http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/00332255.jpg


العودة   شبكة ومنتديات صدى الحجاج > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى العام
أختيار الاستال من هنا

روسيا اليوم الجزيرة ناشونال جيوغرافيك المملكه رؤيا الاقصى الكوفيه الرياضيه عمون يوتيوب مركز رفع الصور  

المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) .

كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا

كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية اليوم احبتي اترك بين ايديكم موضوع جميل للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية يتحدث فيه عن الايمان وحقيقته

إضافة رد
كاتب الموضوع أنيسة مشاركات 3 المشاهدات 2537  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2012, 21:13   رقم المشاركة : ( 1 )
مراقب عام

الاوسمة



 
لوني المفضل : darkgreen
رقم العضوية : 1118
تاريخ التسجيل : 19 - 5 - 2009
فترة الأقامة : 5735 يوم
أخر زيارة : 27-01-2025
المشاركات : 14,598 [ + ]
عدد النقاط : 150
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أنيسة متصل الآن

R0o0t2 كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا






الصابرين الشاكرين c7494210.gif




الصابرين الشاكرين 1332.jpg

كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين


للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية
الصابرين الشاكرين 2708233d8sw73414t.gif



اليوم احبتي اترك بين ايديكم موضوع جميل للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية يتحدث فيه عن الايمان وحقيقته من كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

...ويشرح فيه ان الايمان نصفان..نصفه صبر.والنصف الاخر الشكر




الايمان نصفان...نصفه صبر ونصف شكر


والايمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر قال غير واحد من السلف الصبر نصف الايمان وقال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: "الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" ولهذا جمع الله سبحانه بين الصبر والشكر في قوله {ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور}
في سورة ابراهيم وفي سورة حمعسق وفي سورة سبأ وفي سورة لقمان
وقد ذكر لهذا التنصيف اعتبارات

أحدها أن الايمان اسم لمجموع القول والعمل والنية
وهى ترجع إلى شطرين فعل وترك فالفعل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشكر والترك هو الصبر عن المعصية والدين كله في هذين الشيئين
فعل المأمور وترك المحظور




الاعتبار الثانى
أن الايمان مبنى على ركنين يقين وصبر
وهما الركنان المذكوران
في قوله تعالى
{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
فباليقين يعلم حقيقة الامر والنهى والثواب والعقاب وبالصبر ينفذ ما أمر به ويكف نفسه عما نهى عنه ولا يحصل له التصديق بالامر والنهى انه من عند الله وبالثواب والعقاب الا باليقين ولا يمكنه الدوام على فعل المأمور وكف النفس عن المحظور الا بالصبر فصار الصبر نصف الايمان والنصف الثانى الشكر بفعل ما أمر به وبترك ما نهى عنه


الاعتبار الثالث

أن الايمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن قوم فرعون {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}
وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح
{وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} وقال موسى لفرعون
{لقد علمت ما أنزل هؤلاء الا رب السموات والارض بصائر}
فهؤلاء حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتى بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا واذا فعل ذلك لم يكف في كمال ايمانه حتى يفعل ما امر به


فهذه الاركان الاربعة
هى أركان الايمان التى قام عليها بناؤه وهى ترجع إلى علم وعمل ويدخل في العمل كف النفس الذى هو متعلق النهى وكلاهما لا يحصل الا بالصبر فصار الايمان نصفين أحدهما الصبر والثانى متولد عنه من العلم والعمل

الاعتبار الرابع
أن النفس لها قوتان قوة الاقدام وقوة الاحجام وهى دائما تتردد بين أحكام هاتين القوتين فتقدم على ما تحبه وتحجم عما تكرهه والدين كله اقدام واحجام اقدام على طاعة واحجام عن معاصى الله وكل منهما لا يمكن حصوله الا بالصبر


الاعتبار الخامس

أن الدين كله رغبة ورهبة فالمؤمن هو الراغب الراهب قال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وفي الدعاء عند النوم الذى
رواه البخارى في صحيحه

"اللهم انى أسلمت نفسى اليك ووجهت وجهى اليك وفوضت امرى اليك وألجأت ظهرى اليك رغبة ورهبة اليك"

فلا تجد المؤمن أبدا الا راغبا وراهبا والرغبة والرهبة لا تقوم الا على ساق الصبر فرهبته تحمله على الصبر ورغبته تقوده إلى الشكر

الاعتبار السادس
ان جميع ما يباشره العبد في هذه الدار لا يخرج عما ينفعه في الدنيا والآخرة أو يضره في الدنيا والاخرة أو ينفعه في أحد الدارين ويضره في الاخرى وأشرف الاقسام أن يفعل ما ينفعه في الاخرة ويترك ما يضره فيها وهو حقيقة الايمان ففعل ما ينفعه هو الشكر وترك ما يضره هو الصبر

الاعتبار السابع

ان العبد لا ينفك عن أمر يفعله ونهى يتركه وقدر يجرى عليه وفرضه في الثلاثة الصبر والشكر ففعل المأمور هو الشكر وترك المحظور والصبر على المقدور هو الصبر




يتبع باذن الله

الصابرين الشاكرين 2708233d8sw73414t.gif

من كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله





التعديل الأخير تم بواسطة أنيسة ; 21-06-2012 الساعة 21:15
  رد مع اقتباس
قديم 21-06-2012, 21:15   رقم المشاركة : ( 2 )
مراقب عام

الاوسمة



 
لوني المفضل : darkgreen
رقم العضوية : 1118
تاريخ التسجيل : 19 - 5 - 2009
فترة الأقامة : 5735 يوم
أخر زيارة : 27-01-2025
المشاركات : 14,598 [ + ]
عدد النقاط : 150
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أنيسة متصل الآن

افتراضي رد: كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا




كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحمد لله الصبور الشكور
العلى الكبير السميع البصير العليم القدير
الذى شملت قدرته كل مخلوق وجرت مشيئته
في خلقه بتصاريف الامور وأسمعت
دعوته لليوم الموعود أصحاب القبور
قدر مقادير الخلائق وآجالهم وكتب آثارهم
وأعمالهم وقسم بينهم معايشهم وأموالهم
وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملا
وهو العزيز الغفور القاهر القادر
فكل عسير عليه يسير وهو المولى النصير
فنعم المولى ونعم النصير
يسبح له ما في السموات وما في الارض
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن
والله بما تعملون بصير خلق السموات والارض
بالحق وصوركم فأحسن صوركم
واليه المصير يعلم ما تسرون وما تعلنون
والله عليم بذات الصدور
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له
أنه جل عن الشبيه والنظير
وتعالى عن الشريك والظهير
وتقدس عن تعطيل الملحدين
كما تنزه عن شبه المخلوقين فليس كمثله شىء
وهو السميع البصير
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته
من بريته وصفوته من خليقته وآمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده
أعرف الخلق به وأقومهم بخشيته وأنصحهم لأمته وأصبرهم لحكمه وأشكرهم لنعمه
وأقربهم إليه وسيلة وأعلاهم عند منزلة
وأعظمهم عنده جاها وأوسعهم عنده شفاعه
بعثه إلى الجنة داعيا وللإيمان مناديا
وفي مرضاته ساعيا وبالمعروف آمرا
وعن المنكر ناهيا فبلغ رسالات ربه
وصدع بأمره وتحمل في مرضاته ما لم يتحمله
بشر سواه
وقام لله بالصبر والشكر حتى القيام حتى بلغ
رضاه فثبت في مقام الصبر حتى لم يلحقه أحد
من الصابرين وترقى في درجة الشكر
حتى علا فوق جميع الشاكرين فحمد الله
وملائكته ورسله وجيمع المؤمنين
ولذلك خص بلواء الحمد دون جميع العالمين
فآدم تحت لوائه ومن دون الانبياء والمرسلين
وجعل الحمد فاتحة كتابه الذى أنزله عليه كذلك
فيما بلغنا وفي التوارة والانجيل وجعله آخر
دعوى أهل ثوابه الذين دعوى أهل ثوابه
الذين هداهم على يديه

أمته الحامدين قبل ان يخرجهم إلى الوجود
لحمدهم له على السراء والضراء والشدة
والرخاء وجعلهم أسق الأمم إلى دار الثواب
والجزاء

فأقرب الخلق إلى لوائه أكثرهم حمدا لله وذكرا
كما أن أعلاهم منزلة أكثرهم صبرا
وشكرا فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله
وجميع المؤمنين عليه
كما وحد الله وعرف به ودعا اليه وسلم
تسليما كثيرا أما بعد فإن الله سبحانه
جعل الصبر جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو
وجندا لا يهزم وحصنا حصينا لا يهدم
ولا يثلم فهو والنصر أخوان شقيقان فالنصر
مع الصبر والفرج مع الكرب والعسر مع اليسر
وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة
ولا عدد ومحله من الظفر
كمحل الرأس من الجسد
ولقد ضمن الوفى الصادق لأهله في محكم الكتاب
أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب
واخبره أنه معهم بهدايته ونصره العزيز
وفتحه المبين فقال تعالى وأصبروا ان الله
مع الصابرين فظفر الصابرون بهذه المعية
بخير الدنيا والآخرة وفازوا بها بنعمة الباطنة
والظاهره وجعل سبحانه وتعالي
لامامة في الدين منوطة بالصبر واليقين
فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون وجعلنا منهم
أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا
يوقنون وأخبر أن الصبر خير لأهله
مؤكدا باليمن فقال تعالى ولئن صبرتم لهو خير الصابرين
وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط
فقال تعالى
وأن تصبروا وتتقوا لا
يضركم كيدهم شيئا أن الله بما يعلمون محيط
وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين
فقال أنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
وعلق الفلاح بالصبر والتقوى فعقل ذلك عنه المؤمنون
فقال تعالى
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله
لعلكم تفلحون
وأخبر عنه محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين
فقال تعالى
والله
يحب الصابرين ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون
فقال تعالى
وبشر الصابرين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون وأوصى عبادة بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين و جعل الفوز بالجنة والنجاة من النار
لا يحظى به الا الصابرون
فقال تعالى
إنى جزيثهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون وأخبر أن الرغبة في
ثوابه والاعراض عن الدنيا
وزينتها لا ينالها ألا أو لو الصبر المؤمنون
فقال تعالى
وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون وأخبر تعالى أن دفع السيئة بالتي هي أحسن تجعل المسىء
كأنه ولي حميم فقال ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
وأن هذه الخصلة لا يلقاها الا الذين صبروا
وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وأخبر سبحانه
مؤكدا بالقسم
ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنو
وعملوا الصالحات وواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
وقسم خلقه قسمين أصحاب ميمنة وأصحاب
مشأمة وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة وخص بالانتفاع
بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييز لهم بهذا الحظ الموفور فقال في أربع آيات من كتابه
ان في ذلك لآيات لك صبار شكور وعلق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر
وذلك على من يسره عليه يسير فقال ألا الذين صبروا
وعملوا الصالحات
أولئك لهم مغفرة وأجر كبير وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور
فقال ولم صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور وأمر رسوله بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره انما هو به وبذلك جميع المصائب تهون فقال واصبروا لحكم
ربك فإنك بأعيننا وقال واصبر وما صبرك الا بالله
ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
والصبر آخيه المؤمن التى يجول ثم يرجع اليها
وساق ايمانه الذى اعتماد له الا عليها فلا ايمان
لمن لا صبر له
وان كان فإيمان قليل في غاية
الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة
انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة
ولم يحظ منهما الا بالصفقة الخاسرة فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقوا إلى أعلى المازل بشكرهم فساروا بين جناحى الصبر والشكر
إلى جنات النعيم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
واله ذو الفضل العظيم فصل ولما كان الايمان
نصفين نصف صبر ونصف شكر كان حقيقا
على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين
ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين
الطريقين ليجعله الله يوم لقائه مع خير الفريقين فكذلك وضع هذا الكتاب للتعريف بشدة الحاجة والضرورة اليهما وبيان توقف سعادة الدينا والآخرة عليهما فجاء كتابا جامعا حاويا نافعا فيه من الفوائد ما هو حقيق على أن يعض عليه بالنواجذ وتثنى عليه الخناصر ممتعا لقاريه صريحا للناظر فيه مسليا للحزين منهضا للمقصرين محرضا للمشمرين مشتملا على نكات حسان من تفسير القرآن وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها وآثار سلفية منسوبة إلى قائلها ومسائل فقهية حسان مقرة بالدليل ودقائق سلوكية على سواء السبيل لا تخفى معرفة ذلك عى من فكر وأحضر ذهنه فان فيه ذكر أقسام الصبر ووجوه الشكر
وأنواعه وفصل النزاع في التفضيل بين الغنى الشاكر والفقير الصابر وذكر حقيقة الدنيا وما مثلها الله ورسوله والسلف الصالح به والكلام على سبر هذه الأمثال
ومطابقتها لحقيقة الحال وذكر ما يذم من الدنيا ويحمد وما يقرب منها إلى الله ويبعد وكيف يشقى بها من يشقى ويسعد بها من يسعد وغير ذلك من الفوائد التى لا تكاد تظفر بها في كتابسواه وذلك محض منة من الله على عبده وعطية من بعض عطايه فهو كتاب يصلح للملوك والأمراء والأغنياء والفقراء والصوفية والفقهاه ينهض بالقاعد إلى المسير ويؤنس السائر في الطريق وينبه السالك على المقصود ومع هذا فهو جهد المقل وقدرة المفلس حذر فيه من الداء وان كان من أهله ووصف فيه الدواء وان لم يصبر على تناوله لظلمه وجهله وهو يرجوا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين أن يغفر له غيه لنفسه

وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط
فقال تعالى

{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}


وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين فقال:
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}


وعلق الفلاح بالصبر والتقوى
فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.


وأخبر عن محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين
فقال تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}


ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون
فقال تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.



وأوصى عبادة بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال تعالى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}
و جعل الفوز بالجنةوالنجاة من النار لا يحظى به الا الصابرون فقال تعالى {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}
وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر المؤمنون
فقال تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ } وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم
{إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
وقسم خلقه قسمين أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة وخص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييز لهم بهذا الحظ الموفور فقال في أربع آيات من كتابه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
وعلق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر وذلك على من يسره عليه يسير
فقال {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبورفقال {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
وأمر رسوله بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره انما هو به وبذلك جميع المصائب تهون
فقال {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} وقال {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.ان ربنا لغفور شكور الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السموات والارض الى آخر الزمان ان ربنا لغفور شكور بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار وسماء عطاه لا تقلع عن الغيث بل هى مدرار ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ان ربنا لغفور شكور لا يلقى وصاياه الا الصابرون ولا يفوز بعطاياه الا الشاكرون ولا يهلك عليه الا الهالكون ولا يشقى بعذابه الا المتمردون ان ربنا لغفور شكور فإياك أيها المتمرد أن ياخذك على غرة فإنه غيور واذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك لكنه صبور وبشراك ايها التائب بمغفرته ورحمته أنه غفور شكور من علم أن الرب شكور تفوع فى معاملته ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته ومن علم أن رحمته سبقت غضبه لم ييأس من رحمته ان ربنا لغفور شكور من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار اليه بأسمائه الحسنى وصل اليه ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكانت آثر شئ لديه حياة القلوب فى معرفته ومحبته وكمال الجوارح فى التقرب إليه بطاعته والقيام بخدمته والألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته فأهل شكره أهل زيادته وأهل ذكره أهل مجالسته وأهل طاعته أهل كرامته وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بأنواع المصائب ليكفر عنهم الخطايا ويطهرهم من المعائب انه غفور شكور والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله حمدا يملا السموات والارض ومابينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم عدد ما حمد الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه واحصاه كتابه واحاط به علمه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وعلى سائر الانبياء والمرسلين ورضى الله عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وصلى الله وسلّم وبارك على محمدٍ
وعلى آله وصحبه أجمعين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نفعنا الله وإياكم


دمتم في حفظ الله وفضله
م/ن للأمانة


  رد مع اقتباس
قديم 21-06-2012, 21:19   رقم المشاركة : ( 3 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/4.gif



 
لوني المفضل : deeppink
رقم العضوية : 3132
تاريخ التسجيل : 24 - 2 - 2011
فترة الأقامة : 5089 يوم
أخر زيارة : 26-01-2023
المشاركات : 2,469 [ + ]
عدد النقاط : 10
الدوله ~
الجنس ~
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شذى الورد غير متصل

افتراضي رد: كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا







  رد مع اقتباس
قديم 22-06-2012, 18:18   رقم المشاركة : ( 4 )
مراقب عام

الاوسمة



 
لوني المفضل : darkgreen
رقم العضوية : 1118
تاريخ التسجيل : 19 - 5 - 2009
فترة الأقامة : 5735 يوم
أخر زيارة : 27-01-2025
المشاركات : 14,598 [ + ]
عدد النقاط : 150
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أنيسة متصل الآن

افتراضي رد: كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا



تسلمي شذوذتي الغالية مرورك رائع دائما


  رد مع اقتباس
إضافة رد

الموضوع الحالى: كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا    -||-    القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام    -||-    المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج    -||-    شبكة صدى الحجاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه

free counters

انت الزائر رقم



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لشبكة و منتديات صدى الحجاج

كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...

http://www.sadaalhajjaj.net/vb/images/321456000.jpg