع العرب والعالم اجمع بالكذب وقلب الحائق.
لقد اثبتت الشرائع السماوية والتاريخ ان الدول الضعيفة والجاهلة والمتردية والمنقسمة على نفسها ستبقى مسرح للعمليات والمذابح والمجازر كما هو حاصل معنا نحن العرب واذا تجمدنا على حالنا فسياتي يوم لن تكون فيه الدول على حالها ولا الشعوب في ارضها ويكون القوي هو الذي يحكم ونحن سنكون السخرة في جيشه .