علينا ان نكون اكثر شجاعة

علينا ان نكون اكثر شجاعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

لا اعتقد ان هناك من يختلف مع ما قاله جلالة الملك حول موضوع الوحدة الوطنية واستحالة تنفيذ اي مخطط يهدف الى جعل الاردن وطنا بديلا هذا كلام واضح لا غبار عليه بل ان جلالته وهو ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة قد ذكر بعض من نسوا او تناسوا بان للاردن جيشا جاهزا وقادرا على الدفاع عنه امام اي اطماع هذه رسالة مهمة تجعلنا ندرك مدى جدية النظام في رفض مشروع الوطن البديل حتى لو وصل ذلك الى تدخل الجيش
في السياق ذاته فانه لا يمكن ان يتم تفسير حديث جلالة الملك بانه دعوة او امر ملكي لعدم الحوار حول قضايا جوهرية تمس الوطن والمواطن ولها علاقتها المباشرة بتطور الدولة الاردنية ودفعها باتجاه ان تكون دولة ديمقراطية وذات مؤسسات حقيقية
على العكس تماما ان القراءة الدقيقة لما قاله جلالته تعني ان علينا ان نبدأ حوارا حقيقيا وايجابيا حول هذه القضايا حوار تكون مخرجاته عوامل دافعة باتجاه دولة مدنية ديمقراطية تشكل المواطنة فيها اساسا للانتماء والعمل بعيدا عن امراض الاقصاء والمحاصصة وبعيدا عن الاجندات الاجنبية سواء سيئة النية منها او تلك القاصرة عن تكوين فهم حقيقي لطبيعة العلاقات بين مكونات المجتمع الاردني والاهم بعيدة كل البعد عن خدمة اي سياسة او هدف صهيوني

الناشطون السياسيون في كافة محافظات الوطن عليهم ان يجلسوا مع بعضهم بعضا ان يتحاوروا بعيدا عن الاعلام وبعيدا عن المزاودات وبعيدا عن تاثير اصحاب اجندات الاقصاء والمحاصصة من اصحاب الصوت العالي الذين يصرون دوما على اعادة الجميع الى نقطة ما قبل البداية فهم ليسوا اصحاب مصلحة في اي عملية اصلاح شاملة مبنية على اساس المواطنة وان الشعب هو مصدر السلطات هؤلاء يريدون اصلاحا مفصلا على افكارهم الضيقة او مصالحهم الشخصية
علينا ان نكون اكثر شجاعة في التعامل مع القضايا التي تهم هذا الوطن وعلينا ان نكون اكثر انفتاحا وقدرة على استيعاب الاخر مهما اختلفنا معه في التفاصيل وعلينا كذلك ان نستند في حوارنا الى منهج علمي موضوعي حتى لا يتحول الحوار الى مناكفة او جدل بيزنطي
وهنا يجب التنويه الى مدى الدور المهم الذي يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الدراسات طبعا اقصد الجادة والمؤهلة منها فهذه المؤسسات قادرة على توفير ارضيات صلبة يمكن ان تشكل منطلقا مهما للحوار وقادرة علي توفير منابر موضوعية لهذا الحوار
علينا ان نحذروننتبه الى ان القوى المعادية للاصلاح هي الاكثر سعادة بخلق حالة استقطاب داخل المجتمع وتحويل التركيز الى قضايا قد تكون جدلية واعتبار ان الاصلاح لا يمكن ان يتحدد الا بعد البت في هذه القضايا فذلك هو الفخ المنصوب للعملية الاصلاحية التي يطالب بها الشارع الاردني
نعم تحدث الملك ولكننا يجب ان لا نكتفي بالاستماع وهز الرؤس فالوطن بحاجة لكل جهد مخلص.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج