عبدالله السنوسي تصفية ام إبعاد؟

عبدالله السنوسي تصفية ام إبعاد؟

طرابلس - خاص - ليبيا اليوم
تناولت وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي خبرا مفاده عزل العميد عبدالله السنوسي المقرحي من قيادة الكتائب الأمنية للعقيد القذافي وتعيين شخصية أخرى من قبيلة القذافة وتحديدا من بيت القحوص مكانه. يأتي هذا التغيير في وقت تعاني فيه كتائب القذافي من إندحار أمام مد الثوار بحيث لم يبقى في حوزته من المدن الرئيسة سوى طرابلس وسرت وسبها التي تجثم عليها كتائبه الأمنية وتهدد أهلها المدنيين العزل ، مما يطرح تساؤلا كبيرا عن جدوى هذا التغيير ، وهل تم هذا التغيير في ظروف طبيعية؟
العميد عبدالله السنوسي يعتبر الذراع الضارب لنظام القذافي وهو الشخص الذي يحظى بثقته حتى في توجيه أبناء القذافي بل من الشخصيات التي أشرفت على إعدادهم بحكم القرابة التي تربطه بالقذافي فهو عديله وبالتالي فعلاقته لا تأخذ الطابع العسكري الذي يجمع القذافي بالمحيطين به بل هي ذات بعد عائلي ايضا ، الأمر الذي أتاح له ما لم يتح لغيره ، واطلقت له صلاحيات واسعة. الكثير من المتابعين للشأن الليبي يعتبروا بروز العميد عبدالله السنوسي كبديل حتمته الموازين القبلية التي يتعاطى من خلالها القذافي في معادلة أراد من خلالها تهميش دور وصلاحيات الرائد عبدالسلام جلود الذي كان يعتبر حتى نهاية عقد الثمانينيات الرجل الثاني في نظام القذافي فكان لابد من إحلال شخصية أخرى لها نفس الإنتماءات القبلية ، ولكنها تمثل دور التابع المطيع وليس دور الصديق والشريك في الإنقلاب الذي كان يتميز به الرائد جلود في إطار مخطط مارسه العقيد القذافي منذ بداية عهد الإنقلاب في إبعاد الشخصيات القوية من مجلس قيادة الثورة بطرق متعددة حتى آل الأمر إليه وإلى أبنائه المعتصم والساعدي وخميس وهنيبال كقيادات عسكرية. عزل عبدالله السنوسي يراه البعض نتيجة حتمية لإخفاقه في كبح جماح المعارضين في الشرق وتحديدا في مدينة بنغازي حيث عهد إليه بإدارة عمليات الكتائب الأمنية فيها حيث خرج هاربا في شكل لا يليق بقائد للكتائب الأمنية ، فيما يراه البعض الآخر أنه نتيجة حساسيات ضده من قبل المقربين من العقيد القذافي من أبناء عمومته من بيت القحوص، ويشيرون في ذلك إلى إنتقاص للسنوسي من قبل بعض القذاذفة حيث يعتبرونه "عبدا" في إشارة فيما يبدو إلى أصوله.
بعض المراقبين يرى أن ما حدث وتحديدا في هذه الظروف العصيبة ، لم ولن يأخذ شكل العزل الطبيعي في إشارة إلى عملية تصفية جسدية أو قتل خارج نطاق القانون نفذت ضد عبدالله السنوسي، ويضعون لهذا السيناريو خلفيات يستندون عليها يأتي في مقدمتها التضييق الدولي على العقيد القذافي وخصوصا فيما يتعلق بالمحكمة الدولية ، مما يجعل هذه التصفية إجراءا استباقيا تحسبا منه لطمس أحد أكبر الشهود على الجرائم التي تمت في عهد هذا النظام بل أحد أهم أدواته ، وخصوصا أنه المتهم الأول في عملية مجزرة سجن بوسليم والتي راح ضحيتها 1200 سجين على اقل تقدير ويشار بوضوح إلى العميد عبدالله السنوسي على أنه هو من قاد فرق التصفية من الكتائب الأمنية لتنفذ هذه الجريمة البشعة في حق معتقلين عزل . ويضيفوا إلى ذلك كثيرا من القضايا الأخرى و منها قضية تفجير الطائرة الفرنسية حيث ان عبدالله السنوسي من أوائل المطلوبين في هذه القضية . هذه القراءة لما حدث تشير بوضوع لعمليات أخرى ربما ستطال بعض الأذرع التي اعتمد عليها نظام القذافي في تنفيذ كثير من الجرائم الخارجية والداخلية وخصوصا من قادة الأجهزة الأمنية والكتائب الخاصة فيما يبدوا تحسبا لمثول أي تحقيق دولي.

البعض الآخر يرى أن ما حدث يمثل إنحسارا في الثقة لدى نظام باب العزيزية ، بحيث ستضيق حتى تكون فقط في العناصر من قبيلة القذاذفة، بل وفي شخصيات من بيت القحوص الأمر الذي يرسم ان دور الشخصيات المتنفذة من القبائل الأخرى سيكون في الخطوط الأمامية من المواجهة مما يعني تعريضهم أولا للخطر . أيا كانت الصورة فهذه هي ضريبة الإعانة على الظلم ، وسواء كانت المسألة إجراء تحسبي لإستحقاقات المثول أمام محكمة دولية أو إنحسار للثقة ، ستبقى العناصر الأمنية التي طالما اعتمد عليها النظام في تصفية معارضيه القربان الذي سيقدمه إزاء تطورات دولية أو عسكرية على ارض الواقع.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج