"كتاب جينيس"عفرا تمثل اعلى جرعة اشعاعية في العالم

"كتاب جينيس"عفرا تمثل اعلى جرعة اشعاعية في العالم

عفرا المنسية سياحيا * نايف المحيسن

عفرا موقع سياحي علاجي متميز وفريد من نوعه في العالم فهو يحتوي على أهم عناصر المياه المعدنية وهو موقع استشفائي غير مستغل سياحيا ربما لأن حظه أوجده في محافظة اسمها الطفيلة وهي محافظة منسية بحق وتعاني من الظلم وموقع الحمامات في عفرا أحد شواهدها الكثر على عدم الاهتمام والإهمال من قبل كل الحكومات المتعاقبة بلا استثناء.

ففي أسفل واد عميق شمال الطفيلة وعلى بعد 26 كم وما بين الكرك والطفيلة وضمن حدود المحافظتين وفي الجزء التي تحتله محافظة الطفيلة توجد ينابيع مياه تذهب هدرا في الأودية المتجهة الى الأغوار دون استغلال أو أي اهتمام سوى الطريقة البدائية في الاستغلال بل على العكس الاهتمام القليل أساء الى الموقع وزاده سوءا بدل أن يكون هذا على مستواه المتميز.

وضمن مواصفات هذه المياه فإنها تحتوي على عناصر الرادون المشع وعناصر الحديد والبرومين واليود واللارسين والمغنيسيوم وثاني اكسيد الكربون ونادرا ما توجد -إلم تكن الوحيدة في العالم- هذه العناصر في مياه معدنية وهذه العناصر تفيد في استشفاء عديد الأمراض ومنها تصلب الشرايين والروماتيزم وتنشيط الدورة الدموية وأمراض العقم والمفاصل وكذلك أمراض الربو والصدر.


وأيضا للمكان مواصفات تاريخية ودينية تستوجب الالتفات له والاهتمام به منها ما يقال في الروايات ان البراق الذي حمل الرسول الأكرم للسماوات العلا قد وطأ قدمه في المكان وبه مقام أول شهيد في الاسلام خارج الجزيرة العربية وهومقام فروة بن عمروالنافرة الجذامي الذي صلبه الروم لاعتناقه الاسلام كما توجد به كنيسة بيزنطية تعود للقرن السادس الميلادي.

ان مقومات ومواصفات المكان السياحية دينيا وتاريخيا وعلاجيا إضافة الى طبيعة المكان تؤهله ان يكون موقعا متميزا للجذب السياحي بعيدا عن قدره في كونه تابعا لمحافظة الطفيلة فلتنظر له الحكومات على اعتبار ميزاته وهوجزء من الاردن الذي نسعى لتطويره والاهتمام به ان كانت الحكومات تسعى لتنمية الاردن وتطويره.

ان من يغامر في زيارته للمكان لأول مرة يندم على قيامه بهذه المغامرة غير المحسوبة ويوصي أحبائه ومعارفه بعدم القيام بما قام به فالسياحة أساسها الدعاية وعندما نجد مثل هذا الموقف فإن عدم الذهاب للمكان افضل فالاشهار في هذه الحالة يأتي بحالة عكسية فالترويج للمكان ينعكس سلبا عليه.

المقومات التي تساهم في هروب الزوار من المكان تتمثل في عدم وجود بنية تحتية فلا اهتمام بل على العكس هناك القاذورات والاوساخ التي تملأ المكان وتحيط به من كافة جوانبه فلا ماء ولا كهرباء ولا فصل فيه بين الاناث والذكور ولا اماكن لقضاء الحاجات الا في الخلاء فانت تذهب الى مكان مفترض ان يرتاده عدد كبير من الناس ولا يجدون فيه طريقة للتخلص من الفضلات الا بالطرق البدائية وكأنك تعيش في العصور القديمة اوالوسطى، ونجد القائمين عليه ينتقدون الناس على ترك فضلاتهم في المكان وهم لا يوفرون اماكن لهذه الفضلات.

قامت وزارة السياحة متأخرا بالعمل على ايصال الكهرباء لهذا الموقع الموحش حيث بقيت الوزارة تماطل ولا تهتم لسنوات طويلة كانت الحكومات توصل خلالها الكهرباء للمزارع البعيدة حارمة مثل هذا الموقع من نعمة الضوء ليلا.

اننا نأمل ان تسعى وزارة السياحة والحكومة بجهاتها صاحبة العلاقة والشأن ان تدعم مبادرتها هذه بايصال الكهرباء بتوفير البنى التحتية واستغلال المكان بصورة افضل واحسن وان تسعى لان يكون موقعا سياحيا متميزا ليستفيد منه البشر اولا وليكون رافدا تنمويا سياحيا من الروافد السياحية والتنمية في الاردن فهو يقع في منطقة تحتاج الى تشغيل الايدي العاملة وتحتاج الى التنمية فماذا لا تقوم ادارة الضمان الاجتماعي من خلال وحدتها الاستثمارية بالتوجه لاستغلال هذا الموقع وتطويره سياحيا فهوبالتأكيد سيشكل لها عائدا اقتصاديا متميزا ان لم يكن في المستقبل القريب على الاقل سيكون في المستبقل البعيد فاقامة المشاريع حاليا تكون كلفتها اقل من المستقبل ولو كانت في الماضي لكانت الكلف اقل بأضعاف المرات.

واخيرا فان حمامات عفرا المعدنية مسجلة في كتاب «جينيس» بانها تمثل اعلى قيمة لجرعة اشعاعية علاجية طبيعية في العالم تعالج الامراض الجلدية من خلال اشعة «غاما».
التاريخ : 17-05-2011

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج