|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى الصدى الثقافي كتب ، مقالات ، قصص وروايات ، مسرحيات ، شخصيات خلّدها القلم ، تسكن أوراق التاريخ ، ومعاصره تخلق تاريخا جديدا .
منتدى الأدب العالمي والتراجم منتدى الحكم والامثال منتدى قصائد مغناة |
كاتب الموضوع | الفارس الأسود | مشاركات | 3 | المشاهدات | 4114 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-04-2008, 01:30 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
ذكريات حب...لن ينسىّ
ذكريات حب...لن ينسىّ باب أغلقته عند حافة الإنهيار...رسمت له عتمة في دجى الليل لأنه أشعرني بالخوف من ذكريات قاتلةلا تستطيع التناسي فما بالك بالنسيان إنه القلب وما هوى... هواه يأتي على حين غرة من الأمر...يأتي بلا استئذان كضيف ثقيل، لكنه لذة القلب يتحدثون دائما عن الحب الأول كرمز العنفوان، وأجمل ذكرى لأجمل الأحاسيس حتى لو كانت أعاصير الألم تملأ عليه الدنيا من كل باب... أذكر هنا حبي الأول وآه من حبي الأول فيه تذوقت شتى أنواع المشاعر، مشاعر الحب الهادئ حبي الأول تعلمت فيه كيف أواجه الحياة ببسمة الأمل أحيانا وبدموع هوامع أحايين أخرى... هل أذكرها بوجهها المشرق وشمعة قلبها التي أنارت طريقي لحقبة من الزمن، أم أذكرها بنهايتها المؤساوية والدمار الذي عشته من بعدها... قبل أن تكون حبي الأول فهي بنت عمتي، عمتي الوحيدة، التي يكن لها والدي كل مشاعر الحب والإحترام والتقدير، كيف لا وهي أخته التي تعينه على تكاليف الحياة بمساعداتها المادية المعتبرة وكونها تعيش بالمهجر ووضعها الإجتماعي مريح للغاية. لا أذكر أن والدي اقتنى لباسا لأسرته الكبيرة فأخته تتكفل بهذه الحاجيات بما تحمله من حقائب عند عودتها في كل صيف، ولا أذكر أيضا أنه وقع في ضائقة مادية إلا وكانت بجانبه تخرجه منها بسخائها وكرمها... مكانة هذه العمة المرموقة في قلوبنا وفي قلب والدي على الخصوص جعلته يفكر في مصاهرتها كرد للجميل وإحساسا بآلامها وهي أم سبع بنات تخشى عليهم الضياع في مجتمع غربي لا يعطي اعتبارا للقيم والأخلاق. أذكر أني في سن الخامسة عشر فاجأني بسؤاله عن طموحي في الحياة فأجبته اني احلم بالهجرة فكل أبناء عمومتي هناك وأنا أريد الإلتحاق بهم، فابتسم ابتسامة عريضة قائلا:" جميل، هذا يلائم أن تقترن بإحدى بنات عمتك"، طأطأت رأسي واحمرت وجنتاي خجلا وقلت بتلعثم:"كل بمقادير الرحمن". سارت الأيام بروتينها المعتاد في قريتنا الصغيرة حتى ذاك اليوم الذي وصلتني فيه رسالة على حين غرة من الأمر من ابنة عمتي الكبرى تشجعني فيها على الدراسة وبذل مجهود أكبر خصوصا وأنا على أبواب البكالوريا حينها... علما أني استعنت بمترجم ليقرأ لي فحوى الرسالة فأنا لا أفقه الكثير في لغة الإفرنج، فلم أفكر حتى بكتابة رد وشكر لها على رسالتها. لقد استغربت هذه الرسالة من فتاة لم ترني من قبل ولم أرها، فقد عزفوا عن العودة لأرض الوطن منذ اشتعال الفتنة العمياء وحصادها لأرواح بريئة حتى في قريتنا الصغيرة، ورغم ذلك أسعدتني هذه الرسالة فقد شعرت باهتمام شخص ما في هذا العالم فمنحني دقائق من وقته ليشجعني في دراستي... ومن مساوئ الصدف أن تعود "ملاك" وهو اسمها من المهجر لقضاء عطلة الصيف معنا وظهور نتائج البكالوريا بخيبتي في النجاح وتأجل حلم دخول الجامعة. الصدمة الأولى للنتائج أدخلتني مرحلة كآبة وانطواء عن النفس والشعور بالضيق والقلق في كل حين... لم أعرها إهتماما عند لقائنا الأول، رحبت بها ببرودة وانسحبت في صمت... علمت بخبر رسوبي فأعذرتني وحاولت مواساتي وتشجيعي ألا أفقد الأمل...ففرص النجاح لم تنتهي بعد... كان كلامها مقنعا، تتحدث والبسمة لا تفارق وجهها أبدا، أذكر أني أنزويت يوما في آخر الليل فوق سطح دارنا في ليلة مقمرة أتأمل نجوم الليل وقمره الساطع، فما انتبهت إلا وهي بجانبي تتأمل ما أتأمل... أرعبني وجودها بجانبي، أحست باضطرابي الواضح فقالت: - رحيم...ما بك؟ أجبتها: "أرجوك ملاك لا يجب أن تكوني هنا الآن، وفي هذا الوقت المتأخر من الليل استغربت ردي وقالت: لماذا؟ خجلت منها وتردد في ذكر سبب ذلك ثم قلت: لا أريد أن أسبب أي إحراج لك ولعمتي، وجودنا معا فيي هذه الساعة المتأخرة شبهة من الشبهات، فلا أريد ذلك، أرجوك عودي إلى غرفتك واخلدي للنوم... ضحكت من قولي وقالت:" رحيم، لو كنت أريد أن أنام لما تركت باريس وما فيها وأتيت إلى هنا رغم خطورة المكان، فأنت تعلم أن الوضع غير آمن والخطر لا زال محدق بهذه القرية الصغيرة... وأردفت قائلة: رحيم...مللت الغربة، فقد ولدت في هذه الأرض رغم أني رحلت صغيرة لكن لا زال شيء ما يشدني إلى هنا وبقوة، أشعر بالغربة في داخلي، وأن مكاني الحقيقي ليس هناك، بل هنا في هذه الأرض الطيبة، حيث البساطة في كل شيء زفي أناس متواضعين والهدوء يعم المكان، هنا أجد راحتي الكاملة صدقني... وقالت أيضا: رحيم لم نتعلم في الغرب قيم الحياة ومبادئها، لم نتعلم الكثير من مبادئ ديننا الكريم فلا أحد من أسرتي يقوم بفرائض هذا الدين وهذا يحز في نفسي كثيرا، أريد أن أتعلم الكثير الكثير، أريد أن أعرف ما لم أعرفه هناك، فهل تساعدني في ذلك أرجوك؟ هنا فقط تأملت وجهها الذي يشع نورا وعيناها البراقتان تحت ضوء القمر واكتشفت فتاة تريد حياة أخرى غير الحياة التي ألفتها هناك وقد أثرت في كلماتها كثيرا وأحسست برغبة شديدة في مساعدتها بكل ما أقدر عليه، خصوصا عندما أعلنت أنها ترتاح لي كثيرا وأنا الوحيد القادر على مساعدتها... أجبتها: حسنا يا ملاك لك ذلك وأعدك أني لن أبخل جهدا لإرضاء رغبتك هذه في معرفة حقائق الأمور، أنا تحت أمرك في أي وقت وفي أي موضوع يشغل فكرك وتبحثين له عن إجابة... فرحت كثيرا بردي هذا فلم تتردد في القفز من مكانها لتلثمني لثمة قوية على وجنتي التي ازداد احمرارها كاحمرار الجمر لهذا الموقف الغريب، وأعلنت انسحابها للنوم حتى الغد شاكرة اياي على تفهمها، تاركة أياي والدهشة تملأ عيناي لتصرف هذه الفتاة الغريبة الأطوار، هذه الفتاة الجميلة ذات البشرة البيضاء بوجه دائري جميل وشعر مسترسل حتى آخر ظهرها بقد مثير... انسحبت وتركتني ألامس أثر شفتيها على وجنتي محاولا وشع استفسارات لتصرفها هذا، وقد شدني السرور كثيرا وإحساس غريب فلم أتلقى قبلة حنان من أحد منذ زمن بعيد، حتى والدتي توقفت عن منحي قبلاتها منذ بلغت الخامسة أو السادسة من العمر، لكن هذا الإحساس الجميل بقبلتها ألجمته بعبارة "فتاة طائشة" واستسلمت للنوم... في الغد الباكر هرعت إلي وأيقظتني من النوم بأسلوب مشاغبي جميل بدغذغتها لأناملي، فتحت عيناي منزعجا فإذا بوجهها المبتسم ينير الظلام... سألتها: ماذا تريدين؟ قالت: هي انهض، أريد أن نقوم بجولة لقمة الجبل، أريد أن ارى شروق الشمس لأول مرة في وطني من أعلى القمة، تعجبت لرغبتها هاته واحترت في أمرها، لكني لم أجد بدا إلا تلبية طلبها أمام إلحاحها المتواصل... نهضت متثاقلا متثائبا وهي تحوم حولي ولسنها لا يكف عن الكلام، جهزت نفسي للرحلة وانطلقنا معا والسعادة تغمرها ... حقا كانت رحلة ممتعة رغم وعارة المسالك الجبلية بأحراشها واشواك أشجارها الأرضية، ورغم ذلك كانت تسعجل الخطى لبلوغ القمةىو حتى تحقق أمنيتها في تأمل الشروق من هناك. بلغنا القمة بعد عناء وجهد كبيرين والشمس حينها على اهبة الإستعداد لإعلان يوم جديد... وقفت بتأثر شديد تتأمل شروق شمس بين جبلين شاهقين وبحيرة شاسعة، فعلا كان مشهدا رائعا لم أره قط من قبل، فانعكاس أشعة الشمس على مياه البحيرة منحها مشهدا خالدا ببريق وتلألأ ممتع ناهيك عن الجبلين الشامخين بغطائهما الأخضر لغابات كثيفة... لم أنتبه حينها إلا ودموعها على خديها لتأثرها بهذا المشهد الرائع، اقتربت منها ماسحا لدموعها البراقة بأناملي المرتجفة، فلفت يداها حول وسطي ووضعت رأسها على صدري بكل هدوء وسكينة والدموع لا زالت منحدرة من عيناها، ضممتها إلي بهدوء بحنين فياض وأحاسيس بريئة وفي صمت مطبق...فجأة قالت: رحيم، لم أشاهد هذا المشهد طوال حياتي، فهل ستتيح لي فرصة أخرى لمشاهدته؟ انه أجمل يوم في حياتي ومشهد لن أنساه ما حييت... أجبتها مازحا: إن شئت بنيت لك كوخا هنا وامكثي فيه لتشاهدي مل شروق حتى تملين الشروق... ابتسمت وقالت كأنها تحدث نفسها: ليتك تفعل... وسارت الأيام بمجراها وأنا وإياها نزداد تواصلا فلم تعد تفرقنا سوى سويعات النوم المتأخر من كل ليل، بالنهار معا تجوال وسياحة وبالليل معا تحت ضوء القمر نتسامر ونتحدث في شتى أمور الحياة، مجيبا لها عن أي تساؤل أو استفسار واستغلالي لهذه الفرصة لأتعلم منها لغة الإفرنج بتطبيقها الفعلي ومحاولة الحديث بها... تحررت من كل عقدي النفسية معها...صرت أحدثها بطلاقة وحرية كما تفعل هي، أمازحها ألاعبها...نسير جنبا إلى جنب شابكي اليدي ببراءة الصبية على شاطئ البحر أو في أعالي القمم في وسط المدينة أو على أطراف القرية... شدني غليها براءتها وتصرفاتها الصبيانية المشاكسة، يكفيني فقط أنها توقظني من النوم على أنغام قبلاتها على وجنتي أو جبهتي... يكفيني فقط أن أتذكر يوم عيائها المفرط واستسلامها للنوم على صدري وأنا ألاعب شعرها المسترسل على كتفيها، يكفيني أن أتأمل تلكم الأحاسيس الجميلة لوجه امرأة جميلة نائمة كملاك وديع على صدري... لم يدق قلبي حينها معلنا حبا فقد كنت أراه أخوة ومحبة خالصة رغم مواقف عديدة تظهر العشق في نسماته... شهر كامل عشناه معا، شهر كان حياة بالنسبة لي، لم أكن أعرف أن هذا الشهر سيغير مجرى حياتي بكاملها... ألفت ملاك وألفتني، كان التجاذب بيننا واضحا والتفاهم لأخر الحدود، نلتقي في نقاط كثيرة في الطابع الرومانسي لكلينا، في الموسيقى الهادئة التي نعشقها، في حب الهدوء والسكينة وبغض ضجيج المدينة، في طلب بساطة الحياة والتواضع، في حب البحر وحب القمر... كانت تشبهني كثيرا وتجلى الإنسجام بيننا لأقصى الحدود... في اليوم الأخير قبل رحيلها وعودتها لبلاد الجن والملائكة، استيقظت باكرا كما في أول يوم وفاجأتني برغبتها في توديع القمة والشروق، أحسست بحزنها الدفين ورغبتها في زيارة الجبل مرة أخرى...فما كان علي سوى تلبية أمرها... صعدنا القمة لكن هذه المرة في حزن وعبوس واضحين فلم يبقى على موعد سفرها سوى السويعات، وفي لحظات الشروق اقتربت مني وضمتني إليها بكل قوة وقالت: رحيم... هل ستبني لي كوخا هنا؟ تعجبت لسؤالها وقلت: ان كنت حقا ترغبين فيه سأبنيه لك زاد ضمها لي وأحسست أنها تريد أن تقول شيئا فسالتها ما بك يا ملاك وما الأمر؟ قالت: رحيم...أتعلم اقصى ما أريده في الدنيا؟ قلت: ماذا تريدين؟ قالت: أريد رجلا يحبني واحبه ولو كان مسكنه كوخا كالذي ستبنيه لي... صمت حينها متسائلا عما تقصده من كلامها ولم أستطع سوى الدعاء لها بتحقيق ما تتمناه... عدنا من القمة في صمت وسكون ولأن الوقت داهمنا فقد اتجهنا مباشرة لسيارة والدي التي ستقلنا إلى المطار... طوال الطريق كانت شابكة يدها بيدي تقبلها أحيانا وتضع خدها عليها أحايين أخرى في تأثر واضح، لكني لم أعر ايحاءاتها اهتماما كبيرا فوجودنا بجانب والدي ووالدتهالم يعطني فرصة لأفهم سوء نية منها حينها... في المطار وقبل الرحيل بلحظات تظاهرت أنها أضاعت خاتمها وتريدني أن أبحث معها عنه، وتوجهت بي لركن منعزل وقالت مبتسمة" لم أضع خاتمي، أردت فقط أن أودعك بطريقة خاصة" لم تمهلني في التفكير في طريقتها فقد نزعت خاتمها الذهبي من أصبعها ووضعته في أصبعي وقالت "حتى لا تنساني أبدا" وارتمت في حضني ضامة أياي إلى قلبها بقوة شديدة ثم رفعت رأسها وقبلتني من ثغري قبلى ما كانت على بال وانسحبت بسرعة والدموع في عيناها متجهة نحو قاعة الإنتظار وأنا في مكاني بلا حراك أحاول استيعاب الموقف، فكانت هذه طريقتها المميزة في قول وداعا...قبلة طبعتها على شفتي أدخلتني دوامة حب لا أظن أني سأخرج منه أبدا وخاتما ذهبيا يذكرني بها في مل حين... عدت إلى قريتي في صمت غريب ووالدي طوالا الطريق يسألني ما بك لا شيء كان جدوابي الوحيد دائما...وأصابعي تلاعب هذا الخاتم الذي ارادته ان يبقى أجمل ذكرى في حياتي...عدت وياليتني ماعدت، فقد فاجأتنتي وحشة المكان كأني غريب فيه، لم أستطع النوم فقد كانت بجانبي في كل ليلة تحت ضوء القمر وها أنا وحيد الليلة ، كانت تضع رأسها على صدري كل ليلى وها أنا وحيد الليلة فكيف سأنام الليلة؟ صباحا كنت استيقظ على قبلاتها وأنغامها وها أنا استيقظ على صوت جهوري بخشونة الآمر الناهي وبجفاء الكاره المستوحش...حينها شعرت بإحساس غريب يدفعني بقوة لأصرخ من أعماقي أين أنت يا ملاك؟ لماذا عدت وتركتني وحيدا...وفي غمار هذه الأحاسيس تساءلت: هل أحببتها؟ هل أحبتني؟ فانتبهت لنفسي عند السؤال وسخرت من تساؤلي فهي تكبر بأربع سنوات، أيعقل أن أحب من هي أكبر مني سنا، أيعقل أن تحبني وأنا أقل منها عمرا؟ لالالالالا...لا أظن ذلك...ربما هي مجرد هواجس... لكنها قبلتك من ثغرك...لا أحد يقبل تعبيرا عن حب سوى العاشق الولهان.... وبدأ الصراع بين الحب واللاحب، بين الإعتراف به ونكرانه...كل الدلالات تضع الحب في الميزان، لكن الواقع لا يسمح... ماذا أفعل؟ طال الصراع بداخلي فلم أستطع أن أتخذ قرارا رغم علمي بيقين أني أحبها بل أعشقها عشقا وكان تساؤلي فقط هل أستسلم لهذا الحب فأجني عذاب الفراق أم أتجاهله عل اتساه فتستمر حياتي بسلام...؟ قررت الحل الثاني فهو الأنسب لفتى في قرية نائية وتظاهرت بالتجاهل مشجعا نفسي على نسيانها ملهما أياها أنه مجرد تعود نتيجة هذه اللقاءات الرومانسية التي جمعتنا معا طوال فترة مطوثها عندنا... لكني لم أستطع النسيان فخيالها في كل مكان ووجهها صار هاجسا أراه في كل وقت واسمها على لساني دائما أنادي به الكبير والصغير، ومازاد الطين بلة رسالتها التي وصلت بعد أسبوع من عودتها تعلن وقوعها عاشقة لي رغم فاصل السن بيننا تعلن أني ملاكها حبيبها الذي لن تبذله بحبيب مهما طال الزمن أو قصر وها هي تمد يدها لي فاتحة صفحة حب بيننا على أمل أن يجمعنا الله يوما تحت سقف واحد زوج وزوجة... هناك فقط اطمأن قلبي واستسلم لهواه معلنا حبا فياضا لا يموت فكان الحب بوابة عملاقة لمشاعر جياشة أرادت أن ترى العالم بوجهه المشرق فكان الهوى سيد بلا منازع في تلكم اللحظات... كدت أطير فرحا برسالتها وتصريحها بمشاعرها كيف لا وها قد أعلنت جهارا أنها وقعت في حبي كما وقعت في حبها... واستمر المسار وأجبرني الوضع على تعلم لغة الإفرنج مادامت لغتها التي تكتب بها ومضيت في ذلك بخطوات عملاقة فقد كنت أريدها أن تلمس احاسيسي من خلال تعابير صادقة وبلغة سليمة واستمرت الرسائل بيننا تعبر عن شوقنا لبعض وعادت بعد ثلاث سنوات من الغياب أذكر أني كنت مسافرا بعيدا عن قريتنا عند بلوغي خبر عودتها وكان يفترض بي أن أمكث لمدة أسبوع اضافية لكن خبر عودتها شد جنوني ورغبتي في العودة فورا خصوصا بعد اتصالها الهاتفي بي مهددة بالعودة من حيث أتت ما لم أعد فورا إليها فهي لم تعد إلا من أجلي ومن اجلي فقط، قالت أن لا رغبة لها في البقاء مادمت لست هناك وأذرفت دموع شوق وحنين لم أستطع حينها سوى حمل حقيبتي معلنا عودتي المفاجأ وعند اللقاء...يا له من لقاء.... أذكر أنه كان يفترض بي أن أسلم على كل العائلة التي كانت في انتظاري لكني تجنبت الكل وهرعت إليها فاتحا دراعاي لها فهرعت لحضني بسرعة في موقف رومانسي لن انساه ما حييت ... ضممتها لقلبي بكل ما أوتيت من قوة ولم أنتبه لما يحدث سوى بصراخ أخي "أتركها انك تكاد تقتلها" فانتبهت للأمر وأنزلتها من حضني بوجه محمر خجلا تركتها وابتعدت عنها قليلا ثم صفعتها على وجهها بكف لست أدري حتى كيف فعلت ذلك؟ وفي صمتها وحيرتها من تصرفي قلت: ثلاث سنوات...ثلاث سنوات بأكملها من الغياب تبا لك، فابتسمت حين شعرت أنه الشوق إليها فعل فعله... عدنا من جديد لما كان لكن هذه المرة بوضوح كوضوح الشمس لمشاعر فياضة ابت إلا الإنفجار فأعلنت صراحا حبا رومانسي إلى أقصى الحدود عدنا لقمة الجبل نتأمل شروق الشمس وغروبها، نطير فوق السحاب عند كل لحظة كيف لا والحب يجمعنا على السليقة دون أدنى تزييف بين حبيبين جمعتهما نبل المشاعر وصدق الأحاسيس، كنا سعيدين في قمة السعادة ووضعنا حينها حلم اللقاء كيف يكون تحت سقف واحد... اتفقنا على أن أكمل دراستي وألتحق بها بالمهجر نبني مستقبلنا معا ونعود معا بعد ادخار المال اللازم لبداية مشروع يجمعنا بأرض الوطن للأبد وتسستمر الحياة... أنهيت دراستي الجامعية وقررنا وضع قطار علاقتنا على السكة بالدخول في مراسيم الزواج، اتفقنا على الخطوبة بعد التخرج مباشرة، أعلنت علاقتي بها على الملأ وقرارنا بالخطوبة هذا الصيف، بلغنا عائلتها ايضا فاتفقنا على يوم الخطوبة بعد أسبوع من عودتهم من المهجر كنا نتصل هاتفيا كل يوم نتحدث عن هذا اليوم الموعود هل حقا سيتحقق أخيرا؟ في طريقهم الى المطار بباريس تتعرض سيارتهم لحادث مرور خطير انهت حياة ثلاث أفراد من أسرتها وهي دخلت في غيبوبة لم تستيقظ منها أبدا واعلنت وفاتها بعد أسبوع في نفس اليوم الذي حددناه لخطوبتنا... بلغني الخبر فصعقت له وأغمي علي لتأثير الصدمة وعشت الضياع والإنهيار لأشهر مضت.... وانتهى الحلم الجميل بعش جميل بإيمان بأقدار الرحمن وتستمر الحياة.... المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
|
|||||||||||||
07-09-2009, 21:02 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||
|
رد: ذكريات حب...لن ينسىّ
حملة حرف للتنكيش على المواضيع التي لم يتم الرد عليها
والله طلع النكش على راسي بتبكي القصة الي ساعة بقرأ وبلآخر تمووووت |
||||||||||||
|
|||||||||||||
08-09-2009, 12:44 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||
|
رد: ذكريات حب...لن ينسىّ
الفراق صعب والحنين أصعب منه . قصة مؤلمة حقاً شكرا الفارس الأسود مع أنك أثرت شجوننا |
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: ذكريات حب...لن ينسىّ -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى الصدى الثقافي -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذكريات | بطوش | صباحات ومساءات .. فضفضات أرواح الصدى . | 12 | 03-10-2011 21:09 |
ذكريات ورفاق | ابو قنوة | منتدى فش خلقك .. فضفض | 0 | 04-01-2011 21:45 |
الـحيـآة لـحـظـة ومـجـرد بـقـآيـآ ذڪريـآت | أنيسة | المنتدى العام | 2 | 31-10-2010 10:21 |
ذكريات مكان | هبة الرحمن | منتدى الصدى الثقافي | 6 | 17-02-2010 18:52 |
استايل ذكريات عشاق 3.7.2 | م.محمود الحجاج | ستايلات المنتديات | 0 | 08-11-2008 18:39 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...