أول الوثائق بالعربية : محضر اجتماع فلسطيني اسرائيلي عقد في مدينة القدس

أول الوثائق بالعربية : محضر اجتماع فلسطيني اسرائيلي عقد في مدينة القدس

محضر اجتماع فلسطيني اسرائيلي عقد في مدينة القدس في فندق كنج ديفيد في الرابع من ايار (مايو)

المصدر
http://transparency.aljazeera.net/files/2648.pdf
القدس العربي

المكان :
القدس، فندق كنج ديفيد
الزمان :
4 مايو 2008
20:45 ـ 21:30
الحضور:
الجانب الفلسطيني: احمد قريع (قريع)
ـ الدكتور صائب عريقات
ـ الدكتور سميح العبد
ـ خالد الجندي
ـ صالح عليان
ـ زينة صلاحي

الجانب الإسرائيلي: تسيبي ليفني
ـ عودي ديكل
ـ طال بيكر
ـ داني تيرزا


ليفني: بناء على ما سمعته في اللقاء الثلاثي مع كوندوليزا رايس، اعتقد أن عرضكم لن يكون مثيرا.
عريقات: آمل أن يعجبكم ما سيعرض عليكم. سيبدأ قريع في تحديد المبادئ التي على أساسها رسمنا الخرائط.
قريع: تعريفنا للأرض يشمل الآتي:
1 ـ حدود 1967 والتي تشمل كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967 والتي تبلغ مساحتها الاجمالية 6238 كلم مربعا.
2 ـ الضفة الغربية بما فيها الأراضي المتنازع عليها والقدس الشرقية، نهر الأردن، إلى آخره.
3 ـ قطاع غزة.
4 ـ البحر الميت.

ليفني: جزء من البحر الميت.
قريع: جزء من البحر الميت.
ليفني: هل هذا تنازل؟

قريع: تنازل كبير بالنسبة إلى ذلك الأمر.
ـ الممر الآمن
ـ الحدود البحرية
ـ حدود 1967 هي الأساس الوحيد لحل الدولتين. لقد قدم الفلسطينيون تنازلا تاريخيا عن طريق القبول بقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي هو أساس حل الدولتين. فعن طريق القبول بالقرار اعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل التي كانت في الواقع دولة قابلة للحياة، مجاورة وذات سيادة على طول حدود 1967 على 78 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية.
ـ يتفق كلانا على أن الأعمال الاستيطانية لها آثار سلبية وان إخلاء المستوطنات هو لمطالب الطرفين. الاستيطان يصادر أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية ويحرم الفلسطينيين من مجالات عديدة للتنمية ويعوق الاتصال ويدمر الاقتصاد الفلسطيني. لقد كان القصد من المستوطنات هو التغيير المصطنع للبنية الديمغرافية وتغيير الحقائق على الأرض وكذلك لضمان عدم قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. والآن وقد قبلتم بالدولة الفلسطينية، فلا بد أن تكون هذه الدولة متواصلة جغرافيا قابلة للحياة وذات سيادة. ولأجل أن نجعل هذا واقعا فانه لا بد من إخلاء المستوطنات الإسرائيلية. المشكلة ليست في حصول الإخلاء من عدمه ولكن أية مستوطنة لا بد أن تزال من اجل تنفيذ حل الدولتين. وعلى خلاف الدولة الفلسطينية، فان إزالة المستوطنات لن يؤثر على حيوية دولة إسرائيل وتواصلها أو أمنها. وبالإضافة إلى ذلك فان أي مستوطن يريد أن يعيش تحت فان عليه أن يكون خاضعا للقانون الفلسطيني.
ـ بالنسبة لنا تعتبر كل المستوطنات غير قانونية وبناؤها كان خرقا للقانون الدولي وبناء عليه فلا بد من إخلائها. لسنا الوحيدين الذين يرون ذلك فهذا معترف به أيضا من قبل بقية المجتمع الدولي.
ومن ناحية أخرى فإننا نفهم انه من أجل الوصول إلى حل الدولتين على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لأجل تغيير الحقائق على الأرض، فان هنالك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات. هذا هو التنازل الذي نقدمه من أجل تلبية مطالبكم المشروعة وجعل حل الدولتين مجديا. وعليه فان اي تغيير لحدود 1967 ـ الأساس الرئيسي لحل الدولتين- لا بد أيضا ان يستجيب لمطالبنا ويحافظ على سيادة دولتنا وحيويتها وتواصلها الجغرافي وذلك في سياق تبادل بنسبة 1:1، بنفس القيمة والحجم.
ليفني: هل لديكم أية مقترحات بخصوص المناطق التي سيتم تبادلها.
قريع: سترون ذلك على الخرائط
ـ من أجل تحقيق المصالح الفلسطينية، فإن تبادل الأرض بنفس القيمة والحجم وبنسبة 1:1 عليه ان يراعي الاعتبارات التالية:
(1) أي مستوطنة يشملها التبادل لا بد ألا تعوق التواصل الجغرافي خاصة بالنسبة للقدس وما بداخلها. هذا يعني جزئيا أن أي مستوطنة تقع مبادلتها لإسرائيل لا بد أن تكون قريبة من خط 1967.
وبناء على ذلك فان أي مستوطنة تقع مبادلتها لإسرائيل لا بد من التعامل معها بطريقة فردية وليس ككتل استيطانية او منازل مفردة.
(2) كل المناطق لا بد أن تكون متساوية، بتعبير آخر، كل المناطق التي تدخل في المبادلة لا بد أن تكون في نفس المنطقة (بمعنى ارض في القدس مقابل ارض في القدس).
(3) المناطق التي تقع المبادلة 'منها' يجب ألا تعوق التنمية الفلسطينية، وفقا للخطط، وتفسح المجال للتوسع الحضري للمدن والقرى الفلسطينية.
(4) ينبغي الحفاظ على قيم الأراضي الزراعية.
(5) لا بد أن يكون للدولة الفلسطينية ما يكفي من الأرض والقدرات والموارد لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يفضلون العودة إلى إسرائيل والذين يأملون في العودة إلى فلسطين.
(6) المناطق ذات الأبعاد الدينية والثقافية والتاريخية يجب ألا تدخل في التبادل.
(7) في أي تبادل لا بد يكون هناك إمكانية الوصول إلى المياه النوعية بالإضافة إلى مطالب بالمياه الاخرى.
(8) لا يدخل المدنيون في أي تبادل، بتعبير آخر، الأرض التي يسكنها الفلسطينيون لن تكون خاضعة للتبادل.
(9) الأراضي الفارغة لا تقع مبادلتها إلى إسرائيل.
(10) الأمن ليس شرطا لتبادل الأرض لأنه ستكون هناك دوما حدود بين فلسطين وإسرائيل. (مثلا، ليس هناك اتفاق يوفر عمقا استراتيجيا بسبب قلقيلية وطولكرم، إلى آخره). السلام هو الوسيلة الوحيدة التي توفر السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد السواء.
ـ على أساس هذه العوامل، بعض المستوطنات لا يمكن أن تدخل في المبادلة تحت أية ظروف ويشمل ذلك مستوطنة معاليه ادوميم، جيفعات زئيف، حار حومة (ابو غنيم) وأرئيل. هذه المفاوضات ليست سوقا والمسألة ليست متعلقة بأرقام للتوافق والاختلاف. نحن نريد أن نحقق مطالب الطرفين.
ـ اقترحنا أن يدخل 63 بالمئة من مجموع المستوطنين فيما يقل عن 2 بالمئة. هذا المقترح يحقق مطالب كل الأطراف.
ليفني: هل هذا مع القدس أو بدونه.
قريع: مع القدس.
عريقات: بعد مراجعة مقترحكم في الاجتماع الماضي، قمنا بمراجعة المناطق وأخذنا في الاعتبار احتياجاتكم وبناء على ذلك قدمنا مقترحات بطريقة تحقق مطالب الطرفين.
قريع: سيبدأ الدكتور سميح العرض.
سميح: حاولنا في المقترح الذي سنقدمه لكم أن نكون أكثر عدلا من المقترح الذي قدم إلينا
ـ المفاوضات حول الأرض:
1ـ خط 1967 هو الأساس الوحيد
2ـ التبادل وفق نسبة 1:1 مع نفس الحجم والقيمة
3ـ تشمل الكل بما في ذلك القدس ونهر الأردن، إلى آخره.
ليفني: ماذا تقصد بنفس القيمة؟
قريع: إذا كان الضم في منطقة القدس فان التبادل يقع في منطقة القدس.
طال: كيف يمكن أن نقيس هذا؟ الأرض لها نفس القيمة.
ليفني: أم أن هذا مجرد شعار؟
سميح العبد: انه ليس شعارًا. لا أريد أن احصل على ارض في صحراء دنهية في مقابل أرض في القدس مثلا.
عريقات: قيمة الأرض تحدد كيفية استفادة الطرف الآخر منها.
ليفني: هل سيكون للممر الآمن نفس القيمة لما سيقع ضمه لإسرائيل؟
سميح العبد: أنت تتحدثين عن الممر الآمن ولكن قيمة الحي اليهودي في القدس لا تقدر.
ليفني: افهم انه من الصعب حساب القيمة.
الجندي: إنه من المهم أيضا أن نرى أننا نتحدث هنا عن كل المناطق. بتعبير آخر، لا نستطيع أن نتفق على جزء من الحدود فقط لأنه من المستحيل إدراك معنى الجزء دون معرفة طبيعة كل الحدود.
ليفني: ذكرتم القدس. هل تعتقدون ان هذه هي أجندتنا السرية؟
سميح العبد: المصالح.
المصالح الفلسطينية:
ـ الاعتراف السياسي
ـ ليفني: آمل أن تقول نفس الشيء عندما تتحدث عن مصالحنا.
ـ العبد: انتظري وسنأتي إلى ذلك.
1ـ السيادة والسيطرة
2ـ الحيوية والتواصل الجغرافي
3ـ القدس
4ـ الأمن
المصالح الإسرائيلية:
1ـ التقليص من التكلفة المالية والسياسية
2ـ القدس
3ـ الأمن
حدود 1967
- القدس الشرقية (كلم مربع)
- المناطق المتنازع عليها (اللطرون، القدس)

ليفني: اللطرون لم تكن محتلة. على أي حال، هذا موقفكم.
العبد:
- جزء من البحر الميت
ـ قطاع غزة
قضايا أخرى مرتبطة بالأرض:
ـ تواصل الأراضي (الممر الآمن).
ـ الحدود المائية.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

التبادل:


[IMG]http://www.palsharing.com/i/00015/s5eqab0yqsof.***[/IMG]


تيرزا: سكان غوش ايتسيون يبلغ عددهم 50000 والطريق القريب من جبع لم يقع إدخاله في التبادل.
ليفني: المشكلة هي الطريق الى غوش ايتسيون.
العبد: كما ترون، هناك منطقة كبيرة من الأراضي الفارغة ونعتقد أن بيتار يمكن ان تكون منطقة مناسبة للعبور والتجارة وغيرها. قد تكونون على علم انه كان هناك خط سكة حديدية هناك.



[IMG]http://www.palsharing.com/i/00015/k14von8zout7.***[/IMG]

ليفني: ألا توجد هارحوما؟
الجندي: المصلحة هي إعادة وصل القدس وبيت لحم. إعادة الوصل هذه لها دلالة اجتماعية ودينية واقتصادية وسياحية. إنها أهم حتى من الربط بين القدس ورام الله. المنطقة مهمة أيضا بالنسبة لتوسع بيت صفافا التي أصبحت مدينة معزولة بين مستوطنتي جيلو وهارحوما.
قريع: لمعالجة النمو الطبيعي.
ليفني: الآن نحن نتحدث عن النمو الطبيعي؟!
العبد: هناك ارض فارغة ولكن لا تستعجلي. لا تذهبوا وتستولوا عليها غدا وتبنوا مستوطنة جديدة.
صائب: نحن نبني لكم اكبر قدس في التاريخ.
الجندي: هذه المنطقة كانت هي الأصعب في تحديدها
طال: كيف يمكن ربط مستوطنة بيسغات زائيف بالتل الفرنسي؟
العبد: يمكن ربطهما عن طريق بناء جسر.
ديكل: لقد تجاوزت كل شيء. هل هي على جانبكم أم على جانبنا؟
قريع: إنها على جانبنا مع معاليه ادوميم وأرئيل.
تيرزا: هناك كيبوتس (تجمع سكني يهودي ـ إضافة المترجم ـ على هذه الناحية قرب بيت اقصى).
العبد: ليس بالضبط.
عريقات: القصد هو عدم اخذ ولا واحد إسرائيلي.
العبد: لقد رسما الخط بطريقة تبقي لكم على الطريق الرئيسي الذي يربط تل أبيب بالقدس. دير اللطرون مهم بالنسبة لنا ولكنه ذهب لكم لان الطريق مهم بالنسبة لكم. لقد أخذنا في الاعتبار مصلحتكم عن طريق المحافظة على الترابط بين تل أبيب والقدس.
الجندي: المصلحة هنا هي في المحافظة على التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية. سيكون من الصعب إدخال المزيد من المستوطنات دون خلق جيوب فلسطينية.
ليفني: هذه المنطقة والمنطقة التي تقع الى الشمال منها هي الأكثر تعقيدا. اين تقع المؤسسة التركية (Turkish Enterprise)؟
يرزا: ليست هنا. إنها في المقيبلة.
تيرزا: مرة أخرى، هناك كيبوتس في هذه المنطقة.
ليفني: هل هو دحلان مرة أخرى في كل الأماكن؟
العبد: تترك المنطقة الشمالية من قطاع غزة إلى وادي هربيا كجزء من المبادلة مع منطقة عبسان الكبيرة والصغيرة بالإضافة إلى المنطقة الشرقية كجزء من المبادلة.
ليفني: هذه المنطقة وافق عليها المصريون.
الجندي: نعرف أن المنطقة الشمالية قد وقعت مبادلتها مع عبسان الكبيرة والصغيرة.
العبد: نريد أن نراجع هذا ونثبته على الخريطة.
الجندي: وفقا لاتفاقية الهدنة لسنة 1950 بين مصر وإسرائيل فقد تغير خط الهدنة. الأمر كله يتوقف عمن له منفذ لبيانات موثقة حول هذا الموضوع.
ليفني: من الواضح أن معاليه ادوميم وجفعات زئيف وهارحوما غير موجودة.
العبد: لا يمكن التوصل الى سلام حقيقي بوجود جيب 18 كلم داخل فلسطين. لا نريد ان نخلق مشاكل في المستقبل. لا نريد ان نلحق ضررا بالسلام.
عريقات: هل يمكن أن تتصوروا أنكم تقبلون لأجل السلام أن يكون هناك يهود كمواطنين كاملي الحقوق في فلسطين مثل العرب الإسرائيليين؟
ليفني: ولكن كيف لي ان أوفر الأمن لإسرائيليين يعيشون في فلسطين؟
عريقات: هل يمكنكم ان تتصوروا أني غيرت جيناتي وقبلت بوضع يكون فيه اليهود مواطنين لهم نفس الحقوق التي أتمتع بها أنا وزوجتي. هل بإمكانكم أن تتصوروا أن هذا سيقع يومًا؟
ديكل: ليس لدي مثل هذا الهوى.
ليفني: علي ان أفكر في هذا. لا ادري. انتم اقترحتم شيئًا، ولكنني اعتقد انه علينا أن نكون مبدعين. مشكلتي هي مشكلة الأمن.
البعض قال لي انه سيكون هناك عنف فيما بين هذا الجزء من شعبي اذا ما أخليتهم ولكن الضغط يكون اقل إن انا أعطيتهم حق الاختيار. لا استطيع تحمل مسؤولية حياتهم في حالة تعرضهم للخطر ثم يكون على الجيش ان يتدخل. انه سؤال مشروع ولكننا نحتاج ان نفكر فيه.
ديكل: ما هو غائب هنا هو معاليه ادوميم، هارحوما، الفصل بين التكتلات اليهودية في القدس، غوش ايتسيون، جيفعات زائيف وأرئيل.
ليفني: ماذا ستأخذون للممر الآمن؟
عريقات: 5 كلم مربعة ولكن إذا استعملنا مسارا آخر فان المنطقة ستكون اصغر.
ليفني: لو أننا اقترحنا شيئا آخر لوقفتم وصحتم. عليكم أن تفهموا درجة تعقيد هذا الأمر. فربما تقدرون مصلحتهم أكثر. في أرئيل أيضا هناك بعض المناطق لا بد أن تضم.
العبد: قمنا بكل ما نستطيع لأجل إدخال اكبر عدد من المستوطنين.
ليفني: أريد أن أقول ان هذا المقترح لا يعجبنا لأنه لا يلبي طلباتنا وربما لم يكن من السهل عليكم أن تفكروا فيها ولكنني حقيقة اقدر ذلك. اعتقد أن هناك سببا لان نواصل.
قريع: نتفهم كم كانت شاقة بالنسبة لكم أيضا.
عريقات: في القدس كانت صعبة بالنسبة لنا ولكننا قررنا أن نعطيكم.
ليفني: هل بإمكاننا أن نحصل على الخرائط؟
عريقات: أريد أن أقول شيئا. أنا من القيادة التي يرأسها أبو مازن والقيادة لا تقبل الوقائع على الأرض.
ليفني: لأجل ذلك قلت ما قلت.
عريقات: هذا ليس قرآنا. لم ينزل جبريل من السماء ليبلغه لنا. أخذنا بعين الاعتبار مطالبكم ومخاوفكم ولكن ليس الكل. هذه أول مرة في التاريخ الفلسطيني الإسرائيلي يقدم فيها هذا المقترح بطريقة رسمية. ما نقوم به لن يقوم به احد لنا، لا الأمريكيون ولا الأوروبيون.
ليفني: اعرف هذا.
عريقات: وباعتبار أنكم لم تعطونا مقترحاتكم...
قريع: ليس لهذا السبب فقط.
عريقات: سندرس الأمر. لدينا تعقيدات داخلية كثيرة. آمل أن تعطوا قريع فرصة حتى يقرر. ولكنكم تستحقون صورة منها. ما هو مهم هو أننا بدأنا نشارك ونتعاون.
قريع: سنفكر وانتم تفكرون أيضا.
ليفني: لعل الأمر التالي يكون، بعد أن نتعرف على مواقف بعضنا البعض، هو أن يجلس الخبراء معا ويناقشوا الفروق والاختلافات بين الخرائط.
قريع: لا بد أن يفعلوا ذلك.
تيرزا: نحتاج الحصول على الملف فقط ولا حاجة للخريطة.
ليفني: اقترح أن تجلسوا معا وتراجعوا الخريطة وتناقشوها. ويمكنكم أيضا أن تصححوا بعض الأشياء فيها مثل الكيبوتس التي قال تيرزا إنها توجد في مناطق التبادل.

عريقات: ليس لدينا أي نية في إدخال أي إسرائيلي.
ليفني: السؤال هو كيف نكون مبدعين؟
عريقات: هل تريدون الجلوس معا غدا ونتبادل الخرائط؟
ليفني: مرة أخرى، اقدركم كان صعبا بالنسبة لكم ان تقدموا هذا المقترح.
قريع: نريد أن نحقق تقدما في قضية الأمن ونريد أيضا أن نبدأ قضية اللاجئين.

ضمن محاولات السلطة الفلسطينية لحل مسألة القدس عريقات يبتكر حلا للحرم الشريف

عريقات ابتكر حلا لتقسيم المدينة القديمة في القدس (الفرنسية)

بينت سجلات التفاوض التي حصلت عليها الجزيرة أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم القدس ومقدساتها.

تبين محاضر الاجتماعات التي أقيمت في مقر وزارة الخارجية الأميركية أن عريقات كان راغبا في التخلي عن الحرم الشريف، وإخضاعه للجنة دولية مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس.

لقد كان موضوع السلطة على الحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى من أكثر المسائل الخلافية تعقيدا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال عقود من المفاوضات بين الطرفين.

ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2009 مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل ونائبه ديفيد هيل والمستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية جوناثان شوارتز، أخبر عريقات الأميركيين عن حله "المبتكر" لتقسيم المدينة القديمة في القدس.

معايير كلينتون

"
حتى المدينة القديمة يمكن حل مسألتها (مناقشة تفاصيل السيادة على المدينة القديمة) ما عدا الحرم الشريف وما يدعونه هم جبل الهيكل. هنا تحتاج إلى أفكار مبتكرة من أناس مثلي...


صائب عريقات
"
اقترح عريقات التمسك بما يسمى معايير كلينتون، وهي خطة قدمها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، وتقضي بموافقة مشروطة على الكتل الاستيطانية الغير شرعية، وأن يكون تبادل الأرض بين أراضي ما قبل 1967 وأراضي الضفة الغربية.

عريقات: إنها محلولة. لديكم صيغة معايير كلينتون. بالنسبة للسيادة على المدينة القديمة، ما عدا الحي اليهودي وأجزاء من الحي الأرمني.. يمكن أن يترك الحرم للنقاش لاحقا، هناك طرق مبتكرة، مثل تعيين هيئة أو لجنة تتولى مثلا عدم الحفر تحت المسجد الأقصى.. الشيء الوحيد الذي لا أستطيع فعله هو أن أتحول إلى صهيوني".

شوارتز: يجب التشاور مع السيناتور ميتشل، هذه فكرتك الخاصة.

عريقات: هذه المحاورة هي بصفتي الشخصية.

شوارتز: لقد سمعنا الفكرة من آخرين، لذلك أنت لست أول من يطرحها.

عريقات: الآخرون ليسوا كبير المفاوضين الفلسطينيين.(لاحقا)

عريقات: حتى المدينة القديمة يمكن حل مسألتها (مناقشة تفاصيل السيادة على المدينة القديمة) ما عدا الحرم الشريف وما يدعونه هم جبل الهيكل. هنا تحتاج إلى أفكار مبتكرة من أناس مثلي...

دوافع غامضة

لا يعرف إذا كان عريقات قد أدلى بدلوه ليكسب إعجاب نظرائه الأميركيين أم ليكسر جمودا في المفاوضات استمر لأشهر عديدة، ولكنه في 15 يناير/كانون الثاني تباهى أمام طاقم ميتشل مرة ثانية بالعروض الفلسطينية –من ضمنها القدس- التي قدمت في أنابولس، أملا في أن تعتبر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة الفلسطينية "شريكا كاملا في السلام".

"
ما في تلك الورقة تعطيهم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي، وعودة عدد رمزي من اللاجئين ودولة (فلسطينية) منزوعة السلاح... ماذا يمكنني أن أعطي أكثر من ذلك؟

صائب عريقات
"
عريقات: الإسرائيليون يريدون حل الدولتين ولكنهم لا يثقون بأحد. إنهم يريدون هذا الحل أكثر مما تتخيلون، وفي بعض الأحيان حتى أكثر من الفلسطينيين. ما في تلك الورقة تعطيهم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي، وعودة عدد رمزي من اللاجئين ودولة (فلسطينية) منزوعة السلاح... ماذا يمكنني أن أعطي أكثر من ذلك؟".

مصير القدس الشرقية

كانت محادثات كامب ديفيد عام 2000 المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة فلسطينيون وإسرائيليون وجها لوجه ليناقشوا مصير القدس الشرقية المحتلة والمواقع المقدسة.

القانون الدولي وحدود عام 1967 تبين بوضوح أن الحرم الشريف ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانوا رغم ذلك راغبين بمناقشة الحرم الشريف في مفاوضات كامب ديفيد، ورغبتهما تلك كانت مثار جدل كبير. الكثير من المشاركين بتلك المحادثات أجمعوا على أن مسألة الحرم الشريف كانت العائق الأكبر في وجه نجاح المحادثات.

ورغم المقترحات المتعددة من كلينتون لتقسيم السيادة على الحرم الشريف، رفض عرفات بكل فخر وأكد رفض منظمة التحرير الفلسطينية المساومة على الحرم الشريف. كان موقف مبدئي من عرفات صب عليه جام غضب الأميركيين والإسرائيليين، إلا أنه أكسبه احترام الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية جمعاء.

ائتلاف أولمرت

الحرم الشريف كان موضوعا نادرا ما أثير في عملية مفاوضات أنابولس التي شملت 260 جلسة محادثات بين نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وديسمبر/كانون الأول 2008. ويعود ذلك أساسا إلى أسباب سياسية داخلية إسرائيلية.


كان شركاء إيهود أولمرت (رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها) في الائتلاف يطالبونه بأن تظل مسألة الحرم والمواقع المقدسة بدون حل، لا بل إن حزب شاس اليهودي المتطرف هدد بأن ينسحب من الحكومة إذا ما تمت مجرد إثارة مسألة الحرم.

وهكذا كان الوفد الإسرائيلي المفاوض غير مفوض بالتحدث عن الحرم، كما جاء في اجتماع بتاريخ 2 يوليو/تموز 2008 على لسان عودي ديقل كبير مفاوضي حكومة أولمرت.

سأل ديقل عريقات قائلا: "لماذا تصرون أن تثيروا مسألة القدس في كل مناسبة، أليس هناك تفاهم بين القادة حول هذا الموضوع؟" بهذه الكلمات يعترف الإسرائيليون بأنه لا يمكنهم التفاوض على أي مسألة بخصوص القدس".

ورغم ذلك السلطة الفلسطينية قدمت وطرحت أفكارها، ولم تعر بالا للعواقب التكتيكية التي تترتب على تلك العروض، ورغم ما هو معروف عن الإسرائيليين بابتلاع أي تنازل يأتيهم دون إزعاج أنفسهم بدفع الثمن.

خلال اجتماع بتاريخ 29 مايو/أيار 2008 في القدس في مرحلة ما بعد أنابولس، قال ديقل لمسؤولي السلطة الفلسطينية إن معايير عملية السلام قد تغيرت.

عجلة الزمن

"
نحن لسنا في موقع من أخذ منكم شيئا وعليه إرجاعه لكم. نريد دولة فلسطينية لأن ذلك في مصلحتنا

عودي ديقل

"قال ديقل لخبير الخرائط في منظمة التحرير الفلسطينية: "منذ عام 2000، حدثت أشياء وبالتالي نحن لسنا في نفس النقطة التي انطلقنا منها. لقد بدأتم حربا مروعة ضدنا فقمنا بخلق واقع على الأرض. هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، لذلك لا يمكننا العودة إلى كامب ديفيد. الظروف تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين. الحقائق تغيرت. لذلك لا نقدر أن نوقف عجلة الزمن ونعتبر أننا لا زلنا في العام 2000. الشرق الأوسط قد تغير".

وأضاف ديقل في وقت لاحق من الاجتماع: "نحن لسنا في موقع من أخذ منكم شيئا وعليه إرجاعه لكم. نريد دولة فلسطينية لأن ذلك في مصلحتنا، لا يمكننا أن نتوانى مع منطق "إرجاع ما أخذ".

وبعد أن فشلت محاولات أحمد قريع في اجتماع لاحق بإقناع الإسرائيليين بالعودة إلى الوراء، بدأ الفلسطينيون ومع انطلاق عملية أنابولس الاقتناع بضرورة الاعتماد على تدويل القدس.

في 31 أغسطس/آب 2008 تلقى عباس مقترحا شفويا من أولمرت ينص على أن تشكل لجنة بعضوية الولايات المتحدة ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية لتحديد مصير الحرم الشريف.

إلا أن اللجنة لم تكن لتملك القوة لتجبر إسرائيل على توصياتها ولا حتى السلطة الفلسطينية، الطرف الضعيف في المفاوضات.

لجنة دولية للقدس

عريقات بدا راغبا في قبول الاقتراح، حتى وإن كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى فهم تاريخي لقضية الحرم الشريف وتعتبر أقرب وأصدق حلفاء إسرائيل. الأدهى من ذلك، أن كلا من مصر والسعودية والأردن سوف تستخدم اللجنة لمصلحة قضاياهم وكلهم –وخاصة السعودية- لديهم مصالح في وضع الحرم الشريف. فمنذ إطلاق مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط عام 2002، والتي تبنتها الجامعة العربية، أصبحت القضية الفلسطينية وإسرائيل في صلب اهتمامات المملكة العربية السعودية.

مع مشكلة التطرف المتصاعد في المملكة (القاعدة) ومع هاجس مواجهة إيران التي قد تمتلك سلاحا نوويا، أصبح من الواضح أن الوصاية على الحرم ستكسب صاحبها الولاية على الحرم والمسجد الأقصى أولى القبلتين.

في نهاية محادثات أنابولس وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 2008، أي قبل أسابيع من حرب غزة قال عريقات لديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إن "جل اهتمام السعوديين هي القدس، وليس تبادل الأرض ولا المناطق".

"بالنسبة لهم القدس هي الحرم" أضاف عريقات.

المصدر: الجزيرةغدا تكمل الجزيرة سلسلة فضائح السلطة الصهيونية بخصوص ملف اللاجئين والتنازلات التي قدمتها عن حق العودة