09-04-2010, 11:46
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
2252
|
تاريخ التسجيل :
16 - 3 - 2010
|
فترة الأقامة :
5368 يوم
|
أخر زيارة :
03-05-2010
|
المشاركات :
17 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10 |
|
|
جبل التوباد ، جبل العشاق ، جبل قيس وليلى ( صور )
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كلما ذُكر " جبل التوباد"
تداعى للفكرة والخيال تلكم القصة الشهيرة
التي أصبحت من اروع الحكايات التي تروى
في المجالس الأدبية ، وأبدع الشعراء
في كتابة الأشعار عنها .
إنها قصة " قيس وليلى "
ويعد جبل التوباد في محافظة الأفلاج ( 350كم )
جنوب مدينة الرياض من المعالم السياحية والأثرية
البارزة في المملكة نظرا لارتباط الجبل بـ ( قيس وليلى )
وبكل التفاصيل ، التي تناولتها كثير من المقالات والروايات
وجسدتها الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية.
غير أن جبل التوباد الجدير بالاهتمام بوصفة جزءا
من تاريخ نابض بالحياة يعاني الان من قلة العناية
والاهتمام و نقص الخدمات وقد قال فيه المجنون
قيس بن الملوح مخاطباً إياه بهذه القصيدة الجميلة :
وأجهشت للتوباد حين رأيته **** وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته **** ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم **** حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم **** ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً**** فراقك والحيان مؤتلفان
وقال أحمد شوقي فيه :
جبل التوباد حياك الحيا **** وسقى الله صبانا ورعا
فيك ناغينا الهوى في مهده**** ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها **** وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمنا **** ورعينا غنم الأهل معاً
هذه الربوة كانت ملعبا **** لشبابينا وكانت مرتعاً
كم بنينا من حصاها أربعا **** وانـثـنيا ومحونا الأربعا
وخططنا في نقا الرمل فلم **** تحفظ الريح ولا الرمل وعى
لم تزل ليلى بعيني طفلة **** لم تزد عن أمس إلا إصبعا
ما لأحجارك صما كلما **** هاج بي الشوق أبت أن تسمعا
كلما جئتك راجعت الصبا **** فأبت أيامه أن ترجعا
قد يهون العمر إلا ساعة **** وتهون الأرض إلا موضعا
& & & &
غار قيس وليلى
ويقع جبل التوباد داخل قرية الغيل والتي سكنها
قديما قبل تقريبا ألف عام قبيلة بني عامر التي ينتمي
لها قيس بن الملوح وليلى العامرية وتقع الغيل حاليا
في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الافلاج
والتي تستقر فيها الآن قبيلة الدواسر
وتبعد عن مدينة ليلى عاصمة المحافظة ( 40 كم )
وتشتهر بالزراعة وخصوصا زراعة النخيل والخضراوات.
ويقع بوسط جبل التوباد غار يسمى ( غار قيس وليلى )
وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل
بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار يقال أن قيس وليلى يجلسان فيه
ويتبادلان الشعر والغزل وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار
بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة تخليدا للقصة المشهورة
عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر بنت عمه ليلى العامرية والأيام
الجميلة التي قضياها معا عندما كانا صغيرين يرعيان الغنم فوق
جبل التوباد بعد أن حرم من رؤيتها وزواجها.
وهذا هو الوصف المصور على النحو التالي :
بعد أن تخرج من آخر إشارة في مدينة الأفلاج
باتجاه مدينة الرياض ستكون المسافة 14 كم
حتى مفرق جبل التوباد.
ثم بعد مسافة 30 كم تقريباً من المفرق تظهر لك
بلدة الغيل حيث ستجد هذه اللوحة التي تشير إلى
جبل التوباد يميناً ثم لوحة أخرى خلفها تشير إلى بلدة الغيل .
قرية الغيل الذي ذكرها قيس في عدد من قصائده ومنها :
أبت ليلة بالغيـل يـا أم مالـك،،،،، لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال قيس ايضآ في الغيل :
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكـة * * * أو الجزع من تول الاشاءة حاضر
عندما تلتف يمينا مع هذه الطريق ستقطع الوادي
الذي يخترق بلدة الغيل وستمشي مسافة 200 متر فقط
حتى ينتهي بك الطريق يميناً أو يساراً .
إتجاه يساراً حسب اللوحة التالية
ثم سر في هذه الطريقة لمسافة 400 متر ومباشرة
سيصبح مركز الرعاية الأولية على يمينك وخلفه مباشرة
مدرسة عبدالرحمن بن عوف الإبتدائية عندها ستجد
طريقاً فرعياً صغيراً يقودك نزولاً إلى الوادي إلى
اليسار وهو ترابي ، وستصبح المزارع على يسارك
وهذه الصور من أعلى الجبل توضح المزارع بعد أن
أوقفنا السيارات أمام بداية الجبل .
ستمشي مسافة لا تتجاوز 200 متر لتوقف سيارتك
بعد أن يظهر الجزء الشرقي من جبل التوباد.
والجبل غير بارز ولا يختلف عن الجبال المحيطة به
هذا إن لم يكن أقل أهمية من الناحية التضاريسية
عن بقية الجبال المحيطة به .
ولكن التاريخ هو الذي خلده والحب والشعر وليلى وقيس
ومن الملاحظ أنه لا توجد لوحات عند الجبل تشير إليه
بل قام أحد المهتمين جزاه الله خيراً
بوضع أسهم بواسطة بخاخ البوية للدلالة
على الجبل وغار قيس وليلى .
وهذه صورة أخرى للغار من الداخل
وتظهر هذه النبتة .... أتراها كانت بذرة زرعها قيس؟
أمـرُّ علـى الديـار ديـار ليلـى ^ ^ ^ أُقبـل ذا الـجـدار وذا الـجـدارا
وما حـب الديـار شغفـن قلبـي ^ ^ ^ ولكن حـب مـن سكـن الديـارا
تذكرت هذين البيتين عندما رأيت هذا الجدار
قبل الصعود للجبل فهل كان قيس يقبله؟
قال قيس بن الملوح مخاطبآ ليلى :
تعلقت ليلى وهي غرٌّ صغيـرةٌ،،،،،،ولم يبد للأتراب من صدرها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا،،،إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
فأجابته ليلى باكية لما سمعت شعره :
كلانا مظهر للناس بغضاً،،،،،،وكل عند صاحبه مكيـن
تخبرنا العيون بما أردنـا،،،،وفي القلبين ثم هوى دفين
فلما سمع مقالتها خر مغشياً عليه , فلما أفاق قال:
صريع من الحب المبرح والهوى،،،،وأي فتى من علة الحب يسلـم
ففطن جلساؤه عند ذلك فأخبروا أباها, فحجبوها
عنه وعن سائر الناس ، فلما حجبت عنه
أنشأ قيس بن الملوح يقول:
ألا حجب عني ليلى والى أمرها،،،،،عليّ يمنياً جاهـلاً لا ازورهـا
وأوعدني فيهـا رجـال أبوهـم،،،،أبي وأبوها ثخنت لي صدورها
على غير شيء غير أني أحبها،،،،وإن فؤادي عند ليلـى أسيرهـا
وإني إذا حنّت إلى الإلف إلفهـا،،،همّا بفؤادي حيث حنت سحورها
ولما عرف عنه بين القبائل حبه لابنة عمه
وولعه بها قام أبوه واخوته وبنو عمه وأهل بيته
فأتوا ابا ليلى وسألوه بالرحم والقرابة ورب العرش العظيم
أن يزوجها منه, وأخبروه أنه ابتلي بها .
فأبى أبو ليلى وحلف فأخرجه أبوه الى مكة كي يدعو الله
في بيته الحرام أن يعافيه مما ابتلي فيه فلما قدما مكة
قال له أبوه:يا قيس قل اللهم ارحني من ليلى وحبها.
فقال قيس: اللهم منّ عليّ بليلى وقربها, فضربه أبوه
فانشأ يقول:
دعا المحرمون الله يستغفرونـه،،،،بمكة شعثاً كي تمحـى ذنوبهـا
وناديت يا رحمن أول سؤلتـي،،،،،لنفسي ليلى ثم أنـت حسيبهـا
وإن أعط ليلى في حياتي لم يتب،،،،الى الله عبـد توبـة لا أتوبهـا
فأخذ أبوه بيده الى محفل من الناس
فسألهم أن يدعوا الله له بالفرج فلما
أخذ الناس في الدعاء له فانشأ يقول:
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج،،،،بمكة والقلوب لها وجيـب
أتوب إليك يا رحمـن ممـا،،،،،عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هدى ليلى وتركـي،،،،زيارتهـا فإنـي لا أتـوب
وكيف وعندها قلبي رهيـن،،،،أتوب إليك منهـا أوانيـب
ومرض الشاعر العاشق مرضاً كبيراً وازدادت
علته وتعسرعلاجه وأعيا الأطباء دواؤه ولم ينجح
فيه الدواء وصار الى اسوأ حال من توحشه في
الصحاري فشق ذلك على ليلى وأذهلها فدعت بغلام
وكتبت اليه:بسم الله الرحمن الرحيم والله يا ابن عمي
إن الذي بي أضعاف ما بقلبك ولكن وجدت السترة
أبقى للمودة وأحمد في العاقبة ثم أنشدت قائلة :
فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى،،،،،،،بأرعـن ركنـاه صفـاً وحديـد
تقطع مـن وجـد وذاب حديـده،،،،،،،وأمسى تراه العين وهـو عميـد
ثلاثون يومـاً كـل يـوم وليلـة،،،،،،،،،أمـوت وأحيـا إن ذا لشـديـد
فأجابها قيس عن كتابها بعدة أبيات منها:
وجدت الحب نيراناً تلظـى،،،،،قلوب العاشقين لهـا وقـود
فلو كانت إذا احترقت تفانت،،،،ولكن كلما احترقـت تعـود
كأهل النار إذا نضجت جلودٌ،،،،،أعيدت للشقاء لهـم جلـود
وبينما هو في أودية الغيل وهو حزين كئيب
إذ مر به فارسان فنعيا إليه ليلى وقالا: مضت لسبيلها
فخر قيس مغشياً عليه, فلما أفاق مضى حتى دخل الحي
بعدما لم يكن يمر به إلا من بعيد , فأتى أهل بيتها فعزاهم فعزوه
فقال: دلوني على قبرها, فلما عرفه رمى بنفسه
على القبر والتزمه وأخذ يقول فيها القصائد والأشعار
وأصبح قيس هائماً في الصحراء لا يرجع إليه عقله
إلا بذكر ليلى ورثائها حتى يغشى عليه.
ويقول أحد الأعراب:فلما أن بكرت إليه وطلبته
فلم أقدر عليه فانصرفت الى الحي وأعلمتهم.
فقام اخوته وبنو عمه وأهل بيته فطلبناه يومنا وليلنا
فلما أصبحنا هبطنا الى وادٍ كثير الحجارة
والرمل إذا به (ميتاً) وقد كان خط بإصبعه
عند رأسه هذين البيتين من الشعر:
توسد أحجار المهامـة والقفـر،،،،ومات جزِع القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشـق مـرة،،،،فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
لقد ثبتت في القلب منك محبة * * * كما ثبتت في الراحتين الاصابع
نهار نهار الناس حتى اذا بدى * * * لي الليل هزتني اليك المضاجع
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى * * * ويجمعني والهم بالليل جامع
ويقول :
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * * * يظنان كل الظن أن لاتلاقيا
& & &
وقد أعاد الشاعر سعد بن ثلاب السبيعي
المعروف بـ ( شاعر التوباد )
اكتشاف غار قيس وليلى من جديد بعد أن
كاد يتلاشى موقعه لعدم تحديده جغرافياً
وينسب ابن ثلاب الفضل في اكتشافه
من جديد إلى عجوز طاعنة في السن جاءت إليه
مستغيثة تناشده استرجاع غنمها التي اعتلت
جبل التوباد ولبى نداءها ووجدها رابضة
في غار أثار في نفسه جملة من الشكوك حوله ؟؟!!!
وعلى الفور انطلق ابن ثلاب صوب الرياض
قاصدا الأديب الشاعر عبدالله بن خميس
من أجل دعوته لمشاهدة الجبل والغار ولبى
ابن خميس الدعوة وزار الجبل لكنه لم
يصعده لألم في ركبته عافاه الله منها
ومتعه بالعافية وقال : هذا هو جبل المجنون وهذا غاره .
|
|
|
|
|
|
|
|
|