|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) . |
كاتب الموضوع | أنيسة | مشاركات | 6 | المشاهدات | 2380 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-08-2012, 13:38 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
|
العزة والعزيز في القرآن
أصل العزة : الشدة . ومنه قولهم : عز علي ، إنما هو : اشتد علي هذا الأمر . والعزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب. ذكر بعض المفسرين أن العزة في القرآن على ثلاثة أوجه : أحدها : العظمة . ومنه قوله تعالى في الشعراء : “فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ “ ، وفي ص : “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ“ . والثاني : المنعة . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : “أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا“ . والثالث : الحمية . الحمية والأنفة المذمومة ومنه قوله تعالى في البقرة :“وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ“ ، وفي ص : “بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ “ . العزيز في القرآن ومن معاني العز في كلام العرب الغلبة . ومنه قوله تعالى في ص : “ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ “قهرني وغلبني في المحاجة. وذكر أهل التفسير أن العزيز في القرآن على ثلاثة أوجه : أحدها : القوي الممتنع . ومنه قوله تعالى في الفتح : “وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا “ ، وفي المنافقين : “يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ“ . والثاني : العظيم . ومنه قوله تعالى في هود : “وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ“ ، وفي يوسف : “قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ” ، وفيها : “يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ“ ، وفي النمل : “وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ “ . والثالث : الشديد . الصعب : ومنه قوله تعالى في إبراهيم : “وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ “ ، قوله بعزيز أي : شديد أو شاق ، وفي براءة :” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ“ . والعزى: صنم العزى ، صنم لقريش، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بعد فتح مكة فهدمها. قال تعالى في النجم: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ". _______________________________ اهم المراجع: · الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي . · نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. · قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني. · الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري. · تفاسير القرآن . · معاجم اللغة . م/ن للأمانة المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
12-08-2012, 22:17 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||||||||||||
♠ حبيبات القهوة ♠
مشرف
|
رد: العزة والعزيز في القرآن
مساء الخير أنيسة ، والأستاذ سنان منذ مدة قرأت مقالة تتعلق بصفة العزّه ، فأدرجتها كموضوع في موقع ما أحب أن أنقله إلى هنا من بعد اذنك لجمال هذه الصفة يعطيكم العافية ـــــــــ اُتّهم كثيرا ، ومنذ .. عمري كله ! بأنني على الغرور ! والعياذ بالله ، أحرص أن أكون طيبة وبسيطة هذه الصفة مثلها مثل الغموض واللامبالاة والقسوة صفات لا أعرف كيف يراها الغير ، بي ! أكرهها حقيقة ولكن أحيانا كثرة ترديدها علينا ، نخشى أن تكون فينا فعلا ! رجعت حيث مقالة قرأتها أحب أن أنقلها هنا ، لأنها تتعلق بهذا الحديث مساء من محبة وعزّة ، بعيدة عن الكِبر والعياذ بالله محبتي وقراءة ممتعة أرجوها لكم ـــــــ العزة والتواضع الشيخ محمد الخضر حسين سهل علي الإنسان أن يدرك معني الفضيلة في صورة مجملة , بل سهل عليه أن يتعرف ما هي الفضائل بتفصيل ، وإنما العسر في أخذ النفس بها , والسير في معاملة الناس علي قانونها , وعسر العمل علي الفضيلة مع تصور مفهومها , والشعور بحسن أثرها , يجيء من ناحية الشهوات التي قد تطغى فتطمس علي البصائر , وتكاد تحول معرفتها للخير إلي جهالة عمياء . وقد يؤخذ الدارس للأخلاق من ناحية ضعفه في تطبيق الأعمال علي ما تقتضيه أصول المكارم , ذلك لأن علم الأخلاق يشرح الفضيلة , ويبين ما بينها وبين الأخلاق الأخرى من صلة , وينبه علي ما لها من آثار حميدة , ولا يتعرض لمظاهر الفضيلة مظهراً فمظهراً , ولا لمواضع الأخذ بها موضعاً فموضعاً , بل يكل ذلك إلي اجتهاد الشخص ونباهته . وحدود الفضائل تقع بمقربة من أخلاق مكروهة , وهذه الحدود في نفسها واضحة جلية , إلا أن تمييز ما يدخل فيها مما هو خارج عنها , يحتاج إلي صفاء فطرة , أو تربية تساس بها النفس شيئاً فشيئاً . وكثيراً ما يتشابه علي الرجل لأول النظر أمور , فلا يدري أهي داخلة في الفضيلة أم هي خارجة عن حدودها , وربما سبق ظنه إلي غير صواب , فيخال ما هو من قبيل الفضيلة مكروهاً فيدعه , أو يعيب غيره به , أو يخال ما هو من قبيل المكروه فضيلة فيرتكبه , أو بمدح غيره عليه . وهذا الشأن يجري في خلقي العزة و التواضع . فعزة النفس تمتاز في الأذهان عن الكبرياء امتياز الصبح من الدجى , إذ العزة ارتفاع النفس عن مواضع المهانة , والكبرياء استنكاف النفس أن تأتي صالحاً , بتخيل أن ذلك العمل لا يليق بمنزلتها , أو تعظمها عن أن تجامل ذا نفس زاكية بزعم أنه غير كفء لها . ويقابل العزة الضعة , وهي انحدار النفس في هوة المهانة , ويقابل الكبرياء التواضع , وهو إذعانها للحق ونظرها إلي ذى النفس الزاكية أو المستعدة لأن تكون زاكية , نظر احترام أو عطف أو إشفاق . والفرق بين حقائق هذه الأخلاق سهل المأخذ , ولا يكاد يخفي أمره على عامة الناس فضلا عن خواصهم , ولكن أحوالا تعرض للرجل فيخفي فيها الوجه الذى يدعو إلى مظهر الرفعة فيعد مستكبراً , أو يخفي فيها الوجه الذى يدعو إلي مظهر التواضع , فيعد صاغراً . وفي الناس من عد التواضع ذلة * وعد اعتزاز النفس من جهله كبرا وقال رجل للحسن بن علي : إن الناس يزعمون أن فيك تيهاً فقال : ليس بتيه ولكنه عزة , وتلا قوله تعالى : ( والله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولـكن المنافقين لا يعلمون ) . . وقال عبد الرحمن الناصر الخليفة الأموي بالأندلس لابنه المنذر : إن فيك لتيهاً مفرطاً , وإن العيون تمج التياه , والقلوب تنفر عنه , فقال المنذر : إن لهذا السلطان رونقا يريقه التبذل , وعلواً يخفضه الانبساط , ولا يصونه إلا التيه والانقباض . ثم ذكر أناساً يعدون تواضع الرجل صغراً . وتخفضه خسة , فقال له عبد الرحمن : ابق وما رأيت . فوزن المعاملات الخاصة وإلحاقها بإحدى خصلتي العزة أو التواضع , أو طرحها إلي الكبرياء أو المهانة , ويرجع إلي اجتهاد الشخص نفسه , وهذا لا يمنع غيره الذي عرف من سر المعاملة ما عرف من علانيتها - أن ينقدهم ويصف صاحبها بأنه عزيز النفس أو متواضع , أو يحكم عليه بأنه متكبر أو متصاغر . في عزة النفس فوائد تعود علي الشخص نفسه , منها ارتياح ضميره وسلامته من ألم الهوان الذي يلاقيه من لا يحتفظ بكرامته , ثم ما يلقيه هذا الخلق علي صاحبه من مهابة ووقار . وإحراز مكانة احترام في النفوس مما تنشرح له صدور العظماء , وإنما عيب الرجل في أن يجعل هذه المكانة غايته المنشودة , أو يتخذها حبالة لاصطياد مآرب لا يتعداه نفعها . ولهذه الخصلة آثار صالحة في الاجتماع , فإن الأمة التي تشرب في نفوسها العزة يشتد فيها الحرص علي أن تكون مستقلة بشئونها , غنية عن أمم من غيرها , وتبالغ في الحذر من أن تقع في يد من يطعن نحر كرامتها , ولا يستحي الإنسانيةَ أن تراه مهتضما لحقوقها . ومن عناية الإسلام بأدب العزة أنه بنى كثيراً من أحكامه العملية علي رعايتها , كما منع القادر علي الكسب من بسط كفه للاستجداء , إذا كان في استجدائه إراقة لماء وجهه بين يدى من تكون يده هى العليا , قال صلى الله عليه وسلم : " لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير من أن يأتي رجلا أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه " . وسن الهجرة من بلد لا يرفع فيها الإسلام لواءه إلي بلد تخفق عليه رايته وتقام فيه أحكام شريعته , قال تعالي : ( و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ) . وشرع الذود عن الأوطان وحمايتها من أن يكون للخصوم عليها سيطرة , إذ لا نصيب لجماعة المسلمين من سيطرة غير المسلم إلا العسف و الإرهاق . ومن الأحكام القائمة علي رعاية العزة , أن التبرعات لا تتقرر إلا بقبول المتبرَّع له , فلو وهب شخص لآخر مالا , لم تنعقد الهبة إلا أن يقبلها الموهوب له , إذ قد يربأ به خلق العزة عن قبولها , كراهة احتمال منتها , والمنة تصدع قناة العزة , فلا يحتملها ذوو المروآت إلا في حال ضرورة , ولا سيما منة تجيء من غير ذى طبع كريم أو قدر رفيع . والعلماء الذين كانوا لا يقبلون عطايا ولاة الأمور , يريدون الاحتفاظ بكامل عزتهم , حتى يكون موقفهم في وعظ أولئك الولاة إذا حادوا عن الرشد موقف الناصح الأمين . ومن هذه الأحكام شرط الكفاءة في النكاح , ذلك لأن في تزوج الرفيعة بمن هو دونها امتهاناً لقدرها , وغضاً من كرامة أوليائها , فجُعل للمرأة و أوليائها الحق في الممانعة من تزوجها بمن لا يكافئها , وإنما اختلف الفقهاء في تحديد الكفاءة , كما هو مقرر في كتب الأحكام . وقد عرف الفقهاء أن الشريعة تراعي في أحكامها حق العزة فقالوا : إن المسافر يقبل هبة الماء للوضوء ولا يتيمم , إذ لا يُمتن بمقدار ما يتوضأ به من الماء عادة , ولم يلزموه قبول هبة ثمن الماء , وأجازوا له التيمم , إذا كان في هبة الثمن منة , والمنة تورث شيئاً من الذلة . وعلي هذا النحو جرى الإمام الغزالي إذا جعل خشية الإهانة مسقطة لوجوب النهي عن المنكر , وموضع هذا أن يعرف العالم أن نهيه لا يجدي نفعاً ويزيد على عدم جدواه بأن يسومه أولئك المبطلون أو الفاسقون خسفاً , أما إذا كان يرجو مما يقول أو يكتبه فائدة , فاحتمال الأذى في سبيل العمل الصالح عزة لا تطاولها عزة . ومدح الإنسان نفسه رعونة , فإذا مسه أحد بازدراء , فإن علم الأخلاق يسمح له بأن يذود عن عزته , ويقول كلمة ينبه بها على مكانته . وفد أبو الفضل بن شرف إلى المعتصم أحد أمراء الأندلس في زي تظهر عليه البداوة , وأنشد قصيدته التي يقول في طالعها : مطل الليل بوعد الفلق * وتشكّى النجم طـول الأرق فاهتز المعتصم لسماعها طرباً , فحسد أبا الفضل من الحاضرين ابن أخت غانم , وقال له : من أى البوادي أنت ؟ فقال أبو الفضل : أنا من الشرف في الدرجة العالية , وإن كانت البادية علي بادية . ولا أنكر خالى , و لا أعرّف بحالى . فانقبض ابن غانم خجلا . وأما التواضع وهو بذل الاحترام , أو العطف و المجاملة لمن يستحقه , فهو خلق يكسب صاحبه رضا أهل الفضل من الناس ومودتهم , وهو الطريق الذى يدخل بالشخص في المجتمع , ويكون به عضواً ملتئماً مع سائر الأعضاء التي يتألف منها جسد نسميه الأمة , فالتواضع أنجح وسيلة إلى الائتلاف قال الله تعالى يدعو رسوله الكريم إلى هذا الخلق العظيم : ( واخفض جناحك للمؤمنين , وقل إني أنا النذير المبين ) . وقال تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) . يستكبر الأغبياء ظناً منهم أن في الاستكبار رفعة , والحقيقة أن ابتغاء الرفعة من طريق التواضع أنجح من التواصل إليها بطريقة التجبر والغطرسة ، فالتواضع الحكيم يورث المودة , ومن عمر فؤاده بمودتك , امتلأت عينه بمهابتك . وأحسن مقرونين في عين ناظر * جلالة قدر في خمول تواضع قد يراك الرجل وأنت تؤدى حق الاحترام إلى رجل عرفت من كماله ما لم يعرفه ، فيعد عملك تصاغرا , ويرمى أمامك أو وراءك بسهم الإنكار , ولو اطلع على ما بطن من هذه المعاملة كما اطلع على ما ظهر منها , لأقام لك بدل الإنكار عذراً . قدّم أبو الفضل بن العميد لأبى بكر بن الخياط نعله , فعده بعض الحاضرين إفراطاً في التنازل , فقال أبو الفضل : أألام على تعظيم رجل ما قرأت عليه شيئاً من الطبائع للجاحظ إلا عرف ديوانه وقرأ القصيدة من أولها إلي آخرها حتى ينتهي إليه ! وكان أبو العباس المبرد عند ما يرى أبا بكر الأبهرى مقبلا ينهض قائماً حفاوة وإجلالا ، فخطر على بال بعض أصحابه أنه حد التواضع , وأن أبا بكر لا يستحق هذا القدر من الإجلال , وشافه المبرد بهذا الخاطر , فقال المبرد : إذا ما رأيناه مقتبلا * حللنا الحُبا وابتدرنا القياما ( كذا وهو منكسر ) فلا تنكرن قيامي له * فإن الكريم يجل الكراما يتواضع الرجل لأقرانه , فلا يصاعر لهم خداً وإن أبى الدهر إسعافهم , ولا يخرج في معاملتهم عن حدود المساواة ، وإن رزق من المال أو الجاه ما لم يرزقوا , قال البحترى : وإذا ما الشريف لم يتواضعْ * للأخلاء فهو عين الوضيع ويتواضع الرجل لمن هو دونه في ظاهر هذه الحياة أو فيما يجرى به عرف الناس , كالأستاذ يجامل طالب العلم , والرئيس يجامل المرءوس ، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقوال الذين أوتوا الحكمة , وسيرة الذين استقاموا على الفضيلة , ما فيه عظة حسنة , وقدوة صالحة . أما الأستاذ لا يتعاظم على طالب العلم , فمن مظاهره الإصغاء إليه عند المناقشة , وإجابته عما سأل في رفق , وتلقي ما يبديه من الفهم بإنصاف , فإن أخطأ نبهه لوجه الخطأ , وإن قال صواباً تقبله منه بارتياح . وارتياح الأستاذ لآثار نجابة الطلاب مما يزيدهم جداً في الطلب , ويشعرهم باستعدادهم لأن يكونوا في النوابغ , وإنما ينبغ الناشئ في العلم متى سطع في نفسه مثل هذا الشعور , قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " تعلموا العلم وعلموه الناس , وتعلموا له الوقار والسكينة , وتواضعوا لمن تعلّمتم منه ولمن علمتموه " . ومن حكم الإمام علي كرم الله وجهه : " وتواضعوا لمن تتعلمون منه , ولمن تعلمونه , ولا تكونوا جبابرة العلماء " . وأما الرئيس لا يتعظم على المرءوس , فمن مظاهره لين القول في مخاطبته , والعناية بقضاء ما يستطيع من حاجته , والسعي في دفع الأذى عن جانبه . والرئيس المتواضع يتحامى أن تشهد منه أثراً يدل على أن نفسه تحدثه بأنه أفضل منك , إلا مظاهر يسيغها عرف أصبح مألوفاً بين الناس . روى الإمام مالك : أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان في فضله وقدمه ينفخ عام الرمادة النار تحت القدور حتى يخرج الدخان من تحت لحيته. ذكر هذا مالك لهارون الرشيد , وقال له : إن الناس يرضون منكم بما دون هذا . ونقرأ في سيرة مظفر الدين صاحب أربل : أنه بنى أربعة ملاجئ للزمنى و العميان , وقرر لهم ما يحتاجون إليه في كل يوم , وكان يأتيهم بنفسه في عصر كل إثنين وخميس , ويدخل إلى كل واحد في نزله , ويسأله عن حاجته . فإحسان مظفر الدين إلى هؤلاء رحمة , ودخوله على كل واحد في نزله , وسؤاله عن حاله , تواضع . وصفوة المقال أن العزة ترجع إلي أن يقدر الإنسان قيمة نفسه , فلا يوردها إلا الموارد التي تليق بها . والكبر يرجع إلي أن يرى نفسه في منزلة فوق منزلتها , فيتراءى في مظاهر يعدها العارفون بكنه الحال اغتراراً وإسرافاً في التقدير . والضعة ترجع إلي أن يغمط نفسه حقها , ويضعها في مواضع أدنى مما تستحق أن يضعها . والمتواضع من يعرف قدره , ولا يأبى أن يرسل نفسه في وجوه الخير وما يقتضيه حسن المعاشرة . وإذا كان من يحتفظ بالعزة , ولا يصرف وجهه عن التواضع , هو الرجل الذي يرجى لنفع الأمة , ويستطيع أن يخوض في كل مجتمع , ضافي الكرامة , أنيس الملتقى , شديد الثقة بنفسه , كان حقاً علي من يتولى تربية الناشئ أن يتفقده في كل طور , حتى إذا رأى فيه خمولا وقلة احتراس من مواقع المهانة , أيقظ فيه الشعور بالعزة , والطموح إلي المقامات العلا . وإذا رأى فيه كبراً عاتياً وتيهاً مسرفاً , خفف من غلوائه , وساسه بالحكمة حتى يتعلم أن المجد المؤثل لا يقوم إلا على دعائم العزة والتواضع . |
|||||||||||||
|
||||||||||||||
13-08-2012, 00:31 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||||||||||||||
|
رد: العزة والعزيز في القرآن
أخي الغالي سنان أعزّك الله و ابقاك و رضي عنك و أرضاك كل الشكر و التقدير على مرورك الكريم المشرّف جزاك الله الجنة و نعيمها |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
13-08-2012, 00:33 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||||||||||||||
|
رد: العزة والعزيز في القرآن
أختي الرائعة نكهة القهوة بارك الله فيك أعزّك الله و حماك و جزاك خير الجزاء على مرورك الراقي رقة قلبك الطيوب
مشكورة برشاااا عزيزتي على الإضافة و المقالة الرائعة و القيمة جعلها الله في موازين حسناتك |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
13-08-2012, 00:33 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||||||||||||||
|
رد: العزة والعزيز في القرآن
عزيزتي شذوذة تسلمي حبيتبي جزاك الله كل الخير على روعة مرورك و رقة حضورك
|
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: العزة والعزيز في القرآن -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الزينة والجمال في ثقافة القرآن | أنيسة | المنتدى الاسلامى العام | 1 | 05-06-2012 08:44 |
عشرون معجزة من معجزات القرآن الكريم | الخامس | الموسوعات الاسلاميه | 2 | 18-11-2010 22:05 |
* حيــوانـات ذُكَرت في القـرآن الـكريــم * | سوسنا | المنتدى الاسلامى العام | 1 | 18-11-2010 12:23 |
فوائد القرآن الصحية والروحيه | م.محمود الحجاج | منتدى التامل والتفكر والروحانيات | 1 | 13-01-2010 17:29 |
فوائد القرآن الصحية | م.محمود الحجاج | منتدى الرقيه الشرعيه من الكتاب والسنه | 0 | 31-10-2007 08:14 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...